المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

  • رحلة.. صور مغامرة عُمانية في بيت الزبير

أستهلّ متحف بيت الزبير موسم معارضه لهذا العام 2010 بمعرض «مغامرة ثقافية» الذي يلقي الضوء على أوّل رحلة بريّة لعمانيين في سبع دول من آسيا. محمد الزبير وهو أحد المولعين بالاستكشاف والتصوير خاض هذه المغامرة برفقة سعيد بن محمد بن راشد وسلطان الكندي. ففي فبراير من العام الماضي وصل الأسطول المكون من 28 سيارة «دفع رباعي» إلى سنغافورة للبدء بهذه المغامرة الثقافية وقد شحنت جميع السيارات عن طريق أصحابها إلى نقطة البداية في سنغافورة. مسافة الرحلة كانت بحدود عشرة آلاف كيلومتر معظمها طرق وعرة. احتوى المعرض على أكثر من 600 صورة تسجل مراحل هذه المغامرة من سنغافورة وماليزيا وتايلند وكمبوديا ولاوس وفيتنام انتهاء بالصين. توضح هذه الصور مظاهر الحياة اليومية لأناس هذه المناطق وتقاليدهم ولباسهم وأسواقهم، بالإضافة إلى الهندسة المعاصرة والمناظر الطبيعية التي تأسر الأنظار، بل وتذهب الصور إلى أبعد من ذلك حيث من الممكن مشاهدة صورة لطائر يغني في مسابقة وفيل يرسم زهرة، ويتزامن المعرض مع احتفالات منظمة اليونسكو بالسنة العالمية للتقارب بين الثقافات.

واستطاع متحف بيت الزبير أن يجمع شتات الرحلة التي عاش أحداثها الزبير وزملاؤه بسيارته التي انطلقت تجوب تلك المدن والأحياء السكنية وسط 24 سيارة أخرى هي مجموع ما زودته بها الأندية المتخصصة في شرق آسيا.

وليس هذا فحسب، بل استطاع الحضور أن يتذوق طعم المغامرة، من خلال المأكولات الشعبية لمدن شرق آسيا التي تعرف عليها الجمهور واستساغ مذاقها قبل التعرف على الشخصيات ومعالم تلك المدن، وبذلك تهيأ الجمهور للدخول إلى قاعة العرض، التي توزعت بها صور المدن من بداية الرحلة إلى نهايتها.

ورغم ميل محمد الزبير لالتقاط صور الأوجه البشرية كما يظهر في أعماله السابقة، إلا أن التنوع الذي شهده الجمهور في المعرض، كان خير دليل للوقوف على أبرز العمارات والمعالم الأثرية والثقافية، وأوجه الاختلاف والتشابه في أزياء سكان كل منطقة عن غيرها، بالإضافة إلى طقوس العبادة والمعابد، وطقوس الأفراح، التي صادفها المغامرون أثناء الرحلة، وعنها يقول: «اطلعنا على الكثير من مظاهر الحياة اليومية لأناس تلك المناطق وكنا نتوقف كثيرا للحديث معهم والاطلاع على ما يقومون به بل ومشاركتهم أفراحهم ورقصاتهم في بعض الأحيان، لقد كانوا، مع اختلاف حياتهم المعيشية وبساطتها إلى أقصى الحدود، أناسا طيبين فرحين محبين للغرباء ومتحملين غبار سياراتنا وضجيجها ونحن نمر في طرقهم الضيقة وتجمعاتهم السكنية الصغيرة». ومما تجدر الإشارة إليه أن المعرض، هو مستهل الفعاليات والأنشطة الثقافية التي يقيمها المتحف في العام الحالي، وتأتي ضمن احتفالية السلطنة بحلول العيد الوطني الأربعين المجيد، كما يتزامن مع احتفال منظمة اليونسكو بالسنة العالمية للتقارب بين الثقافات.

مسقط: عبدالله علي العليان

  • زيارة.. روافد كويتية فى مكتبة الإسكندرية

بعد أن احتفلت مكتبة الإسكندرية بمجلة العربي وأصدرت كتاباً تذكارياً عنها وقّعت أخيراً مذكرة تفاهم مع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت يتم بموجبها التعاون للتعريف بسلسلة «روافد»، التي تصدرها إدارة الثقافة الإسلامية والتى تهدف إلى تقديم الإبداع والفكر الإسلامي المستنير من خلال أعدادها التي وصلت إلى الثلاثين، وقد نصت مذكرة التفاهم على أن تتولى مكتبة الإسكندرية رقمنة أعداد هذه السلسلة وإتاحتها على موقعها الإلكتروني.

وقد استقبلت مكتبة الإسكندرية وفداً كويتياً برئاسة إبراهيم الصالح، الوكيل المساعد للشئون الثقافية بوزارة الأوقاف، ضم: بدر السنين، مدير إدارة الثقافة الإسلامية، والدكتور محمد إقبال عروي، مستشار الوزارة، وفلاح نهار العجمي، مراقب التوعية الإسلامية.

ورحب الدكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام، بالوفد الكويتى وأعرب عن سعادته بالتعاون مع وزارة الأوقاف بدولة الكويت، وأضاف: إن إهداء وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية كل إصدارات سلسلة «روافد» للمكتبة يعد إضافة لمقتنياتها، ويعكس التعاون الفعال بين المؤسسات الكويتية والمكتبة. وأعلن عزب عن تعاون جديد بين وزارة الأوقاف والمكتبة فى إطار مشروع إعادة نشر مختارات من التراث الإسلامي، الذي يهدف إلى تقديم مختارات من تراث الفكر النهضوي الإسلامي والتعريف بأهم كتابات التجديد والنهضة وأعلامها فى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، وهو مشروع يتوجه إلى قطاع عريض من طلاب الجامعات والمعاهد العليا العربية والإسلامية من أجل تعريف أفضل بأفكار هؤلاء الأعلام وأعمالهم.

وفى هذه المناسبة أثنى الدكتور خالد عزب على تلقي مكتبة الإسكندرية للعديد من الإهداءات القيمة من مختلف المؤسسات الكويتية، وفى مقدمتها جامعة الكويت التي قدمت مجموعة متميزة من منشوراتها الصادرة عن مجلس النشر العلمى بالجامعة، والتى تبلغ 190 كتابا وأكثر من 400 دورية علمية فى مجالات مختلفة.

وبدوره قام إبراهيم الصالح بالتعريف بالمشروعات المختلفة التي تنهض بها وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية لنشر الفكر التنويرى وربط النخب العربية من مفكرين ومبدعين وأكاديميين بأنشطتها المختلفة وأحدثها مشروع سلسلة «روافد» الذي يهدف إلى إثراء المحيط الفكرى والثقافى والأدبى باصدارات شهرية فى ميادين الفكر الإسلامي والأدب والفنون والمراجعات التراثية بأسلوب إبداعى يتصف بالعمق وفق الرؤية الوسطية التي تدرك الواقع وتستشرف المستقبل.

وأكد بدر السنين على أهمية الرؤية الوسطية فى اصدارات هذه السلسلة، أما الدكتور محمد إقبال عروي فقد اهتم فى كلمته بتوضيح الأسس التي يتم بموجبها قبول الأعمال للنشر فى هذه السلسلة الشهرية، وذكر أن فكرة «روافد» ولدت فى عام 2005 وصدر عددها الأول مع نهاية 2006 ، وقد وصل عدد الإصدارات الآن إلى 30 إصداراً.

وأشار إلى أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: «آفاق»، الذي يختص بالشأن الفكري، وقد صدرت فى رحابها عدة كتب منها: «من قضايا الإسلام والإعلام فى الغرب» للدكتور عبدالكريم بوفرة، و«إسهام»، المعني بالآداب والفنون والذى صدرت فى رحابه العديد من الدواوين والمجموعات القصصية وأدب المرأة، مثل ديوان «تتفجر الأنهار» للشاعرة المغربية أمينة المريني، والمجموعة القصصية «ظلال وارفة» للكاتبة التطوانية الدكتورة سعاد الناصر، وبذلك تصبح وزارة الأوقاف الكويتية أول وزارة للأوقاف في العالم العربي والإسلامي تصدر روايات ومجموعات قصصية ومؤلفات فى الفنون التشكيلية، ثم الـ«مراجعات»، وهو القسم الذي يختص بقضايا التناول الذاتية وفق منهج إسلامي معتدل وقد صدر فيه: «قراءات معرفية فى الفكر الأصولي» للكاتب الغينى الدكتور مصطفى قطب سانو، و«تأمل واعتبار.. قراءات فى حكايات أندلسية» للكاتب العراقى الدكتور عبدالرحمن الحجي.

وقد كان في مقدمة حضور هذا اللقاء الدكتور مصطفى تسيريتش، رئيس العلماء ومفتي البوسنة والهرسك، الذي أثنى على هذه السلسلة واستجاب لفكرة تأليف كتاب حول الإسلام فى تلك المنطقة التي كانت بمنزلة البوابة التي دخل منها الإسلام إلى أوربا تماما كما دخل إليها من الأندلس.

وفى نهاية اللقاء، قدم إبراهيم الصالح درع وزارة الأوقاف الكويتية إلى الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام، تقديراً للجهد الذي قاما به لإنجاح هذا اللقاء فى مكتبة الإسكندرية.

الإسكندرية: مصطفى عبدالله

  • ندوة.. السينما والفنون بالجامعة المغربية: تجارب وآفاق

نظمت مجموعة البحث في الدراسات السينمائية والسمعية البصرية أخيراً بفضاء قاعة الندوات برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان ندوة حول «السينما والفنون بالجامعة المغربية: تجارب وآفاق»، استهلت بكلمة عميد الكلية الدكتور عبدالعزيز علاتي رحب فيها بضيوف اللقاء، كما أبرز الحركية التي تتميز بها مجموعة البحث، وما تحققه من إنجازات على المستوى الوطني والدولي. وقد تضمنت الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور رضوان العيادي عدة مداخلات رصينة، افتتحت بمداخلة «حيرة الصورة» للأديب الدكتور محمد أنقار مستعرضا فيها مختلف أنماط الصور بما في ذلك الصورة الفوتوغرافية، وصور البطاقات البريدية، والصورة الروائية، والصورة السينمائية، وحتى الصورة المستمدة من كلام منظوم أو حتى من خطأ مطبعي أو من شخص نعرفه، متوقفا في هذا السياق الفني والتعليمي عند نمط آخر من الصور يُستعمل في تزيين أغلفة المقالات أو العروض، أو الكتب قبل أن تطبع، ليتطرق بعد ذلك إلى إشكال «الصورة الروائية» الذي يمثل بالنسبة إلى الباحث تحدياً نقدياً مؤرقاً. ذلك أن تنويع النظر من زوايا فنون أخرى من شأنه أن يزيدنا تبصراً ووعياً بمختلف العناصر التي تتشكل منها الصورة المكتوبة بواسطة اللغة، مقدما نموذجا حيا من علاقته المباشرة مع طلبة الماستر الذين بدأ يكلفهم في السنوات الأخيرة بالعناية بإخراج عروضهم، معترفا بأن تجربة اختيار الأغلفة المصورة للعروض جديدة على الطلبة، خاصة بالنسبة إلى هؤلاء الذين يشتغلون بتحقيق التراث. ذلك أن البحث عن الصورة المناسبة يضع الطالب والباحث في موقف حائر. مصدر الحيرة يرجع إلى محاولة الباحث إخضاعَ سلطة صورةٍ لسلطة صورةٍ من نوع آخر، أو محاولةِ رصد التطابق فيما بينهما.. ليختتم مداخلته أنه تكفي تلك الحيرة المتوترة التي يعيشها الناقد عندما يكون في خضم بحثه عن الصورة الغائبة.

الصور الحائرة

إن الصور الحائرة هي بعض من كياننا وسماتنا. أما مداخلة الفنان التشكيلي حسن الشاعر الموسومة بـ «حصة الصورة، الصورة التشكيلية والأيقونية» منطلقا من الصورة كسند للتعبير عن عنصرين: عنصر خارجي الذي يتمثل في الرسم بالملاحظة، وعنصر داخلي يرتبط برسم الأحاسيس، هذه العناصر التشكيلية يعتبرها كأبجدية للصورة بوصفها ترجمة لذكائها وقوة تعبيرها. ثم انتقل تحت هاجس الحفر إلى دلالة كلمة صورة التي تقابل كلمة استنتاخ، وتعني غياب وحضور المرجع في نفس الآن، هذا الغياب المادي للمرجع واستحضاره تشكيليا من خلال الألوان والأشكال والتراكيب والظل والضوء، متوقفا عند الصورة الإشهارية التي تتسم بكونها مقننة ومُفَكراً فيها. ولعل سؤال الدكتور خالد أمين انطلاقا من عنوان المداخلة «أي موقع للمسرح في الجامعة المغربية؟» كان كافيا ليؤكد ما يتميز به مجال البحث العلمي الجامعي المرتبط بالمسرح من حيوية ورحابة الأفق على الرغم من ارتهانه أحيانا ببنيات التفكير التي تتوزع المشهد المسرحي المغربي، إلا أنه يتوق نحو آفاق مشرعة على استشراف علم المسرح الذي ينظر إلى الممارسة المسرحية في ارتباطها بباقي التبادلات الثقافية والرمزية من جهة، وحركية المجتمع من جهة أخرى؛ متوقفا عند مجال البحث العلمي وما له من ارتباط عضوي بالجامعة ومراكز البحث ومجموعات البحث، والمختبرات أو المخابر، وأنه بات من الضروري التمييز بين النقد الصحفي وهو ضرورة قصوى لتوسيع دائرة الاهتمام الجماهيري بالفرجة المسرحية، والدراسات النقدية الأكاديمية المتشبعة بمرجعية علمية صارمة. كما أشار في مداخلته إلى ضرورة أن مستقبل المسرح المغربي رهين بالتفاعل الإيجابي بين البحث العلمي والتكوين التطبيقي المختص والممارسة الميدانية، معربا عن قلقه تجاه وضعية المسرح في الجامعة المغربية، آملا أن يأخذ المسرح مكانته سواء داخل كليات الآداب والعلوم الإنسانية أو الكليات المستحدثة المتعددة الاختصاص، وذلك من خلال إدماجه في منظومة التعليم العالي كتخصص في إطار شعبة المسرح والفنون المشهدية أو شعب التواصل والدراسات المسرحية. أما المخرج السينمائي محمد الشريف الطريبق فقد استرجع ذكرياته بمدرجات كلية الآداب بتطوان وهو طالب فيها في التسعينيات، مذكرا بخصوصيات المرحلة هاته والتي عرفت إدماج السينما في السياق الجامعي متسائلا عن كيفية التعامل مع السينما كلغة أو كبيداغوجيا لكونه يشكل الفرق بين السينما والسمعي البصري، نافيا أن تكون هناك حدود بينهما، مؤكدا أن وجهة نظر المخرج هي التي تقف وراء التمييز بينهما، كما أن هذا التمييز من حيث عمق الرؤية لن يتأتى إلا بالجانب التقني.

السينما والعلوم الإنسانية

في حين افتتحت الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور يونس الأسعد الرياني بمداخلة الدكتور عبدالإله خليفي، والتي عنونها بـ«دور الدراسات السينمائية والبصرية في تدريس الأدب والعلوم الإنسانية» انطلاقا من المجتمع العربي، وكذلك في كليات الآداب الراقية التي يتم توفير أماكن لدراسة السينما فيها، وهو نفس الشيء للأماكن المخصصة للموسيقى والفنون الجميلة، معتبرا أن هذا اليوم الدراسي يشكل فرصة لهاته الكلية من أجل تقوية العروض والفرص، فالدراسة الأدبية ستستفيد كثيرا إذا ما تمكنا من الخروج من الواقع الورقي الجامد الذي تتخبط فيه كلياتنا، مؤكدا على الرغبة في مواكبة التطورات الحديثة التي يعرفها الكتاب، ممثلا بالإصدار الرقمي بما يتيحه من إمكانات مهمة في التواصل، وفي مداخلته الموسومة بـ«الفن والنظرية نحو تعليم جامعي غير تقليدي» انطلق الدراماتورج والمخرج المسرحي الدكتور يوسف الريحاني من اقتراح حاول فيه تحديد الرهان الحقيقي المتعلق بمشروعية استمرارنا في هذا الوجود الكوني المتعدد عن طريق رهانين: التكيف وإرغام النفس، متسائلا: لماذا كل هذا الضعف الشرق الأوسطي الحالي والقدرات المكبوتة، والتشكي المتزايد من هزالة المساهمة في الناتج العالمي؟ مشيرا إلى أن تعليمنا لايزال يفتقر إلى المهارة العصرية بخاصة فيما يتعلق بفن إنتاج وتلقي وتداول الصورة على الرغم من أن عالم ما بعد الحداثة هو حضارة الصورة، ليتوقف بعد ذلك عند ثنائية التعليم والفن المرتبطة بقلة ثقافة الجامعيين وخريجي الدراسات العليا الناتجة عن هوية بيداغوجية ممزقة.

في مديح الفن

وانصبت مداخلة الدكتور حميد العيدوني حول «تدريس السينما والفنون بالجامعة في مديح الفن»، منطلقا من الواقع المحبط خلال 22 سنة من العمل، فانعدام التجهيزات يحول دون بلوغ الأهداف، بالرغم مما يقوم به المخرحون السينمائيون من دعم من خلال حضورهم وتأطيرهم، مؤكدا دور المدرسة والجامعة بوصفهما آخر معقل للمقاومة، والضرورة تقتضي الاستمرار في الاشتغال والإعلان عن استمرار المقاومة، تم تخصيص الجلسة الثالثة لموضوع «الشباب والفنون»، لتفتتح بمداخلة للطالبة السينمائية والمسرحية منال الصديقي التي بدأت مع المسرح في رحاب كلية الآداب، أما الباحث محمد العناز فقد ألمح في مداخلته الموسومة بـ«الصورة من المتخيل إلى التمثل» إلى أهمية الصورة في مختلف مجالات الفكر والحياة والترفيه، سواء تعلق الأمر بالصورة الأدبية أم بصور التواصل الفني والإعلامي أم بصور الآخر، مستنتجا أن الفعل الروائي هو تخييلي مفتوح، أما الفعل السينمائي فهو يحصر هذا التخييل في تمثل أحادي المعنى، مشيرا في هذا الصدد إلى العمل السينمائي الأخير الذي حول رواية غابرييل غارسيا ماركيز «الحب في زمن الكوليرا» إلى عمل سينمائي، حيث إنه تمثل جزئي لصور تخييلية خصبة، مختتما مداخلته بالحاجة إلى صور حقيقية تشبه الأفلام الصامتة حيث اللغة السينمائية بديل للغة اليومية، صور تخون كاتبها ومخرجها، من أجل إنتاج المعنى المتعدد وليس العكس. في حين اعتبر الطالب الباحث والمخرج المسرحي والسينمائي هشام بن عبدالوهاب أن تدريس الصورة بالجامعة المغربية يشكل انفتاحا على عالم ما بعد الحداثة، بخاصة، في ظل سيطرة الثقافة الشعرية على مخيلتنا، هذا وسيتم نشر أشغال هذه الندوة في مجلة سينمائية دولية ستصدرها مجموعة البحث في الدراسات السينمائية والسمعية البصرية لأول مرة في تاريخ الجامعة المغربية.

الرباط: محمد العناز

  • كتاب.. حكمة الفن الإسلامي

إن أغلب الدراسات التي تناولت فننا الإسلامي وألفيناها على الساحة ركزت في مجملها على قضايا الجمع، والتوثيق، والتأريخ، والمتابعة، وقلما وجدنا دراسات جادة معمقة تقدم لنا إحاطة شاملة عن جماليات، وفلسفة، ومضامين، وحكمة فننا الإسلامي، ففي نظرنا أن هذا المجال لم يلق العناية الكافية، ولم ينل حظاً وافراً من الدرس والتحليل.

