وتريات

 وتريات

ظلال الصمت

(1) مرآة

ظلِّ يفتح فاهُ، وظلٍّ
في الصورةِ لا يغلقُ فاهُ
أيهما يَبْتَدِعُ الآهَ
وأيهما يَبْتَلِعُ الآهْ

(2) القمة

ظلٍّ خَلْفَ جيوشِ الفيلِ
وظلٍّ حولَ كَسَادِ النيلْ
أيهما يَرْمِي أيهما
بخطاباتٍ مِنْ سِجِّيلْ؟!

(3) الراجفة

ظلٍّ يَتْبَعُ ذيلَ الريحِ
وظلٍّ يَصْفَعُ خَدَّ الريحْ
أيهما يَلْحَقُ أيهما
بالرَّجْفَةِ والخَطْوُ جَرِيحْ

(4) رضوان

ظلٍّ يَبْحَثُ عن مأواهُ
وظلٍّ لا مأوى إلاهْ
أيهما تَمْتَدُّ يداهُ
لأيهما بِرَحِيقِ رِضَاهْ؟!

(5) على بابك

ظلٍّ يَفْتَحُ بابَ «الآنْ»
لحقائبِ نارٍ وجِنَانْ
والظلُّ الغاضِبُ غِرْبَالٌ
تَبْسُطُهُ كفُّ الرحمنْ

(6) تشريق

ظلٍّ لنَحْلَةِ الطَّرِيقْ
يَقْفُو مَوَاسِمَ الرَّحِيقْ
وظلُّ صَوْمِهَا صَدًى
لَواحَةٍ خَلْفَ الحَرِيقْ

عماد رجب غريب - مصر

الدوحة الخضراء

العلمُ زانَ لنا الرِّحابا
والدينُ أورثَنا الكتابا
فلم انشغالكَ دونَ
معرفةٍ بأيّهما أصابا؟
دعني وآرائي أَهيمُ بها
ولو كانت سرابا!
من قال: إن غنّيتُ أشـ
عاري بلغتُ بها السَّحابا؟
أو ضرَّ بلبلَها المغرِّدَ
أن تشبّهَهُ الغُرابا؟
يا صاحبي إنَّ الحيا
ةَ تَفتَّحت باباً فبابا
وإذا دعوتُ إلى الحوارِ
فما أردتُ به الغِلابا
بيني وبينكَ جدولٌ
صافٍ أُحاذرُ أن يُشابا
إن بِتُّ عُرياناً كيومِ
وُلدتُ لم أسأل ثيابا
حسبي رداءُ كرامةٍ
وتواضعٍ يزهو شبابا
يا سائليَّ عن الهوى
صمت الفؤادُ وما أجابا
الدوحةُ الخضراءُ في
السبعينِ تنبئنا اغترابا
والدينُ والأخلاقُ قد
حملا متاعَهما وغابا
والذكرياتُ الوارفاتُ
رأت منازلَها خرابا
عاد الربيع.. وما انتهى
حُلمٌ بأنّ له إيابا..

سلمان ضحية - سورية

الغيمةُ البيضاءُ
(إلى روحِ والدي، رحمه الله)

من بينِ غيماتٍ بيض
سقطت غيمتي
صارت أشدُّ بياضاً
رجراجةٌ بين يديَّ
ألثمها وأبكي
أبصر السماءَ البعيدةَ الخاليةَ
من كلِّ بشائرِ الظفرِ
جمعَ القومُ أمرَهم
تحزّموا وقرّروا
أن يدفنوها
وبعجلٍ
عيونُهم ملتهمةٌ
وأفئدتهم هواء
صرختُ معترضاً
لا.. لا
تدفنوها فتندموا
لطالما ندِمْتُم
ولم تفلحوا
ألا تتذكّروا
أن موطنَها السماءُ
فكيف تفنوا
غميةً بيضاء
في أرضٍ يباب
مصفرّة كزعفران
ألا تخشوا قادم الأيام
عندما تتساقطُ الغيومُ
من السماءِ
باحثة عن تلكم
الغيمة البيضاء
اتركوا غيمتي تنسكبُ
تراوح المدى
تعلو إلى هناك..

عبدالكريم النملة - السعودية