تغريبة شوقي بزيع

تغريبة

شعر

هبطوا صباحا من منازلهم وهاموا
لم يحملوا أقمارهم معهم
ولا احتضن النحاس رنينهم في الوعر،
كانت ريحهم بيضاء
حين تجمعوا كحصى على أهدابها
وتحصنوا بهوائها كي لا يناموا
تركوا نوافذهم على شرفاتهم
ترعى غزال الذكريات
وأودعوا حَبَقَ البيوتِ حنينهم
ومضوا
كأنَّ وجوههم قوسٌ من الماضي

وأيديهم سهامُ
غرباء مزروعون كالخبَّاز في
أحواض غصَّتهم
تشيعهم أغانيهم
إلى غرب يضيء نعاسهم ليلاً
ويرشدهم غمامُ
هبطوا من سهلها العالي
لتشرق فوق أطرافي مآذنُها الكثيرة
واستدارةُ صدورها بين القباب
وما أقاموا
حتى إذا رجعوا
اختفى ينبوعها شجراً أصمَّ الريح
وانهمر الحمامُ
هي وردةٌ مقطوفة الأيدي
بلابلها مقفَّاة الحنين
وصدرها جرسٌ من الشبهات
يجرحه الرُّخَامُ

 

شوقي بزيع

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات