محمد شاكر: لياقة الفكر.. تألق الوجدان

   محمد شاكر: لياقة الفكر.. تألق الوجدان
        

بعد أن أنهاها بلمسات صقل حانية, ابتعد عنها في هدوء, ورمقها بنظرة أخيرة متفحصة, نفس النظرة التي اعتاد أن يزن بها كل لوحاته قبل أن يوقعها!

           كان العمل مبدعا حقاً إلا أنه لم يكن راضيا تمام الرضا عما أبدعه ولم لا والفن ليس له كلمة أخيرة!!

          ولم لا وهو القائل "إن التعبير المتقن عن فكرة بسيطة.. أرقى من الفكرة الجميلة التي تؤديها في قالب رديء".

          هكذا أتصور الفنان محمد شاكر في لحظاته الإبداعية.. فلابد إذن أن تكون كل تلك الروائع التي يطالعنا بها في كل عرض قد نالتها يد الحيرة والمعاناة!! ولا عجب في ذلك, فالمعاناة تكسب صاحبها رهافة الحس وتزيد من إدراكه لمعاني المواقف والمتناقضات.

          والفنان يتمتع بالقدرة على الوقوف على العلاقات التي تبزغ في الواقع من حوله مهما كانت تلك العلاقات دقيقة ومستخفية! وهو لا يختار موضوعاته وإبداعاته بل هي التي تختاره وتناديه, لكي يفصح عن أسرارها المكنونة لثقتها في حسن تعبيره وأدائه, وبساطته, تلك البساطة التي تجعلك تهرع إلى الفرشاة حاسباً في نفسك القدرة على مجاراة الفنان في الإبداع, ولكنك سرعان ما تكتشف عجزك التام, فالبساطة في إيحاء الفنان ليست وليدة التجارب الأولى كما سيلقي في روعك للوهلة الأولى, بل هي وليدة سنوات, وسنوات من العمل والمثابرة, وتعلم أبجديات التشكيل, وامتلاك نعمة الإتقان, وحب المغامرة, والسفاري, والترحال في شتى بقاع العالم.

          وبمنطق أن الطائرة الورقية تستطيع التحليق, والارتفاع ضد الرياح, تسأل الفنان, ألا أستطيع أنا أن أفعل الشيء ذاته?!.. بهذا المنطق بدأ الفنان تجربته الفنية, والذي حاول خلالها لنفسه تهيئة مناخ محفز على التأمل الذي يستعذبه فإذا رسم مرة فهو يتأمل عشرا!.. والقدرة على تأمل الطبيعة, واستخلاص القيم الجمالية التي تغمرها, أمر بالغ الأهمية ليس في تكوين الذوق العام فقط, وإنما أيضا تسهم هذه المقدرة في فهم القوانين التي تحكم أشياء الطبيعة وتكسبها جمالها الذاتي ـ والقراءة.. والتفكير المستقل, والبناء. وهو دائم البحث عمن يشاركهم أفكاره وعالمه الخاص, وأيضا يستكمل ذاته من خلالهم, أما دوافعه للاستغراق في النشاط والجمل والاتقان, والإبداع فأشد, وتستمر لفترات طويلة, مؤكدة فرديته وتميزه الدائمين في التعليم والإبداع, فهو لديه عقل حساس, واعٍ, لديه فهم عميق للطريقة التي تعمل بها الأشياء في المكان والزمان, فهو قادر على تخير العناصر المناسبة لكيانه والتفاعل معها, لا عن إمعان في الشذوذ عن الشائع, والمألوف, بل عن رغبة في صياغة أعماله بوازع داخلي حقيقي, يعشق التميز, ويصبغ شخصيته, والتي هي ماء النبع الذي يرتوي منه فنه ـ بطابعها الذاتي.

          والعقل الواعي هو أيضا مطلب حيوي ينشده الفنان ويخاطبه في متلقيه, فأمثال تلك العقول تحتاج إلى الإثارة, والتخيل, والتأمل وترى ما وراء الأشياء, وتكره المخاطبة المباشرة, وهذا ما يميز الفنان فهو يهدف عن طريق الرمز إلى ما وراء الطبيعة للوصول إلى المطلق بتعرية الأشياء من صورتها الطبيعية, والعضوية أو الحد من هذه الأشكال وواقعيتها, فيحيلها إلى كينونة أخرى قدخفت من ثقلها وتخلصت من ماديتها, وازداد غموضها, لذلك تحل الصورة الجوهرية, أو الفكرة المعنوية محل الصورة الطبيعية أو العضوية وهذا ما يفسر غموض لوحات الفنان, فهو غموض صوفي يضيف إلى القيمة التشكيلية بعداً معنوياً نفسياً, غموض يثير العطل ليستكشفه, ولا يمّله لأنه غموض يشي بما وراءه!

