من المكتبة العربية.. الإسلام والمسلمون في الولايات المتحدة وأوربا وأستراليا

من المكتبة العربية.. الإسلام والمسلمون في الولايات المتحدة وأوربا وأستراليا

ليس من شك في أن للمسلمين ببلاد المهجر تحديات كثيرة ومتنوعة، تختلف كل الاختلاف عن بلدانهم الأصلية، ولاسيما عندما نعلم أن وجود المسلمين في الغرب قد شهد تطورات وتغيرات جذرية، أسهمت في خلقها جملة من العوامل، وقد انتقل الوجود الإسلامي في بلاد الغرب منذ زمن مضى من حالة الاستقرار المؤقت، إلى حالة المواطنة والإقامة الدائمة، وبالتالي فقد نتج عن ذلك إشكالات كثيرة غير متوقعة، يقتضي الكشف عنها القيام بدراسات معمقة، وأبحاث رصينة، لرصد أوضاع الإسلام والمسلمين في بلاد المهجر، وإيجاد حلول لشتى التحديات التي تواجههم...

ليس كتاب: «الإسلام والمسلمون في الولايات المتحدة وأوربا وأستراليا، من منهاتن إلى مرسيليا» للأستاذ سعدي بزيان، بدعة في مجاله، فهو كتاب قيم، يكشف لنا عن وعي مُلح، وإحاطة شاملة بموضوعه، ونزدادُ تعلقاً بذلك الكتاب عندما نعلم أن مؤلفه هو الأستاذ سعدي بزيان الذي يعيش في بلاد المهجر، وهو يُعدُ واحداً من كبار الكتاب والصحفيين الجزائريين، وهو عندما يُدلي بأفكاره فهو يُدلي بها عن تجربة خاصة وخبرة طويلة، فقد ألف عدة كتب تتصل بهذا الميدان، كشف من خلالها عن جوانب متنوعة تتصل بواقع وآفاق الجاليات المسلمة والوجود الإسلامي في البلدان الغربية، ومن مؤلفاته التي كتبت في هذا الميدان نذكر: «معركة الحجاب الإسلامي في فرنسا:أصولها وفصولها»، و«الصراع حول قيادة الإسلام في فرنسا»، و«الهجرة والأحلام في أوربا»، وغيرها من المؤلفات المتنوعة.

ومن هذا المنظور فالأستاذ بزيان يُقدم لنا بين دفتي هذا الكتاب ، متابعة شاملة، ورؤى معمقة عن واقع وآفاق ومستقبل ووضعية الجاليات المسلمة في المهجر، فليس من شك في أن المسلمين هم في تزايد مستمر في البلدان الغربية، وهذا ما يدفع إلى تحولات جذرية في الحياة الاجتماعية والسياسية للمسلمين في الغرب، وانطلاقاً من مقدمة الكتاب يُقدم الأستاذ بزيان انتقادات لبعض الكتابات المتجنية وغير المنصفة للمسلمين، إذ أن هناك حملات شعواء يتعرض لها المسلمون في أوربا في وسائل الإعلام تهدف إلى تشويه صورتهم، ويسوق المؤلف عدة أمثلة عن ذلك، كما أنه يُقدم آراء مخالفة لتلك النظرات المتجنية ، ويشير إلى بعض الشخصيات التي أدلت بآراء بعيدة عن التعصب والتجني ، ومن بين الذين تحدثوا بإنصاف عن المسلمين في الغرب خبير الأديان النمساوي أوتوها بسبورغ، الذي أشار إلى أن: «الأوربيين يجهلون الكثير عن الشعوب الإسلامية وعن الإسلام وأن برامج التعليم في أوربا لا تُعرف الأجيال الأوربية حتى بالقرآن الكريم بقدر ما تُحيلهم إلى حساسيات تاريخية»، وفي بحث شارك فيه أوتوها بسبورغ في «المؤتمر الإسلامي المسيحي» الذي عُقد في سويسرا بمناسبة مرور تسعمائة عام على بدء الحروب الصليبية قال: «إنه لا يُعقل أن تقوم علاقات طبيعية للجاليات الإسلامية مع الشعوب الأوربية التي ينشأ فيها أطفالهم في مدارسهم على كتب تزخر بالطعن في الآخرين».

