عدسة: فهد الكوح

تمثل دارة الملك عبدالعزيز مركزاً حديثاً للإشعاع الثقافي في مدينة الرياض, وكل ما في هذا المركز من مادة مقروءة أو مسموعة أو مرئية دليل أو شاهد على عظمة مرحلة حاسمة في تاريخ المملكة خاصة وتاريخ شبه الجزيرة العربية بشكل عام, وتبدو الدارة وهي تمد جسور الحاضر إلى الماضي لتسوق أحداثه وما فيها من مفاخر, وعبر منارة ثقافية شامخة في عاصمة الثقافة العربية للعام 2000م.

           حين أخذت الطائرة المتجهة بنا نحو الكويت تحلق فوق الصحراء مبتعدة عن مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض وجدت في مخيلتي صورتين تثيران البهجة والإعجاب, صورة الحاضر الزاهر للمملكة وصورة الصحراء مع بدايات تأسيس الدولة السعودية الحديثة, وإذا كان الحاضر مرحلة حديثة فيها مواكبة لتطورات كثيرة في عالمنا الذي يضج بالحداثة, فإن ماضي السعودية قد يكون مميزاً, دولة توحدت بعدما كانت قبائل مشتتة ومتناحرة وتأسست على الرمال وتوطدت أركانها, وخلف ذلك كله رؤية بعيدة الأفق. وبما أن مرحلة التأسيس والتوحيد كانت عظيمة فإن الرجل الذي قاد المرحلة وأسسها كان هو الآخر عظيما, وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم, وبما أن عظمة الرجال تأتي من عظمة أفعالهم, فقد كنا ونحن نزور دارة الملك عبدالعزيز في حضرة رجل عظيم, هو الغائب الحاضر دوماً.

          إلى منطقة قصر المربع بالعاصمة الرياض كان توجهنا برفقة مسلط العتيبي مسئول العلاقات العامة في وزارة الإعلام, وصلنا مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في منطقة قصر المربع, الدارة قائمة في الجانب الغربي من المركز وإلى جانبها أبنية تاريخية وحديثة هي من معالم الرياض أيضا كالمتحف الوطني والمتنزه العام ومكتبة الملك عبدالعزيز "فرع المربع" وبرج المياه وقاعة المحاضرات وقصر المربع إلى جانب أبنية تراثية أخرى.

          اقتربنا من الدارة ونحن نسير على ممرات رخامية تصل بين الطريق المعبد ومباني المركز وفي ظلال أشجار النخيل المتناسقة وأشجار أخرى تحاذي الممرات, تريثنا قليلا أمام باب الدارة, هدوء وسكينة يعمان المكان والمباني ذات الصفرة الباهتة التي تحاكي لون الطين والجص.

          اسم الدارة بجانب الباب بلونه الذهبي يعكس أشعة الشمس, وكلمة الدارة بذاتها تترك لدى الناظر إشارة استفهام, لقد أنشئت كهيئة علمية في 1972 بهدف خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها, وآثارها الفكرية والعمرانية خاصة والجزيرة وبلاد العرب والإسلام عامة وتهدف أيضا إلى جمع وتصنيف المصادر التاريخية المتعددة من وثائق وغيرها مما له علاقة بالبلاد السعودية.

          سمعت بدارة جلجل ذلك المكان الجميل الذي شهد كرم امرئ القيس قبيل الإسلام وهو يضحي براحلته للعذارى, كرم عربي من نوع خاص, ولكني لم أتصور أن لكلمة الدارة بذاتها معنى متكاملاً.

          تغرينا برودة الهواء المتسرب من الباب الزجاجي الكبير للدارة فنلج المكان هاربين من قيظ يوليو وشمسه المحرقة, خزائن زجاجية فيها عشرات الكتب ولأغلفتها التصميم ذاته تلازم جدران الفسحة التي تلي الباب, إنها سلسلة بدأ صدورها مع الاستعداد للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة ثم تتابع صدورها, أبحاث ودراسات تخدم تاريخ المملكة وتاريخ مؤسسها, تشرف عليها هيئة مختصة أعضاؤها من المفكرين والباحثين المتخصصين.