          وفي الطبيعة ـ ذلك الكنز السخي ـ وجد الفنان متنفساً, ونافذة كشفت له عن آفاق أكثر رحابةً, وانطلاقاً. والطبيعة هي معلمته الأولى حتى إنك لتدرك مقدار التآلف الإنساني بينه وبينها من خلال أعماله وهي التي تناديه لحاجتها الشديدة الى اهتمامه وريشته, وتدرك أيضا أن هناك امتزاجا بين ذاتية الفنان, وذاتية المكان, هذا الامتزاج الذي يستحوذ على أحاسيس المتلقي, ويمتلك عليه وجدانه.

أبجدية الصخور

          والرابطة بين الأضداد, تلك التي أظهرها الفنان بصورة جلية في أعماله, تلك الرابطة الشجية, الترنيمة التي تحدث كما مقطوعة موسيقية كلاسيكية عندما تندرج من المنخفض إلى الصخب ثم تعود إدراجها إلى الانخفاض كل ذلك يحدث في سلاسة وسرعة إيقاع, ويسر وعذوبة, هذه الرابطة التي جعلت بين شيئين شديدي التنافر شكلاً وموضوعا, وتأثيراً نفسياً, "الصخر والنور". فالأطلال والصخور بصلادتها وقسوتها وما تتركه في النفس من الوحشة, والغموض, والنور بنعومته, ورقته, وبهجته, وجلائه للغموض, والمخاوف! فهل ثمة علاقة تربط بين هذين الضدين?! نعم! فالصخر بالنسبة له كائن حي يحس, ويشعر, ويحتاج إلى الآخر الذي يجده في النور, ليس كمفهوم إضاءة ولكن كمفهوم معنوي يرمز إلى الحكمة, والعطاء, والتأمل والتصوف. فهو دائم الحرص على فصل مفهوم النور كإضاءة ومفهومه المعنوي والرمزي! ودائما ما يظهر أثر مزاجه الشخصي, وطبيعته كإنسان, وكفنان على اللغة التشكيلية, والتقنية المستخدمين في لوحاته بالمواد الملونة الزيتية, وأيضا أعماله الجدارية, فهو يعطي الاستقلال التام للوحات من خلال تمتعها بقيم تشكيلية خاصة, وحياة حتى وإن كانت أطلالا.

لغة التشكيل

          كما أعطى الفنان أهمية كبرى للغة التشكيلية التي تتحدثها هذه الأماكن, فكل لوحة تتحدث بلسانها, وبلغتها هي, فقد أجاد أبجدية الصخور, وتحاور معها وتركها تعبر عن نفسها بكل حرية من خلال فرشاته مع أنه أخضعها لتكويناته التي تنوعت, وتعددت, ورؤاه التي يسقطها على الأشياء من إضافة, واختزال, ومبالغة, ورمزية يعالج بها مثيراته..حتى إن المتلقي ليؤكد انعدام الصلة من حيث الشكل, والمضمون بين ما رسمه الفنان وما رُسم, ولكن ثمة احساسا يغمره ـ المتلقي ـ في آن اللحظة يجعله يتخلى عن تأكيده هذا!

          وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على تحكم الفنان في أداة التعبير التي يستخدمها, وقدرة فائقة على تطويعها حسبما يريد, فهو لا ينظر إليها ـ أداة التعبير ـ على أنها وسيلة اتصال فقط, بل جزء من الحقيقة التي يريد إيصالها للمتلقي.

          واللغة التشكيلية, جزء لا يتجزأ من بنية اللوحة, وعنصر مهم من عناصر التكوين. وفيما يقحم الفنان شخصيته, ينجح على نحو ما في أن يدعك تعرف أنه حاضر, ومثل أمامك! فإذا ما سرقك الوقت أمام أعماله متأملاً, فهو يتأمل معك, وإذا ما اقتربت لتتلمس العمل ـ لتنفي خاطراً جال بذهنك أن ما تراه ماثلا أمامك حقيقة وليس رسماً ـ فإذا هو يلفت نظرك إلى الإطار المحيط باللوحة, والذي دقق في اختياره, وإذا ما بهرك إبداعه وقبل ما تتمتم شفتاك بالثناء عليه, فإذا هو يذكرك بأن الله المبدع أهل لذلك الثناء منه حيث إنه ـ الله ـ مانحه ـ الفنان ـ صفة الإبداع.

