جراحة التجميل.. إلى أين؟

 جراحة التجميل.. إلى أين؟
        


لا يقتصر تمني الجمال على كبار السن, فبفضل التقدم الذي حققته جراحة

التجميل الحديثة باتت تعد الجميع بأحلام لم يكن هناك أمل في تحقيقها,

وهنا مكمن الخطورة في السعي وراء الأحلام بأي ثمن وأي طريقة!!

          منذ عشر سنوات وعندما بلغت الآنسة "هولي لاجلانت" عمر 25 عاما, دفعت 2500 دولار ـ كل ما كان لديها آنذاك ـ ثمنا لجراحة تجميل لترفع جفن العين قليلا, وعلى الرغم من الخسارة المالية فإن التغيير كان واضحا عليها, وبسبب نجاح الجراحة عادت "هولي" ـ الفتاة الشقراء من شيكاغو ـ مرة أخرى إلى جراحة التجميل بعد عامين فقط, وقامت بسحب الدهن من حول الفخذ, لأنها ترغب في أن تبدو أكثر رشاقة.. وبعدها أجرت إزالة الدوالي التي شوهت ساقيها.. وأخيرا أجرت شد جلد الجبهة.

          ان المبلغ المتبقي معها هو 7000 دولار, وهذا لا يكفي سداد فاتورة العلاج, ومما زاد الطين بلة, أن "هولى" فقدت عملها الذي يدر عليها المال, وعجزت عن تسديد ديونها, مما اضطرها إلى إعلان الإفلاس.. الأمر الغريب أن "هولي" أمام كل هذه المشاكل المالية مازالت تقول إنها سعيدة, لأن جسمها أصبح أكثر جمالا, وهذا يجعلها أكثر ثقة بالنفس, وهي ليست نادمة على شيء.

          تعمل "هولي" حاليا سكرتيرة مبيعات في أحد المحلات التجارية, وفور تسديد ما عليها من ديون, تصر على إجراء جراحة لشد جلد الجبهة, أو شفط الدهون كمكافأة على ما أنجزته, وهي تعترف بأن جراحة التجميل سببت لها الضائقة المالية, ولكنها ترى أن الأمر يستدعي التجربة, وأنه يساوي أكثر مما دفع فيه, لأنها تحدث فارقا كبيراً.

عيادات التجميل قديماً وحديثاً

          حتى وقت قريب, كان مراجعو عيادات التجميل هم الفنانين والنساء الذين تخطوا عمر الشباب, ويحاولون جهدهم التشبث بآخر مظاهره قبل أن تهرب منهم, وكانوا يجرون الجراحة سرا ودون رغبة في إطلاع الآخرين عليها, ولكن الوضع تغير الآن بصورة كبيرة, فالمراجعون منهم الصغار والكبار, ومنهم الذكور والإناث, وكلهم يسعون إلى كمال المنظر.. يقول أحد الجراحين إن المريض الذي يراجع عيادة التجميل قد يكون أي شخص عادي, مثل أختك الصغيرة أو جارك, أو أي امرأة أو رجل, تراه بالقرب منك.. بعض المراهقات يتوسلن إلى آبائهن حتى يجرين شفط الدهن أو تكبير حجم الثدي.. وهذا يثير جدلاً أخلاقياً ساخناً, حول العمر الذي يمكن عنده السماح بإجراء الجراحات الاختيارية.. العشرون والثلاثون هما العمر المناسب لإجراء "أعمال الصيانة" بالنسبة للتجميل, مثل شد الجلد أو شفط الأنسجة الدهنية من الوجه, ولكن هناك حالات مماثلة تجرى للأطفال والصغار الذين يعانون السمنة.

          سرعان ما يذوب الخجل الذي يشعر به المريض بعد إجراء الجراحة, مثل ذوبان الخلايا الدهنية مع عملية سحب الدهن, ويقول أحد جراحي التجميل إنه اعتاد في الماضي أن يهرب مرضاه عندما يرونه في حفلة عامة, حتى لا يكتشف أصدقاؤهم أنهم أجروا جراحة تجميل, ولكن الوضع أصبح مختلفاً في الوقت الراهن, فالمرضى يأتون إليه بصحبة أصدقائهم, ليسعوا هم أيضاً لعلاج المشاكل التي تواجههم.

          كان للأطباء الأمريكيين دور في نمو وازدهار جراحة التجميل, خاصة بعد الإحباط الذي أصابهم, بسبب انخفاض دخلهم المالي خلال الأعوام الأخيرة, ومع أن شركات التأمين لا تغطي ثمن عمليات التجميل التي ليس لها دواع طبية حقيقية, وعلى المرضى دفع ثمن العلاج من حسابهم الخاص, فإن تكلفة علاج التجميل تصل بسهولة إلى 3000 دولار, ثمناً لإجراءات بسيطة, ويعلق أحد الأطباء قائلاً إن جراحة التجميل علاج يجلب الفرحة للمريض والثروة للطبيب, ولجذب مزيد من الزبائن استغل الأطباء جميع سبل الدعاية والإعلان, ومنذ فترة وجيزة قام 500 جراح أمريكي بحملة في الراديو والتلفزيون للحث على إجراء عمليات تكبير حجم الثدي, مما أثار الاهتمام حول مستوى الأمان المتوافر في جراحات التجميل, فعلى الرغم من أن التخصص في جراحة التجميل يستغرق أعواماً طويلة في الدراسة والتدريب, فإن أي طبيب يمكنه القيام بأنواع كثيرة من العلاج, وهذا دعا السلطات الصحية في بعض الولايات الأمريكية إلى وضع قواعد حازمة على مثل هذه الإعلانات.

          التطورات الطبية الحديثة تعد بتدخلات جراحية أكثر بساطة وفاعلية, مما حدا الأطباء على أن يطلقوا على جراحة التجميل الحديثة اسم "تغيير الوجه خلال عطلة الأسبوع", وهذا يجعل الزبائن الجدد أقل تخوفاً من الجراحة.. والتكنولوجيا المتقدمة ساهمت في ابتكار أساليب علاج جديدة, مثل أجهزة الليزر التي يتم التحكم فيها بدقة عن طريق الكمبيوتر, وهي تزيل التجاعيد والخطوط من الجلد, وهناك الميكروسكوب الجراحي, وهو عبارة عن أنبوب طويل لا يتعدى سمك القلم الرصاص مجهز بكاميرا عند طرفه, تسمح للأطباء بإجراء الجراحة عبر قطع جراحي صغير في الجلد, بدلاً من القطع الكبير الذي كان يجرى قديماً.

          جراحة التجميل التي تعنى بعلاج الحالات الحرجة مثل الحروق والتقرحات, ظلت ثابتة خلال السنوات الأخيرة, بينما ازدادت بصورة كبيرة جراحة التجميل الاختيارية والمتعلقة بتحسين المظهر الجمالي, ويشير تقرير عن الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل, إلى أن هذه الزيادة بلغت 153% منذ عام 1992م, وأنه خلال العام الماضي فقط أجريت أكثر من مليون عملية جراحية من هذا النوع, وهذا الرقم ـ على كبره ـ يعتبر رقما متحفظا للجراحات التي أجريت فعلاً, لأنه لا يشتمل على التدخلات التي قام بها أطباء آخرون مثل أطباء الأسنان أو الجلدية أو أطباء النساء.

ديون مالية دون ندم

          فواتير العلاج هي أكبر ما يعانيه المنتفعون من هذه الجراحات, والبعض لا يمكنه الدفع الفوري, ويستدين ثم يسدد على أقساط قد تستغرق عدة سنوات, ويعلق أحد الأطباء الأمريكيين أنه يمكن تشبيه ما يحدث في جراحة التجميل بما يحدث مع أي سلعة تجارية أخرى, فبعض الزبائن يفضلون إجراء الجراحة على قضاء عطلة سياحية, أو حتى على شراء أو تجهيز المنزل, والدفع الفوري يمكن التغلب عليه الآن عن طريق شركات الإقراض الأمريكية, التي باتت تخصص قروضاً خاصة "لتجميل الجسم" بجانب أنواع القروض التجارية الأخرى.

          تعمل الآنسة "إيريكا بورو" ـ البالغة 24 عاماً ـ في أحد المطاعم بمدينة شيكاغو, وكانت تعاني من ندبة قبيحة وحبوب بالوجه, ولم يكن لديها المال الكافي لدفع ثمن العلاج عن طريق أشعة الليزر, والذي بلغ حوالي 4400 دولار, ولكنها استغلت الفرصة في الحصول على قرض من إحدى الشركات, وسددت القسط الأول "500 دولار" من حصيلة "البقشيش" الذي جمعته من عملها, وهي تسدد حالياً 178 دولارا كل شهر حتى تنتهي من سداد القرض.

          ويقول د. جيرالد إيمبر ـ من إحدى عيادات التجميل بمدينة نيويورك ـ إن جراحة التجميل الصغيرة باتت أمراً روتينياً مثل الفحص الدوري السنوي, فإزالة الدهن من العنق أو الخطوط من الوجه صارت منتشرة خاصة بين عمر 35 إلى 45 عاما, وذلك قبل أن تظهر التجاعيد بكثرة وقوة على الوجه, وأصبحت فكرة الانتظار حتى عمر 50 عاماً لإجراء شد الوجه فكرة سخيفة, لأن هذا يهدر 20 عاماً ويجعل الأمر غاية في الصعوبة, وبالتالي يكون التدخل العلاجي أقل نجاحاً.

          الفتاة "كيلي سو إيفانز" تبلغ هي الأخرى 24 عاماً, وتعمل في أحد مراكز التجميل بمدينة "بوستن" الأمريكية, ومن واقع عملها تستغل الفرصة لإجراء جراحات التجميل الروتينية كل آونة وأخرى, وقد أجرت بالفعل حقنا بمادة "الكولاجين" لتكبير حجم الشفتين, ثم أجرت شفط الدهون لإزالة الدهن الذي لا يتأثر بتنظيم الغذاء, ثم أزالت الجلد القديم عن طريق استخدام قطع صغيرة من مادة "silica", ورداً على الانتقاد الذي وجهه لها أصدقاؤها, من أنها صغيرة وليست في حاجة لهذه التدخلات, تقول كيلي إنها لا ترغب في أن ترى نفسها بائسة عندما يتقدم بها العمر!!

          يرغب الناس أن يطول بهم العمر إلى 100 عام, دون أن يتعدى مظهرهم عمر 35, والرغبة وراء الحفاظ على مظهر الشباب تبلغ أحياناً حد الهوس, فالسيدة ماري دي بيرو "40 عاما" دفعت 2500 دولار ثمناً لعلاج أسمته "التأمين ضد الشيخوخة", والعلاج السري عبارة عن برطمان من الخلايا الدهنية التي سبق أن سحبت منها, وهذا البرطمان موجود حالياً في ثلاجة طبيب الجلدية الذي يعتني بها, وكل شهرين تتلقى جرعة في حجم 2 ـ 3 ملاعق شاي كحقن من هذه الخلايا في الخدين لتعود لهما الاستدارة والحيوية, وهي تقول إن هذا الإجراء سهل وبسيط ويشبه مراجعة عيادة طبيب الأسنان للفحص الدوري.

          ترى الكثير من النساء الناجحات أن المنظر له تأثير كبير في العمل, السيدة ماري بنتلي "34 عاما" تعمل مديرة للتسويق في شركة IBM, وقد أجرت أولاً شفطا للدهن من مؤخرة الفخذ, وبعد أن لاحظت ظهور الخطوط على الوجه راجعت الطبيب ثانية, فقام بحقن مادة "Botox" ـ وهي عبارة عن سم يصيب العضلات المرتخية بالشلل المؤقت ـ وتشعر ماري حالياً بأنها قادرة على العمل والمنافسة, لأن الناس يحكمون على الإنسان من مظهره الخارجي, وإذا استدعى الأمر أن تقوم ماري بجراحة شد جلد الوجه فإنها لن تتراجع عن ذلك.

