التعليم التطبيقي في الكويت.. التجربة وآفاق المستقبل فـاطمـة منصـور تصوير: حسين لاري

التعليم التطبيقي في الكويت.. التجربة وآفاق المستقبل

إننا نعيش في عصر يحتاج إلى الإنسان الفعال، متعـدد المهـارات، قـابل للتدريب مؤهل لإعادة تدريبه خلال حياته العملية. ولعل هذا هو الهدف الأساسي الذي حرصت عليه الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب منذ إنشائها في السبعينيات. فقد نص قانونها على توفير وتنمية القوى العاملة الوطنية بما يكفل مواجهة القصور في التخصصات الفنية المختلفة وتلبية احتياجات التنمية في الكويت. وهي تمثل بهذا المفهوم نقلة نـوعية تحول المجتمع الكـويتي من صيغتـه الاستهلاكية الخدمية صيغة إنتاجية جديدة.

ونحن على مشـارف القرن الحادي والعشرين، حيث تتضح أهميـة التنميـة كجـواز مـرور إلى المستقبل المليء بالتحديات، يبرز دور الإنسان كأساس للتنمية، وتتجلى ضرورة تدريب وإعداد هذا الإنسان حتى يقم بدوره المأمول. من هنا كان التعليم التطبيقي جـديرا بالاهتمام خـاصة وقـد قطع في الكـويت مسيرة عمرها نصف قرن. وعن هذا القطاع المتعلق بالحاضر والمستقبل يحدثنا الدكتور حمود المضف مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب قائلا: إن الكويت أدركت أهمية هذا القطـاع التعليمي عنـدمـا بدأت الشركـات العاملـة في قطاع النفط تنظيم أنشطتها في الثلاثينيـات.. ومع امتـداد الحركة العمرانيـة واكتمال مؤسسـات الدولة الحديثة في الخمسينيـات زاد الطلب على العمالـة بصفـة عـامـة والفنيـة منهـا بصفـة خـاصـة. وبـدأت هـذه المؤسسـات في إنشـاء برامج، ومـراكز للتدريب لإعداد العمالة لرغبة الـدولة في مساهمة المواطنين في تنفيذ أنشطتها.

ومع اكـتمال البنية الأساسية للنظـام التعليمي في الكـويت. أنشأت وزارة التربية عـددا من المدارس الفنيـة المتخصصة،. منهـا معهد المعلمين، والكليـة الصناعيـة، والمدرسـة الثانوية التـجارية، والمدرسة الثانوية الفنية للبنـات، وفي الوقت نفسه بدأت وزارات الدولة المختلفـة إنشاء مراكز تدريب متخصصة، وازداد حجم هذه المدارس، والمعاهد، والمراكز.. وتشعبت تخصصاتها مما دفع الدولة إلى إنشاء أجهزة مركزية للإشراف عليها، والتنسيق بينها.

في بـدايـة عام 1972 أنشـئت إدارة التعليم الفني والمهني للإشراف على معـاهد، ومـدارس التعليم الفني والمهـني التـابعـة لـوزارة التربيـة.. كـما أنشئت الإدارة المركزية للتـدريب لـلإشراف على معاهد، ومـراكز التـدريب التـابعة لـوزارات الدولة.

التطوير.. والسلطة المطلوبة

واستمرت مسيرة تطويـر التعليم الفني المهني من ناحية، والتدريب من ناحية أخرى إلى أن شعرت الدولة بضرورة إنشاء سلطـة مركـزية مستقلـة للإشراف عليهـا، والتخطيط لبرامجها.. فأنشأت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في نهاية عام "1982" لتحقيق هذا الغرض حيث نص قانون إنشائها على أنها تتألف من قطاعي التعليم التطبيقي والتـدريب (سابقاً التعليم الفني، والتدريب).

انطلاقا من الغرض الرئيسي لإنشاء الهيئة بتوفير القوى العاملة الوطنية بدولة الكويت، وتلبية احتياجات التنمية في البلاد، واعتمادا على فلسفتها الأساسية القائمة على الاقتنـاع بأن الإنسان الكويتي هر الثروة الحقيقية الدائمة للبلاد.. عملت الهيئة منذ تأسيسها على صياغة أهدافهـا بوضوح مقسمة إلى ثلاثة مستويات: أولها بعيد المدى، وثانيها الخطط الخمسيـة، وأخيرا الأهـداف القصيرة المدى للقطاعات المختلفة.