وانطلاقاً من هذه الرؤية فإننا نحاول الاقتراب من رؤية الأستاذة الدكتورة زهراء رهنورد، وذلك من خلال كتابها الموسوم بـ«حكمة الفن الإسلامي»، فهي تُقدم لنا دراسة جديرة بالتأمل والاهتمام، جاءت لتسد فراغاً مُذهلاً في ميدان الدراسات الفنية التحليلية المتعمقة في فننا الإسلامي، فمن خلال هذا السفر المهم، والذي ترجمه عن الفارسية المترجم باسل أدناوي، وراجعه الأستاذ الدكتور محمد علي آذرشب، تنفض الدكتورة زهراء رهنورد الغبار عن موضوع يعد غاية في الأهمية، فقد جاءت دراستها لتلامس حاجة ماسة لموضوع لم ينل حظاً وافراً من الدراسة والبحث، كما أنها تهدف إلى تأصيل جماليات ومفاهيم، ورؤى معمقة تتصل بحكمة فننا الإسلامي، فهي تفتح أمامنا وهي الفنانة الباحثة الملتزمة، التي قدمت أكثر من عشرين مؤلفا عن الفن والأدب والشعر والدين، والمرأة، والطفل والسياسة، وُترجمت أعمالها إلى مختلف اللغات العالمية - نافذة لنطل منها على حكمة الفن الإسلامي، فهو يحوي جملة من الرؤى الأصيلة التي لا نلفيها في غيره من الأسفار.

إن الرؤية التي تقدمها لنا الأستاذة الباحثة ترفض تصنيف الفنون إلى فنون جميلة (من أجل رؤيتها أو سماعها أو قراءتها) وفنون تطبيقية أو نفعية (كالخزف والفخار والحفر على المعادن...) فكلاهما فيه إبداع وفيه جمال.. وفي كليهما حركة نحو بديع السماوات والأرض.. ونحو الجميل المطلق سبحانه.

كما أن الرؤية التي تقدمها الباحثة تعيننا على مواجهة الموجة التي ترافق العولمة اليوم باسم الجماليات العوام، وشعارها عدم اعتذار المتلقي عن أية متعة يشعر بها أياً كانت. وهي تعني ترك ذوق الإنسان لشأنه دون تربية وتقويم وتهذيب.. وبذلك يكون ذوق الفرد عرضة لصياغة قوى الإنتاج السينمائي والتلفزيوني العالمية، وأكثرها بيد دوائر تستهدف مسخ الذوق الإنساني، بل مسخ البشرية جمعاء.

والفن يجب أن يتعامل مع الجماهير، لا أن يبقى في أبراج عاجية، لكنه يجب أن يحافظ على الذوق الفطري الإنساني، لا أن يُقدم إلى الجماهير شيئاً باسم الفن وهو ضد الفن، وضدّ الذوق الجمالي للإنسان، فالفن إبداع، وهو إبداع جميل، الفنان بديع على طريق الجمال.. وكل إنسان يحمل قدرة الإبداع.. وإن لم تتوافر له ظروف تفعيل قدرته، فهو يحبّ الإبداع... وكل إنسان يحب الجمال.. فإن تجد إنساناً لا يستثيره الجمال فهو محجوب عن إنسانيته، وهذه طبيعة فطرية في ذات الكائن البشري، وهو مخلوق لكي يرتقي سلم كماله، وفي نفسه أشواق لكل صفات الكمال، الإبداع، والجمال، والعدل، والعلم، والحكمة، والغنى. وتظل الرؤية الجمالية وفكرة الجمال هاجساً مؤرقاً بالنسبة لذلك الفنان، وهو أكثر الكائنات قدرة واستيعاباً للجمال، فالفنان ونظراً لمقدرته، وموهبته، فإنه يُلفي نفسه صانعاً للجمال، وغارقاً في عوالمه، فيضفي لمساته الجمالية على مختلف المستويات، وفي شتى المجالات.

من هنا فالفن الإسلامي كما يتبدى لنا من خلال رؤية الأستاذة الدكتورة زهراء رهنورد هو بمنزلة حركة نحو «الله» وتجاوز لإطار الذات الضيقة نحو رحاب الكون الفسيح، وهو مكاشفة لصور الوجود المتنوعة بهدف تجلّي هذه الصور بحقيقتها عبر الكلام، أو الموسيقى، أو التشكيل، أو العمارة، أو المسرح، وغير ذلك، وهو يهدف أن يقدم عبر سيرورة هذه المكاشفة حياة الإنسان الفردية والاجتماعية بأفضل شكل ممكن في سبيل وضع خاتمة لغربة الإنسان، وتعبيد الطريق لنيل القرب في حضرة ذاك الواحد الأقدس.

