أصفهان درة التاج الصفوي.. بقلم: إبراهيم المليفي

أصفهان درة التاج الصفوي.. بقلم: إبراهيم المليفي

كم من الأشياء الجميلة يمكن أن تتحقق في آن واحد، هواء عليل وآنية مملوءة بالفستق وصحن مزخرف بالفواكه المكتنزة بالعافية، وماء محلى بقطرات من عصارة الورد المحمدي، ودفتر منهك الاستعمال مليء بأشعار عمر الخيام وحافظ الشيرازي، وثغر باسم تداعب جبينه خصلات ذهبية تشجو بأبيات بالفارسية تمدح جمال أصفهان:

أصفهان را نيمه خوانن از جهان
صد جهان ديده أم در أصفهان
وترجمتها باللغة العربية
أصفهان التي يسمونها نصف العالم
لقد وجدت مائة عام في أصفهان.

قبل مغيب الشمس بقليل انطلت الجدران ووجوه الناس بلون السماء الزرقاء معلنة نهاية ميقات الشمس وبدء ميقات القمر، كنا نسير بخطوط متعرجة تتحاشى حركة الأجساد في ساحة نقش جهان أو ساحة الإمام، هي ساحة مستطيلة تتوسطها أحواض المياه ونوافير ناشطة وحدائق غناء للتنزه والاستراحة وتعد من أكبر الساحات المفتوحة في العالم بعد ساحة تيانامين في الصين حيث يبلغ طولها 512 مترا وعرضها 163 مترا. وتقع هذه الساحة حاليا تحت إشراف منظمة اليونسكو للحفاظ على هويتها الأثرية الفريدة.

ونقش جهان اسم له معان كثيرة مثل رسم العالم لأنها تشبه الدنيا، ومعنى ثان أستخلص من الناحية الفلسفية وهو المهمة أي ما مهمة الإنسان في الدنيا، وقد بوشر بناء هذه الساحة في عهد السلطان الصفوي عباس الأول في بداية القرن السابع عشر، وتقع فيها معالم مهمة مثل مسجد الجامع أو الإمام وعمارة «عالي قابو» وتعني الباب العالي ومسجد الإمام لطف الله العاملي وبوابة السوق المعروفة بالقيصرية، وكان الملوك الصفويون يتفرجون فيها على العروض العسكرية والألعاب من شرفات قصر عالي قابو، ولكل من تلك الأماكن مفهوم خاص فالمدرسة إشارة إلى أهمية العلم وقدرة الدين، وموقع الحكومة يدلل على أهميتها في حياة الناس، والمسجد بيت الله وبيت الناس، والنقطة الأخيرة هي الاقتصاد. إن ساحة نقش جهان نقطة مثالية للبدء في رحلة فهم أصفهان وتاريخها.

في وصف أصفهان

يصف ناصر خسرو صاحب كتاب الأسفار (1004 1088), وهو رحالة وفيلسوف إيراني شهير, أصفهان بأنه لم يجد أكثر منها جمالا وعمرانا من بين جميع مدن بلاد فارس.

أصفهان أو أصبهان أو سبهان وغيرها جميعها أسماء لمنطقة واحدة هي أصفهان التي تعتبر العاصمة الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقبل سنوات اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية نظرا لما تختزنه من فنون العمارة الإسلامية والآثار الباقية لحضارات سادت ثم بادت في أرض تعود شعبها على هضم ثقافات الآخرين وصهر المفيد منها في الحضارة المتجددة التي يفخر الإيرانيون بأنها حضارة إسلامية لجميع المسلمين والعالم وليست فارسية فقط.