واقع الجاليات المسلمة في المهجر

ينطلق المؤلف في حديثه عن الجاليات المسلمة في المهجر من الولايات المتحدة الأمريكية، ويُشير في البدء إلى أن الكثير من المسلمين لا يعرفون بأن الإسلام قد سبق كريستوفر كولومبس إلى أمريكا، فقد وصل المسلمون إلى هناك حسب دراسة الدكتور ت.ب.افرنج وأثروا في الكثير من التقاليد الموروثة عند الهنود الحمر، وتجلت آثارهم في الصخور بأمريكا الجنوبية والوُسطى، كما تم اكتشاف عملة عربية أندلسية في سواحل أمريكا الجنوبية ، بالإضافة إلى الرحلات الكثيرة التي قام بها المسلمون عبر المحيط الأطلسي والتي أفادت كولومبس في رحلته فيما بعد أيما إفادة، ويُقدم لنا المؤلف بعد تعرضه لجملة من الدلائل التي تثبت سبق الإسلام إلى القارة الأمريكية إحاطة شاملة عن حقيقة الوجود الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، فيشير إلى أنه من الصعوبة بمكان تقديم أرقام حقيقية عن عدد المسلمين هناك، حيث إن الأرقام تتضارب وتتباين، فهناك من يُشير إلى خمسة ملايين نسمة، وهناك من يتحدث عن ستة ملايين مسلم، وقد أشارت إلى هذا الأمر الباحثة الفرنسية جوسلين سيزاري عندما تطرقت إلى ذلك في الكثير من الدراسات، وأرجعته إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تنطلق في عملية الإحصاء من الانتماءات الدينية، «وقد اعترفت إحدى الدراسات بأن الإسلام هو الأسرع نمواً في الولايات المتحدة بشهادة الجميع: الخصوم والأنصار، ولعل الإحصائيات التي نشرت حول عدد المسلمين في الولايات المتحدة سنة 1980قدرت عدد المسلمين بـ3، 3 مليون نسمة وخلال ست سنوات ارتفع عددهم إلى أربعة ملايين نسمة، سنة 1986م، وهم موزعون حسب النسبة المئوية على النحو الآتي:

- مسلمو الشرق وشمال إفريقيا يشكلون نسبة 28، 4%.

- الأمريكيون من أصول إفريقية يشكلون30، 2% في حين يشكل الآسيويون11، 5% وخلال ست سنوات (1980-1986) زاد عدد المسلمين بمعدل21% وفي الولايات المتحدة اليوم أكثر من ستين جنسية إسلامية، وهناك ما يزيد على ثلاثة آلاف مسجد، كما أن هناك عدداً جما من التنظيمات الاجتماعية والسياسية لمسلمي أمريكا، وهذا يدل على حرص المسلمين على أن يكون لهم وزن في التركيبة الاجتماعية والسياسية في أمريكا، ومن أهم التنظيمات الإسلامية الموجودة في أمريكا اتحاد المسلمين الأمريكيين، ومجلس الشئون العامة للمسلمين، والاتحاد الإسلامي لأمريكا اللاتينية، الذي يُعتبر أكبر منظمة إسلامية في أمريكا ككُل، ومن المنظمات التي لها جذور قديمة، اتحاد الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة وكندا، وقد تم إنشاء هذا الاتحاد في جامعة «ألينوى»، وهو يحوي حوالى ثلاثمائة جمعية تتوزع على مختلف الولايات، ومن المؤسسات البارزة التي دافعت عن حقوق المسلمين بقوة مؤسسة «كاير»، التي هي الاسم المختصر لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، والذي تأسس سنة 1994م، ويُقدم لنا المؤلف مسحاً شاملاً عن المساجد والمراكز الإسلامية لمسلمي أمريكا، فيُشير إلى أنه «لا تكاد تخلو مدينة من مدن الولايات المتحدة من مسجد أو مركز إسلامي وفي ألاباما مثلاً، هناك مركز إسلامي وثلاثة عشر مسجداً منها عشرة مساجد للمسلمين السود، في حين تحظى كاليفورنيا بعدد مهم من المساجد والمراكز الإسلامية، منها سبعة عشر مسجداً للمسلمين السود وحدهم، ومساجد أخرى لباقي الجاليات الإسلامية وقد بلغ مجموع المساجد في كاليفورنيا العشرات... أما المراكز والهيئات فهي في تزايد مستمر وأشهر المراكز الإسلامية، المركز الإسلامي في واشنطن الذي وُضع حجر أساسه سنة 1949م، وبلغت تكاليفه حوالى مليون دولار أمريكي، ويُشرف على هذا المركز مجلس يضم سفراء الدول الإسلامية ، ويُعتبر معلماً من معالم واشنطن لهندسته المعمارية الإسلامية المتميزة، وثاني مركز إسلامي، هو المركز الإسلامي في نيويورك، وقد بدأت فكرة إقامة مركز إسلامي جديد في نيويورك في أوائل الستينيات من القرن العشرين، ويُشرف على هذا المركز ويُديره مجلس إدارة يضم ستاً وأربعين دولة إسلامية».

