ثروت عكاشة صاحب الثورة الثقافية

ثروت عكاشة صاحب الثورة الثقافية

مهمة وزارة الثقافة لا تقتصر على إصدار الكتب أو المسرحيات والأفلام بل تمتد إلى إعداد مناخ وتربة تنبت براعم لتصبح من بعد أزهارا تبدع الكتب والمسرحيات والأفلام

في تقدمته لمشروع إنقاذ آثار النوبة، أورد الراحل الدكتور ثروت عكاشة الذي افتقدته مصر والأمة العربية مقولة شكسبير الشهيرة: «إذا المرء أعوزه من يذكر ما له.. اضطر هو أن يذكره» وكأنه يشير إلى أن البعض كان يتذكر لما قدمه من إنجازات ثقافية ضخمة منها هذا المشروع. إلا أن هذه المقولة لو صدقت على غيره، فمن الصعب أن تصدق عليه حيث لا يستطيع أحد أن يجحد إنجازه في الثقافة المصرية، بل والثقافة العربية بوجه عام، أمر يجعلنا نقول إنه بالفعل يعتبر صاحب الثورة الثقافية في مصر، وفي غيرها من أوطان الأمة العربية، ودليلنا على ذلك هذه الإنجازات التي قام بها منذ أن تولى مسئولية الثقافة المصرية بعد ثورة 1952، حيث تحولت الحركة الثقافية من ثقافة الارتجال والعشوائية إلى ثقافة الهيئات والمؤسسات الثقافية.

ومنذ البداية نسجل أن ثورة عكاشة الثقافية، تلك التي نفذها عبر تجربة ثقافية خاصة به وحده، تعتبر علامة مضيئة في تاريخ الثقافة العربية ككل، وليس في مصر وحدها، فقد أفرزت هذه التجربة الكثير من الإنجازات الثقافية التي لا يمكن تجاهلها، والغريب أن اختيار ثروت عكاشة لهذه المسئولية الضخمة كان مفاجئًا له، حيث يسجل في سيرته الذاتية بأنه عرف هذا النبأ من إذاعة القاهرة، وكان وقتها سفيرًا لمصر في إيطاليا، وأنه فور أن استمع إلى ذلك سافر إلى مصر قاصدًا مقابلة الرئيس جمال عبدالناصر الذي أصدر قرار تعيينه وزيرًا للثقافة في نوفمبر 1958، طالبًا منه إعفاءه من هذه المسئولية. ولعل سبب رغبته في الإعفاء - بالرغم من إيمانه بالعمل الثقافي - هو عدم ميله لحرفة السياسة التي تطلب من الوزير التنفيذي، ويتضاعف هذا الشعور عنده بعد إدراكه أن حرفة السياسة - وقتئذ - كانت تتطلب من المشاركين فيها أساليب هي مبعث للقلق، أو كما يقول في مذكراته: «وما كنت أحب أن أرتاد هذا الخضم، لا مجانبة منى للمشاركة في العمل السياسي، بل لما كنت أراه من احتوائه على تجمعات همها ألا يزاحمها في سلطانها أحد.

ولهذا كانت رغبته في الإعفاء أكثر من رغبته في القبول، بالرغم مما عرف عنه من محبة للعمل الثقافي، وهو ما ذكره به عبدالناصر عند لقائه به قائلاً:

«إن علم المسئولية جدير بأن يثير في نفسك ما عهدته فيك من قبل من إقدام، ثم ما الذي ستفعله في وزارة الثقافة غير تحقيق أحلامك التي كنت ترددها على مسامعي قبل الثورة وبعدها.

بعد تردد دام ثلاثة أيام عقب صدور قرار الرئيس بالتعيين جاءت موافقته.

كانت الثقافة وقتئذ تابعة للإرشاد القومي، حيث أضيف إليه مهمة ثقافية حملت من أجله اسم «وزارة الإرشاد القومي والثقافة» في فبراير 1958، ليتولاها الراحل الكبير فتحي رضوان حتى نوفمبر 1958، وطبيعي ألا تعطى تبعية الثقافة للإرشاد القومي في هذه الفترة القصيرة - ثمانية أشهر - أية إنجازات ثقافية تحسب أو تذكر.