كبح العواطف

          وتشهد الأعمال ببراعة الفنان, حيث تتميز أعماله ببنائية نحتية صارمة, ورمزية مبسطة, في منظومة تحقق التعادلية بين الشكل والمضمون, وتتحكم في الوعي, وتكبح جماح العواطف, فالعواطف الجامحة لا يمكن أن تخلق عملاً فنياً متكاملاً! لأنها تقف عثرة في سبيل التأمل الذي يستلزمه الخلق الفني, هذا لا يعني بطبيعة الحال أن تكون العواطف هادئة أو فاترة أو متهافتة, والمراد هو التوازن بين الوعي والعاطفة.

          وهذا ما يميز الفنان محمد شاكر, ويمكنه من التعبير عما يريد بأقل ما يمكن من الجمل التشكيلية دون الإخلال بالمعنى العام, فهو يملي على ريشته ما في قلبه الخفاق بإرشاد من عقله الواعي. ففي هذه اللوحة "الشجرة" يتضح فهم الفنان العميق للغة الصخور. فتلك الصخرة العتيقة قد أوحت له بكينونتها الجديدة فنحتتها ريشته على هذا النحو الآدمي الذي تتجلى فيه كل صور الحكمة التي يمثلها وجه تلك العجوز التي أضنتها السنون. ويؤكد ذكاء الفنان هنا, استخدام الألوان الترابية حيث إنها أفضل, وخير من يضفي مسحة من الوقار, والحكمة على وجه هذه السيدة, ونظرة تطلع وأمل في المستقبل مع هذه السن الطاعنة!

احتفالية

          وتلك صخرة أخرى  لها صوت, وشكل رجالي فلم تجد ريشته مفراً من نحتها على هذه الصورة! التي توحي بالتاريخ وعبقه, وقوة تأثير السنين على الإنسان, فهي تحاول دائما التفوق عليه, وإضعاف شوكته, فتمتد يدها لتلطخ وجه ذلك الرجل بتجاعيد, وغضون, وذبول للعينين, متخيلة أنها تضعفه, وتشوهه, وتذكره بأن لكل شيء نهاية فإذا هي تزيده بهاء وحكمة, ووقاراً.

          وفي هذه اللوحة "الشيطان والقمر" نجد تعزيزاً لفكرة الخير والشر, والانتصار والهزيمة, فبالرغم من أن الشيطان الذي رمز إليه بهذا الثعبان الضخم يتصدر أمامية اللوحة جاذباً الأنظار إليه, مثيراً في النفس المخاوف, والرعب, والهلاك,  فإن عينك لا تلبث إلا أن تتحول عنه, لتركز في هذا القرص المنير المريح, ومع أن هذا الثعبان يخفي جزءا من قرص القمر إلا أنه لم يستطع اخفاءه كلياً.. وإن حدث فلن يستطيع أن يخفي ضوءه العذب!! وهكذا يذكرنا بتلك المقولة الخالدة أن ضوء شمعة واحدة كاف ليمحو ظلمة حجرة! ونرى هنا تفوق اختياره لزرقة السماء التي تحاول هي الأخرى مؤازرة الخير ـ الذي رمز إليه بقرص القمر ـ والتمهيد له ليسطع نوره في كل الأرجاء, والاستخدام الذكي للألوان, فانتقاء الألوان الترابية الساخنة للثعبان يوحي بالرهبة, والخوف, والقلق, ونلاحظ أيضا تأثر الفنان بالنحت, والكتل الصخرية فها هو الثعبان كما صخرة صماء لا روح فيها, فهيهات إن حاولت إزكاء نار الخوف, والشر. وهكذا فالخير انتصر ولو بصورة معنوية ونجح في جذب انتباهك أخيراً.