وعن أوضاع المسلمين في كل من كندا وأستراليا وبريطانيا وألمانيا والنمسا، أشار المؤلف إلى أن في كندا أكثر من مليون نسمة من المسلمين جُلهم إطارات فنية وعلمية في شتى التخصصات، وهناك أكثر من خمسة وثلاثين مركزاً ومجلساً، ومن أبرز المراكز والمجالس الإسلامية في كندا، اتحاد الجمعيات الإسلامية، ومجلس الجاليات الإسلامية، ومركز هيئة الإغاثة الإسلامية التابع لرابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية، وفي أستراليا هناك حوالى سبعمائة ألف مسلم «ينتمون إلى عدة بلدان عربية وإسلامية من مصر وسورية ولبنان وفلسطين وتركيا وإيران، وقد جاء هؤلاء إلى أستراليا بحثاً عن الرزق بعد أن فتحت أستراليا أبواب الهجرة في بداية الستينيات أمام العرب والمسلمين، ويعتقد مفتي أستراليا الشيخ تاج الدين الهلالي أن عدد المسلمين يزيد على سبعمائة ألف مسلم، فهذا الرقم أوردته إدارة الهجرة، وخاصة بعد هجرة مسلمي الشيشان والبوسنة والهرسك والعراق وبقية البلاد الإسلامية، فهناك إقبال شديد على الإسلام من طرف السكان الأصليين...».

أما بريطانيا فقد شهدت أقدم حضور إسلامي في أوربا مدة ما يربو على ثلاثة قرون كما يشير إلى ذلك مؤلف الكتاب، إذ يعود تاريخ تأسيس أول مسجد في بريطانيا إلى سنة1761م، وكان ذلك في بلدة «سرى»، ومع مرور الزمن أنشئت الكثير من المساجد والجمعيات الإسلامية، ويتميز مسلمو بريطانيا بكونهم يتمتعون بحقوق متنوعة ومتعددة لم يحصل عليها الكثير من المسلمين في شتى أصقاع أوربا، وهم يتوزعون «في المدن الكبرى وفي مقدمتها العاصمة لندن، والتي يوجد فيها، وفي ضواحيها 52192 باكستانياً و28888 من بنجلاديش، وفي برادفورد التي يبلغ عدد سكانها 480000 نسمة 60000 منهم مسلمون أي 17% من مجموع السكان، و45% من السكان المسلمين في برادفورد هم باكستانيون ويوجد في هذه المدينة وحدها حسب المصادر البريطانية 38 مسجدا ومركزاً إسلامياً ومدارس إسلامية تتمتع بمكانة خاصة وتحظى بمعاملة كمدارس متميزة في برامجها ونمط عيش الطلبة فيها، وفيها قاعات للصلاة ومطاعم تُقدم وجبات أكل حلال وفق الشريعة الإسلامية، وتعتبر برمينغهام ثاني مدن بريطانيا إيواء لأكبر جالية إسلامية فيها».

