صيدلية البحر

 يجمع العلماء على أن "صيدلية البحر" أغنى بكثير من صيدلية البر.. فلعل البحار تحتوي على شتى العقاقير التي تحتاجها البشرية بإلحاح، والتي يبحث عنها العلماء والباحثون بإلحاح أيضا.. هذا ما قاله أحد علماء مؤسسة سكريبس Scripps المتخصصة في علم المحيطات ومقرها في لاجولا بأمريكا.

ونذكر فيما يلي عددا من المخلوقات البحرية التي نجح العلماء في استخلاص العلاجات النافعة منها.. فضلا عن الأمراض التي تم الشفاء منها بواسطة تلك العلاجات:

1 - اسفنج أسيكلوفير.. يستعمل على نطاق واسع منذ سنة 1982، وقد أثبت فاعلية ضد مرض الهربز ومرض التهاب المخ.

2 - اسفنج لوفاريلا فاريابيلس (Lufariella Variabilis) اكتشفوه بالقرب من جزيرة بالدو في جنوب المحيط الهادي.. واكتشفوا قدرة الخمائر أو الأنزيمات التي يفرزها والخلاص من الآلام.. ويرجح العلماء قدرة هذه الخمائر على الشفاء من التهاب المفاصل ومرض الخلل العضلي.. وقد أثبتت التجارب هذه القدرة حتى الآن.

3 - الإسفنج البرتقالي، اكتشفوه بالقرب من جزر فيجي واكتشفوا قدرته على الفتك بالديدان الطفيلية.

4 - اسفنج آخر اكتشفوه قرب جزيرة فانواتو.. واكتشفوا فاعلية إحدى المواد الكامنة فيه على كبح فيروس الإيدز.

5 - (الويب) البحر الكاريبي (Whip).. وهو يشفي من الربو.

6 - المرجان الطري.. الشافي من حول العيون.

7 - المرجان الطري الكاريبي، وقد يشفي من التهابات المفاصل والصدفية.

"الأزمة" أم الاختراع

تعاني المناطق الداخلية في أستراليا، وهي سهول خصبة، من أزمة اقتصادية خانقة، فقد تدنت أسعار الحبوب فيها أكثر من أي وقت مضى، وتدنت كذلك أسعار اللحم، لحم البقر والخراف. واختار الفلاحون الأستراليون سبيلا آخر، غير مراقبة البؤس والموت غما! اختاروا العمل على تنفيذ مشاريع جديدة، إن لم نقل مبتكرة، تسهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية، وتسهم أيضا في إعادة البسمة إلى بيئتهم، وقد غلبت عليها مسحة العبوس والكآبة منذ حين. والمهم في الأمر أنهم نجحوا فيما ابتكروا وابتدعوا، فأعطوا دليلا آخر على صدق الحكمة التي أبدع شكسبير التعبير عنها، إذ قال: "صدق العزيمة ضمان لتذليل العقبات وجني الثمرات".

نذكر من تلك المشاريع المشروع الذي نفذه جيرالد وآل ولسون على مزرعتهم الفسيحة (826 هكتارا) في صحراء فكتوريا الغربية، والذي حلت فيه تربية النعام محل الخراف، فقد انصرفوا عن الاعتماد على صوف الخراف إلى الاعتماد على جلود النعام، التي تصلح لصنع الأحذية، وريشها الذي يستعمل في صناعات مختلفة، ناهيك عن لحمها الذي يتميز بانخفاض نسبة الكولسترول فيه. أضف إلى ذلك كله أن زوجا واحدا من نعام التفريخ يبلغ ثمنه 53 ألف دولار أو يزيد. ولكن ما السبيل للحصول على النعام وهو قليل في أستراليا، أو غير موجود؟ وفكر آل ولسون في الأمر، وما أسرع ما قرروا ونفذوا، فقد عمدوا إلى استيراد النعام من الخارج، من اتحاد جنوب إفريقيا بالذات.

ونذكر منها أيضا مشروع روجر هالدين الذي انصرف عن الخراف وصوفها أيضا، واتجه للاعتماد لا على النعام، وإنما على الألباكا شبيه الجمل الذي استوردوا 600 رأس منه من شيلي. وصوف الألباكا غني عن التعريف، ولعله النوع الممتاز الذي يفوق سائر الأصواف نعومة وجودة، والذي يعتبر الصوف الأثير لدى صناعة الثياب الصوفية الرجالية.

ونذكر من تلك المشاريع كذلك مشروع الجمال، وهو المشروع الذي يضمن ربحا كبيرا وصافيا، ذلك أن الجمال البرية كثيرة في أستراليا، وليس هناك ما يحول دون القبض عليها والعناية بها بعض الوقت، تمهيدا لتصديرها. وهذا هو بالضبط ما فعله الأستراليون، وقد صدروا تلك الجمال التي تتميز بسرعة عدوها، صدروها إلى بلدان الشرق الأوسط، وإلى اسطبلات جمال السباق فيها بالتحديد.

وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الأسترالية في كانبرا تشجع هذه المشاريع وتقبل على دعمها بالمال، وقد بلغت تلك المساعدات التي قدمتها لدعم مثل هذه المشاريع نحو 15 مليون دولار، وذلك منذ عام 1986. أما حكومة ولاية فكتوريا فقد ركزت على تشجيع الأفكار الجديدة المبتكرة في هذا المجال، وخصصت جوائز نقدية تبلغ قيمة الواحدة منها 760 دولارا منحتها لكل من يثبت تفوقه في ابتداع مشاريع جديدة وذات مردود مجز..