عن العربفونية والعولمة

عن العربفونية والعولمة

أكتب إليكم بصفتي: عربياً غيوراً على لغته، قارئاً لـ«العربي» منذ أكثر من ثلاثين سنة منذ عهد الدكتور أحمد زكي، أطال الله في عمرك ومتّعك بالصحة والمنعة، وبعد،،

سعادة رئيس التحرير

يسرّني أن أعقّب على مقالكم «العربفونية .. في عصر العولمة» بالعدد «613 - ديسمبر 2009» خاصة وأنك أشرت إلى المنظمة الدولية للفرانكفونية، وقد أحسنت - وفقك الله - حين وصفتها بقولك: «ولعل النموذج الأبرز في هذا الشأن هو المنظمة الدولية للفرانكفونية»، ثم أردفت معللاً: «التي تعكس مدى رغبة فرنسا في نشر ثقافتها للحفاظ على قوتها ونفوذها في العالم».

هنا يا سيدي مربط الفرس، كما يقولون: رغبة فرنسا الأكيدة في الحفاظ على لغتها حيث تراها مصدر قوتها ونفوذها، إلا أن الأمر يا سيدي عندنا مختلف جدا، وسيطل، فمنذ متى اجتمع العرب على أمر واحد مثلاً؟ لا في الحرب ولا في السلم، يجتمعون على الشجب وأهمية انعقاد هذه القمة في هذا الوقت وتبويس اللحى والألقاب الطنّانة الرنّانة، والقمم الثنائية، وضرورة القضاء على الإرهاب وتجارة المخدرات.

أما العملة، الحدود، المناهج، اللغة فحدّث ولا حرج، يا سيدي إن الأوردية التي يتعامل بها أكثر من مائة مليون يمكن في لمح البصر أن تصبح عربية حيث إنها عربية الحروف، وكذلك الفارسية ولا تختلفان عن العربية إلا في بعض العلامات وأسماء بعض الحروف.

إن مثقفينا وأنصافهم وأرباعهم وأشباههم يرون في تطعيم حواراتهم ببعض الكلمات الأجنبية، وخاصة الإنجليزية والفرنسية دليلاً على ثقافتهم ورقيّهم، في حين أن كل كلمة أجنبية ينطقونها تحجب - بالطبع - كلمة عربية أو أكثر، إلا أن فرنسا حفاظاً على لغتها، التي هي مصدر ثقافتها وقوتها ونفوذها:

1 - تجرّم كل فرنسي ينطق بغير الفرنسية بمبلغ (500) فرنك.

2 - تجرّم كل خطأ مطبعي بالمبلغ نفسه أيضاً.

من هنا نجد كيف تحافظ فرنسا - أو الدولة الجادة - على لغتها وثقافتها.

يا سيدي.. لقد أقمت بالسعودية ثلاثة وثلاثين عاماً كان لي خلال خمسة وعشرين منها مشاركات صحفية توطدت خلالها علاقتي بنخبة محترمة من كبار كتّابها وأدبائها ومثقفيها من الذين لم يجدوا غضاضة في شكري - كتابة - على ما كنت أرفعه إليهم من ملاحظات أو أخطاء مطبعية ليس هذا فحسب، بل يحرصون ويطلبون مني الحرص على دوام الصلة.

وفّقكم الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حمدين الشحات محمد
المنصورة - مصر

  • المحرر: أملنا كبير في القمة العربية الثقافية المنتظرة، والتي ستكون اللغة العربية وأسس حمايتها، والحفاظ عليها، والرقي بها بين الناطقين بها، لها الأولوية على جدول أعمال تلك القمة المرتقبة.