قضية بعد 40 سنة هل ما زال الأدب في محنة؟ علي شلش

منذ أربعة عقود من الزمان تحدث الدكتور طه حسين عن محنة الأدب وفصل في أسبابها، فهل شفي الأدب من محنته؟ أم أنها لا تزال باقية؟ وهل تختلف الأعراض والمسببات وبالتالي طرق العلاج؟

"حياتنا الأدبية فيما يظهر من أمرها راكدة خامدة ما في ذلك شك. فقد أصبحت الكتب القيمة نادرة، يمر العام دون أن يظهر منها كتاب واحد، فضلا عن كتابين أو ثلاثة والصحف اليومية والأسبوعية لا تكاد تحفل بالأدب. وقد تمر الأسابيع، وقد تمر الشهور، دون أن نقرأ في صحيفة يومية أو أسبوعية فصلا أدبيا ذا بال. والمجلات الشهرية تعنى بلون من الأدب يسير، لا يكلف كاتبه عناء طويلا، ولا يكلف قارئه جهدا ثقيلا. ويستحب فيما تنشر المجلات الشهرية من فصول هذا الأدب أن تكون هذه الفصول قصارا وأن تكون لغتها يسيرة سهلة، وأن تكون موضوعاتها أيسر وأسهل من لغتها. فنحن قوم مترفون لا نريد أن نشق على أنفسنا حين نكتب، ولا نريد أن نشق على أنفسنا حين نقرأ، وأحب شيء إلينا أن نقرأ المقال ثم ننساه.

"والموضوع الذي يحتاج كاتبه إلى أن يدرس فيطيل الدرس، ويبحث فينعم البحث، عسير على الكاتب والقارئ جميعا. وتخير الألفاظ والتأنق فيها يكلف الكاتب والقارئ مالا يحبان أن يتكلفا. فقد دخل علينا السأم، وأصبحنا نؤثر أن نمر بالأشياء مرا سريعا. وكثيرا ما نقرأ لنقطع الوقت، لا لنغذو العقل والذوق والقلب. وكثيرا ما نقرأ لندعو النوم، لا لنذوده عن أنفسنا.

"ورحم الله أياما كنا نرى الوقت فيها قصيرا، سريع الحركة، وكنا نتمنى لو زيد في ساعات الليل والنهار نصفها أو مثلها، لنقرأ فنطيل القراءة، ولندرس فنحسن الدرس. ورحم الله أياما كانت الصحف اليومية والأسبوعية فيها تتنافس أيها يكون أشد عناية بالأدب وأكثر تتبعا للموضوعات التي يفرغ لها القراء في آخر النهار وأول الليل، فيخلون إليها ويستمتعون بها، وينكرون منها ويعرفون، ويكتبون إلى الصحف بما ينكرون ويعرفون. ورحم الله أياما كنا نشغل فيها بهذه الكتب الكثيرة التي تعرض للأدب والنقد ولفنون الحياة على اختلافها فيشغل بها الكتاب ناقدين ومقرظين. ويشتد الخلاف بينهم حول هذا الرأي أو ذاك فتشترك صحف كثيرة في درس موضوع واحد أثاره كاتب من الكتاب، فأنكر عليه كاتب آخر بعض ما قال أو كل ما قال، وأسرع إلى هذا الكاتب وذاك أنصارهما فاختصموا وأطالوا الاختصام، وانتفع القراء والكتاب جميعا بهذه الخصومات.

أين النضج؟

هذا الكلام ليس لي، ولكنه لطه حسين. وليست هذه هي القضية، وإنما القضية أن طه حسين استهل بهذا الكلام مقالا بعنوان "محنة الأدب"، نشر في 31 مايو 1952 بصحيفة "الأهرام"، وكأنه يتخيل حال الأدب هذه الأيام. فمع أنه مضى أكثر من 39 سنة على نشره فلا يزال فيه قدر كبير من الصحة، وانطباق أعراض المحنة - التي تصورها - على أدبنا الحاضر، لا في مصر وحدها، وإنما في العالم العربي في مجموعه أيضا. ومع أن سكان العالم العربي تضاعفوا في تلك السنوات التسع والثلاثين، مثلما تضاعف عدد صحفهم وكتبهم، فلم يتوازن الكيف مع الكم، ولا امتنعت الشكوى من ضعف دولة الأدب.