عبء الوزارة

وهكذا يتولى ثروت عكاشة عبء هذه الوزارة التي كانت تتلمس طريقها إلى المثقفين في ظل هذه التبعية، ليحولها إلى عمل ثقافي جاد يستهدف جماهير الشعب كله بمعاونة المثقفين، حيث وقر في نفسه أن هناك حدًا فاصلاً بين رعاية الدولة للثقافة، ووصايتها عليها، فالأمران مختلفان في التوجه والسياسة. ولذلك كان على وزارة الثقافة - في عهده - أن تتحمل عبء الإنشاء والإنتاج معًا، أن يؤمن بما آمن به عبدالناصر بأن الازدهار الثقافي يؤدي في مجال الفكر ما يؤديه التصنيع الثقيل في مجال الصناعة، وأن إنعاش الحياة الثقافية في الأمم الناهضة أصبح جزءًا لا يتجزأ من واجبات الدولة الحديثة، وفي هذا الإطار بدأت مسئوليته عن الثقافة، واضعًا نصب عينيه تحفظًا هو أن السياسية الثقافية ليست محاولة من الدولة لصنع ثقافة حكومية، وإنما هي - في الأساس - تشجيع إزدهار القيم والتطلعات بكل أنواعها النافعة، فكانت خطته في ذلك أن يسلك طريقين في آن واحد. طريق قصير يرمي إلى إمتاع الجماهير بالثمار الثقافية العاجلة، وآخر طويل يهدف إلى تنشئة أجيال تنضج على يديها هذه الثمار، وذلك بإنشاء المعاهد الثقافية العالية.

ولم يسمح - في ذلك - لأفكاره عن الثقافة أن تظل حبيسة في صدره، وإنما حرص على أن يشرك غيره في الرأي. فمنذ اليوم الأول لتسلمه مهام وزارة الثقافة، سعى على الاتصال بكبار المثقفين حتى لا تكون سياسة وزارة الثقافة، سياسة فوقية يتخذها الوزير مع نفر من أعوانه، ولذلك رأى بعد عدد من اللقاءات أن أنسب شكل يستطيع من خلاله التعرف على مشكلات الواقع الثقافي في مصر، هو حشد أكبر عدد من المفكرين والأدباء والنقاد والفنانين في مؤتمر عام للثقافة. كان من نتائجه اكتشاف الرؤية الثقافية كاملة على لسان أصحابها. وكأنه بذلك قد انطوى عزمه على ألا يتخذ قرارًا إلا إذا كانت الشورى رائدة له، ولغيره، ومن هذا تركزت في ذهنه فكرة ثقافية متكاملة في جملتها وتفصيلها، وهي أنه لا ازدهار لثقافة قومية إلا إذا عبرت بصدق عن فئات المجتمع كله؛ القرية والمدينة، ولا يمكن قيام ثقافة جامعة إلا إذا أتيح للجميع الارتشاف من المناهل الثقافية العالمية، ولا يمكن تصور قيام أي نهضة ثقافية قبل محاولة إزالة الحواجز والحدود بين طبقات المجتمع.