في رحاب الدارة

          يستقبلنا مدير العلاقات العامة والإعلام عبدالله الحقيل, يصطحبنا إلى مكتبه ويقدم إلينا مع أكواب الشاي مجلته "التاريخية" التي يشرف عليها, مجلة فصلية مصورة ترصد أخبار الدارة, ومن خلال هذا الرصد تحاول بحرفية ربط الماضي المجيد بالحاضر المشرق, نتجاذب الحديث الذي لا تزداد دائرته اتساعا عن حجم الدارة المتحلقة حول البلاد السعودية بشكل خاص, وفي سياقه تتفكك بعض إشارات الاستفهام, فالدارة كلمة عربية تعني الأرض الواسعة بين الجبال, وهي أيضا ما أحاط بالشئ كالدائرة. ودارات العرب معروفة قديما, وبها تغنى الشعراء وأفاضوا في وصفها, ففي ثراها ينبت الطيب من الأزهار والنافع من الأشجار والثمار, وتقترن الدارة باسم تعرف به, وهنا اقترنت باسم الملك عبدالعزيز ليمدها بالحياة, وعلاقة الدارة كموقع باسم صاحبها ليست حديثة العهد وإنما قبل أن تتأسس إذ كان في موقعها قصر يقطنه الملك عبدالعزيز إلى جانب قصور المربع التسعة المتجاورة المبنية خارج أسوار مدينته الرياض القديمة, وقد انتقل إليها الملك سنة 1357 هـ بعدما ضاقت أسوار الرياض بحركة التوسع العمراني.

          بعد أن تجولت مع الحقيل في رحاب الدارة لا أخفي أن شيئا من الحيرة انتابني, فهل أنا بين مقتنيات تاريخية لحقبة مهمة في تاريخ السعودية أم أنا في حضرة ملك عظيم يعترف السعوديون والمسلمون بأياديه البيضاء على البلاد, في الحقيقة شعرت بنفسي مشدودا لتاريخ الملك عبدالعزيز ورحلته من الكويت إلى الرياض لاستردادها, ربما تكون هذه الفكرة تبادرت إلي لأننا سلكنا خط الرحلة نفسه ولكن جواً, فنحن قادمون من الكويت إلى الرياض لنحط في دارته, وربما يكون هناك سبب آخر وهو زيارتي لمعرض الصور الدائم في الطابق الأول من القاعة التذكارية في الدارة والذي يؤرخ بالعدسة لمحطات بارزة في حياة الملك عبدالعزيز مبتدئا بصورة قديمة له تعود إلى عام 1910م وهو في ريعان الشباب وتليها مجموعة كبيرة من الصور مع أولاده وإخوته وبعض أعضاء الوفود التي تتقاطر إلى قصر المربع المجاور للدارة والذي كان الحكم يدار من بين جنباته, وأبرز هذه الصور التقطت لدى زيارته إلى مصر في فبراير 1945 حين التقى بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي "كوينسي" وبرئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل في فندق بحيرة قارون في محافظة الفيوم واغتنم الملك فرصة اللقاء بروزفلت ليوطد صداقته معه فيما رد على تشرشل حين طلب منه مساعدة بريطانيا وحلفاءها من أجل تسوية مع الصهاينة بأن تنفيذ هذا الطلب يمثل صك خيانة للنبي صلى الله عليه وسلم, ويتصدر هذه الصور صورة جمعت بين الملك عبدالعزيز وسمو أمير الكويت مبارك الكبير الذي لم يأل جهداً في تقديم المساعدات للملك من أجل استرداد الرياض, وهذا الموقف الأخوي وقد مضى عليه أكثر من مائة عام يعتبر حلقة بارزة في سلسلة الروابط الأخوية الصادقة والمتينة بين البلدين الشقيقين.

المصمك.. أول الغيث

          فيما كنت أهبط إلى أسفل الطوابق في القاعة التذكارية لأشاهد سيارات ثلاثا وهي من بعض السيارات التي استخدمها الملك عبدالعزيز, الرولز رويس هدية من رئيس الوزراء البريطاني تشرشل والكرايزلر الأمريكية التي تعود إلى 1946 والثالثة بيرس تعود إلى 1934 سوداء صممت بلا نوافذ زجاجية, فيما كنت أتجول في القاعة كان لدي إحساس بأن هناك حلقة مفقودة بالنسبة لي في مسيرة التاريخ لذلك الرجل المؤسس, فلابد من وجود شواهد تاريخية تحكي عظمة تاريخه أكثر مما تصنعه هذه المقتنيات للزائر عن تاريخ الملك عبدالعزيز, وقد وصلت فعلاً إلى الشاهد الذي لايزال شامخاً, حصن المصمك الذي يرصد للأجيال فصول ملحمة بطولية ويجسد في الوقت نفسه ببنائه فن العمارة التراثي الأصيل المتميز للمنطقة, فبناؤه يعود إلى 1312هـ واسمه جاء من "السماكة" وهو البناء المرتفع الحصين, وهذا المعنى مأخوذ من قول الشاعر الأموي الفرزدق:

إن الذي سمك السماء بنى لنا

بيتاً دعائمه أعز وأطول

          ولو نطقت حجارة المصمك وأبوابه لباحت بقصص وحكايات مدهشة للمؤامرات الخسيسة التي ساد أصحابها ثم بادوا وقد حطمتهم شجاعة نادرة وتضحية ضربت أعظم المثل في حب الوطن والأهل, فبعد وفاة الأمير فيصل جد الملك عبدالعزيز خلفه أبناؤه الأربعة إلا أن الخلافات والخصومات سرعان ما دبت بينهم من جهة وبينهم وبين عمهم عبدالله من جهة أخرى, وهذا ما دب الضعف فيهم وسنحت لأمير حائل محمد بن عبدالله بن رشيد الفرصة  ليستولي على الرياض بعد ما نشر بين أهالي نجد أن أولاد سعود اعتدوا على عمهم إمام المسلمين, فكسب التعاطف ولبى الناس دعوته لنجدة عبدالله الذي اقتاده أسيراً بعد أن تغلب على أبناء أخيه بدل أن ينصبه أميراً على الرياض ونصب سالم السبهان ليتلوه فيما بعد ابن عجلان واتخذ من المصمك حامية لتدار شئون حكم  الرياض بعد ان ضمها  إلى مملكته في 1309 هـ.

          وببسالة العربي يعيد الملك عبدالعزيز سيرة جده فيصل الذي استطاع أن يسترد ملك أجداده بعدما هرب من منفاه سنة 1259 هـ, وإذا كان الملك فيصل هرب من منفاه فإن الملك عبدالعزيز خرج من الكويت بمؤازرة من الشيخ مبارك الصباح الذي أمده بالمساعدة الممكنة ليقطع مع رجاله الصحراء الممتدة بين الكويت والرياض متحملاً شظفها وقسوتها مع قليل من الأقارب والجنود الذين ائتمروا بإمرته, ووسط الربع الخالي أقام الملك عبدالعزيز شهر شعبان بطوله إلى العشرين من رمضان وفي طريقه إلى الرياض شن غارات عديدة على قبائل موالية لابن رشيد ,كان يتخفى بعدها في رمال صحراء الجافورة الخالية من السكان ومن خلال غاراته أوصل رسالة لابن رشيد وقبائله بأنه رجل قوي على رأس جيش قوي وما كان يغتنمه في غاراته أغرت جيشه القليل العدة والعتاد ليواصل معه السير لاستعادة الرياض, وعلى بعد عشرة كيلومترات من الرياض وقف لينفذ خطته في الاقتحام وهو يضع في حسبانه أولويات منها تحاشي المواجهة بين جيشه وجيش ابن رشيد الذي يفوقه عدداً وعدة, وعلى هذه المسافة ترك عشرين رجلاً ومعهم المتاع كاملاً وبقي ثلاثون آخرون بقيادة أخيه محمد حول بساتين الرياض وسار هو بعشرة رجال في مقدمتهم ابن عمه عبدالله بن جلوي نحو المصمك لينصب مع فدائييه كميناً لابن عجلان داخل القصر وفوجئ ابن عجلان بهجومهم المباغت وبحيلتهم التي تخللتها قصص وحكايات للشجاعة يفخر بها السعوديون, فارتاع وحاول الهرب إلا أن عبدالعزيز طرحه أرضاً ثم أتبعه ابن جلوي بطعنة قضت عليه واستسلمت الحامية كلها, هذا ما دار في المصمك سنة 1319 هـ وهذا ما يجعل المصمك شاهداً على حدث كبير يمثل انعطافة في تاريخ المملكة وهذه الانعطافة كانت بداية التأسيس والتوحيد.