تركزت الأهداف حول ثلاثة محاور هي: تنفيذ الغرض الأسـاسي من إنشائها بإعداد القـوى العـاملـة الفنيـة، وزيادة قدرتها الاستيعابية، ودعم إمكاناتها، وأجهزتها بحيث تتمكن من القيام بمهمتها في المستقبل بصورة أفضل، مع زيادة فاعليـة أجهـزتها، والعـاملين فيها، ورفع مستوى كفاءتهم.

في عدة مناطق بدولة الكـويت.. تبين أن النشاط الرئيسي للهيئة يتكـون من بـرامج تعليميـة تطبيقيـة، وبـرامج تدريبيـة تختلف مدخـلاتها، ومخرجاتها، ومدة الدراسة، أو التدريب فيها حسب الغرض المحدد لها.. كما تشمل قسمين أساسيين هما برامج التعليم التطبيقي التي تقدمها كلياتها الأربع والتي يشرف عليها قطاع التعليم التطبيقي.. والقسم الثاني برامج التدريب المتنـوعة ويشرف عليها قطاع التـدريب، بخلاف أنشـطة الهيئة الإدارية، والمالية والخدمية من أجل خدمة التعليم التطبيقي، وتوفير الإمكانات اللازمة له.

ومن الأنشطـة أيضاً مـا يهدف إلى توفير المنـاخ الأكاديمي، ورفـع كفاءة العمليات التعليمية، والتدريبية، وتقـوية الروابط مع سوق العمل ومؤسسات المجتمع ذات العلاقة بالنشاط الـرئيسي للهيئـة كـالبحـوث التطبيقية، وبـرامج التنمية المهنيـة لأعضاء هيئة التدريس.

وتخريج الكوادر الفنية

ولكن بعـد مرور اثني عشر عـاماً منـذ ديسمبر "1982" وحتى أوائل التسعينيات.. كـان السؤال.. ماذا قدمت الهيئـة للمجتمع الكـويتي، وما الذي يريده سوق العمل الكويتي؟..

يقول أحمد الحسيني عميد القبول والتسجيل في الهيئة أن الهيئة قد قدمت (16715) خريجاً وخريجة من كليـات التعليم التطبيقي، و (11447) خـريجاً من المعاهد والدورات التدريبية، وبذلك يكون مجموع الخريجين (28612) خريجا، وخـريجة منهـم (15732) بنون، و (12430) بنات.

بالإضافة إلى المقيدين حتى نهاية العام الماضي والذين بلغ عـددهم (16129) طـالبـا، ومتـدربـا منهم (11985) في الكليـات، و (4144) في المراكـز، والدورات.

ويشير العميـد الحسيني إلى أن الهيئة تشمل عـدة كليات تتصدرها كلية التربيـة الأساسية في أعداد خريجيها، تليهـا كليـة الدراسات التجـارية، ثم الدراسـات التكنولوجية، والعلوم الصحية، وأن أعلى نسبة خريجات كانت من كليـة التربية الأساسية بنات (4443) مقابل (1949) بنين، وفي الدراسات التجارية (4047) بنات، و (1950) بنين.

أما نسبة الطالبات إلى الطلبة في كلية العلوم الصحيحة فقد كانت عالية جدا إذ بلغت (78. 9%)، فالخريجات من هـذه الكلية "1081" طـالبـة مقابل "288" طالبـا.. لكن نسبـة الخريجات في كلية الدراسـات التكنولوجية كانت أقل نظراً لحداثة قبول الطالبـات بالكلية حيث بلغ عدد الخريجين (2680) طالبا مقابل (277) طالبة، وبهذا يكون مجموع الطالبات المتخرجات في الكليات الأربع حتى الآن (984) مقابل (6867) طالبا.

وفيما يختص بالتـدريب أثناء الخدمة فالإحصائيات المتوافرة حتى الآن هـي: (4634) التحقوا بـ (1271) دورة محليـة، و "107" دورات خـارجيـة، وفي خـدمـة المجتمع (19856) دارسا ودارسة، والتحـق بالخدمـة العام الماضي (2733) متدربا، ومتدربة.

