عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • حول وسائل الصيد في التراث العربي

إلى مجلة كل العرب - العربي الغراء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في العدد (617) أبريل 2010، من مجلة العربي الموقرة، قرأت مقالاً للدكتور الفاضل بدري محمد فهد من الأردن حول وسائل الصيد في التراث العربي، وكان بحق موضوعاً شائقاً، وقد أعجبت كثيراً بما ورد في المقال، إلا أن لي بعض الملاحظات حول الموضوع نفسه أوجزها باختصار تتمة للفائدة وهي:

1- الصيد بالمبيدات الكيميائية هو من أخطر أنواع الصيد على الأسماك والكائنات الحية، وعلى البشر أيضاً حيث تنتشر هذه المادة السامة مثل الكلوردين والملاثيون ود.د.ت وغيرها مما اضطر النظام العراقي المباد إلى إصرار وتشريع قوانين صارمة بحق المخالف، حيث تصل العقوبة إلى الإعدام. إلا أنها لم تنفذ في الزمن المباد أو بعد السقوط، وذلك لأسباب كثيرة منها: قوة الناحية العشائرية وعدم السيطرة على الصيادين في المناطق النائية، هذا وتنفق الأسماك والكائنات الحية بعد وصولها إلى المكان حتى بعد مرور أيام عدة.

2- الصيد بالزهر، وهي مادة سامة أكبر من الحية السوداء تطحن مع الحنطة أو الشعير، وعند تناولها تؤثر على الجهاز العصبي للسمكة فتبدأ بالدوران بسرعة ثم بعد ذلك تتقلب على ظهرها ميتة.

3- صيد الصقور: وهي من أصعب عمليات الصيد حيث يذهب «الطاروح» إلى الأماكن التي يتواجد فيها الصقر والشاهين في فصل الخريف ومعه مؤونة كاملة حيث يقوم بعمل حفرة يجلس فيها بعد تغطيتها جيداً وتوضع الشبكة بعد تغطيتها أيضاً مع حمامة وغراب أسود لإغراء الطير، وعندما ينقض عليها تنطبق عليه الشبكة حيث يودع الصياد أيام الفقر، إذ يباع الطير إلى الأثرياء بأسعار خيالية تصل إلى مئات الدنانير أو الريالات لتدريبه على الصيد.

4- الصيد بواسطة الحيوانات، ومنها العجول المدرّبة جيداً، حيث يسير الصياد إلى جانبها ليقترب أكثر من الطريدة.

5- الصيد بالشباك: وهو على ثلاثة أنواع الدائري «السّلية» والهوائي والشبكة التي تدفن في المياه الضحلة مع الحنطة أو الشعير.

عبدالمجيد فيصل عفيف
البصرة - العراق

  • طرفة

ورد في ركن طرائف عربية التي كانت تصدر في مجلتكم العزيزة علينا وعلى كل العرب «طرفة» حيّرتني سنين طوالاً، لا أدري هل هي من الطرائف الخرافية أو هي من الطرائف الصحيحة.

لكنني بعد مدة من الزمن احترت وانتابني ذهول كبير في مقولة عن هارون الرشيد التي جاءت في ركن طرائف عربية أسردها عليكم حتى تكونوا على بيّنة من أمر استغرابي ودهشتي وحيرتي الكبيرتين. ومنذ مدة وأنا أتردد كل يوم بشأن الاستفسار منكم عنها حتى يطمئن قلبي لما أقرأه في مجلتكم كونه يصدر بعد التمكن من صحته وليس فيه أي خطأ يجعلني أتهوّر في الكلام عنه، خصوصاً وهو غاية في الأهمية. والطرفة جاءت في العدد (483) فبراير 1999 عنوانها «فصاحة امرأة وألمعية الرشيد». تقول الطرفة: «دخلت على هارون الرشيد ذات يوم امرأة كانت تحمل حقداً في النفس وكراهية في القلب، والجماعة ملتفون من حوله، فانتبه الرشيد للمرأة وقال لها: ماذا تريدين؟ فأجابته: يا أمير المؤمنين: «أقر الله عينك، وفرحك بما أتاك، وأتم سعدك»، فصاح الجميع بفصاحة المرأة فسألها: مَن تكونين أيتها المرأة؟ فقالت: من آل برمك. ممن قتلتهم وسلبت أموالهم. فأجابها الرشيد: أما الرجال فقد مضى فيهم حكم الله، وأما المال فمردّه إليك، ثم التفت إلى الجميع قائلاً: أما تفهمون بما أجابت المرأة؟ قالوا: لقد قالت كل الخير يا أمير المؤمنين.