الأصول الكلية المعرفية لحكمة الفن الإسلامي

من خلال الفصل الأول من الكتاب تُعالج الدكتورة زهراء رهنورد القاعدة الرئيسة التي بُني عليها بحثها عن حكمة الفن الإسلامي،حيث تقدم لنا مجموعة من الأفكار التي تتصل بخطاب الحكمة، فلا ريب أن مصطلح الحكمة يعتبر خطاباً ثابتاً من ثوابت تاريخ الفكر والعرفان، والفن في نظر الإنسان المسلم يقوم بشكل رئيس على أساس الحكمة، ويزداد المرء تعلقاً بالحكمة عندما يُدرك أن العلم في حقيقة الأمر هو وديعة تلك الحكمة التي صُورت وتم التعبير عنها، ووفقاً لرؤية «بوركهارت» فالفن الإسلامي بإمكانه «أن يمنح العالم وبأي شكل كان نوعاً من الصفاء والوضوح ويساعد البشر في تخطي الاضطرابات والهواجس الناشئة عن الكثرة ليصل بهم إلى ساحل الهدوء وبئر الصفاء اللامتناهي»، وكذلك فهو يرى في الحكمة قانوناً يتم بموجبه وضع الشيء في موضعه، وإذا ما عُمل بهذا القانون في الفن الإسلامي فسوف يكون معناه،هو أن تحليل أي أثر أو إبداع فني يجب أن يتم بناء على القوانين المحيطة بمساحته الوجودية الخاصة بحيث يجعل هذه القوانين قابلة للفهم والإدراك، ويستخدم «بوركهارت» قانون الحكمة من أجل تفسير مفهوم كلمة التوحيد الأساسية (لا إله إلا الله) في نفس الوقت الذي تحتفظ به كل المراتب الواقعية المختلفة (الكثرات) باختلافها وتمايزها، فيأخذ كلّ شيء مكانه تحت قبة الأحدية العليا اللامتناهية مما يعني أنه وبمجرد تشخيص الأمر على أنه متناه في نفسه فلن نستطيع آنئذٍ أن نعتبره أمراً واقعياً إلى جانب الأمر اللامتناهي، وهنا تذوب الظاهرة المتناهية في اللامتناهي».

مجال بحث حكمة الفن الإسلامي

ترى الدكتورة زهراء رهنورد أن مجال حكمة الفن الإسلامي هو مجال خاص متعال، وفي حالة حاجة الاستعانة بالمجالات الأخرى من أجل إيضاح بعض المواضيع، والبحث فيها توضع المجالات الأخرى في موضع البحث، ثم يُنظر في علاقة المفاهيم واللوحات مع المجالات الأخرى تحت لواء مجال «الحكمة» الذي هو بمنزلة مجال خاص ومتفرد.

إن الفن الإسلامي، ونظراً لطبيعته الإلهية فهو يُغاير في توجهاته العملية أي انطلاق من شخص أو مؤسسة ، إلا فيما يتوافق مع طبيعة علاقاته ومعتقداته، وينسجم مع توجهاته، وهناك إمكانية لتحليل الفنون والبحث فيها «بالاعتماد على مبادئ وأسس إيديولوجية، ويصدق هذا خصوصاً على الفنون التي تمت ونشأت ضمن إطار فكري واتجاه سياسي معين، ومثال ذلك الماركسية، فللماركسية أسسها الفنية الخاصة والتي تشتمل على الرؤية الكونية، التاريخ، والمجتمع، والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية، والبطولة وضد البطولة، والشخصية، وعلم الجمال..

وكذلك الفن الإسلامي فنظراً لما يُقدمه من إيضاحات على كل مستويات الحياة فهو يستطيع أن يضع لجميع الموضوعات الحلول المناسبة ويقدمها للفن كالرؤية الكونية (الدنيا والآخرة)، والتاريخ، والمجتمع، والإنسان، والبطولة، والروح البشرية، وعلم الجمال، وغيرها. وفي حال عدم وضوح هذه الأسس والمبادئ فلن يكون هناك أي خلق أو إبداع فني إسلامي، ولن يكون هناك معيار لتقويمه أو الحكم عليه، إذن فلا يمكن أن تكون حكمة الفن الإسلامي تأويلاً إيديولوجياً للفنّ.