تاريخ وطن.. ومقتنيات ملك

          في القاعة التذكارية وبين مقتنيات الملك عبدالعزيز المتمثلة بلباسه التقليدي البسيط الذي يوحي بتواضعه ,وبنظاراته وساعاته وبعض أدوات القنص والصيد التي كان يمارس بها هوايته المفضلة في فترات راحته القصيرة حيث يذهب مع بعض حاشيته ليصطاد الظباء والحباري في الشتاء, كانت بعض البنادق كالبندقية المعروفة بأم خمس وبعض السيوف كسيفه المذهب "رقبان" إلى جانب الهدايا والأوسمة التي قدمت له من ملوك ورؤساء الدول وفي مقدمة هذه الأوسمة وشاح النيل الأكبر ووسام إسماعيل الذي قلده إياه الملك فاروق لدى زيارته مصر وهو بدوره كان يجود بالهدايا والعطايا فقد منح الضباط وقادة المدمرة "ميرفي" التي سافر على متنها إلى السويس ملابس عربية وساعات يد نقش عليها اسمه ونقدهم مبالغ مالية وهم أهدوه منظارا وبندقيتين, وحوت القاعة ساعات عليها صورة واسم الملك, وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد أهدى الملك عبدالعزيز للرئيس الأمريكي ولرئيس الوزراء البريطاني خناجر مذهبة, وفي أحد أركان القاعة رقدت راية خضراء كتب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله, هي من رايات جيوش التوحيد التي لملمت أشتات المملكة وأوصالها من حجازها وأحسائها الخاضعتين للعثمانيين إلى حائل وجبل شمر إمارة آل رشيد وعسير التي يحكمها بنو عائض وبلاد نجد الواقعة تحت سيطرة عدة شيوخ وأمراء.

          أهوال كثيرة شهدتها هذه الراية ذات الخضرة المتأثرة بعوامل الزمن وكأن غبار المعارك لايزال عالقا بها,  ولعل أبرزها فتح بلاد الحجاز الذي بسط الشريف حسين سيطرته عليها وكانت المباغتة في زمن بدأ فيه حكم الشريف بالاضمحلال, فالضرائب زاد عبؤها على السكان وعلى حجاج بيت الله الحرام, ومنع أهل نجد من تأدية فريضة الحج بحرية, ولذلك باغتته جيوش عبدالعزيز في وقت مناسب ووفق خطة مدروسة حيث حشدت على حدود العراق والأردن لكيلا يستطيع فيصل أو عبدالله نجدة والدهما ثم حاصرت القوات علي ابن الشريف حسين بعدما تخلى له والده عن الحكم فتراجع إلى جدة ثم استسلم وفتحت أبواب الحجاز ووجه الملك جل عنايته لتذليل ما يتعرض له ضيوف الرحمن من عقبات وعثرات بعدما كان الحاج يدون وصيته قبل سفره ولا يأمن على نفسه أو على ماله السلب والنهب, وقد قال أمير الشعراء واصفاً تلك الأحوال:

ضج الحجاز, وضج البيت والحرم	استصرخت ربها في مكة الأمم
أفي الضحى وعيون الجند ناظرة	تسبى النساء ويؤذى الأهل والحشم
ويسفك الدم في أرض مقدسة	وتستباح بها الأعراض والحرم

          وفي القاعة أشياء وأشياء كثيرة أيضاً منها محفظة معدنية مغطاة بالجلد لحفظ النقود وحقيبة طبية للدكتور مدحت شيخ الأرض الطبيب الخاص بالملك فيها حوجلات وحقن وملاقط ومباضع بدائية وبعض الآنية كالصحون وإناء غسيل الأيدي ومجمع للفناجين وبعض الدلال وإبريق الشاي وأشياء أخرى كالمسكوكات النقدية في عهد الملك.