فقال: ما أظنكم فهمتم من قولها شيئاً.

أما قولها: «أقر الله عينك» أي أسكنها، والعين لا تسكن إلا بالعمى؟

أما قولها: «فرّحك الله بما أتاك» فأخذته من قوله تعالى: حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً .

أما قولها: «وأتم سعدك» فأخذته من قول الشاعر:

إذا تم أمر بدأ نقصه
ترقب زوالا إذا قيل تم

فتعجّب القوم من بداهة الرشيد وسعة أفقه». انتهى كلام الطرفة العربية.

إن الأمر الذي حيّرني وأدهشني كثيراً هو «أقرّ الله عينك». وهذه الجملة بالذات سارت عادية وجار بها العمل في الدعاء للملوك والرؤساء في خطب يوم الجمعة بالخصوص وفي المناسبات وفي الأعياد بقولهم «أقر الله عينك في ولي عهدكم أو أقر عينكم في أولادكم.. إلخ». إذ يدعو الناس بهذا الدعاء ومعروف على أن العين لا تسكن إلا بالعمى ومرد رغبتي الشديدة أن توضحوا لي وللقراء الأعزاء حقيقة هذه المقولة، حيث إنني أجد في القرآن الكريم ورود هذه الكلمة في مواقف عدة منها:

بعد بسم الله الرحمن الرحيم فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا «سورة مريم». فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَن . «سورة طه». وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء «سورة الحج». رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن «سورة الفرقان». وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوه «سورة القصص». فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُن «سورة السجدة». ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنّ . «سورة الأحزاب».

فهل «فعل أقر» السابق ذكره ليس من عائلة الأفعال التي وردت في المصحف الشريف أم أنه لا ينتسب إليها، وهذا ما حيّرني وجعلني طوال السنين العديدة أتردد في الكتابة إليكم إلى أن حانت الفرصة وجاء وقتها. فمشكورون مسبقاً على سعة صدركم لقراءة رسالتي هاته، وسأكون ممنوناً جداً إذا حظيت بجواب وافٍ يشفي غليلي لأني كلما سمعتها في خطب يوم الجمعة أشمئز وتحاصرني هذه الكلمة لما سبق لي معرفتها عنها، والله يحفظكم ويلهمكم الصواب. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الهواري سيدي عبدالقادر
الرباط - المغرب

المحرر:

قرّت عينُه: أي رأت ما كانت متشوقة إليه فقرّت ونامت، وأقرّ اللهُ عينَه وبعينه: أعطاه حتى تقر فلا تطمح إلى من هو فوقه، وقيل: حتى تبرد ولا تسخن، وقال بعض اللغويين قرّت عينُه أي بردت وانقطع بكاؤها، فإن للسرور دمعة باردة وللحزن دمعة حارة، وقيل: مأخوذ من القرار وهو الهدوء، وقال الأصمعي: أبرد الله دمعته لأن دمعة السرور باردة، وأقر الله عينَه مشتق من القرور، وهو الماء البارد. وقيل: أقرّ اللهُ عينَك أي صادفت ما يرضيك فقر عينك من النظر إلى غيره (لسان العرب).

أما ما ذكر على لسان هارون الرشيد في الطرفة المنشورة، فقد أخذه بالكناية، فالسكون عند الرشيد معناه الموت (كناية) لا المعنى الأصلي وهو الهدوء والرضا والسرور، ولا تنس أن المرأة برمكية، أي من الذين قضى عليهم هارون الرشيد، ولذلك فإنه لم يأخذ بحقيقة معنى الدعاء بل بالكناية.

فالدعاء في حقيقته دعاء بالخير والرضى والسرور.

  • معجم البلدان والمدن

الأخ رئيس تحرير مجلة العربي.. الدكتور سليمان العسكري المحترم..

أعرب لكم عن إعجابي بما تنشره مجلة العربي من مواضيع شائقة ومنها الاستطلاعات التي هي بحق تنقل لقرّائها بالكلمة والصورة الكثير من المعلومات المعرفية عن بلدان وشعوب العالم ومدنه الشهيرة فيعرفون عنها ما لم يكن بوسعهم معرفته.