وتعود جذور الوجود الإسلامي في ألمانيا إلى حوالى قرن، ويُورد المؤلف إثر تعرضه لوضعية الجالية المسلمة في هذا البلد ما ذكره ميثاق المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، إذ جاء فيه: «إن الإسلام في ألمانيا ليس حدثاً عرضياً جديداً كما أنه ليس ظاهرة عابرة» ففي ألمانيا اليوم كما يقول الميثاق 2ر3 مليون مسلم يعيشون في ألمانيا، ومعظم هؤلاء ينتمون إلى ثلاثة أو أربعة أجيال، ومعظم هؤلاء غدوا جزءا من الشعب الألماني حوالى600 ألف منهم يحملون الجنسية الألمانية أما ميثاق المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا فقد عدد المسلمين الذين يحملون الجنسية الألمانية بـ500 ألف نسمة.

ويعود تاريخ إنشاء أول مسجد للمسلمين في ألمانيا إلى سنة 1915م، وذلك بغرض صلاة بعض المسلمين الذين كانوا موجودين في معسكر للأسرى، ويصف الأستاذ بزيان وضعية المسلمين والإسلام في النمسا بأنها تجربة رائدة في التعامل مع الإسلام فالإمبراطورية النمساوية هي أول دولة اعترفت رسمياً بالديانة الإسلامية، وذلك سنة 1912م، وللمسلمين في بلاد النمسا جمعيات ومساجد ونشاطات ثقافية متعددة ومتنوعة، ولعل من «أكبر وأهم المؤسسات الإسلامية الدينية والثقافية المركز الإسلامي الرسمي، وهي مؤسسة تشرف عليها السفارات الإسلامية، إلى جانب هذا المركز هناك الجماعة الإسلامية في النمسا، وقد نشأت سنة 1988م ولها مسجد تقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، وهو أكبر المساجد العربية الموجودة في فيينا العاصمة، وقد بادرت في السنوات الأخيرة مدينة غراتس بإنشاء مركز إسلامي في هذه المدينة التي تبعد عن فيينا العاصمة200 كلم، وغراتس تضم حوالى خمسة آلاف عربي ومسلم، ويُقدم الأستاذ سعدي بزيان في أبواب مستقلة صوراً عن الإسلام والمسلمين في إيطاليا، وسويسرا، وبلجيكا، وهولندا، وأوربا الشمالية، وإسبانيا، وفرنسا، فعندما تناول كلاً من إيطاليا، وسويسرا، وبلجيكا، وهولندا، قدم لمحات تاريخية عن الوجود الإسلامي في تلك البلدان، وعن بدايات الوجود الإسلامي في حياة تلك الشعوب، وأشار المؤلف إلى أن هناك في إيطاليا حوالى 256251 مسلماً، وأما سويسرا فقد شهدت تطوراً ملحوظاً للجالية المسلمة هناك وذلك عبر مراحل متتالية، حيث إن إحصائيات1980م تشير إلى وجود56 ألف نسمة، وقد تضاعف عددهم خلال عشر سنوات فوصل إلى حوالى 200 ألف نسمة، وهو ما يُعادل 5ر2% من مجموع الشعب السويسري، ومن أهم المراكز التي تُقدم خدمات كبيرة للإسلام والمسلمين في سويسرا المركز الإسلامي في جنيف، الذي أسسه الدكتور سعيد رمضان-عليه رحمة الله-، وفي بلجيكا هناك ما يربو على 250ألف مسلم ، وأما هولندا فيصف المؤلف تجربتها مع الإسلام والمسلمين بالتجربة الجديرة بالتقدير، وذلك نظراً لطبيعة الشعب الهولندي المتميز بقدراته على التعاطي والتفاعل مع شتى الديانات، وفي مقدمتها ديننا الإسلامي الحنيف، وعدد المسلمين في هذا البلد في تزايد مستمر حيث إنه ينمو «بوتيرة قوية ففي سنة 1968م مثلاً كان عدد المسلمين في هولندا قد بلغ42000 نسمة ليرتفع هذا العدد سنة 1971 إلى 54000 نسمة مقابل 92000 سنة 1973 وفي سنة 1979 أصبح عدد المسلمين ملحوظاً حيث بلغ في هذا التاريخ 200،000نسمة، وهكذا أخذت وتيرة تزايد عدد المسلمين تسجل ارتفاعاً ملحوظاً بحيث بلغ عددهم سنة 1992 حوالي 400،000 وهم حالياً حوالي 500،000 نسمة أي ما يُعادل 2،3% من مجموع سكان هولندا البالغ عددهم حوالى 15 مليون نسمة».