ومن الممكن أن نضيف الكثير إلى أعراض محنة الأدب المستجدة بعد طه حسين. فالصحف اليومية التي كانت تنشر قصائد الشعر في جيله على صدر صفحاتها الأولى لم تعد مولعة بالشعر، ومنها ما هو معمر وباق حتى اليوم مثل صحيفة "الأهرام". ومرافعات المحامين التي كانت قطعا من الأدب الرفيع أحيانا اختفت، ولم يعد كثير من المحامين أنفسهم يجيدون اللغة التي يترافعون بها، بل صارت معظم المرافعات مذكرات مكتوبة تقدم للقضاة كي يقرأوها على مهل. وفن كتابة السير والتراجم الذي ازدهر في جيل طه حسين لم يعد باقيا منه سوى اسمه. وأدب الرحلات الذي برع فيه أجدادنا يوم كان السفر قطعة من العذاب صار اليوم مثل الديناصور المنقرض في عصر السفر بالطائرات الأسرع من الصوت. وعادة القراءة التي كانت قد أوشكت على الاستقرار في مجتمعاتنا، وفي نظم التربية بمدارسنا، دهمها التلفزيون، وزعزع استقرارها، مثلما خنق فن المسرح. هذه وغيرها أعراض نلمسها بدرجات متفاوتة في حياتنا الأدبية اليوم، لا فرق فيها بين مشرق ومغرب، فكلنا في الهم شرق إذا صحت الاستعارة من الشاعر أحمد شوقي. وهذه الأعراض التي أورد طه حسين بعضها، وأضفنا إليها البعض الآخر، قابلة للعجز والزيادة بلغة المحاسبين والمحاسبات، ولكنها مهما نقصت أو زادت فمعناها واحد، هو أن أدبنا المعاصر يعاني محنة.

كيف؟

قبل الجواب عن هذا السؤال لا بد من الإشارة - في الأقل - إلى بعض مظاهر الصحة والعافية التي بانت على وجه هذا الأدب، وهي مظاهر بدأت في أواخر حياة طه حسين نفسه - وإن كان لم يلتفت إليها كثيرا - ثم ترعرعت بعد وفاته. ولعل أهم هذه المظاهر هو ذلك النضج الكيفي والكمي الذي حققه فن الرواية العربية المعاصرة. وهو نضج كيفي لأنه جعل هذا الفن الصعب المعقد يلين تحت أسنان أقلام كتابنا، وجعل كتابنا الروائيين أنفسهم في مصاف أنضج كتاب الرواية العالمية. وما علينا لكي نمتحن صحة هذا الفرض إلا أن نقارن بين ما كتبه طه حسين من روايات وما كتبه أديب من جيل تال مثل نجيب محفوظ، وأن نقارن ما كتبه الاثنان بما كتبه أديب آخر من جيل أحدث سنا مثل عبد الرحمن منيف. وهو نضج كمي أيضا لأنه أنتج العشرات من الروايات الجيدة في السنوات الثلاثين الأخيرة، كما أنتج عددا لا بأس به من الروائيين على امتداد الوطن العربي من أدنى المشرق إلى أقصى المغرب. ولم تعد الروايات الناضجة فنيا تأتينا من قطر واحد مثل مصر أو لبنان، كما كانت الحال أيام طه حسين. وترتب على هذا كله أن ترجمة الروايات العربية إلى اللغات الأوربية الأساسية أصبحت ظاهرة ثقافية ملحوظة في أوربا وأمريكا، فضلا عن تتويج جهود الروائيين العرب بحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل.