وكم أتمنى لو أن هذه الاستطلاعات تجمع وتنشر في كتاب خاص أو أكثر من «كتاب العربي» الذي تصدره المجلة دورياً ليصبح ذلك «معجماً» للبلدان والمدن التي شملها الاستطلاع.

آمل تحقيق هذه الأمنية التي لا أشك بأن كثيراً من قرّاء المجلة يشاركونني فيها.

وبهذه المناسبة لا يفوتني هنا أن أتقدم إليكم بجزيل الشكر والامتنان على جميل صنعكم لمبادرتكم الكريمة بموافاتي بأعداد المجلة التي أصبحت أتلقاها شهرياً بانتظام كاشتراك مجاني منكم، لكأني بكم عرفتم ما لها من مكانة خاصة لدي كوني قد صحبتها وصاحبتني منذ ظهور عددها الأول عام 1958م وكنت آنذاك مازلت طالباً في القاهرة، وكم أنا سعيد بهذه الصحبة الطويلة حتى هذه اللحظة!

لطف محمد الإرياني
صنعاء - اليمن

  • الحضور الليبي في «العربي»

إن ارتباطي بمجلتي ومجلة كل العرب، بل والمسلمين، والذين يجيدون العربية في كل بقاع الأرض بدأ منذ الستينيات عندما كنت طالباً في المرحلة الإعدادية، وعلى الرغم من الظروف المادية وعدم انتظام حصولي على هذه المجلة إلا أنها أثّرت فيّ وفي غيري من القرّاء، وساهمت بقدر كبير في تنويرنا وثقافتنا واتساع مداركنا الأدبية والاجتماعية، وذلك لتنوّع ما ينشر فيها من مقالات أدبية وفكرية واجتماعية وعلمية وشعرية ومنوعات، وحتى مسابقات ساهمت في توعية وتثقيف الجميع لأنها كانت أسئلة هادفة، وتجعلك تقرأ وتطلع لكي تتمكن من الإجابة عنها.

وزاد حبي لهذه المجلة العظيمة بعد دراستي في المعهد العربي للتخطيط بالكويت في الفترة من أواخر عام 1974 وحتى أواخر عام 1975م، وما شاهدته من تقدم وتطور، وتلك كانت البداية وبالأكيد أنها الآن في صورة أجمل، وأنني أتأسف لعدم وجود مشاركات أدبية وثقافية من الكتّاب الليبيين في هذه المجلة الرائعة، ربما لخمول الحراك الأدبي في ليبيا، أو لم يعد هناك قرّاء يهتمون بما ينشر في هذه المجلة، والدليل أنه لا يوجد مشاركون حتى في المسابقة الشهرية، حيث لا نجد مساهمين أو فائزين فيها إلا بعد أعداد متباعدة، ولكن هذا لا يعني عدم وجود قرّاء للمجلة، أكرر شكري وإعجابي متمنياً للمجلة ولهيئة التحرير ولكل مَن يساهم فيها كل التوفيق والنجاح، وآمل ألا تنسوا بلادي من التحقيقات المصوّرة ودعوة الأدباء والشعراء والكتّاب الليبيين للمشاركة في الملتقيات الأدبية التي تنظمونها من فترة لأخرى، وذلك تأكيداً لدور هذه المجلة الثقافية العربية، والتي لا تتأثر بالاختلافات السياسية.

وتحياتي وحبي للشعب الكويتي الشقيق ولكل العرب في كل مكان، ورحم الله مَن ترأّس تحريرها وكتب فيها ولو بخاطرة، وبطول عمر مَن يديرها الآن ويكتب فيها ويعمل بصمت من أجل إصدارها وتطويرها. وفقكم الله وبارك فيكم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مفتاح يونس الشيخي
ليبيا

  • الشتات الفلسطيني في العراق

تعقيباً على تحقيقكم المنشور في العدد (613) لشهر ديسمبر 2009 وعنوانه «الفلسطينيون بؤس الشتات». كم أعجبني المقال المنشور، وسعدت به وتمنيت لو كنت أحد المشاركين في هذا الاستطلاع الجميل، وهذا ليس غريباً على مجلة مثل مجلتكم التي اسمها «العربي»، والتي تجمع جميع الأحبة المثقفين العرب، وأنني من أشد المعجبين بمجلتكم الحبيبة إلى قلبي منذ أن كان عمري 7 سنوات، كنت أرى والدي - أطال الله عمره - وهو يحمل مجلة العربي ويتصفحها ويخاف عليها من أن نمزقها أنا وإخوتي، كان يحتفظ بها في مكتبته الخاصة إلى حين احتلال العراق، فتركنا المنزل وهاجرنا وتركنا مكتبتنا الجميلة وكتبه الرائعة، فضلاً عن بيتنا الجميل ذي الألف متر في بغداد.