الرجال والنساء

          لا تشعر النساء والفتيات وحدهن بالقلق على الجمال والمستقبل, فالرجال والشباب أيضاً لديهم نفس الشعور, وهناك زيادة واضحة في عدد الرجال المنتفعين من علاج التجميل, ففي العام الماضي أجرى 99 ألف أمريكي عمليات شفط الدهن ورفع الحاجب وشد جلد الوجه, بينما كان عدد من أجرى هذه الجراحات عام 1992م هو 55 ألفا.. وتقول دكتورة كريستينا كوش ـ أخصائية التجميل ـ إنها كانت تشاهد خمس حالات من الرجال فقط في كل عام, ولكنها حالياً تشاهد أكثر من خمس حالات في كل شهر.. الرجل لديه نفس الدوافع الموجودة لدى المرأة, فهناك الرجل الذي تخطى العشرينيات ويتمنى أن يحافظ على مظهر الشباب والفتوة, والرجل الأرمل الذي يبحث عن زوجة جديدة, وهناك ـ بلاشك ـ الرجل الذي يعاني من النرجسية وحب النفس.

          يبلغ المخرج كيفين كالاهان ـ من فلوريدا ـ عمر 31 عاما وهو مقتنع بالجراحة التي أجراها لزرع نسيج السيلكون تحت عضلة الصدر حتى يبدو عريض المنكبين, الرياضة التي مارسها طويلاً لم تنجح في زيادة حجم صدره, وهو يعتزم إجراء جراحة جديدة لزرع أنسجة في الأرداف حتى يبدو أكثر فتوة, وهو لا يرغب في تناول الهرمونات, ويعتقد أن الخيار الأمثل هو أن يترك الأمر لمشرط الجراح حتى يعيد تركيب جسمه بالصورة التي يتمناها.

          أكثر فئات العمر التي تسعى وراء جراحة التجميل إثارة للجدل هم المراهقون في عمر ما بين 10 ـ 18 عاما, وقد أجريت في العام الماضي عمليات شفط الدهن لحوالي 1650 شابا وفتاة دون الثامنة عشرة, كما أجريت 1840 جراحة لتضخيم الثدي, وهذا يساوي ضعف عدد الجراحات التي أجريت لنفس فئة العمر عام 1992م, وفي كاليفورنيا تنتشر عمليات التجميل بين الشباب من الجنسين, وتقول إحدى الفتيات إن جراحة تضخيم الثدي منتشرة بين طالبات المدارس الثانوية, والأهل يوافقون عليها كهدية نجاح بعد انتهاء العام الدراسي.

          أثار هذا السلوك إعصارا من الجدل بين الجراحين, فبعضهم يرفض إجراء جراحة تضخيم الثدي للفتيات أقل من عمر 18 عاما, اعتقادا منهم بأن المراهقات مازلن صغيرات على اتخاذ القرار السليم, وأن الشغف وراء الجمال يؤثر في  اختيارهن الصحيح, ويرى البعض الآخر من الأطباء أن هذا القرار ينبغي اتخاذه بمشورة بين الطبيب والأسرة والفتاة نفسها, وأن العمر الزمني ليس هو موضع الاهتمام, ولكن نضج الفتاة وإدراكها بخطورة الجراحة وما تتوقعه منها هو الأساس في الوصول إلى القرار الصائب.. وحتى الآن لم تتخذ جمعية جراحي التجميل الأمريكية ـ التي تضم أكثر من 5 آلاف جراح ـ أى قرار رسمي في هذا الشأن.

