عزيزي القارئ المحرر

عزيزي القارئ

مستقبل الثقافة.. مستقبل المثقفين والمجتمع

يرى رئيس التحرير في حديثه الشهري أننا بعد ربع قرن من صدور الخطة الشاملة للثقافة العربية نعود لنجتمع، ونصدر التوصيات ذاتها؛ أو أغلبها، كأننا نعترفُ بأننا لم نحقق ما كنا نصبو إليه، كما أننا لا نزالُ نملك تلك النظرة إلى المثقفين كأنهم لا ينتظرون إلا إنشاء الصناديق المخصصة لتثمين إبداعاتهم الأدبية والفنية والفكرية،ش وهو يرى عوضا عن ذلك، أن ما يشغل المثقف هو حماية فكره وإبداعه، بالدرجة الأولى؛ حمايته من العزل والمنع والمصادرة والملاحقة، كما أن حضور الثقافة العلمية لا يكون باستهلاك أدواتها، أو نشر ترجماتها، بل يجب أن يكون تغييرًا في نسيج الخطط القائمة في التعليم والنشر والإعلام، وأن حوارنا مع الآخر له تجربتان، من خلال مركزين يعدهما من أهم مراكز نشر الثقافة العربية والإسلامية في قلب أوربا، سواء في باريس من خلال معهد العالم العربي، أو في فرانكفورت عبر معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، وأن علينا أن نقيم التجربتين، لنضيف إليهما، وأن هذه القضايا مجتمعة تمثل مستقبل الثقافة والمثقفين والمجتمع كله.

إن تلك القضايا المهمة تجعلنا نعود بالذاكرة إلى نحو نصف القرن، بعد40 عامًا من رحيل الزعيم العربي جمال عبدالناصر، صاحب تجربتين تتذكرهما شهادتان: تجربة الوحدة مع سورية، وتجربة التصنيع الوطني، نعود ونتساءل، هل يمكن أن يعظنا التاريخ، وهل يمكن أن تلهمنا تجاربنا السابقة، أن نؤمن بأن مستقبل الثقافة هو مستقبل المثقفين والمجتمع معًا؟!

تطواف «العربي» هذا الشهر ممتد في ربوع العالم، ففي استطلاعها المصور رحلة إلى طرف العالم الجديد، حيث ينعم التنوع البيولوجي بحماية واجبة في كوستاريكا البلد الصغير الذي لا تتجاوز مساحته ثلث الواحد في المائة من الكتلة الأرضية للعالم فقط، إلا أنه موطن خمسة في المائة من جميع الأنواع الحياتية على هذا الكوكب.

كما تحلل ظاهرة فنية؛ هي ظاهرة مهرجانات السينما العربية، من خلال مقالات نقادها في مصر والمغرب والإمارات، بين حضور النجوم، وغياب القضايا.

وبين الرحلة في التاريخ، والرحلة إلى بقاع الأرض، رحلات أخرى على متن قافلة الآداب، والفنون والعلوم، وهي الرحلات التي ندعوك لرفقتها أيها القارئ الكريم، وكل عام وأنتم بخير.

 

المحرر