          والقاعة التي هي أشبه ما تكون بمتحف يعج بالمقتنيات الملكية التي تزداد قيمتها التاريخية وتزداد مكانتها في العصر الحاضر فيؤمها الزوار من داخل المملكة وخارجها للاطلاع على حقبة مهمة في تاريخ البلاد, وإذا كانت تحتوي على المقتنيات التذكارية الصامتة فإنها ضمت أىضاً كتباً من ذلك العصر, وهذه الكتب لقيت اهتمام الملك الذي كان يعمل جاهداً لتتغلغل شمس المعرفة والعلوم في بناء الدولة السعودية الحديثة, ولذلك شجع انتشار وسائل الطباعة والنشر فأنشئت مطبعة أم القرى التي أسهمت في إثراء الحركة الفكرية وخدمة التراث, واهتم بإنشاء المدارس والمعاهد في أرجاء المملكة التي عمل على توطيد أركانها على دعائم القرآن الكريم والسنة النبوية.

          استوقفني كتاب آداب المشي إلى الصلاة لمؤلفه الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهو صاحب الدعوة الوهابية التي دعت لنبذ الشرك الذي تفشى في نجد وما حولها متمثلاً بالاعتقاد في الأشجار والأحجار والقبور والحلف بغير الله, وحين وصل هذا الداعية إلى الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى سار إليه الإمام محمد بن سعود الذي يرجع إليه نسب الملك عبدالعزيز ورحب به وبشره بالعزة والمنعة وتمت المبايعة بينهما.

          وإن تكن القاعة التذكارية ضمت نسخاً من القرآن مهداة إلى الملك عبدالعزيز وكتباً متداولة في عهده فإن لكتبه التي احتفظ بها وأهديت إليه من مؤلفيها أو اقتناها لاهتمامه بمواضيعها جناحاً خاصاً في مكتبة الدارة, ومكتبة الدارة متخصصة تجمع كل ما له صلة بالمملكة من تاريخ وجغرافيا وأدب وآثار فكرية وعمرانية وفي الدرجة الثانية تهتم بالمراجع التي تدور حول تاريخ العالم الإسلامي وفيها قاعة خاصة بالكتب النادرة التي تعود إلى ما قبل 130 هـ وطبعات أولى من كتب لها أهميتها وتخص المملكة أيضاً وكتبا نفدت من الأسواق , والمكتبة بمجملها على حد قول مديرها ناصر الخضيري تضم أكثر من خمسة عشر ألف عنوان في خمسين ألف مجلد كلها متاحة للباحثين الذين يجدون أول دخولهم كتب تفسير ومعاجم ومراجع عربية وإنجليزية تعتبر بمنزلة  مفاتيح للبحوث يستند إليها المتخصص وهو يدور في فلك موضوعه.

          من قاعة الكتب النادرة اطلعت على كتاب عبدالله حمدي ومادته عن ابن سعود وتراثه الخالد للعروبة والإسلام وفيه يسرد المؤلف قصة استرداد عاهل الجزيرة لملك أجداده وعلى الصفحة الأولى من الكتاب نظم بيتين من الشعر في مدح الملك عبدالعزيز:

عبدالعزيز وأنت أمضى همة	شهدت بها الأعصار والأمصار
زعموا البداوة للحضارة آفة	كذبوا بما زعموا فأنت منار

          وللدوريات قسم خاص يعد واحداً من أركان المكتبة وفيها أرشيف يعنى بمواضيع محددة تخص السعودية فقط مثل: الآثار, الأمثال الشعبية, الأنساب, التاريخ العسكري, عادات وتقاليد, الملك عبدالعزيز, قبائل, متاحف, فلكلور شعبي وما شابه ذلك, وتجمع القصاصات التي تحوي شيئا من هذه المواضيع لتحفظ في ألبومات تشكل ملفات لها بيانات كاملة.