وفي مجال البعثات أوفـدت الهيـئة خـلال السنوات الماضيـة (601) مـوفـداً للدكتوراه، والماجـستير، والبكـالوريوس، والإجازات الدراسية.

أيـضا ووفقـا للإحصائيات المتوافرة عـن عام. "1993- 1994" .. فقـد بلغ عدد المقيدين في كليات الهيئة "13072" طالبـا وطالبة منهم، (769) غير كـويتي في الـوقت الذي بلـغ فيه عـدد المقيدين بمعـاهد التـدريب الخاصة التابعة للهيئة (22810) لمستوى فني، و (1672) مساعد فني.

العمالة الوطنية.. ومتطلبات التسعينيات

إن الأرقام المذكـورة تـدل على حجم من دفعت بهم الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.. ولكن هل هذا يفي باحتياجات سوق العمل من العمالـة الوطنية على الأقل في التسعينيات؟

في هذا الصدد.. يقول "الـدكتـور أحمد بوزبـر" (نائب مدير عام الهيئة سابقاً) وأحد مؤسسي هذه الهيئة والذي عاصر بداية خطواتها حتى العام الماضي:

إن التوصل إلى هذا الهدف المنشود من قبل الجهات المعنية بـدولة الكـويت يتطلب السعي، وبخطى واسعة إلى تجذير العـلاقـة بين الهيئـة كتعليم متخصص، وبين احتيـاجـات سوق العمل القصيرة والطـويلـة المدى عن طريـق الاستفادة من الخبرات الاستشـاريـة للـدول المتقدمة والتي سبقت الكويت في هذا المجال، وذلك لترتسم للهيئة العـامـة للتعليـم التطبيقي والتـدريب هويـة واضحـة محددة. وأيضا لا بد أن يتكـامل بنـاء المنـاهـج، وتلبية متطلبات سـوق العمل مع خطـة تنميـة العاملين مهنيا، وتطوير أداء هيئة التـدريـس علميـاً، وفنيـا سـواء بـالتـدريب المحلي، والابتعـاث الخارجي وفقاً لبرنامج زمني يهدف إلى خلق مـدرس قادر على متـابعـة الجديد من المناهج المواكبة بدورها للاحتياجات المستقبلية والمدروسة لسوق العمل.

خطوات البناء.. والطاقة المطلوبة

لقـد كان حجم العمل الـذي أنجـزه القائمون على الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب نابعاً من حجم الغضب الذي انتابهم بعد أن صـدموا بحجم الـدمار الشامل الذي تعرضت له بلادهم نتيجة الغزو العراقي الغاشم وتحول هذا الغضب لطاقة هادرة، فقد بدأ جميع العاملين تحت سقف الهيئة بخطوات حثيثة، ومدروسة- على حـد تعبير د. المضف- من غـرفـة واحـدة دون كهربـاء، وطاولة مكسورة.. وانتقل الإصـلاح من كلية في أخرى، ومن معهد إلى آخـر إلى أن بدأت الدراسة هنا وهناك في فصول هيئت بسرعة للاستخدام، ومن ثم تم توزيع الجدول عليها.

ويقول الدكتور عبدالرزاق النفيسي نائب المدير العام للهيئة: بالرغم من أن جميع الورش، والمختبرات، وحتى الأرضيات، والخدمات مدمرة.. إلا أن الطلاب بدأوا دروسهم النظرية في هـذه الفصول بالتناوب.. كـما أن المحـاضرات العمليـة كـانت تحت مظـلات مواقف السيارات في الخارج، وكان الطلبة يواصلون محاضراتهم بينما أعمال البناء قائمة. وما أن تنتهي غرفة، أو ورشة، أو مختبر حتى يبدأ العمل بها فورا.. وقد شمل هذا جميع الكليات، وعاهد الهيئة دون استثناء حتى عادت الحياة بها إلى سابق عهدها واستأنفت دورها الحضاري، والتعليمي.

سوق العمل

تقول بدرية العوضي مديرة مكتب التخطيط والمتابعة بالهيئة: إن الهيئة قد قامت بالتعاون مع مؤسسة ألمانية للتعاون الفني، ومع فريق كويتي مناظر بدراسة احتياجات سوق العمل في التسعينيات..

وأظهرت هذه الدراسـة وجود (87%) من العمالـة الكـويتية في القطـاع الحكـومي، و (5%) في القطـاع الخاص، و (8%) في القطاع النفطي.

