وتريات

وتريات

قرأتُ فى باب «وتريات» فى العدد 618 مايو 2010 م قصيدة للشاعر: تركى حسن الحمش التركاوي تحت عنوان «أما من يد عربية بيضاء؟» والتي أشعلت داخلى نارًا لم يطفئها إلا كلمات كتبتها إهداءً له ولعلها تبلغه عبر مجلة العربي مجلة كل العرب التى لها بالغ التحايا لدورها السبّاق في ربط قراء ومثقفي العرب بميثاق غليظ..

هذيْ يدٌ عربية بيضاءُ!

يا طول عمري، والمصيبة أطول
«ذبلت عيونك، والمحاسن تذبلُ»
أنبتّ في همسي صراخًا عندما
أدركتهُ قلتُ: التصبّر أجملُ
هذي يدٌ، لو أن عندك روحها
لوجدته فيما عملتَ وتعملُ
كانت بمعتزل وصوتك هزها
فطغت حروف لا تموت وتُقتَلُ
الحب يا جاري وثاقٌ بيننا
عما قضى في حقنا لا يُسألُ
هو صخرة، إحدى صخور العز فينا،
هل سيقطع ـ في الصخور ـ المعولُ؟
هذي يدٌ، نبتت بأرض شأنها
مهما استجد بها الغريبُ ستأكل
قالوا: سكتـّم عن نوازل حيكم
ونقول: بل إنّا كذلك نفعلُ..
يقضون ما شاءوا، ويشعر ربهم
أنّا ارتضيناهم، ولا نتعجّلُ
حتى إذا شئنا، فأمر منتهٍ
ودمٌ مباحٌ، ثم فعلٌ مذهلُ
نبتت بأرض لحنها لدخيلها
«يمضي كما راح الدخيل الأولُ»
ما كل هذا الحسن يا معشوقتى؟
هل لو عبدتكِ طول عمرى مشكلُ؟
لا رب فينا ـ غيرنا ـ نعتاده
قسرًا، وليس لنا نبيٌ مرسلُ
قالت: عليك الحب يا ولدي
وضمّي وانجذابك، والشئون الهمّلُ
«يا ليتنا ننسى نواقص فعلنا»
«خاطبتها رغبًا» وأنّا نكملُ
يا طفلتي، أخشى الغواية بيننا
تُذكِي الهوى لهب اشتهائِكِ، أجهلُ
هذي يدٌ، عند الضريح بشارة
تحكي القتيل كما يريد القاتلُ
قولي لهم، يا لحمتي، عن عزنا
«فالأرض أرضك والسحاب المنزلُ»
زرقاء ثوبٍ، طلعها متوحّدٌ
ترنو على مهلٍ ولا تتجمّلُ
لا منزلٌ ـ في الأرض ـ إلا أمتي!
مهما يحلّ بها، سيحلو المنزلُ
«مال الهموم وللرجال»، لعلنا
في السكر نرحل عندها .. نترجّلُ
يا طول عمري بالرجال، وحسرتى
لمّا الرجال من العلا تتحللُ..
هذي يدٌٌ، يرضى بها المجذوب والـ
مغوار والراضي! فكيف العاقلُ؟
قالت له: حضر النسيم بأرضنا
لولا حضرتَ ـ فلا يطيب المأكلُ
وتبسمتْ ـ وهوتْ تعد كثيبها ـ
يا لو تجود على الفؤاد وتجزلُ
فتهيّبتْ صمتي، وقد أثقلتـُها
قالت: كلامك يا متيّمُ أسهلُ
نحلتْ فؤادى سكرةً من خمرها
فوقفتُ عند جبينها أتنفـّلُ
تاريخنا ملكٌ لنا، ونعيده
نارًا على علم العروبة يُشعلُ
أنظل نبكي، والبكاء تخاذلٌ
في العسر واليسرى ـ السواء ـ يعطـّلُ
اصبرْ على قيدٍ به تتكبّلُ
كفـّاك بينهما دعاءٌ يُقبلُ

على حسان خضرى أحمد
الأقصر - مصر

أسايَ

أحمد عبدالرحمن جنيدو

من أساي الكائن الناريّ يطفو
وشفاه الحب تهفو باردهْ.
لملمي هذا الغناء الحر،
فالنسيان يأتي دفعتين
الموت, والموت,
وليست حالة الإتيان تبدو سائدة.
فاسألي عنها زماناً,
وجع الأرواح دنيا خالدة
شفتي أيّ نداء
تعب العشق على صدري خذيني
فعنائي بغنائي
ودعائي في المسافات
يناغي دون أن يدري وصايانا لذات جاحده.
مرهقٌ هذا الفؤاد.
يلعنُ الصمت على كينونة
من بعد أن ذاق البعاد.
فرصة العمر ستأتي
قبل أسراب الجراد.
فاجلسي خاطرة في الركن
نسهو بالحياد.
يوصل الماضي بأنغام الأنين المستعاد
متعب هذا السهاد.
مرهقٌ هذا الفؤاد.
في بلاء الحظّ يثنيني السواد.
في جذور الحزن أوتادي جماد.
تعبي النفسيّ أنت
النار في الأحشاء ماتت واقده.
من أساي الهائم الإنسيّ ينمو
وظلال الخوف في الوجدان
أمّ واعده.
يا جياع الحب قوموا
فثوانينا على الأجراس
باتت جامده.
وخطى المجهول تدنو
تبلع النور كالأفعى
ورأس اليأس ساميّ
يطال الأفق من ضعف
الخطايا الرائده.
من جنوني يحرق الزيتون
بين الخوف والخوف ورود,
وعليهم إصبعان
الوقت والقبح حكايات التي تعرج
فوق المستحيل
اللوم كل اللوم ناري حاقده.
مطر اللحظة فوق الخدّ
محفوراً إلى القاع
ويصطاد أماني عائده.
عمرنا التالي يوازي قبحنا الآخر
عودي
فنداء الأرض مسموع
إلى آخر نجوى بائده.
قد مشتْ
خطوتها تعزف ألحانا
بكى الناي وغنّى
عاد يهذي
ففتحت الشمس مرات
فخارت ساجده