تتموضع أصفهان وهي محافظة كبيرة حاضرتها مدينة تحمل نفس اسمها في قلب إيران وتبلغ مساحتها 107 كلم مربع وترتفع عن سطح البحر بخيلاء مسافة 1500 متر، وتبعد أصفهان عن العاصمة طهران 340 كيلومترا جنوبا ومناخها معتدل فيه من كل الفصول قضمة فجنوب وغرب المدينة جبلي وشرقها سهل منبسط واسع، ذلك التباين أوقعني في حيرة، فقبل أن تلامس إطارات الطائرة أرض أصفهان جلت بعين المتفحص أبحث عن جمالها الموعود بين سلاسل جبال زاجروس المعممة بلفائف من الجليد المتشظي فلم أجد غير التراب الغامق، وحتى بعد أن خرجنا من المطار لم أجد اللون الأخضر الذي رسمته في مخيلتي لكثرة ما قرأت عن جمال أصفهان وتزكية الكاتب الفرنسي أندريه مارلو لها حين قال «من يستطيع أن يدعي أنه شاهد أجمل مدن العالم دون أن ينظر إلى أصفهان»؟ ولكن لمَ العجلة والرحلة في أولى ساعاتها.

لعب موقع أصفهان من ناحية ونهر زاينده رود من ناحية أخرى، دورا كبيرا في ما يمكن تسميته خلق أصفهان، فوقوع المدينة على خط الحرير أتاح لها بفعل التبادل التجاري الاحتكاك مع الثقافات التي مرت عبر أراضيها، أما نهر زاينده رود فيزحف نحو أصفهان بعد أن يقطع مسافة 405 كلم, حيث يقع منبعه في مرتفعات الجبل الأصفر أو «زردكوه بختياري» منهمرا من الغرب إلى الشرق، وتفترق منه عروق تغذي جسد أصفهان مثل نياصرم وفرشادي وشاه وفدين وتيران وقميش مانحا الحياة لكل أجزائها حتى عمرت بحركة الناس ويقدر تعداد سكانها بمليوني نسمة ولولا نهر زاينده رود لما كانت أصفهان.

قاعدة إسلامية

دخل الإسلام مدينة أصفهان في عام 680م ضمن عمليات فتح بلاد فارس ومنذ ذلك الحين استقر فيها الدين الإسلامي، وقبل ذلك التحول الكبير خرج الصحابي الجليل سلمان الفارسي مخلفا وراءه مسقط رأسه أصفهان نائيا بعقله عن عبادة النار ليسير باتجاه الصحراء بحثا عن الدين الجديد الذي وجده ليكون أول بني قومه ممن دخلوا في الإسلام، فأي جهاد مع النفس ذلك الذي دفع، ودارت الأقدار دورتها لتصبح بلاد سلمان الفارسي قاعدة مهمة من قواعد انتشار الدين الجديد حتى حدود الصين، ولاعبا أساسيا في تاريخه السياسي خاصة في العصر العباسي، وأخيرا شريكا بارزا في الحضارة الإسلامية علما وفنا وأدبا. فإلى أصفهان شددنا الرحال وسرنا بالاتجاه المعاكس لطريق سلمان الفارسي لنشاهد نصف جهان أو نصف العالم كما يحب الأصفهانيون وصف مدينتهم.

ذخيرة مدينة

اختيرت أصفهان في عهود سابقة أربع مرات لتكون عاصمة للبلاد وآخرها في العهد الصفوي لبعدها عن الخطر العثماني وبعد اختيار أصفهان العاصمة السياسية قرر الشاه عباس الأول (1588 1629) أن يصنع منها مدينة نموذجية وجلب أمهر المعماريين والخبراء والأساتذة لتحقيق غرضه وتوج كل واحد منهم بالسيف البهائي تكريما لإبداعهم، حيث يندر أن نجد في أصفهان الصفوية على وجه التحديد مبنى دون معنى وعمارة تخلو من الإشارة.

قصر جهلستون أو الأربعون عمودا باللغة الفارسية تحفة معمارية كادت أن تختفي خلال الغزو الأفغاني لإيران، لولا بعض الأحجار والمرايا التي سرقت من جدران القصر وهو ما كشف عن أخشاب الرمان خلفها ذات اللون الأحمر، وقد بدأت عمليات بناء ذلك القصر خلال عهد الشاه الصفوي عباس الأول على مساحة 67 ألف متر مربع وأضيفت إليه بعض الإضافات خلال العهد القاجاري (1779 1925) وهو قصر يستخدم لاستقبالات الضيوف والسفراء والوفود الرسمية وليس للإقامة وقد جهز بكل عناصر الأبهة والإبهار والدلالات العميقة، كما يضم القصر رسومات زيتية على الجدران بريشة الفنان رضا العباسي، وتحيط قنوات الماء بهذا القصر كأنه جزيرة وسط الجنائن الخضراء.