الجدل بين الأطباء المتخصصين

          كلما ازداد الطلب على جراحة التجميل ازداد عدد الممارسين لها, ويتطلب ممارسة المهنة في الولايات المتحدة حصول الطبيب على تصريح من اللجنة الأمريكية لجراحة التجميل, وهذا يستدعي ممارسة الجراحة العامة لمدة 3 سنوات, ثم ممارسة جراحة التجميل لمدة سنتين, ولكن واقع الحال على عكس ذلك تماماً, فهناك أكثر من 50 ألف طبيب يجرون جراحات التجميل, بعد حصولهم على دورات تدريبية قصيرة, بل إن أي طبيب استشاري يمكن أن يطلق على نفسه لقب جراح تجميل, وهذا يؤدي ـ على حسب رأي بعض الأطباء ـ إلى نتائج جراحية مؤسفة.ومن وجهة نظر معاكسة يرى د. جراي بارسكي ـ استشاري الأمراض الجلدية ـ أن هذا الرأي من جانب المختصين في جراحة التجميل يعكس حرصهم على مصلحتهم الشخصية فقط, ورغبتهم في الانفراد بأداء الجراحة دون غيرهم, حتى وإن كان هذا يحرم المهنة من المتفوقين في التخصصات الأخرى, فمثلاً علاج الليزر وشفط الدهن أكثر ارتباطاً بطب الأمراض الجلدية.

          أغلب جراحات التجميل تتم بنجاح ويرضى عنها المرضى, ولكن المشاكل تحدث كل حين وآخر, ولا توجد إحصاءات دقيقة عن نسبة الفشل, ولكن د. جيرالد بيتمان من نيويورك يعتقد أنها تصل ـ في شفط الدهن ـ إلى 10%. السيدة "ليندا بابس" البالغة من العمر 51 سنة, أجرت جراحة تكبير حجم الشفتين منذ خمس سنوات, وتمت زراعة أنسجة صناعية خاصة داخل شفتيها, ولكن هذه الأنسجة بدأت تندفع للخارج مثلما يندفع الزنبرك خارج مرتبة الفراش القديمة, وحاول الطبيب الذي أجرى لها الجراحة تصحيح هذا الخطأ مرتين, ولكنه فشل وأصيبت ليندا بالتهابات متكررة, مما دفعها إلى البحث عن طبيب آخر أعاد إجراء الجراحة, وكلفها ذلك 2500 دولار.

          تثير أساليب العلاج الحديثة هي الأخرى اختلاف وجهات النظر, فعلى سبيل المثال هناك جراحة تضخيم حجم العضو الذكري, عن طريق سحب الدهن من مناطق أخرى بالجسد, وإعادة حقنه في العضو, وهذه الطريقة تلقى الكثير من الانتقاد, لأن البعض يرى أنها تدخل غير أخلاقي وغير آمن, وقد يضعف القدرة على الانتصاب.

          وبالنسبة لعمليات تجميلية أخرى مثل حقن مادة "الكولاجين" أو زراعة الأنسجة الصناعية, فيرى بعض الأطباء أنهما تسببان الإصابة بالحساسية, والبديل المناسب لهما هو حقن الخلايا الدهنية, بينما يعترض على ذلك فريق آخر من الأطباء, لأن الخلايا المجمدة التي يتم زراعتها تكون بالفعل ميتة وعديمة الجدوى.

          ومع أن استخدام الليزر في إعادة تشكيل الجلد قضى على الأساليب الكيميائية القديمة, فإن الليزر يؤدي إلى جفاف الجلد وتشققه, وقد يترك تشوهاً في لونه يستمر شهوراً طويلة, ويشكك بعض العلماء في جدواه الحقيقية, على الرغم من أن تكلفته تصل إلى حوالي 2000 دولار.. أما مادة "Botox" التي تزيل التجاعيد, فإن السلطات الأمريكية صرحت باستعمالها فقط في علاج حالات نادرة من اضطراب عضلات العين, وسوء استعمال هذه المادة يؤدي إلى شلل مؤقت بعضلات الجفن. وبالنسبة لتضخيم حجم صدر الرجل, فإن عددا ضئيلا من الجراحين يقبلون إجراء الجراحة, نظراً لمشاكل التلوث وسهولة انزلاق الأنسجة التي يتم زراعتها.