صروح شامخة

وهكذا تتحول هذه الفكرة إلى واقع وتطبيق، بل وإنجازات لهذه الصروح الشامخة التي أنجزها، والتي تتماثل أمام أعيننا الآن: أكاديمية للفنون تخرج كل عام المئات من الكوادر الفنية المسلحة بالعلم والموهبة لتغذية الحياة الفنية في مصر وأقطار الوطن العربي، هيئة للكتاب تقدم ثمرات طيبات للمكتبة العربية بأسعار في متناول الجميع، فتسهم في تأكيد توفير الكتاب لمن يقرأ، هيئة لقصور الثقافة الجماهيرية تزرع في قرى ومدن كل محافظة مقرًا، فتزود مصر كلها بألوان من الفنون والآداب، فضلاً عن كونها تفرخ أقلامًا جديدة واعدة في الفن والأدب، تحقيق وإحياء للتراث العربي بشكل جاحظ حتى لا تفرغ عقول أبناء الأمة من ماضيهم، هيئة للآثار تعمل على حماية التراث المصري من الضياع وتوظف بعضًا منه لخدمة التنمية الاقتصادية في مساندتها للسياحة، هيئة للمسرح تتواصل مع هذا الفن العالمي الذي لم يعرفه أجدادنا من العرب الأقدمين وتؤكد أننا نواكب الثقافة العالمية في كل جوانب تطورها، إدارات للتفرغ تقدم للحياة الأدبية والفنية عدداً من المبدعين الذين يثرون الحياة الثقافية بوجه عام، مراكز للفنون الشعبية تسجل تراث الشعب ومأثوراته، عاداته وتقاليده، اهتمام بالسينما التي بدأ نشاطها عام 1959 بشكل علمي لتصبح بعد ذلك مؤسسة ترتقي بالمستوى الفني والمهني لهذا الفن المعروف بالفن السابع، مجلات ثقافية وفكرية تتابع الحركة الثقافية في مصر والوطن العربي، وتواكب الثقافة العالمية، وتقدم للحياة الثقافية كتّابًا وأدباء ومفكرين يؤكدون أن مصر لاتزال ولادة لأصحاب المواهب، موسيقى، باليه، نحت، تصوير. في مراكز ومعاهد منظمة بالأساليب العلمية الحديثة إلى آخر هذه الإنجازات التي أوجدت من بعد ما يعرف بالثورة الثقافية.

إلا أن هذه الثورة أو هذه التجربة كان لابد أن تستند إلى فكرة أو نظرية، هي بعينها فكرة أو نظرية الكيف الثقافي، في وقت كانت السياسة الثقافية تتأرجح بين نظريتي الكيف والكم الثقافي وتطبيقاتهما، وما نتج عن هذه التطبيقات من أعمال مضطربة. ولعل ثروت عكاشة يسجل في هذا الصدد في مذكراته حديثًا دار بينه وبين عبدالناصر حين عرض عليه مسئولية الثقافة والإعلام للمرة الثانية عام 1966 سائلاً الدكتور ثروت عكاشة عن قبوله لمسئولية الثقافة والإعلام ونائبًا لرئيس الوزراء؟ ويجيبه: قد أقبل أن أكون وزيرًا للثقافة، أما الإعلام فلا. إذ ليس مجال الإعلام مجالي، ولا يتفق مع نزعاتي. ويشهد الله كم كان عبء الثقافة وحدها ثقيلاً في المرة السابقة (1958-1962) وقد ثبت لكم عدم جدوى الجمع بين الثقافة والإعلام، وكان تعليق عبدالناصر: أوافق على رأيك كل الموافقة.

وزارة تراجع نفسها

ويبدأ ثروت عكاشة مسئوليته عن وزارة الثقافة وحدها للمرة الثانية في الفترة ما بين عامي 1966، 1970، حيث يطلب عودة مصلحة الآثار من السياحة إلى مكانها بالثقافة، ويتبع المنهج الذي اتبعه في المرة الأولى لتوليه الثقافة، داعيًا إلى عقد أربعة مؤتمرات للسينما والمسرح والكتاب والفنون التشكيلية في حوار مفتوح يجمع المثقفين بالعاملين في المجالات الثقافية المختلفة، قاصدًا من وراء ذلك تحقيق الالتحام الضروري بين منتجي الثقافة ومستهلكيها، بين المبدعين والمتلقين.