أمام إيوان القصر فأخذنا نحسب أعمدته التي تبدت لنا من بعيد أقل من عددها المعلن فوجدنا فقط عشرين عمودا، فكان السؤال الأول أين الباقي؟ فأتانا الرد انظروا خلفكم فكان انعكاس صورة الأعمدة الموجودة على صفحة الماء يرفع العدد إلى أربعين عمودا. السؤال التالي كان لماذا اختير هذا الرقم وليس أكثر أو أقل؟ وهل للهندسة دور في ذلك؟

لقد اختير الرقم 40 لكثرة دلالاته ومنها أن عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كلف بالرسالة كان يبلغ أربعين سنة وعندما يصل الرجل إلى سن الأربعين يقال إنه وصل إلى الكمال، وللأرقام في الشرق عموما - وليس في إيران فقط- اعتبار خاص وقد ابتكر بناة قصر جهلستون طريقة في معرفة تاريخ بناء هذا القصر من خلال أبيات الشعر المكتوبة على جدران واجهة القصر إذ يوازي كل حرف رقماً معيناً وفي النهاية يتم التوصل لسنة البناء.

داخل ساحة نقش جهان دخلنا إلى قصر عالي قابو أو «الباب العالي» بالفارسية، وتاريخيا يعتبر هذا القصر مقر الإدارة الملكية الصفوية وهو مكون من سبعة طوابق، أعجوبة هذا القصر الجميل في انتقال الصوت من زاوية لأخرى وكأنها مكالمة هاتفية حين يقف شخصان بصورة متعاكسة في البهو المفضي للباب الرئيسي للقصر ولا تتداخل الأصوات إذا زاد عدد المتحدثين على شخصين. ويعتبر الدور السادس في قصر عالي قابو من أشهر أدواره حيث تقع غرفة العازفين وهي غرفة تمتص الصوت حتى لا يتسرب إلى الساحة ويهتك خشوع المصلين في المساجد القريبة من العمارة البهية.

وتعكس كنيسة فانك في منطقة جلفا مستوى التسامح الديني في إيران، وكان الشاه عباس الأول قد وطن طائفة من الأرمن في أصفهان لأغراض سياسية وكفل لهم حرية ممارسة طقوسهم، وتوجد في إيران كنائس أخرى إلا أن أشهرها وأجملها هي كنيسة فانك التي يجمع طرازها المعماري ما بين الفنين الإيراني والأوربي، كما يوجد كنيس ملا يعقوب اليهودي مخصص لليهود الإيرانيين الذين مازالت أعداد منهم تعيش في أصفهان.

قاعة أشرف

تقع هذه القاعة الفخمة ضمن ما يسمى منطقة القصور الصفوية وبنيت قبل 400 سنة تقريبا وهي تقع تماما خلف قصر عالي قابو وقد ضمت حاليا مع مباني محافظة أصفهان وفيها يستقبل المحافظ ضيوفه الرسميين، وتضم قاعة أشرف فنوناً معمارية وزخرفية نادرة لا يوجد مثلها في مناطق أخرى من إيران نظرا لما لها من خلفيات فلسفية ورياضية، كما حشدت فيها قطع منتقاة بعناية من أندر أنواع السجاد الإيراني ذي النقوش النادرة كما تحتوي على مذهبات على الجدران عيار 24 وصناعات تقليدية.

وقد التقينا في هذه القاعة بمحافظ أصفهان الدكتور علي رضا ذاكر أصفهاني الذي سألناه عن حجم الميزانية المخصصة لترميم المواقع الأثرية فأجاب بأن الميزانيات التي ترصد لمثل هذه الأعمال تكون محدودة ولكن رئيس الجمهورية اقترح هذا العام على البرلمان زيادة ميزانية الترميم.