نفس ثائرة

          ولمكتبة الملك عبدالعزيز جناح خاص في مكتبة الدارة وفيه 1551 مجلداً بمختلف فروع العلوم الشرعية والتراجم والتاريخ الإسلامي والتاريخ العام واللغة العربية وآدابها. ويحكى أن الملك عبدالعزيز فضلاً عن اهتمامه بالكتاب كان مجلسه عامراً لساعة كل يوم بقراءات لكبار العلماء في كتب التفسير أو الحديث أو التاريخ أو الأدب, وتؤكد الكتب التي تناولت سيرته أنه كان مثال التهذيب والأدب وبالأخص أمام والده الإمام عبدالرحمن, ولكن الشخصية المهذبة تتغير وتتحول في ساعة عاصفة تنسف المبادئ وتقتلع الصمت والتحفظ في حضرة الأب ليعبر الشاب عبدالعزيز أمام والده بما يريد, ففيما كان الإمام عبدالرحمن وابنه عبدالعزيز خارج مدينة الكويت, استوقف الابن أباه طالبا منه الحديث ولكن الأب رفض, فحينها قال الشاب الذي ينتفض ثورة مخاطباً أباه: اجلس يا عبدالرحمن "بالاسم المجرد", استغرب الأب لهجة ابنه الذي تابع حديثه فيما أخذ الأب يصغي: انت بين خطتين إما أن تأمر أحد عبيدك بانتزاع رأسي فأستريح من الحياة, وإما أن تنهض فلا تخرج من منزل أمير الكويت إلا بوعد في تسهيل خروجي للقتال في بطون نجد. ودعم موقف الشاب وساطة أمه لدى والده وقد وصف حالتها بأنها كانت بين أمرين يتنازعانها أولهما حب الابن والإشفاق عليه من أن يزج نفسه في المهالك وثانيهما مرضاة عنفوانه.

          وبالفعل أبلغ الإمام عبدالرحمن الشيخ مبارك الكبير برغبة الشاب وطلب منه تسهيل مهمته وصادف ذلك رضا من الشيخ مبارك الذي أيد التحرك, إن موقف الشاب عبدالعزيز هذا يؤكد أن عشق الوطن أكبر من حب الإنسان لأي إنسان آخر وأكبر من حب الإنسان لذاته.

في حضرة الحقيقة

          من المكتبة توجهنا إلى مركز الوثائق والمخطوطات وهو أهم أقسام الدارة فهو شاهد لا لبس فيه على مجريات التاريخ, وحين تنطق الوثائق تصمت الادعاءات وينبثق التاريخ بهيبته نافضاً غبار المزاعم وكأن الحياة دبت في أوصاله.

          المركز أشبه بخلية نحل, الجميع يعمل, المصورون والمفهرسون والمؤرشفون والمرممون, في المخطوطات يتبدى شيء من الماضي بعلومه واجتهادات أبنائه, عناوين كثيرة لكتب أوراقها صفراء قاتمة "الروض المربع بشرح زاد المستقنع" مختصر المقنع لمؤلفه الإمام منصور الحنبلي, "التوحيد" للشيخ محمد بن عبدالوهاب, "مخطوطة المقنع في الفقه" المنسوخة في الدرعية سنة 1220 هـ بخط الشيخ سليمان بن محمد بن عبدالوهاب, "مخطوطة تاريخ ابن غنام" بخط سليمان بن سحمان وتعود إلى 1304 هـ.

          خلف باب المركز مباشرة طالعتنا بقامتها المنتصبة, لوحة كبيرة اعتلت أدراج الفهارس تحصي عدد الوثائق القابعة إلى جانب المخطوطات, آلاف مؤلفة مرتبة حسب تواريخها وموضوعاتها وأسماء أصحابها ليسهل وصول الباحث إليها.