وبعد هذه المؤتمرات التي حللت الواقع الثقافي تحليلاً نقديًا، وما تلى ذلك من فحص ودراية ومتابعة أصبح من واجب وزارة الثقافة أن تراجع نفسها، وأن تتبع سياسية تقصير الخطوط لتركيز كل ما يمكن من إمكانات حقيقية صالحة لتقديمها إلى الناس، في أجلى صورة، وأرفع مستوى، وأوسع قاعدة.. ولم يكن هذا يعني انكماشًا، ولا انعزالاً عن الناس، وإنما كان محاولة ضرورية لإنقاذ الكيف الثقافي عن مضار الكم. حتى تفسح الدولة السبيل أمام الجماهير الغفيرة، فيأخذ كل بطرف من المعرفة الثقافية، دون خروج على المبدأ الحق، وهو الالتزام بالثقافة الرفيعة، كان على وزارة الثقافة أن تقدم أعمالاً قيّمة مهما قل عددها إلى أكبر عدد من الناس.

وبهذا المعنى - أي بمراعاة الكيف الثقافي - تمثل وزارة الثقافة الازدهار الحقيقي، وتعنى بالروح والعقل معًا للعمل الثقافي، يضاف إلى ذلك أن النظرة إلى الكيف الثقافي مرتبطة بهدف، غير إمتاع الكثرة من المثقفين ومحدودي المعرفة. لعل هذا الهدف هو تكوين نخبة من مبدعي الآداب والفنون. ذلك لأن مهمة وزارة الثقافة لا تقتصر على إصدار الكتب أو تقديم المسرحيات أو إنتاج الأفلام أو غيرها بالرغم من أهمية هذه المؤسسات والهيئات، بل إن مهمتها تمتد إلى إعداد مناخ وتربة تنبت براعم لتصبح من بعد أزهاراً تبدع الكتب والمسرحيات والأفلام وغيرها. ومن أجل هذا كان لا معدل عن استبعاد أوضاع تضاعف من كمية الإنتاج الثقافي على حساب القيم الثقافية. فتلويث مناخ الثقافة معناه توالد أجيال عليلة ثقافيًا، ومثل هذه الكارثة لا تعلن عن نفسها حيث تقع كي نتنبه إليها في الوقت المناسب فنتصدى لها. ذلك لأن التسمم الثقافي لا تظهر آثاره بعد ساعات مثل التسمم الغذائي، وإنما تظل آثاره دفينة جدران الأجيال المتتالية.

كاتب متفرغ

وإذا كانت هذه هي تجربة ثروت عكاشة في الثقافة، تلك التي حقق بها الثورة الثقافية التي كانت تسير جنبًا إلى جنب الثورة السياسية والاجتماعية في مصر بعد يوليو 1952، فإن له إنجازًا آخر يضاف إلى جملة إنجازاته متمثلاً في ما قدمه للمكتبة العربية من مؤلفات بعد أن أصبح كاتبًا متفرغًا، هذه المؤلفات لا تقل ثورية عمّا أحدثه في مجال الثقافة. صحيح أنه بدأ هذا الإنجاز إبان عمله ضابطًا بالجيش قبل ثورة يوليو 1952، إلا أن أغلبها أصدره بعد أن تفرغ للكتابة بشكل نهائي. وكأن هذا الرجل قد أخذ على نفسه عهدًا أن يكون مثريًا في كل مراحل حياته.

والحديث عن أعماله المؤلفة والمترجمة والمحققة وخواطره وأبحاثه إلى جانب أبحاثه ودراساته العلمية في رسالتي الماجستير والدكتوراه.. لا تستوعبه هذه الصفحات، ولهذا فسيكون حديثنا عن عملين بارزين من أعماله، كمثالين للحديث عن بقية أعماله، هذان العملان هما موسوعة «تاريخ الفن» المعروفة باسم «العين تسمع والأذن ترى» التي صدرت في عشرين مجلدًا، والعمل الثاني من مؤلفاته يخص مذكراته التي صدرت في مجلد ضخم بعنوان «مذكراتي في السياسة والثقافة».. في إشارات سريعة ربما تكون أفضل من لاشيء.