وإذا كان نضج الرواية العربية أهم إيجابيات هذه المرحلة من مراحل تطور أدبنا الحديث فلا شك أن الأعراض السابقة لمحنة الأدب أهم سلبيات المرحلة. ولكن هل ترجح كفة بها إيجابية واحدة على كفة أخرى بها جملة سلبيات؟ هل تغفر حسنة واحدة ذنب كتيبة من السيئات؟

لا نعتقد أن المجال مجال محاسبة على أي حال. ومع ذلك، نعتقد أن هذه الحسنة الواحدة كان من الممكن أن تتضاعف لو لم توجد تلك الكثرة من السيئات، وأن وجود السلبيات الكثيرة يعوق ظهور الإيجابيات، أو يؤخره على الأقل. ولأن أحلامنا، نحن معشر الأدباء، لا حد لها ولا آخر، فلا مفر من أن نسجل بعضها وأجرنا على الله. ولا مفر أيضا من أن نبحث عن أسباب هذه المحنة كما فعل طه حسين نفسه في مقاله المذكور. وهذا أضعف الإيمان.

أسباب المحنة

لقد فتش طه حسين عن أسباب محنة الأدب، بعد أن أورد أعراضها. وتوقف عند ثلاثة أسباب بعينها. ثم دعا الكتاب والباحثين في ختام مقاله إلى تعمق الموضوع وتعرف أسبابه الأخرى. ولكن الوقت الذي ظهر فيه المقال لم يكن مواتيا للتعمق والتعرف. فقد كانت مصر التي خصها بحديثه يرين عليها- وقتها- ذلك الهدوء المشهور في الأمثال بأنه يسبق العواصف. وسرعان ما هبت عاصفة بالفعل، بعد أقل من شهرين، وأطلقت على العهد السابق كله اسم "العهد البائد"، ولم يعد أمامها وقت للتعمق في الماضي أو التعرف عليه، لأن الوقت كله انصب على الحاضر. ومع أن المحنة التي تحدث عنها طه حسين كانت حاضرة، فقد انشغل الناس - ومنهم هو نفسه - بالعاصفة ذاتها، وما شرعته من تغيرات شملت الكثير من وجوه الحياة، بما في ذلك وجه الأدب.

ولكن، ما هذه الأسباب الثلاثة التي تصور طه حسين كمونها وراء محنة الأدب؟

نستطيع إجمال هذه الأسباب على النحو التالي، مع ملاحظة انصرافها إلى مصر وحدها في ذلك الوقت، وإن كان من الممكن وجود أصداء لها في البلاد العربية الأخرى:

1 - ظروف السياسة: منذ قيام الحرب العالمية الثانية عام 1939 حتى تاريخ كتابة المقال لم ترفع الأحكام العرفية إلا لفترات قصيرة. فقد دامت منذ 1939 إلى 1945، ثم رفعت بعد انتهاء الحرب، ولكنها أعيدت مع حرب فلسطين عام 1948، ثم رفعت مرة أخرى عام 1951 لمدة عام واحد. أي أنها دامت نحو تسع سنوات خلال 12 سنة. ومعنى ذلك أنها قيدت الأفواه والأقلام، وأحيت قول نابليون بونابرت لوزير داخليته: "ليس لنا أدب جيد وتبعة ذلك على وزير الداخلية". ولا يمكن أن ينشأ أدب جيد في بيئة غير حرة.

2 - ظروف النشر: كثير من الشباب يكتبون، ثم لا يعرفون كيف يظهرون على الناس ما يكتبون.

ولا يجدون من شيوخ الأدب تشجيعا ولا تأييدا، ولا من الناشرين إقبالا. وإذا طبعوا كتبهم على نفقتهم لا يجدون نقادا يهتمون بها. ويجب على الشيوخ إذن أن يفكروا، وأن يشجعوا، لأن هؤلاء الشباب خلفاؤهم.