وأوضح أصفهاني أن كل ما يشاهده الزائر اليوم لأصفهان من معمار جميل كانت له جذور تاريخية منذ العهد الصفوي والبويهي والسلجوقي.

وعن تأثير وجود مفاعل نطنز في محافظة أصفهان على السياحة خاصة الأجانب, عدم وجود استقرار قد يكون سببا في قلة إقبالهم أكد المحافظ أنه «لم تكن هناك مشكلات من هذا النوع ومن اختلقها هو الغرب لأنهم يريدون من خلال إعلامهم فرض هذه النظرة على مواطنيهم. والكثير من السياح الأجانب يأتون ويتعجبون من الاستقرار والنشاط الاجتماعي الموجود لدينا بعد أن كانوا يتصورون أنهم سيقتلون عندما يأتون إلينا».

كاشان وتوابعها

خرجنا من مدينة أصفهان في رحلة استغرقت يومين متجهين إلى مدينة أخرى كبيرة هي كاشان التي لا يذكر اسمها إلا وتتبعه سيرة السجاد الكاشاني المصنوع يدويا والذي شكل قسما كبيرا من سمعة إيران العالمية، إن لم يكن معظمها، كما تشتهر بعض المدن الصغيرة التابعة لكاشان مثل قنصر بصناعات مميزة مثل ماء الورد المحمدي الذي تغسل به الكعبة المشرفة سنويا، وله استخدامات علاجية وعطرية ويوجد من هذا الورد تسعون نوعا يحضر أغلبها بالطريقة التقليدية وهي التقطير والتكثيف، وتبرز مدينة برزك بإنتاج العطور المحلية.

وفي لقاء مع قائمقام مدينة كاشان السيد محمد حاجي سألته لماذا كاشان دون بقية مدن العالم تميزت في صناعة السجاد؟ فأجاب بأن المناخ الصحراوي السائد في هذه المدينة دفع بسكانها للبحث عن مورد للرزق فيه من الفن والإبداع ما يضمن لهم العيش الكريم فاتجهوا لصناعة السجاد.

ومن الطريف ذكره هنا أن الصين تحاول خلق حالة تنافسية مع إيران في مجال صناعة السجاد وهم يحاولون تقليد النماذج الإيرانية وبيعها على أنها من كاشان كما أنهم بنوا مدينة لإنتاج السجاد الصناعي أسموها كاشان!

قبل أن نصل لمدينة كاشان توقفنا لساعات في مدينة نطنز التي يقع فيها المفاعل النووي الإيراني المثير للجدل على الصعيد الدولي، واسم نطنز أثار حديثا في اللغة مع رفقاء الرحلة لم ينته إلى اليوم فنحن ننطق اسم المدينة بالتاء نتنز والإيرانيون ينطقونها نطنز وعندما ننطق طهران بالطاء ينطقونها بالتاء تهران بل ويكتبونها هكذا على اللوحات الإرشادية.

ويوجد في مدينة نطنز أو نتنز 1800 موقع أثري وتاريخي اثنان منها مسجلان باليونسكو وتبعد عن مدينة أصفهان 153 كلم وهي تضم 52 قرية ويسكنها حوالي 46 ألف نسمة ومن أشهرها قرية أبيانة السياحية التي أسميتها أبيانة المراكشية لكون جميع مبانيها مصنوعة من الطوب الأحمر.

منار جنبان وهشت بهاشت

وفي يومنا قبل الأخير في أصفهان قمنا بثلاث رحلات لا تقل أهمية عما سبقها، ففي الصباح قمنا بزيارة أجمل القصور الصفوية وهو قصر «هشت بهاشت» أو الجنان الثماني الذي بني في القرن السادس عشر في عهد السلطان سليمان الصفوي على قاعدة حجرية ورخامية ويتكون من طابقين، في كل طابق ثماني غرف، ومن أبرز معالم هذا القصر إيوانه الجنوبي الذي يشتمل على حوض اللؤلؤ والشلال الصناعي وزخارف القيشاني المرسومة على جدرانه الخارجية فضلا عن الأحواض والنوافير التي جعلت من هذا المكان متنزها لسكان أصفهان.