الإسلام والمسلمون في أوربا الشمالية

يلفت الأستاذ سعدي بزيان الانتباه، إلى أنه من الصعوبة بمكان الحصول على أرقام دقيقة عن الوجود الإسلامي في أوربا الشمالية، ويخُصُ بالذكر كلاً من السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا، ويُرجع ذلك إلى عوامل عدة من أبرزها العامل اللغوي، إذ أن لغات تلك البلدان غير منتشرة، وكذلك نظراً لندرة وجود مصادر باللغة العربية تتعرض لأوضاع المسلمين داخل تلك الدول، بالإضافة إلى عوامل أخرى، ولعل هذا ما ترتب عنه معضلات جمة، من بينها الفهم الخاطئ للإسلام، ومن الدلائل على ذلك تلك الرسوم المسيئة للمسلمين التي نُشرت في الدنمارك، والتي تنم عن جهل كبير بقيم ديننا الإسلامي السمحة والداعية إلى الحوار والسلام والتسامح.

ففي الدنمارك أُسس أول مركز ثقافي إسلامي هناك سنة 1976م، في الحي الشمالي من العاصمة كوبنهاجن، وقد بلغ عدد المسلمين هناك حوالى 12500، وقد ارتفع وازداد هذا العدد بكثير نظراً للنمو الديمغرافي للأسر المسلمة، وفي السويد تأسست أول جمعية إسلامية بين سنتي 1947-1948م، وأطلق عليها اسم «الجمعية الإسلامية التركية للثقافة والدين في السويد»، وقد ازدادت النشاطات الإسلامية ونمت نمواً كبيراً مع تنامي الجالية المسلمة في السويد، في سنة 1985ثم إقامة معرض كبير حول موضوع يحمل اسم «الإسلام»، وقد أطلق على ذلك العام عام «الإسلام».

وفي سنة 1988قدر معهد علم الاجتماع الديني في السويد 18 جمعية إسلامية في العاصمة ستوكهولم، وضواحيها، في حين بلغ عدد المسلمين في هذا التاريخ 17000مسلم»، وأما في النرويج فقد بلغ عدد الجالية المسلمة هناك حوالى50000 مسلم، وقد تم بناء الكثير من المساجد تدريجياً، كما أنشئت جملة من الجمعيات الإسلامية، وعندما تناول المؤلف وضعية الإسلام في إسبانيا أكد على عودة الإسلام إليها بعد غيابه عنها مدة خمسة قرون ، وذلك تعبيراً عن الوجود الإسلامي الكثيف هناك، وقد قدم رصداً شاملاً عن وضعية الإسلام والمسلمين في تلك الديار، كما وقف ملياً مع واقع المسلمين في فرنسا، وتتبع مسيرة بداية إنشاء المساجد والجمعيات هناك، وذلك منذ تأسيس مسجد باريس سنة 1926م، حتى تأسيس أول هيئة إسلامية رسمية في فرنسا سنة 2003م، وفي ختام كتابه قدم المؤلف لمحة عن الإسلام والمسلمين في بعض كتابات الكتاب الغربيين، وتحدث عن ثلاث شخصيات أوربية في رحاب الإسلام.

 

 

 

تأليف: سعدي بزيان