كما أبرزت نتـائج الدراسة الإحصائيـة التي شكلت الهيئـة لها فـرق عمل.. أن الكـويت تحتاج في قطـاع الخدمـات، وقطـاع البترول، والقطـاع المالي إلى "34000" خـريج يتحتم تعليمهم، وتدريبهم في كليات الهيئة ومعاهدها.. وأظهرت النتائج أيضا أن الـدولة تحتـاج حتى أواخر التسعينيات من هذا القـرن إلى "27" تخصصاً مهنياً منها "15" تخصصاً في المجال الفني، و"8" في المجـال التجاري، و "4" في المجـال الاجتماعي.

الطموح "2000"

من أجل هـذا قـاقت الهيئة بوضع مشروع 2000 الـذي يعـد من المشروعـات الرائدة في مجال التطويـر الإداري في القطاع الحكومي بدولة الكويت وبدأ العمل بهذا المشروع في "أكتوبر 1991" عن طـريق الاستعانة ببيت الخبرة الكندي المعروف بـ "Caned com" وبمشاركة نخبة من الكفاءات الوطنية العاملة في الهيئة.

والمشروع يرتكـز على "7" بنود أسـاسية تساهم في عملية التطـوير الإداري، وخلق هيكل تنظيمي للهيئة يتناسب مع أهدافها واحتيـاجاتها، وتحقيق تكاملية بين التعليم التطبيقي من جهـة، والتـدريب مـن جهـة أخرى.. بالإضافة إلى خطة توضح احتياجات الهيئة من الوظائف، والقوى البشرية لفترة زمنية تبدأ من "1991" وحتى "1997".

كـما يشمل المشروع خطـة التـوصيف الـوظيفي، والإجراءات، ونظم المعلومات الإدارية، ودليل السياسـات، وتحديد الاحتيـاجات التـدريبية لجميع شاغلي الوظائف الإدارية بمن فيهم للرؤسـاء في أجهزة الهيئـة المختلفـة، وتقييم أداء العـاملين بـالهيئـة بـدءاً من الإدارة، ومـروراً بـالـوسطى، والتنفيذية، وانتهاء بالوظائف الخدمية.

التطـوير المطلوب .. والتنفيذ العاجل

إن مشروع الهيئـة "2000" ووفقـا لما صرح بـه معظم المسئولين بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي يعتبر الطمـوح الأكبر لهم.. كما يمثل انـطلاقة قـوية نحو التوصل إلى تنمية الموارد البشريـة بدولـة الكويت.. وهنـا السؤال يفرض نفسه .. ماذا نفذت الهيئة من هذا المشروع حتى الوقت الراهن؟..

الإحصائيـات التي حصرتها "العـربي" خلال استطـلاعهـا تشير إلى أن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، والتـدريـب.. اعتمـدت في تنفيـذها مراحل مشروع "2000" "على مبدأ: لإنجاز، وتنفيذ الإصلاح يبدأ من مقر المخطط، أو المنظر أولا.. حيث بينت هذه الإحصائيات أن الهيئـة حققت تقدماً ملموسا في أعداد العاملين لديها، والبالغ. عـددهم حتى الوقت الراهن (1468) موظفا وموظفة منهم (960) كويتياً و (508) غير كـويتي مقابل العاملين قبل الغزو العـراقي الغـاشم البـالغ عددهم (2069) موظفـا، ومـوظفـة منهم (691) كـويتيـا، و (1378) غير كويتي.

أمـا بـالنسبـة لأعضـاء هيئـة التدريس، والتـدريب.. فقد بلغ عـددهم حتى الآن (1158) منهم (798) عضوا كـويتيا، و (360) غير كويتي مقابل نسبة العاملين قبل الغزو والبالغ عددهم (946) منهم (479) عضوا كـويتيا، و (467) عضـوا غير كويتي.

هذا . . ما حققته الهيئـة على صعيد اليـد العاملة من "مشروع 2000" ضمن أروقة الهيئة.. ولكن ماذا حققت على صعيد القطاعات الأخرى ضمن أروقتها وخاصة مرحلة ما بعد التحرير وحتى الآن.. سواء من حيث التنظيم الإداري، أو مـن حيـث التعليـم والتدريب؟..

جولة في ديوان الهيئة

تجولت "العـربي" في أروقـة الهيئـة العامـة للتعليـم التطبيقي والتدريب للاطلاع عن كثب على وسائل وأساليب التخطيط، والتعليم، والتـدريب لتنمية الإنسان الكويتي.. وقامت بعمل مسح شامل لإداراتها المختلفـة العاملـة في الـديـوان العام للهيئة الكـائن في منطقة "العديلية" على بعد حوالي "8" كلم من مدينة الكويت، والذي يحوي جميع الإدارات العاملة بالهيئة في خمسـة مبـان بمساحـة "1500" م 2 وسط حـدائق منسقة، ومواقف سيارات لخدمـة "550" سيارة تقريباً للعاملـين بالديوان بعد انتقاله من مقره الرئيسي في مدينة الكويت عقب التحـرير نتيجة الدمار الذي ألحقتـه به القوات العراقية.

الديوان العام هو مقر الإدارة العليا للهيئة ويتكون من إدارات تخصصيـة، ووحـدات إداريـة، ومراكـز ومكـاتب متخصصة تخدم قطـاعي التعليم التطبيقي والتـدريب وتشرف على مجمل الأنشطـة. والـوحـدات الإدارية، وجميعها يتم إعادة إنشائها وإعادة تنظيمها بعد التحرير وتشمل مجلس إدارة الهيئة ومدير عام الهيئة والأجهزة التابعة له، ونواب المدير العام وقطاعات العمل التابعة له، وعميد شئون الطلبة والمتدربين الذي يشرف على تنفيذ سياسة القبول، والتسجيل بالكليات، وتوفير الرعاية الاجتماعية للطلبة المتدربين.

أما القطاعات التي تتكون منهـا الهيئة فقد أوضح لنا مهامها سعود جعفر نائب المدير العام للشئون الإدارية والمالية بالهيئة وهي:
قطاع التعليم التطبيقي والبحوث: ويتولى الإشراف على الشئون العلمية، والبحوث والخدمات التعليمية من خلال الأجهزة التابعـة له ووفقاً للمخطط التنظيمي للهيئـة، ويتبع هذا القطـاع كليات التعليم التطبيقي، إدارة البعثات، والعـلاقات الثقافية ومـركز القياس والتقويم وإدارة المكتبـات، ولجنة البحـوث التطبيقية، ولجنة الشئون العلمية.

قطـاع شئـون التـدريب الـذي يشرف على جميع الأعمال، والنشاطات التدريبية وذلك من خلال الأجهزة التابعـة له.. ويتبـع هذا القطاع: معـاهد التدريب، والدورات الخاصة، وإدارات تخطيط وتنسيق التدريب، ومـركز الـوسائل، والتقنيات، وإدارة خدمة المجتمع، والتعليم المستمر، ومركـز التنمية المهنيـة، ولجنة شئـون التدريب.

قطاع الشئون الإداريـة: ويناط به الإشراف على جميع الشئـون الإدارية والمالية، وذلك من خـلال الأجهزة التابعة له. ويتبع هذا القطاع إدارات شئـون العاملين، والشئـون الماليـة، والخدمات العامـة والتوريـدات والمخـازن، والإدارة الهندسيـة.. بالإضافة إلى مكتبة الشئون القانونية، ومكتبة الطالب.

التخطيط والمتابعة: ونظراً لأهمية التخطيط في التسميـة الذي يتحمل مسئـولية كبيرة في دفع الهيئة العامة للتعليـم التطبيقي والتدريب للأمام.. أو يخدمه. التقت العربي خلال جـولتها في أروقة إدارة التخطيط بمديرة مكتب التخطيط، والمتـابعـة بالهيئة "بدرية العـوضي" التي أوضحت أهمية هذا الجهاز من خلال المتابعة، وتذليل العقبات التي تواجه تنفيذ خطط الهيئة الخمسية سواء المتعلقـة منها بـالمشـاريع الإنشـائية، أو القبول، والميزانيات، والبعثات، وسوق العمل.. ولخصت توجه هذا الجهاز لتطوير العمل في قنوات محددة لكيفية سير المعلومات لتسهيل العملية التخطيطية، ولتوحيد مصدر البيانـات بالإضافة إلى الـربط المباشر بين الهيئة وسوق العمل من حيث زيـادة توثيق العلاقة القائمة حاليا أكثر، وأكثر بين الهيئة ومتطلبـات سـوق العمل من مخرجات الهيئة بما ينعكس إيجابيا على تطوير البرامج، والمناهج التعليمية، والتدريبية، وتطبيق نظـام الشبكة بالحاسب الآلي الكامل لربط الإدارات ببعضها مما يسهل عملية تدفق المعلومـات بسهولة، واختصار الوقت لتواصل الهيئة وقطاعاتها توفير المطلوب منها من اليد العاملة الكويتية.