وبعد الظهيرة زيارة أعجوبة أصفهان المعمارية وهي «منار جنبان» أو المئذنتان المهتزتان وقد بنيت خلال العهد المغولي. وأخذ هذا المعلم اسمه من اهتزاز المئذنتين العجيب وكأنهما مصنوعتان من المطاط، فما أن ترتج واحدة حتى تستجيب لها الثانية بنفس الحركة وقد مات صانع تلك الأعجوبة ومعه سرها حيث اختلف الناس في تقديم تفسير علمي واحد لطريقة عملها، البعض يقول إن وجود الأخشاب والجص بين الطابوق هو السبب والبعض الآخر يقول إن المئذنتين مبنيتان على قطعة معدنية وبعض ثالث يرى أن حركة الاهتزاز تنتقل عبر الهواء لأن المئذنتين تشبهان الشوكة الرنانة. وينظم للجمهور الزائر بمعدل كل ساعة عرض حي لمدة دقائق لكيفية اهتزاز المئذنتين وهو عرض مازال يلاقي إقبالا كبيرا منهم.

وفي المساء ختمنا جدول زيارتنا لأصفهان بزيارة قصر عباسي الذي بني في عهد الشاه سلطان حبيب الصفوي (1694 1723م) ليكون خانا كبيرا لاستقبال التجار وزوار أصفهان، وتتجاوز مكانة فندق عباسي الاعتبارات السياحية التي تجعله مميزا في خدماته الفندقية أو طاقاته الاستيعابية سواء للزبائن أو المؤتمرات فكل ما فيه كفندق موجود مثله في كل دول العالم، ولكن ما يميز فندق عباسي هو قيمته التاريخية والتراثية التي رفعته لمستوى المتاحف الكبرى. وقد تم تجديد الفندق عدة مرات خلال الخمسين عاما الماضية، وكان آخر ملوك آل بهلوي يحرص على النزول في فندق عباسي كلما زار مدينة أصفهان.

وفي حديقة الفندق التي تقع في أوسطه، حيث كانت الجمال والدواب تنوخ بالقرب من غرف أصحابها قبل مئات السنين، دخلنا إلى مطبخ يحضر فيه الشاي مصحوبا بعرض احتفالي لكل كأس قبل خروجه من المطبح، حيث يقوم صانع الشاي باللباس التقليدي «بقرقعة» كئوس الشاي بالقاعدة الرخامية أمامه وتحريكها بسرعة دون أن تنكسر ويقوم من يتسلم الشاي لتوصيله للزبائن بقرع ناقوس موضوع أمام صانع الشاي معلنا تسلمه للطلب الجديد، وبينما يجد بعض الناس أن تلك العملية مزعجة حرص بعض السياح الأجانب على الجلوس بالقرب من «القرقعة» ومشاهدة تلك العملية كل مرة.

وقد أخذ كل فرد من الوفد الصحفي الكويتي الذي كنت ضمن أفراده نصيبه من الشاي الغامق وجلسنا في حديقة فندق عباسي نرتشفه مودعين أصحابنا الذين رافقونا منذ لحظة وصولنا حتى لحظة مغادرتنا، خاصة إبراهيم مهماندوس مرجع رحلتنا التاريخي والذي وجدت شروحاته الشائقة مكانها في مادة هذا الاستطلاع، كما لا ننسى رفيقنا المهذب سمير ارشدي صاحب كتاب «أصفهان قرنفلة الحضارة الإسلامية» وأخيرا الشكر لصاحب الدعوة وهو محافظ أصفهان الدكتور علي رضا ذاكر أصفهاني الذي وفر لنا أسباب نجاح هذه الرحلة.

أزهار السحر

ونحن نغادر مدينة أصفهان لابد أن أذكر أن الصورة التي رأيتها من نافذة الطائرة وأنا قادم قد تبددت سريعا على مشارف المدينة، وحلت مكانها صورة أصفهان الجميلة التي قرأت عنها كثيرا، فما بين جسري خاجو والثلاث والثلاثين قنطرة يكمن جمال لا ينضب لجنان تسر الخاطر وتشفي القلب العليل، وفي قصر الجنائن الثماني أزهار تفوح بسحر يفتت القلوب الصلبة والمشاعر الصدئة فلا يخرج منها الزائر إلا إنسانا بقلب طفل وعقل مكسور القفل.