          وهذه "أغنية سكندرية" تمثل حائطا صخريا يبدو كما لو كان قد نبت في عصور سحيقة بائدة تشهد بعبق التاريخ, وقوته, وسطوته, يبدو كما لو كان معزولاً عن عالمنا, سقطت عليه الأشعة الضوئية, فغدا ثميناً كالماس الذي يشع ضوءاً, وبريقاً أخاذا, يخطف الأبصار, وقد انفرجت وحداته عن نافذة, تطل على البحر بزرقته التي نجد لها مركز الصدارة على باليت الفنان, وتثير فيك شجوناً ورغبة جامحة في تسلق هذا الجدار لتأخذ لك مكاناً بجانب هذا الطائر المسالم لتشاركه رؤية هذا المشهد البديع والمجهول خلف الجدار, وقد مزج الفنان في تناسق تام الألوان الترابية ليعبر عن صمت الجدار, وشموخه, وحكمته.

العمل الدليل

          وهذا دليل آخر يؤكد براعة الفنان في تملك أدوات, ومفردات المعرفة, واللغة التشكيلية التي مست أوتار قلبه, وعقله في آن واحد, ..لنعد سريعاً إذن إلى عنوان هذه المقالة "لياقة الفكر.. تألق الوجدان" فالفنان بموهبته وبإحساسه الراقي يصل إلى حل تشكيلي لمفردات هذا العمل الدليل كما عنوناه في أول هذه الفقرة.. فهذه "الذكريات السبتمبرية" تمثلها هذه النبتة الهشة, استطاعت أن توجد لنفسها مكانا وسط هذه الرمال الجرداء, وليس هذا فقط بل أزهرت أيضا, وأحاطت نفسها بتلك الأشواك الحادة التي تحذر ـ بأسلوب شديد اللهجة ـ كل من يحاول الاقتراب منها أن يفكر ملياً!! وترمز في جملتها إلى الأمل.. التطلع.. حب الحياة, المعاناة من أجل البقاء, وهذه الخلفية المستمرة إلى ما لا نهاية, والتي تستكمل اللحن الذي ابتدأته النبتة الصغيرة, فهذه الأمواج تتلاطم بسلاسة, ويسر محدثة في النفس أصداء شجية, ومن ذا الذي يستطيع إثارة شجون النفس بصورة عميقة سوى البحر?!.. والتباين الواضح بين الملمس الخشن لتلك النبتة التي تقف في شموخ والملمس الناعم للسماء, ومياه البحر الزرقاء!

بقايا الأشياء

          وننتقل بسرعة إلى منعطف آخر في تجربة الفنان ألا وهو الأعمال الجدارية (الفنون المرتبطة بالعمارة) والتي له فيها باع طويل, وهو هنا يضيف لذلك الفن مفردات وتراكيب تشكيلية شديدة التميز, شديدة الخصوصية تتسع لاستيعاب إبداعات تصويرية تكمن داخله إلا أن الوسائط التقليدية تقف حائلاً دون خروجها والتعبير الصادق عنها, لذلك فهو دائم البحث عن الجديد تجذبه الأشياء الغامضة, والغريبة والمجهولة أيضا, ولهذا فقد وجد ضالته المنشودة في البقايا والأشياء المهملة التي عززت لديه مفهوم الحرية, حرية التعبير, حرية الإبداع وأدهشت وجدانه وحررته من قيود الخامات التقليدية, فقد رأى في هذا المجال وسائل بليغة تحمل القيمة, وتشرع للجمال, ذلك الجمال الخلاب الذي يسكن الفنان, ويشغله دائما كيفية إسقاط هذا الجمال على الأشياء من حوله وعلى كل ما تقع عليه عيناه, وأول ما يطالعنا من هذه الأعمال هذه اللوحة المعنونة, (بقايا الأرض) والتي حصل الفنان بها على جائزة دولية في مؤتمر دولي أقامته جامعة حلوان عن البيئة, والعمل عبارة عن شكل حائطي مصمم على شكل مستطيل أفقي, بداخله شكل آخر له إطار هندسي غير منتظم, وفي الشكل الخارجي تتضح الدرجات اللونية في تدريجها من القاتم إلى الفاتح مروراً بدرجات الأرجوانيات, والأزرق, ويوجد في المنتصف عبر التصميم تراكم مزدحم بالقطع المعدنية سواء في أسفل الإطار الداخلي, أو ما يصل إلى أعلى الشكل, وكذلك حول الدائرة. يعبر هذا الشكل عن التلوث سواء في الخلفية الخاصة بالمستطيل الخارجي والتي تعبر عن السماء التي تبدو بنقائها كلما ارتفعت إلى أعلى بعيداً عن الأرض, أو تلك العناصر التي روعي في تصميمها أن توحي بسلبيات العصر الصناعي والتي تحاصر الشمس ذاتها في إيحاء تشكيلي يرمز لمدى خطورة التلوث على الأرض, والبشرية, وأيضا على الجمال.