الأجهزة الإدارية.. والزمن القياسي

بعـد الاطـلاع على هـذه الإنجـازات التنظيميـة الإدارية، والتخطيطية التي حققتها الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في فترة زمنية قياسية والتي تطلبت- وفقاً لما أكـده نائب المديـر العام للشئـون الإدارية، والمالية، لـ "العربي"- جهوداً كويتيـة مكثفة بعد أن أدركت المسئولية التي تقع على عاتقها تجاه تنمية الموارد البشرية الوطنية المتطلبة منها أيضا خلال فترة زمنية قياسية.. انتقلت "العربي" في جـولتهـا إلى قطـاعات الهيئة التعليميـة المختلفة للاطلاع عن كثب حول سير التعليم التطبيقي والتدريب.
كلية الدراسات الأساسية: وفي لقاء مع عميـد كليـة الدراسات الأسـاسيـة الـدكتور عبدالمحسن الخرافي، أوضح كيفية تطوير هـذه الكلية للتوصل بها إلى التنمية المطلوبة للإنسان الكويتي حيث إنها تقـدم ثلاثة عشر برنامجا تنصب كلها في هدف أساسي، وهو إعداد المعلم وتزويده بخلفيـة علميـة، وثقافيـة يعتمـد عليها عنـد مواجهته لأسئلة تلاميذه.. وأشار الدكتور عبدالمحسن إلى أن هذه الكلية تضم حاليا تخصصات في الدراسات الإسلاميـة، واللغة العربية، والـدراسات الاجتماعيـة، والعلوم، والرياضيات، والتربية البدنيـة، والرياضية والتربية الفنية، والتربية الموسيقية.

كـما أن من مهامها إعـداد معلمات رياض الأطفال، ومعلمات للمرحلتين المتـوسطة والثانوية في الاقتصاد المنـزلي، والتصميـم الـداخلي، والكهربـاء.. وإعداد خريجين وخريجات لتقديـم الخدمات التعليمية الأخرى مثل إخصائي وإخصائية مكتبات، وإخصائية تقنيات التعلم.
كلية الدراسات التجارية: ونظراً لدور الكويت البارز في مجالات التجـارة خـاصة في هذه المنطقـة من العـالم العربي.. دعت !الحاجة لأن تكون الكوادر الفنية العاملة في هذا المجال الـذي يشمل أعمال البنوك، والتأمين، والمحاسبة، والإدارة.. من أبناء الكويت القادرين على تحقيق الطموحات، وعلى تطويـر العمل إلى المستوى الـلائق بالعصر الحاضر، والمقبل تحقيقـا لأهداف التنمية.. ولكن مـا الخطوات التي اتخذتها هـذه الكلية لتحقيق هذا الهدف لدولة الكويت؟

يقول الدكتور يعقوب الرفاعي عميد كلية الدراسات التجـاريـة: إن الخطط، والبرامج التي وضعت بكليتـه جاءت ملبيـة لحاجات سـوق العمل ومحققة لأهـدافه، حيث إن ربط النظرية بالتطبيـق والإفادة من مستويات الخبرة، كان مبدءاً أساسياً التزمت به الكلية..