الجزائر: محمد سيف الإسلام بوفلاقة

  • ملتقى.. إصدار دواوين الشعراء الشباب

جمهور غفير جلهم من الشباب حضر الليلة الثانية لمنتدى الشعراء الشباب التي أقيمت بمقر المجلس القومى لرعاية الثقافة والفنون ، وشهدت الليلة حضوراً شبابياً كبيراً بالاضافة للعديد من الشخصيات المهتمة بالفن والأدب على رأسهم الأمين العام للمجلس القومى للثقافة والفنون الشاعر صديق المجتبى ومدير مركز المستقبل ياسر يوسف ابراهيم والشاعر التجانى حاج موسى والناقد د.الصديق عمر الصديق مدير معهد البروفيسور عبدالله الطيب للغة العربية بجامعة الخرطوم والدكتور أحمد محمد العبودى أستاذ الادب بجامعة الخرطوم.

في مستهل البرنامج تحدث ياسر يوسف إبراهيم عن أهمية صناعة أجيال مبدعة من الشباب تتحاور على مرجعية الثقافة والفكر والأدب وتعهد بدعم المركز ورعايته للمبدعين الشباب والسعى لطباعة أعمالهم الشعرية والإبداعية مؤكدا على سعى المركز لتكوين مشروع ثقافى فكرى متكامل يجعل الثقافة على رأس قائمة أولوياته، وأضاف: «مهمة المركز ستتركز في توفير أوعية ومتنفس إبداعي لكل الأصوات المبدعة والمنتشرة في أرجاء الوطن».

من جانبه أشاد صديق المجتبى بالشعراء الشباب المشاركين مؤكدا على رعايتهم لهذا المنتدى وقال: «علينا الرعاية وعلى مركز المستقبل طبع وإنتاج المشاركات وتقديمها للجمهور.. وستشهد الأيام المقبلة انطلاق المنتدى الى الولايات وستكون هنالك جوائز فى آخر العام لمن يحصلون على أعلى درجات من لجنة التحكيم».

الشاعر التجاني حاج موسى المشرف على المنتدى أبان في كلمته ان تواصل الأجيال ضرورة حتمية لابد منها في ظل ضآلة الفرص وشحها، مشيدا بالمنتديات السابقة التي أعانت مسيرة الشباب رغم قلتها متمثلة في منتدى المصنفات الأدبية والفنية ومنتدى أروقة.

وأمن التجاني على ان الثقافة هي رأس الرمح في مسيرة الشعوب، قائلاً: «إذا أردت شعباً معافى فأترعه بكؤوس الثقافة». واوضح التجاني للحضور أهمية حقوق الملكية الفكرية وقدم مادة دسمة عن أهمية الحق الادبى للفنان والحقوق المجاورة، ثم أعقبها بقراءة لقصيدته «عرضحال للحبيب المصطفى».

وضمن فعاليات المنتدى قدم الشاعر صديق المجتبى قصيدة مهداة الى صناجة العرب البروفيسور عبدالله الطيب، وفراج الطيب، وشيخ شعراء السودان عبدالله الشيخ البشير، وأخرى للقدس، بعدها قدمت مجموعة من الشباب قصائد مترعة بالتعابير والمضامين والأوزان وانصبت كلها في التنديد بما جرى لغزة الجريحة، مثل الشاعرة سمية جميل، هاشم الجبلابي، عمر محمد النور، رحاب شريف، ماجدولين سعد، وجدان صباحي، وأحمد البلال فضل المولى.

وقد شهد برنامج المنتدى تقديم مشاركات شعرية متميزة قدمها الشعراء أسامة تاج السر، ابتهال محمد المصطفى، مجاهد محمد الحاج، مجاهد محمود الحاج، كما قدم الناقد د. الصديق عمر الصديق نقدا مفصلا للقصائد المشاركة.

الخرطوم: محمد خليفة صديق

 

 





متحف بيت الزبير في مسقط





إبراهيم الصالح يتوسط محمد إقبال وبدر السنين فى مكتبة الإسكندرية





جانب من مناقشات الندوة





 





شاعرة شابة تلقي قصائدها في المنتدى