 

 

إبراهيم المليفي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




صورة الغلاف





وهب نهر زايده رود أصفهان الحياة والجمال، والمئات من سكان المدينة يتنفسون على ضفتيه هواء الانشراح والتبسط، كل على طريقته وهواه. وفي الصورة يتجمع الناس في مشهد يتكرر يوميا عند جسر 33 قنطرة أو سي وسه بل لمشاهدة نهر زاينده رود





ساحة نقش جهان الفسيحة ويظهر في أحد جوانبه مسجد الإمام، وبني في عهد الشاه عباس الأول على يد المعماري علي أكبر الأصفهاني





تظلل الأشجار المتعانقة شوارع المدينة حاجبة عن المارة حرارة شمس الصيف





جسر خاجو أو الخواجه وهو من أكثر جسور أصفهان الأثرية جمالا وفخامة، وقد وضع حجر الأساس له خلال العصر التيموري ثم استكمل بناؤه خلال عهد الشاه عباس الأول، ويطلق الرسامون العنان لريشتهم في تصوير جسر خاجو أو 33 قنطرة





تمثال للشاه عباس الأول صانع مجد مدينة أصفهان وشهرتها بين المدن الإسلامية





قصر صفوي في مدينة كاشان حُوّل إلى متحف وفندق يستقطب المولعين بالعيش لأيام وسط جدران تستنطق الماضي وتفشي الأسرار المخبأة





فتاة من قرية قنصر تقطف الورد المحمدي الذي يصنع منه ماء الورد الذي تشتهر به مدينة كاشان





لا يحد شغف المرأة بالموضة أي حد وحتى بوجود قوانين ملزمة تقنن اللباس وتقولبه، إلا أن الفتاة تمكنت من إرضاء جمالها وتطبيق والالتزام بالقانون في آن واحد





صبايا يمضين وقتا من المرح بالقرب من نهر زاينده رود والهاتف المحمول هو دميتهن الأثيرة





فتاة من مدينة نطنز بلباسها التقليدي تتنزه في موقع أثري وخلفها ترامس المشروبات الساخنة





نماذج من المقتنيات الثمينة والمصنوعات الفخارية التي يضمها معهد الفنون الجميلة في مدينة أصفهان





نماذج من المقتنيات الثمينة والمصنوعات الفخارية التي يضمها معهد الفنون الجميلة في مدينة أصفهان





تاجر سجاد من كاشان يعرض إحدى القطع المصنوعة يدويا على الزبائن





نماذج من المقتنيات الثمينة والمصنوعات الفخارية التي يضمها معهد الفنون الجميلة في مدينة أصفهان





 





محافظ مدينة كاشان د. على رضا ذاكر





إحدى زوايا قاعة أشرف الشهيرة بالفنون المعمارية والزخارف ذات الخلفيات الفلسفية والرياضية





تمضي الأيام والسنون ولا تزال بعض الأماكن قادرة على منح زوارها القدامى نفس الدفء عندما وطئوها لأول مرة وهم يستقبلون الحياة وفي الصورة شيخ وامرأة من قرية نياسر





حركة المشاة لا تتوقف فوق جسر 33 قنطرة الذي يبلغ عرضه 14 مترا بعضها للعبور وبعضها للتفرج على نهر زاينده رود من زوايا مختلفة وبعضها الآخر للتريض. ويوجد لهذا الجسر قسم سفلي يكثر استخدامه عند تساقط المطر





أعجوبة منار جنبان أو المئذنتان المهتزتان، حيث تهتز المئذنتان في حال تحريك إحداهما وكأنهما مصنوعتان من المطاط





قصر الجنان الثماني الذي تحول إلى متنزه عام وقد بني خلال عهد السلطان سليمان الصفوي على قاعدة حجرية ورخامية