ويشير الدكتـور الرفاعي في حديثـة لـ"العربي" إلى الخطوات التي اتبعتهـا كلية الدراسات التجاريـة لدعم خطط التنمية بالكـويت عندما افتتحت هذه الكلية (المعهد التجاري سابقاً) أبوابها لاستقبال أول دفعة من الطلبـة، والطالبـات في أكتـوبر 1975 - 1976، وتم تطـويـرهـا إلى كليـة الدراسـات التجـاريـة عـام 1986 -1987.. لإعداد وتأهيل الكوادر الوطنيـة علميـاً، وعمليـاً، وسلوكياً للعمل في التخصصات التجارية اللازمة في المجالات المالية، والإدارية في القطاع الحكومي، والمشترك، والأهلي.. وأيضـاً التعـرف على احتياجـات سوق العمل من خـريجي الكلية باعتبـارها ثمرة الارتبـاط العميق بين خطط التربيـة، وخطط التنمية.. منوهاً هنا إلى أن هذه الكلية التجـارية تضم أقساما في تخصصات المحـاسبة، والإدارة، والحاسب الآلي، والسكرتـاريـة الطبيـة، وإدارة. الموارد، وإدارة التعـاونيات، وإدارة الـبريـد، والسكـرتاريـة، والتأمين، والبنوك.
كلية العلوم الصحية: وفي لقـاء مع د. مشعان المشعـان نائب عميد كلية العلـوم الصحية أوضح اتساع مجالات العمل لخريجي هذه الكليـة مشيرا إلى التخصصـات العلميـة التي تضمها وفي مقـدمتها التمريض العـام، والسجلات الطبية ويعمل خريجوها بأقسام السجلات الطبية بالمستشفيات والوحدات الصحية.

أما خـريجو العلوم الصيـدلانيـة فيعملـون في مجال الخدمات الصيدلانيـة المساعدة بالمستشفيـات، والمراكز الصحيـة، ومخازن ومستوردات مصـانع الأدوية وغيرهـا بينما خريجات صحـة الفـم والأسنـان فإنهن يعملن في العيادات العامة والمراكز التخصصية في مجال خدمات طب الأسنان، وذلك تحت إشراف طبيب الأسنان. لكن خريجي علوم الأغذيـة فهم يعملون ومجالات الأغذية، والتغذيـة المختلفة سواء في الإنتـاج أو الفحص، أو المراقبة، أو الإعداد، والإرشاد، والتـدريب فيما خريجو الصحة يعملون بالعديد من مؤسسات الدولة في مجالات البيئة المختلفة.
كلية الدراسات التكنولوجـية: ويحـدثنا د. حامد حمـادة عميد كلية الدراسـات التكنـولوجية عن أهـمية الأخذ بأحـدث الوسائل التكنولوجية لتخريج يد عاملة فعالة ويقول إن هذه الكليـة تعتـبر من أهم الكليـات العملية التكنولـوجية في دولـة الكـويت خـاصة أنها تضطلع بمسئولية توفير فرص التعليم التكنولوجي أمام أعداد كبيرة من متخرجـات الثانويـة العامـة بهدف إعدادهن لتحمل مسئولية العمل في القطاعات الصناعية المختلفة مشيراً إلى أن الكلية تضم 18 تخصصاً في تكنولـوجيات الهنـدسة الإلكترونية (معـدات الطب الأحيائي، الاتصالات، الإلكترونيات الصنـاعيـة) والهندسة الكهربائية (المكـائن والطاقـة الكهـربـائية) والهنـدسة الكيميـائيـة (صنـاعـة الكيماويات، والبترول) والهنـدسـة الميكـانيكيـة (الإنتاج، الطاقة، وتكييف الهواء، والبحرية.. بالإضافة إلى تكنـولـوجيا العلوم التطبيقيـة (الكيميـاء، والفيزياء التطبيقية).

أيضـاً.. إن هذه الكلية التكنـولوجية قـامت أخيراً بتطوير المناهج الدراسية عبر لجنة دائمـة لمناقشة وتحديد أهداف التعليم التكنولوجي خـلال الخطـة الخمسيـة القـادمـة بما يتوافـق مع تطـورات العصر القـادم وسوق العمل بالكويت.

جولة في قطاع التدريب

ويهدف قطـاع التـدريب بالهيئة إلى التـدريب الميداني في مواقع العمل للتعـرف على بيئـة العمل المختلفـة.. وتشمل هـذه الدورات مجالات فنيـة تكنـولـوجيـة وهندسية، وإدارية، وأعمالا مكتبية، وسكرتارية، ومجال قطاع الخدمات، وطبية مساعدة، والمجال الزراعي.. ويقـول مدير عام الهيئـة الدكتور "حمود المضف" إن قطاع التدريب يشمل أيضاً مدارس التعليم الموازي التي تعد القوى البشرية الوطنية المؤهلة للوفاء بحاجة التنمية من كـوادر فنيـة متخصصـة تسـاعـد الخريجين على الالتحاق بمجالات العمل.