عزيزتي مجلة العربي..

لكي يكتمل مقال «الفلسطينيون بؤس الشتات» بقي أن أذكر لكم موجزاً عن الفلسطينيين في العراق، وأنا لم ألاحظ أن أي مجلة كتبت عن فلسطينيي العراق سوى بعض المواقع والمدونات الإلكترونية، ذكرتم في مقالكم الجميل أن الفلسطينيين بعد نكبة فلسطين هاجروا إلى لبنان وسورية والأردن، وكذلك مصر، لكن العراق لم تذكروها، مع أنني واحدة من الذين هاجروا إليها، لقد ذقنا مرارة التشرّد والترحيل والتهديد والطرد من منازلنا وخطف أولادنا من قبل الجماعات والعصابات المسلحة التي استولت واحتلت العراق. لم يذكر أحد عن مدى بؤس فلسطينيي العراق، فنحن لم يكن لنا يد في ما حصل بالعراق، ونحن مازلنا فئة مهمّشة لم يذكرنا أصحاب الضمائر الحية في الوطن العربي الكبير، حتى وكالة غوث اللاجئين لم تكن تعلم عنا شيئاً إلى حين احتلال العراق، لأننا عندما هجّر أجدادنا من فلسطين من مناطق شمال حيفا مثل جبع وأجزم وعين غزال والصرفند وعين حوض وعثليث وجبل الكرمل» لم يذهبوا في مجموعات مهاجرة على حدود فلسطين، وفقاً لما أخبرتني جدتي أنهم عند مجيء الجيش العراقي إلى فلسطين لمساعدة الأهالي ضد بطش الصهاينة قيل لهم اركبوا هذه الشاحنات التي كانت تقل الجنود العراقيين واذهبوا إلى العراق، وعندما تهدأ الحرب سوف نعيدكم إلى فلسطين مع عودة جنودنا، وهكذا بكل بساطة كانت هجرة أجدادنا إلى العراق وبقوا فيها منذ حرب 1948 نكبة فلسطين، ومازلنا نعيش فيها.

منى محمود
دمشق

  • خاطرة لحظة

مد يده وأمسك بالقلم ليكتب قصيدة، لكن الأفكار أبت أن تفارق خياله لترافق قلمه، وترددت الأوراق في معانقة كلماته المبعثرة، تشبث بالقلم جيداً وحاول الكتابة مجدداً، لكن الحبر تطاير على صفحاته البيضاء، وكأنه يحاول الهروب بعيداً، أحس بالوهن يتسلل إلى يده، وباليأس يتغلغل في فؤاده، فرمى بالقلم بعيداً، وأمسك رأسه بكلتا يديه، أدرك أن زمان الكتابة قد انتهى، وأن وقت الغربة بدأ، نحى رزمة الأوراق البيضاء جانباً، ثم نهض واقفاً، اتجه نحو الباب وفتحه، استقبله تيار بارد من النسمات الليلية، أحس بالدم يجري في عروقه، وبالتفاؤل يروي حدائق أفكاره الذابلة، خامره شعور عارم بالفرح، فأدار للمكتب بأوراقه وأقلامه ظهره، وأطلق لساقيه العنان، ركض بكل قوته نحو الأمام معانقاً الريح بلهفة العشاق، متجهاً نحو جنته القادمة، صوب فردوسه المفقود.

عبدالعالي محمد أوحيم
أجدابيا - ليبيا

  • رسائلكم وصلتنا

سعيد الرياني (فاس/المغرب)، أحمد علي منصور (كفر الزيات/مصر)، محمد ياسر الصاغرجي (دمشق/سورية)، حسن المنصوري (شبوة/اليمن)، أحمد محفوظ (إربد/الأردن)، سعد شعبان (القاهرة/مصر)، ناجع خضر الحمود (حمص/الأردن)، المتولي عبدالهادي الوسطاني (دمياط/مصر)، إيمان أحمد جندب (صنعاء/اليمن)، محمد الشريف أقروفة (بجاية/الجزائر).

شكراً على آرائكم ومقترحاتكم.. آملين استمرار تواصلكم الدائم معنا في المستقبل.