          وشفط الدهن ـ وهو أكثر الأساليب العلاجية التي يطلبها كل من الرجال والنساء ـ يمكن أن يكون خطراً, إذا أجري بأيد غير مدربة, فأثناء العملية يفقد المريض كمية كبيرة من السوائل, وقد ينتهي الأمر بحدوث الصدمة والوفاة ـ لا قدر الله.. ومع أن في الأساليب الحديثة لعملية شفط الدهن, يتم حقن سوائل خاصة في الأنسجة الدهنية لمنع حدوث النزيف, فإن هناك حالات قليلة يزداد فيها حجم هذه السوائل بالرئة وتحدث جلطات دموية قاتلة, وقد تسبب هذا ـ كما ذكر بحث علمي حديث ـ في وفاة خمس حالات خلال الفترة بين عامي 1993 و1998.الجراحات التجميلية يزداد عددها تدريجياً في عيادات الأطباء بدلاً من المستشفيات, وهذا يضاعف احتمالات الخطر, ففي عام 1997 توفيت "جودي لف ليس" ـ مضيفة جوية سابقة ـ عن عمر يناهز 94 عاما أثناء جراحة في العين بإحدى العيادات في مدينة أتلانتا, وثبت أن العيادة غير مزودة بأجهزة الإنقاذ الضرورية, والتي تكون متوافرة في المستشفيات, وللحد من انتشار هذه الظاهرة اتخذت بعض الولايات الأمريكية إجراءات حازمة لمنع ذلك.

          ويتخوف الخبراء من خطورة القيام بتدخلات علاجية متعددة في وقت واحد.. فبعض الأطباء يعرض على المرضى تخفيضات جذابة في الأسعار, عند إجراء أكثر من علاج في مرة واحدة, مثل شد الوجه وشد الحاجب وشفط الدهن معاً, وهذا يعرض المريض لمضاعفات أكبر.

القرار السليم

          ينبغي قبل الإقدام على جراحات التجميل الأخذ في الاعتبار جميع المشاكل التي تترتب عنها, فبجانب الأسعار المرتفعة والتي تصيب من يقدم عليها بالضائقة المالية, هناك الوقت والجهد المهدر في متابعة العلاج, فمادة "الكولاجين" أو "Botox" يجب حقنهما كل بضعة شهور, والملاحظ أن من يبدأ العلاج التجميلي مبكراً يصبح أكثر اعتماداً عليه, وتتكرر التدخلات العلاجية التي يجريها, وجراحة التجميل لا تستمر طويلاً, فشد جلد الوجه لا يستمر أكثر من 10 أعوام, وأحياناً تفشل الجراحة, فشفط الدهن يقلص حجمه من المناطق غير المرغوب فيها, لكنه لا يحافظ على رشاقة المريض, ويقول أحد الأطباء إن المرضى الذين تمت ازالة الدهن لهم, سرعان ما يزداد وزنهم بصورة كبيرة بسبب عدم تنظيم الغذاء, وهذا يجعل الجراحة عديمة الفائدة!!

          ترى هل تمنع كل هذه المشاكل الفتيات والشباب من الإقبال على جراحة التجميل?

          والإجابة ستكون نعم.. و.. لا!!

          قد تستجيب فئة من الناس وتفكر جيداً, ولكن بالتأكيد لن تتراجع فئة أخرى عن السعي وراء الجمال!

          وهذا ما حدث مع السيدة ليزا كينج "31 سنة", فبعد ولادة طفلها الثاني عانت من ترهل البطن والثدي, وحاولت علاج ذلك بممارسة الرياضة بانتظام, ولكن الوضع لم يتحسن, وأخيراً دفعت 10 آلاف دولار ثمناً لعملية جراحية, وكانت النتيجة رائعة, مما دفع والدتها وأربع صديقات لها إلى إجراء جراحة مشابهة.

          ألا ترى عزيزي القارئ أن حب الجمال مرض ينتقل بالعدوى إلى الآخرين?!

 

جيهان أحمد فرج   

 
 




جراحة التجميل إلى أين...؟





إزالة تجاعيد الوجه





استخدام الليزر في تجميل جلد الوجه





الرجل يقبل على جراحة التجميل لتضخيم الصدر





الابنة على اليمين بعد تضخيم الثدي والأم على اليسار بعد سحب الدهن