أيضاً.. هناك معهدان للتدريب الصناعي، الأول في منطقة الشويخ، والآخر أنشئ حديثـا عام 1992- 1993 بعـد تحرير الكـويت لتأهيل وتخريج الكـوادر الفنيـة الوسطى في تخصصـات مهنية استراتيجية في الخراطـة، وآلات التشغيل، والـديـزل، واللحـام، والراديو، والتلفزيون، وأجهزة قياس التحكـم، والتبريد، والتكي، والبرادة العامة، والسيارات والتمـديـدات الكهربائيـة، ونجـارة أثـاث، وديكـور، والماكينـات الكهربائية، وغيرهـا من التخصصات التي تصقل المهارات اليدوية.

أما معهد التمريض الذي انتقلت تبعيته عام 1987 - 1988 لقطاع التـدريب في الهيئـة العـامـة للتعليم التطبيقي والتدريب بعد أن كان تحت إدارة وزارة الصحة منذ افتتاحه عام "1962" فهو يدرس بجـانب التمريض عدة تخصصات.. ويمنح المعهد شهادة التمريض العام والتي تؤهل الخريجين كممرضين قانونيين.

وفي لقاء مع مدير إدارة خدمة المجتمع، والتعليم المستمر بالهيئة الدكتور غلوم العطار، تبين لنا أن قطاع التدريب يحوي أيضا التدريب التمهيدي لتعريف المتدرب على أهداف، وأغراض المؤسسة التي يعمل بها.. حكومية كانت أو أهلية.. كما يتعرف على نظام العمل، ومهاراته.

وحول برامج خدمة المجتمع والتعليم المستمر يشير العطار إلى أن الهيئة تقدم مجموعة من البرامج التعليمية، والتدريبية تساعد على تحقيق النمو الذاتي وتطوير الفرد لخدمة أسرته ومجتمعه كما تتميز هذه البرامج بأنها موجهة إلى جميع أفراد المجتمع الكويتي رجالا ونساء حيث لا تضع قيوداً على الراغبين للالتحاق بهذه الخدمة، وتشمل برامج هذه الخدمة العلوم الإنسانية، والفنون، والعلوم التقنية، والمهنية، والتجارية، والحاسب الآلي، وبرامج العلوم الصحية.

إن الهدف الرئيسي الذي تطمح إليه الهيئة العامة للتعليم التطبيقي هو إبراز القيمة الحقيقية للعمل اليدوي ووضعه في الموضع الصحيح في التقدم الذي تطمح إليه الكويت. وما تقوم به الهيئة هو تدعيم لجيل من الشباب يرى أن خلاصه الحقيقي هو خارج العمل المكتبي. فالثروة الحقيقية تكمن في العمل البشري والهيئة تساهم في جعل هذا الجهد يأتي بأفضل صورة علمية ممكنة.

 

فـاطمـة منصـور

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




 





 





 





 





 





مناقشة طلابية حول كيفية إصلاح الماكينة مع استيعاب الدرس





طالب بمعهد التدريب يقوم بعملية اللحام بعد وضع القناع الواقي على عينه





احد طلاب كلية الدراسات التكنولوجية يتدرب على الالكترونيات الدقيقة





ميكانيكيو الغد ودرس عملي في ورشة السيارات





متدربون على أحد اجهزة تقطير المياه التي أعيد إعمارها بعد التحرير





طالب يفحص المضخة في أحد اجهزة التبريد





د. حمود المضف - مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب





درس عملي في ورشة اصلاح السيارات





في معهد الاتصالات وتدريب على اجهزة الاتصالات الحديثة





سعود جعفر - نائب المدير العام للشئون الادارية والمالية





د. عبدالرزاق النفيسى - نائب المدير العام للتعليم التطبيقي





ممرضات الغد المؤهلات ومراجعات علمية





غلوم العطار - مدير إدارة خدمة المجتمع والتعليم المستمر





د. يعقوب الرفاعى - عميد كلية الدراسات التجارية





الحمد الحسينى - عميد شئون الطلبة والمتدربين





سمية المضحى - مديرة إدارة البعثات





درس عملي على البناء والتشييد





عمل فنى كلية التربية الاساسية





قياسات دقيقة لنجارة حديثة





في كلية الدراسات الاساسية احدى فنانات المستقبل