3 - ظروف التعليم: من الملاحظ أن التعليم الأدبي ضعيف. فالأدب يدرس بطريقة محزنة تكون نتيجتها أن الطالب لا يعرف التراث ولا اللغة، ولا يفهم كيف يبحث أو يقرأ في تراث أمته ولغته.

ومن هذه الظروف مجتمعة تنشأ محنة الأدب في رأي طه حسين. ولكن من الملاحظ أنها ظروف خارجية، أي ليست داخلة في صلب بنية الأدب من حيث هو تعبير خاص عن تجربة إنسانية خاصة. فهي ظروف أو عوامل غير مباشرة، تتفاوت في الدرجة والأثر. وهي أيضا ظروف عامة غير حاسمة في التعبير الأدبي، ولها جانباها النظري والعملي.

من الناحية النظرية - مثلا - نجد أن الظروف السياسية التي تتيح الحرية أمام التعبير الأدبي أفضل من الظروف التي لا تتيح مثل هذه الحرية. ومع ذلك نجد من الناحية العملية أن الظروف غير المواتية ليست - بالضرورة والحتم - مضادة للأدب أو قاتلة للتعبير الأدبي. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى. فعهد لويس الرابع عشر في فرنسا كان عهد ازدهار أدبي بكل المقاييس، بالرغم من الظروف المعادية للحرية، وشعار "أنا الدولة" الذي رفعه لويس المذكور. وكذلك الحال في مصر في سنوات الحرب العالمية الثانية. فقد حرمت الأحكام العرفية والرقابة على الأدباء أن يخوضوا في السياسة بالصورة التي تهدد أمن الحلفاء وسلامة الجبهة الداخلية. ومع ذلك استطاع الأدباء في تلك السنوات الست، وبقليل من الجهد، أن يبدعوا أعمالا جيدة وبارزة في تاريخ الأدب الحديث. وأقرب مثال يرد على الخاطر هو ما فعله العقاد حين اتجه إلى تأليف سلسلة العبقريات التي اشتهر بها. ونشر خلال السنوات الست العجاف- من الناحية السياسية- 17 كتابا، منها ديوانه "أعاصير مغرب" (1942)، وكتاب "رجعة أبي العلاء" (1939)، وكتابان عن النازية وهتلر. وكان الباقي في العبقريات والسير والتراجم. وكذلك نشر طه حسين تسعة من أهم كتبه، وهي على التوالي: مع أبي العلاء في سجنه (1939) دعاء الكروان (1941) لحظات (1942) أحلام شهرزاد وصوت باريس (1943) شجرة البؤس: صوت أبي العلاء (1944) جنة الشوك، فصول في الأدب والنقد (1945). بل لم يتوقف جيل الشباب وقتها عن الكتابة والإبداع. فقد نشر نجيب محفوظ- على سبيل المثال- رواياته التاريخية الثلاث (عبث الأقدار، رادوبيس، كفاح طيبة)، كما نشر أولى رواياته الاجتماعية (خان الخليلي) في آخر سنوات الحرب.

وكذلك كانت الحال في الفترة التالية التي شهدت عاصفة الثورة وتغييراتها المتلاحقة، مما لم يتح لطه حسين نفسه أن يعقب عليه. فلم تختف الأحكام العرفية، ولا الرقابة، بل تفاقم ظرف سياسي كان محدودا في الماضي، وهو الاعتقال بالجملة دون تحقيق قضائي أو محاكمة. وقد شمل ذلك الظرف أدباء كثيرين من مختلف المذاهب والاتجاهات السياسية. ومع ذلك شهد عهد عبد الناصر ازدهارا أدبيا ملحوظا. وفيه ظهرت نهضة القصة القصيرة والمسرح والترجمة بصفة خاصة. ووجد كثيرون من شباب الأدباء مختلف ألوان التشجيع من الدولة، بالمسابقات والجوائز، والوظائف أحيانا، والنشر أحيانا أخرى. ومع ذلك أيضا لم يكن التعليم الأدبي - الذي أشار إليه طه حسين - أحسن حالا مما كان عليه في الماضي، بالرغم من ازدياد عدد الجامعات والمعاهد العليا في ذلك العهد.