          وهذا عمل آخر سماه "الأرض والسماء والزمان" وهو عبارة عن شكل مربع في مستطيل أفقي يجمعها إطار واحد, وترتكز عليه أطراف المربع الذي يتوسطه, مجسم منتظم دائري مرصع بالزجاج الملون, وفي منتصفه مجموعة من الزجاج المجسم بأحجام مختلفة, بينما تمت معالجة المربع بأحجار السيلكون الملونة في إيقاع يتبع الدائرة, وقد عولجت المساحة الظاهرة من المستطيل الأفقي بخامتي السيلكون والزجاج الملون في تصميم تعبر فيه قطع الصخور المستخدمة عن خطوط متشابكة, يظهر خلفها تناغم بالزجاج الملون, يعبر عن فراغ ميتافيزيقي, يعبر هذا العمل عن روية لإيقاع جديد بين الأرض, والسماء, والزمان وذلك من وحي الغموض الجديد الذي لم تفصح عنه الأزمان الآتية, كما تتبادل هنا الحركة والسكون بحثا عن لغة جديدة.

البحر.. دائما

          ألم أخبركم عن ولع الفنان الشديد بالبحر? ها قد امتد تأثيره أيضا على هذا المنعطف في تجربة الفنان, وكانت إحدى النتائج هذا العمل الذي استمد فلسفته من البحر الأبيض المتوسط وسماه (ذكريات بحرأوسطية) وهو عبارة عن شكل حائطي.. مستطيل أفقي, ويشتمل التصميم فيه على جزأين, الجزء الأول وهو الذي يمثل الخلفية المعالجة بمستويين في الترصيع, المستوى الأول بقطع خزفية صغيرة Tesscrqe والمستوي الثاني ترصيع بقطع حجرية صغيرة ومتفاوتة في الحجم, تزداد كثافتها حول الإطار, وتقل في داخل الشكل, ثم تزداد كثافتها مرة أخرى حول الشكل الذي يتوسط المساحة والمعالج أيضا بالقطع الخزفية الصغيرة غير المنتظمة مع اختلاف الدرجات اللونية, واختلاف التصميم أيضا الذي يوحي بتأثيرات تراثية, أو بقايا أشكال من حضارات سابقة, ويتوسط العمل إطار بارز بـ 6 سم ومرصع بأحجار السيلكون وفي تجويفه زجاج ملون.. وتشكل الدائرة في ملمسها, ولونها ثم التجويف الذي بداخلها, نقطة الارتكاز التي تحقق الديناميكية واللا نهائية في ايقاع مع عناصر التصميم. ويعبر هذا العمل عن إيحاءات ـ عالجها التصميم ـ من خلال تراكم المستويات بتجريد يرمز إلى حضارات البحر المتوسط ووحدتها التي كانت.

          وآخر ما يطالعنا في هذه الجولة الرائعة "بحيرة.. وسماء" وهذا العمل يمثل شكلا حائطيا.. عبارة عن تصميم من قطع صغيرة من الأحجار, والزجاج الملون يتحول في تلوينه من الدرجات الساخنة والباردة المختلفة, كما يتكون من مستويات بارزة تتمثل في الشكل الدائري أعلى العمل, وكذلك في المستطيل الأسفل, الذي يتحدد بوضوح كي يعبر عن جملة تشكيلية خاصة, داخل تصميم العمل, وتتبادل الألوان والدرجات في حوارهما بتوافق, وتضاد. ويعبر هذا العمل عن رؤية لإيقاع بين قيمة الحركة التي يمثلها اللون الساخن حول الدائرة العليا, وبين قمة السكون في درجات الأزرق, والأخضر.. وكيف توافق هذا الإيقاع, بينما تتحدد العلاقات اللونية داخل المستطيل السفلي الذي تحتويه قيمة التوافق.

 

فاطمة رمضان   

 
 




الفنان محمد شاكر





لوحة بعنوان بقايا الأرض إنتاج عام 1995





لوحة الشيطان والقمر





لوحة ذكريات سبتمبر





لوحة احتفالية للفنان محمد شاكر





لوحة أغنية سكندرية للفنان شاكر





لوحة ذكريات بحرأوسطية إنتاج عام 1995





لوحة بحيرة وسماء عام 1994