إلى أن نلتقي أنور الياسين

إلى أن نلتقي

حياة خاصة

تروي الحكاية أن رجلا فرنسيا كان يقود سيارته بسرعة قياسية، الرادار ضبطه متلبسا، التقط صورته وهو خلف المقود، وإلى جانبه ظهرت سيدة...

الشرطة أرسلت الصورة إلى منزل سائق السيارة، ومعها الغرامة لأن السائق تجاوز السرعة القانونية، زوجة السائق تلقت الرسالة.. فتحتها، وفوجئت بالسيدة إلى جانب زوجها.

قال لها الزوج عند عودته: كنت في رحلة عمل.

ردت الزوجة: بطاقة الشرطة تقول إن الصورة التقطت في الواحدة بعد منتصف الليل. أعتقد أنك تعمل "أوفر تايم" و... سأريحك.

... وغادرت المنزل.

الزوج حمل قضيته إلى المحامي، والمحامي حملها إلى المحكمة، وأصدر القاضي حكما يقضي بأن تدفع الشرطة إلى الزوج مبلغ مليون فرنك لأنها "انتهكت خصوصيته".

الشرطة دفعت التعويض، وألغت قانونها الذي يقضى بإرسال الصورة إلى منزل صاحب المخالفة.

ولذلك لم يكن غريبا من دول الغرب التي ما زالت تحترم مجلة "باري ماتش" الفرنسية وهي تنشر صورة الرئيس فرانسوا ميتران مع ابنته غير الشرعية.

ومع أن المجلة كشفت أن للرئيس عائلتين واحدة شرعية والثانية غير شرعية، وأن مكتب رئيس الجمهورية يقوم بالإنفاق على العائلة غير الشرعية، بما فيه توفير قصر لائق لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن الفرنسيين غضبوا، قالوا: إن المجلة انتهكت خصوصية الرئيس.

وعندما تقارن بين ما يجري في فرنسا وما يجري في بريطانيا أو أمريكا تكتشف أنه حتى في الديمقراطيات العريقة فإن الموقف من حقوق المواطن يختلف، ففي بريطانيا كما في أمريكا لا شيء مقدسا، سواء كان مخدع الملكة في قصر باكنجهام أو حجرة نوم الرئيس في البيت الأبيض.

وتحمد ربك ألف مرة لأنك تعيش في العالم العربي، حيث لا أحد يقتحم عليك خصوصيتك.. باستثناء أجهزة المخابرات.

 

أنور الياسين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات