رسالة من المستقبل.. د. أحمد أبوزيد

رسالة من المستقبل.. د. أحمد أبوزيد

ماذا يمكن أن تقوله الأجيال القادمة لو استطاعت أن تتحدث إلينا عن الوضع الذي تحب أن تجد نفسها فيه, والظروف الحياتية التي تود أن تحيط بها? وما تتوقع أن تفعله أجيالنا الحالية لتهيئة الظروف الملائمة التي توفر لأجيال المستقبل من وجهة نظرها درجة كافية من الأمان والاستقرار بعيدا عن المشكلات التي نعاني نحن أنفسنا منها والتي يمكن أن تنعكس سلبيا على تلك الأجيال وتسبب لها كثيرا من المتاعب؟

كانت هذه بغير شك بعض التساؤلات التي خطرت على بال Allan Tough - وهو أحد كبار المفكرين المهتمين بالدراسات المستقبلية ومن كتّاب مجلة The Futurist التي تصدر عن مؤسسة World Future Society ودفعته إلى أن يصدر في عام 1998 كتابا بعنوان: رسالة من أجيال المستقبل A Message From Future Generations ِلم تتح لى فرصة الحصول عليه، ولكن المؤلف نفسه نشر عام 2002، وعن طريق «الجمعية»، رسالة مقتضبة تضم أهم الأفكار الواردة في الكتاب. وقد رأيت أن أقدم هنا ترجمة (وليس تلخيصا) لها أو لبعض المقتطفات مما أرسلته - أو سوف ترسله - تلك الأجيال المستقبلية لأجيال هذا الزمن. تقول الرسالة:

«نشكركم على استماعكم لهذه الرسالة من الأجيال القادمة، هذه الأجيال التي سوف تعيش فوق هذا الكوكب الجميل لعدة عقود مقبلة. ومما يؤسف له أن أصواتنا كثيرا ما تغفلها أجيالكم ولذا فنحن نقدر لكم تفضلكم بالاستماع إلى رؤيتنا للأمور».

«إنكم تعيشون الآن في مرحلة حاسمة من تطور الإنسانية كما أنكم تحددون أهم الاختيارات في التاريخ البشرى. إن عصركم يتميز ببعض الإمكانات الإيجابية والسلبية الجديدة البالغة الضخامة مما قد يجعل من الصعب عليكم فهمها حق الفهم. ولكن سياساتكم العامة وحياتكم اليومية تزود الناس في عصركم بقدرة هائلة على توجيه المسار المستقبلى لقصة الجنس البشرى. إننا نهتم بطبيعة الحال اهتماما شديدا باختياراتكم لأننا سوف نفيد أو نعانى منها بشكل مباشر. فنحن نعيش أسفل مجرى نهر الحياة التي تحيونها، ولذا فإن ما تلقون به في ذلك المجرى الآن سوف يفيض علينا نحن في العصر الذى سوف نعيش فيه».

«سوف نكون شاكرين لكم لو وجّهتم بعض انتباهكم واهتماماتكم وجهودكم لأربعة تغييرات محددة نحن في أشد الحاجة إلى الحصول عليها منكم لأنها تتعلق بالسلوك الفردى والأبنية الاجتماعية والدعاوى الاقتصادية والنظرة إلى العالم. إننا ندرك أن هذه التغييرات ليست سطحية ولا سهلة ولكن إن لم تتولوا أنتم أمرها فسوف نجد أنفسنا في وضع أسوأ بكثير من الوضع الذى تعيشونه أنتم الآن».

«سوف يكون ثمن التدهور والخسائر أفدح بكثير من تكاليف إجراء التغييرات مبكرا. ولو أنتم استمررتم في انانيتكم ضيقة الأفق فسوف تكون النتائج كارثية أكبر مما تتصورون. فمن وجهة نظرنا نحن بعيدة المدى يبدو أنه من الغباء والظلم الفادح أن تتقاعسوا عن إجراء تلك التغييرات بأسرع ما يمكن. وياترى كيف يكون رد الفعل لديكم إزاء سائق حافلة يعرف أن الفرامل لن تستجيب له بالسرعة المطلوبة ومع ذلك لا يبالى بإصلاحها في الحال. أما إذا قمتم بإنجاز تلك التغييرات فإن المكاسب التي ستعود على الإنسانية ستكون أكبر بكثير جدا مما تتكلفه تلك التغييرات».

«إننا نقدر كل التقدير اهتمامكم بالنظر في هذه التغييرات الأربعة بالجديّة المطلوبة».

اعتناق منظور بعيد المدى

«نرجو أن تأخذوا في الاعتبار في كل قراراتكم وأفعالكم الأساسية منظورنا إلى الحياة الكريمة بنفس الروح التي تأخذون بها شئونكم الخاصة وأن تعطوا لاحتياجاتنا نفس الاهتمام الذى تعطونه لمطالبكم فإن احتياجاتنا وحقوقنا ليست أدنى ولا أقل شأنا مما تنشدونه لأنفسكم ولذا نرجو أن تنظروا إلى أجيالنا وجيلكم على أنها متساوية ومتكافئة. فمبدأ التكافؤ بين الأجيال يعني تكافؤ الفرص».

«نرجو أن تتأملوا مكانتكم الفريدة في التاريخ الإنسانى. فأنتم الذين تواجهون التحدى التاريخى حول التحول من النظرة الضيقة المتمركزة حول الذات إلى النظرة الكوكبية التي تأخذ في الاعتبار احتياجاتنا واحتياجاتكم على السواء. فإذا نجحتم في تحقيق ذلك التحول نحو منظور واسع المدى فسوف يكون لجيلكم الفضل في حفظ الحضارة الإنسانية والكوكب الذى تقوم عليه من التفكك والانهيار».

«ونظرا لانتمائنا إلى الأجيال القادمة التي لم توجد بعد فإننا نرجو بوجه خاص أن تعيّنوا من لدنكم من يتكلم باسمنا ويقوم بعرض مطالبنا امام مختلف الهيئات التي تتولى وضع السياسات العامة وعمليات التخطيط والتشريع والبرلمان ومجالس النواب والشيوخ وما إليها. ولما كنا لا نعيش في عصركم فإننا لا نستطيع الدعاية لأنفسنا أو التصويت في الانتخابات، فليس لدينا صوت ندلى به، بل إنه ليس لنا وجود حقيقى أو أية أهمية بالنسبة لكثير من الساسة عندكم لأننا لم نولد بعد. إن منظوراتنا ومصالحنا قلما تؤخذ بجديّة وهذا هو السبب في اننا نتحمس الآن لمعرفة الآراء والاقتراحات المختلفة التي قد يبديها جيلكم إزاء تبنّى وجهات نظر واحتياجات الأجيال القادمة في عمليات التشريع ووضع السياسة العامة».

بحوث مستقبلية ملائمة

«وحتى يمكنكم تحقيق مستقبل ترضى عنه أجيالنا لابد من أن تعملوا بسرعة على توسيع جهودكم لتنمية وتطوير التوجهات المستقبلية في مجالات المعرفة والأفكار والاستبصارات والفهم والرؤى والتفكير السليم. وهذا يتطلب منكم الإحاطة الدقيقة بالكثير من مشكلات العالم والتغير الاجتماعى وإمكانات المستقبل وفاعلية المسارات الممكنة والتحولات الفردية والأسس الذاتية للاهتمام بالأجيال القادمة. ولكى يضمن جيلكم النجاح سوف تحتاجون إلى تنمية معارفكم عن مشكلات العالم بسرعة تفوق سرعة تزايد المشكلات ذاتها. فمشكلات الحاضر تنهش وتغتال معرفتكم بأساليب التعامل معها ولذا يتعين عليكم أن تتقدموا بسرعة أكبر مما تبذلون الآن حتى يمكنكم التغلب على كل تلك المشكلات الكبرى وحينئذ قد تجدون أن القوى السلبية تزداد سرعة حدوثها باطراد حتى تكون أقدر على التحدى. وحتى يمكن لكم تطوير المعرفة بحيث تتفوق على كل العوامل التي قد تدفع الحضارة نحو الانحدار والتدهور فسوف تحتاجون إلى مضاعفة الجهود. وليس لدينا أدنى شك في أن لديكم القدرة على الفوز في هذا السباق ولكن ليس بالاسترخاء والاكتفاء بالمستوى الحالى الذى بلغته بحوث المستقبل».

تعليم مستقبلى ملائم

«تعلم وتعليم المستقبل يوفران أساسا ضروريا لبناء عالم أفضل. ولن يستطيع جيلكم أن يصل إلى مستقبل إيجابى دون إجراء تغييرات جذرية على مستوى العالم وبحيث يحصل على ذلك النوع من التعليم والتعلم جميع أفراد الجيل وليس فقط الزعماء السياسيون وموظفو الحكومة والمتخصصون في شئون الحكم ورجال الأعمال ومن إليهم. ولعل جيلكم يتذكر العبارة الحكيمة التي صدرت عن واحد من مفكريكم المستقبليين الأوائل وهو إتش. ى. ولز H. G. Wells: «التاريخ الإنسانى يتحول شيئا فشيئا إلى سباق بين التعليم والكارثة». إنكم لن تستطيعوا أن تتقدموا بسهولة عبر العقود القليلة المقبلة إلا إذا استطاعت نسبة كبيرة من سكان العالم أن تفهم المشكلات الكوكبية وإمكانات المستقبل وأبدت الاهتمام الكافى بالأجيال القادمة وآمنت بضرورة التغيير واتّخذت موقفا بنّاءً يقوم على التعاون في معالجة الاختيارات الصعبة. وحين يتوافر عدد كاف من الناس الذين يهتمون بالأجيال القادمة يصبح من السهل قبول وتحقيق هذه الأولويات الأربع الأساسية».

«إن تحقيق أى تحول نحو مستقبل إيجابى يتطلب حدوث تحولات في منظورات وقيم وسلوك الأفراد. فمنذ الطفولة وحتى الرجولة المبكرة يجب أن تكون فرص تعلم وتعليم مشكلات المستقبل متوافرة إلى أبعد حد في كل مكان على سطح الأرض بحيث تقدم بعض المدارس والكليات - على أقل تقدير - برامج ومقررات لتعليم الكبار كما توفر المكتبات أشكالا متنوعة من الوسائل والأساليب التي تساعد على التعلم وتعرّف الإمكانات المستقبلية لحضارتهم وللإقليم الذى يعيشون فيه..... ويجب أن تساعد فرص التعلم الناس من مختلف الأعمار على فهم القضايا الكوكبية وممارسة التفكير النقدى في الأمور المتعلقة بالمحافظة على كل اشكال الحياة على ظهر الأرض والاهتمام بالآخرين وإدراك أهمية العناية بنا نحن أبناء أجيال المستقبل وفهم منظوراتنا والشعور بالالتزام إزاء التغيرات الضرورية والتسامح مع مختلف الثقافات والآراء والأفكار والتعاون من أجل المصلحة العامة والبحث عن أهداف لا مادية ذات معنى».

«إن المؤسسات والمعاهد التعليمية يقع عليها مسئولية تقديم مقررات عن الدراسات المستقبلية تحرص على إبراز وتوكيد منظورات ورؤى الأجيال القادمة وذلك باستخدام وسائل وأساليب تؤثر في العقل والقلب والروح بل وفى التكوين الجسمى للناس من شتى الأعمار. وسيكون من السهل عليكم الارتقاء بالتعليم حول المستقبل إذا استطعتم تطوير القاعدة المعرفية عن المستقبليات الممكنة وإجراء البحوث حول عمليات تعلم وتعليم مشكلات وأوضاع المستقبل المتوقعة وإجراء التجارب حول هذه الموضوعات المهمة باستخدام مداخل ومقاربات مبتكرة وعميقة».

التعلم المراعاة المغزى

«ونصل الآن إلى الأولوية المجتمعية الأخيرة التى نوصى عصركم بمراعاتها. ولهذه الأولوية أهمية خاصة بالنسبة لنا ولذا فنحن نرجو أن تلقى منكم ما تستحقه من عناية واهتمام.

في هذه الأولوية الأخيرة نطالب مجتمعكم بأن يعطى مزيدا من العناية والانتباه والمؤازرة للجوانب الأكثر عمقا وحساسية في حياة الفرد. ونحن نشير هنا بوجه خاص إلى ثلاثة جوانب هى: (أ) إتاحة الفرصة أمام الأفراد لتعلم ومعرفة أهم المشكلات التي يواجهها العالم؛ (ب) مراعاة الارتباطات العميقة التي تقوم بين الأفراد بعضهم بعضا ومع كوكب الأرض وأجيال المستقبل؛ (ج) وجود وعى قوى بمعنى الحياة واهدافها.

ومع أننا سوف نناقش كلا من هذه المجالات على حدة فإنها مترابطة فيما بينها بقوة كما أنها هى الثلاثة تشارك في صياغة الجانب الأكثر عمقا والأشد حساسية من حياة الفرد.

(أ) في إمكان مجتمعكم أن يفعل الكثير جدا لنشر التعلم الفردى لأهم المشكلات على الإطلاق، ولذا ينبغى عليكم تشجيع ومساعدة كل فرد على أن يحصل على المعرفة المتراكمة حول هذه المشكلات وأن يفكر حول أفضل الحلول والإجابات. ومن الواضح انهم سوف يحرزون درجة أكبر من النجاح في محاولاتهم إذا ساعدهم مجتمعكم على إبراز وتنمية قدراتهم على التفكير بوضوح ومرونة وابداع مع إبداء الشكوك حول المشكلات العويصة والمثيرة للجدل. ونود أن نشير هنا إلى بعض تلك المشكلات التي سوف يصادفها بعض المفكرين عندكم:

أصل الكون.

- تطور الكون وحدوده النهائية.

- موضع الجنس البشرى في الكون.

- علاقتنا بالكائنات الأخرى الذكية وبالحضارات الأخرى الموجودة والمجرّات التي تنتمى إليها.

- التاريخ والمستقبل البعيد للجنس البشرى والثقافة الإنسانية.

- تحديد مسار ومستقبل الجنس البشرى.

- كيف يمكن لكل فرد ان يسهم في تحقيق مستقبل إيجابى.

(ب) إننا نتوقع من مجتمعكم أن يقدم كل ما يستطيع من عون ومساعدة حتى تشعر أجيالنا القادمة بقوة الروابط العميقة مع كل البشر ومع الكوكب الذى تعيش فوقه ومع كل أشكال الحياة بل وأيضا مع جيلكم الحالى.....فكلما ارتفعت أعداد الذين يشعرون بقوة هذه الارتباطات ازداد الاهتمام بالإنسانية ككل وبمشكلات هذا الكوكب وازدادت بالتالى التصرفات القائمة على المحبة والتقدير والحرص على احترام الإنسان والكون ككل. وسوف يسعد الأجيال القادمة أن تشعر بأنها ترتبط بشيء لا يشيخ ولا يفنى أى بشيء متسام وأعلى وأكبر بكثير من حياتهم الشخصية المحدودة الفانية. وليس ثمة شك في أن تكوين جماعة لها نظرة ثاقبة تكرس حياتها للأجيال القادمة سوف يكون مفيدا للغاية لكل الأطراف، إذ سوف يشعر أعضاء تلك الجماعة أنفسهم بفاعليتهم وقوة تأثيرهم من خلال الاهتمام الذى يبدونه نحو الأجيال القادمة وجهودهم لإقامة مجتمع أفضل...... هناك كثيرون يرغبون في أن يصنعوا شيئا مختلفا لهذا العالم ولكنهم يفتقرون إلى وجود من يؤازرهم ويتعاطف معهم، ولذا فإن وجود مثل هذه الجماعات المتعاطفة يمكن أن يفعل الكثير للمحافظة على الحضارة الإنسانية مع الشعور في الوقت ذاته بالرهبة والتوقير إزاء أسرار الكون والالتزام بمراعاة الأجيال القادمة.

(ج) إننا نؤمل في أن يعنى مجتمعكم بشكل أقوى بمساعدة الأفراد على تحقيق رغبتهم الشديدة في الإحساس بأن لهذه الحياة معنى وهدفا. ولعلكم تدركون أن انتشار ذلك الإحساس في المجتمع يزيد من الارتباط بالكون بكل ما فيه من تنوعات الحياة واستمرار تواصل الأجيال».

«إن أكثر ما نخشاه هو أن تختاروا الطريق السهل الممهد أمامكم وأن تستنزفوا جهودكم في البحث عن أهداف وأولويات مخادعة ولا طائل تحتها ولن يكون لها مردود في آخر الأمر سوى تبديد وقتكم وجهودكم ليس فقط على أمور مثل الاستهلاك والترف والمنافسة والصدامات والعنف ولكن أيضا على مشروعات وهمية وقضايا وقتية. إننا نرجو أن تفكروا في الآلام والمواجع التي سوف تلحق بنا من جراء الحياة الكئيبة والكوكب العقيم والقيود القاسية والفرص الضائعة والإحساس بعدم الراحة والضياع وعدم الجدوى. إننا نشعر بالأسى حين نفكر فيما عسى أن يحدث لنا وربما تشعرون أنتم أيضا بشيء من الأسف حين تفكرون فيما سوف يسببه عدم مبالاة عصركم بالأجيال القادمة».

«إننا نوافقكم تماما على أن هذه التغييرات الأربعة الأساسية التي تحتاج إلى أن يتولاها الأفراد والمنظمات بل والمجتمع كله هى تغييرات واسعة جدا وبعيدة الأثر وقد تكون صعبة التحقيق، ولكن البديل هو أن يمضى أحفادكم وغيرهم من أبناء جيلهم شطرا كبيرا من حياتهم الناضجة في بيئة فيزيقية واجتماعية كئيبة وبائسة. فالتغييرات الأربعة العميقة ضرورية لتجنب مثل هذه النهاية السلبية. إنها تهيئ أفضل طريق نحو مستقبل إيجابى».

«ولعل أهم هذه التغييرات الأربعة هو التحول الشامل نحو العمل على توفير الحياة المريحة للأفراد الذين سوف يقدّر لهم الحياة خلال العقود القليلة القادمة، وكذلك المحافظة على سلامة ونقاء هذا الكوكب.. إن تغييرالنظرة والتفكير أمر ضرورى بالنسبة للمواطنين جميعا وليس فقط بالنسبة لصناع السياسات العامة أو كبار رجال الأعمال أو العاملين الأساسيين في الحكومات. وكلما غيّر أفراد جيلكم من نظرتهم الذاتية الداخلية زادت الفرص المواتية لإحداث تغيرات خارجية. إن الكشف المستمر عن تاريخ الحضارة الإنسانية يؤدى إلى تغيير المسار نحو مستقبل أكثر سعادة وإيجابية.

إننا نشكر لكم كريم اهتمامكم الصادق بمقترحاتنا».

 

 

أحمد أبوزيد