فأما موسوعته فهي عن تاريخ الفن «العين تسمع والأذن ترى» نلمح فيها غاية للاستغراق ينتهي إليها مَن يرهف السمع لما هو عذب شجي يحلو في الأذن وقعه، وذلك حين تسكن جوارحه إلي تلك التي يسمعها. فإذا هو يخال الأنغام رؤى، والهمس أشباحًا، والأصوات أشخاصًا، وإذا بدنيا المسموعات قد استحالت في سمعه إلى دنيا من المرئيات، وإذا هذه الآذان المرهفة حسا تنفذ في سواد الليل، ما لا تنفذ إليه العين في وضح النهار.

كذلك يرى أن ما تبلغه الأذن في غمرة استماعها، تدركه العين في غمرة تأملها. فإذا هي الأخرى مأخوذة بما انجذبت إليه، لا تتحول عنه وإذا الذي ملأها بجماله وروعته، قد ملأها أيضا بصوته وحركته. فما إن يروى مشهد واد من الأودية، حتى يخيل إليها أنها تسمع خرير أنهاره، وحفيف أشجاره، هزيج رياحه.. كلها تتجاوب في أرجائه. فتحس دبيب ما يدب على أرضه، وخفق ما يحلق في سمائه، وإذا هي ربطت ما ترى بما تسمع، وإذا هي تملك طرب الاستماع إلى جانب متعة الرؤية.

وبهذه العيون وتلك الآذان اقتحم ثروت عكاشة تاريخ الفن المليء بكل عجيب وغريب، فحقق هذا الهدف الذي يصبو إليه كل مثقف جاد وملتزم، وهو توفير فيض من المعارف تروي ظمأ الذهن مع توافر قدر من المتعة الفنية تسعد بها النفس، حيث بدا للعيان دوره كمثقف تنويري، في موسوعته «العين تسمع والأذن ترى» ترقد جوانب من الفن تشكل موضوعات كل منها ينفرد بمجلد منها «الفن المصري القديم في العمارة، وفي النحت والتصوير والسكندري القبطي «ثم الفن العراقي القديم، والتصوير الإسلامي الديني العربي، والتصوير الإسلامي الفارسي والتركي، والفن الإغريقي والفارسي والروماني وفنون عصر النهضة: الرينسانس والروكوكو، وفنون العصور الوسطى، والتصوير المغولي في الهند، ومعراج نامة كأثر إسلامي ومعجم المصطلحات الثقافية وغير ذلك من بقية العشرين مجلدًا.

وأما العمل الثاني فهو المجلد الضخم الذي يحتوي على مذكراته وعنوانها «مذكراتي في السياسة والثقافة» وهي مذكرات توسلت بالمنهج التاريخي، وهو منهج معروف في كتابة سير وتراجم المفكرين لأنفسهم، ولذلك فهو من الناحية المنهجية أكثر قبولاً من أسلوب الاعترافات أو القصص الفني بالنسبة للمفكر صاحب الإنجازات الكثيرة.

وبهذا المنهج التاريخي كتب ثروت عكاشة مذكرات حياته العملية، سواء في جانبها السياسي أو الثقافي، وهي حياة حافلة حقًا، ثرية صدقًا، تهيأ لها من أحداث عصرها ما لم يتهيأ لحياة الكثيرين من الرواد سواء قبل الثورة أو في الإعداد لها، أو بعد الثورة في العمل معها.

***

وهكذا وفى ثروت عكاشة الدين لأمته في محنتها كأحسن ما يفي به الرجال، ووفى العمل لثقافتها كأفضل ما يفي به الذين وضعوا في مواقع المسئولية، ووفى الجهد للكلمة كأعظم ما يفي به حملة الأقلام من الرواد، واحتمل في سبيل ذلك الكثير من المشقة والألم، وهو إلى ذلك كما هو منذ كان ضابطًا صغيرًا في الجيش حتى أصبح مفكرًا كبيرًا. دقيق الحس، صارم الرأي، مخلص العمل، مؤمنا في كل ذلك بالحرية الواضحة المستقيمة التي لا التواء فيها ولا غموض.
---------------------------------
* كاتب من مصر

 

 

 

سامح كريم