يعني هذا كله في النهاية أن الظروف المشجعة للأدب في السياسة والنشر والتعليم لا يمكن الاستغناء عنها، أو الدعوة إلى ضدها، ولكن هذه الظروف ذاتها نسبية ومتغيرة بطبيعتها، ولا سيما الظروف السياسية التي قد تفوقها في الأهمية والفائدة - أحيانا - ظروف النشر والتعليم الأدبي، كما حدث - ولا يزال يحدث - في مصر وغيرها من أقطار العالم العربي.

كيف الشفاء؟

وإذا كنا أشرنا إلى استمرار كثير من أعراض محنة الأدب التي أوردها طه حسين، وإذا كنا أضفنا إليها طائفة أخرى من الأعراض المستجدة، فلا بد أن نشير إلى استمرار الظروف العامة الثلاثة التي فصل طه حسين القول فيها. وربما كان استمرارها المزمن هذا معيبا، ودليلا على بطء إيقاع التغيير عندنا، ولكنه - في الحقيقة - دليل آخر على صحة ما قلناه من أن الظروف غير المواتية نظريا ليست بالضرورة قاتلة للأدب عمليا. ومع ذلك فلا خلاف على أن هذه الظروف أمر غير مستحب ولا مطلوب من ناحية المبدأ، لأن آثارها سلبية على المدى الطويل. وما الغموض في التعبير الأدبي، والرمز المغلق، وتجاوز الزمان والمكان، والجري وراء تقليد حركات الحداثة الغربية، إلا بعض هذه الآثار السلبية، ولا سيما عند الأجيال الطالعة. وهي - في النهاية - تشكل محنة لا شك فيها.

كيف الخروج من هذه المحنة إذن؟

هذا هو السؤال كما قال هاملت. وإذا كان طرحه سهلا فجوابه، وتحقيق هذا الجواب، من أصعب الأمور. وليس على الأدباء في تحقيق علاج محنة الأدب إلا الإبداع وتجويده. أما العبء كله فيقع على أولي الأمر، أو الدول بمعنى أدق. وقد أصبح للدولة في حياتنا المعاصرة كل شيء. فهي التي تملك المال والنفوذ والمنح والمنع. ولا أحد يحقد عليها في هذا السلطان، ولكننا نريدها أن تيسر سبل التعبير الأدبي ووصوله إلى مستحقيه وجمهوره، ما دام بيدها الإعلام والثقافة. ومن الملاحظ أن الإعلام والثقافة عندنا مختلطان مشتبكان، واقعان في قبضة السياسة. ومهما كان تقديرنا للمصلحة العليا التي تدور حولها أي سياسة، فلا بد أن نطالب للأدباء بفض الاشتباك بين الإعلام والثقافة، بحيث يؤدي كل منهما رسالته في تحقيق المصلحة العليا، دون أن يعني ذلك تهميش الأدب، ودفع الأدباء إلى الصمت أو الهجرة. ومن الملاحظ أن الدول العربية المعاصرة تقف من الأدب أحد موقفين غير صحيين. فهي إما تقتر بسبب ضيق ذات اليد، وإما تغدق بسبب سعة ذات اليد. وكلا الموقفين غير مطلوب، فلا التقتير يصنع أدبا، ولا الإغداق ينشئ إبداعا، ولكن الأدب والإبداع تصنعهما التجربة الإنسانية. ولا ينضج التجربة الإنسانية سوى الحرية في تلقيها، والحرية في التعبير عنها.

ويوم يتحقق هذا سيتمنى المرء لو زيد في ساعات الليل والنهار نصفها أو مثلها كما قال طه حسين، حتى يقرأ ويدرس ويبدع. فالمحنة الحالية في الأدب حقيقة لا خيال. والحقيقة لأبد من مواجهتها.