          مليون وأربعمائة وعشرون ألف وثيقة عربية ومحلية, تسع وعشرون ألف وثيقة عثمانية, عشرون ألف وثيقة أمريكية وبريطانية, وزادت الوثائق البريطانية على الستين ألفا وتجاوزت الفرنسية العشرين ألفا والألمانية اقتربت من الخمسة آلاف وبقيت الهندية والروسية الأقل عدداً فلم تتجاوز الألف وخمسمائة وثيقة, إحصائية دقيقة فالوثائق تكثر أو تقل حسب مكانها وعلاقتها بالبلاد وحسب متانة العلاقات الدولية بين السعودية والدول الأجنبية, يحظى هذا المركز باهتمام الباحثين فقد استفاد منه أكثر من خمسمائة باحث خلال العام 1419 ـ 1420 هـ وخلال هذا العام تم تصوير أكثر من مائة ألف وثيقة على الميكروفيلم, فيما رممت 3600 وثيقة في الدارة.

          يدفعني الفضول لسؤال مدير المركز عن الترميم فيصطحبني إلى قسم خاص تفوح منه روائح واخزة تفعل فعلا سلبياً في الجهاز التنفسي, زجاجات من الأحماض وأخرى للجليسرين وغيرها للمواد اللاصقة وللكحول وما إلى ذلك تتوزع أمام سعد رشدي وبجانبها مباضع وأوراق متناثرة متفاوتة الألوان بين البيضاء والبنية مروراً بدرجات اللون الأصفر, وهو عاكف على مكتبه منهمك في إصلاح وثيقة كطبيب يحاول إنقاذ مريض شارف على الهلاك, بعد لحظات ولما اطمأن على نجاة الوثيقة ووضعها جانباً اعتذر عن تأخيرنا ثم بدأ يعرفنا على عمله في إنقاذ الوثائق والمخطوطات التي تأتيه بحالات يرثى لها, منها المتيبسة التي لا يمكن فتحها مباشرة ومنها المتآكلة التي لم يبق من حروفها إلا ما يفك بالكاد رموزها.

          أوراق مهمة تصله بحالة مرهقة حتى أنه يخشى تفتتها بين يديه, أول ما يفحص فيها طبيعة الحبر الذي كتبت به فإن كان كربونيا يزول بالماء جنبه الماء تماما واعتمد على الكحول والجليسرين وإذا كان حديدياً والرطوبة فعلت فعلها المؤكسد في الحرف فجعلت الصفحة مفرغة أو مثقبة مكان الحروف وكأنها شيفرة سرية, فإنه يحاول إعادة الورقة إلى طبيعتها الحمضية والقلوية PH7 في كلتا الحالتين, وإذا كانت متيبسة ينقعها بمحاليل لا تؤثر على حبرها, وإذا كانت متآكلة لصق على وجهها الآخر ورقة لها اللون نفسه وتلون الأوراق لتتماشى مع ألوان الوثائق والمخطوطات القديمة بمحاليل طبيعية كمغلي قشر البصل أو الحلبة أو الشاي مع أن بعض الباحثين يحبذ اللون الأبيض للترميم تحاشياً للتزوير, وإن كانت الورقة مكتوبة على الوجهين فإن الترميم يكون بورق شفاف, بعدها توضع في المكبس ليتساوى الترميم مع سطح الورقة ويلتئمان معاً. ويشير سعد رشدي إلى أن مثل هذه الأوراق القديمة يفضل حفظها في أماكن معتدلة التهوية وخافتة الإضاءة, ومن الطبيعي على حد قوله أن الكتب والأوراق التي هي أكثر عرضة للحشرات الشرهة هي الأقل تداولاً, فهذه الحشرات تهاجر إذا تعرضت للإزعاج, والوقاية خير من العلاج للمحافظة على القرطاسيات, فالسموم والغازات الطاردة للحشرات والقاتلة يجب أن تبقى في خزائن الكتب أو توضع بين حين وآخر لتقيها من التآكل الذي تتعرض له من خنفساء السجاير أو من قملة الكتب.

          بانتهاء جولتنا في قسم الترميم كنت أحس بألم شديد وحرقة في حنجرتي وبشعور بالغثيان قد انتابني من تأثير روائح الأحماض والكحول والمواد اللاصقة وبعض السموم.

          وتتحول الوثائق إلى قسم الميكروفيلم لكي يتم تصويرها وهذه الطريقة المثلى التي تتبعها الدارة للحفاظ على الوثيقة وتفضلها على الـ CD, ويفشي لنا جلال عبداللطيف بسر تفضيلها على الـ CD مبيناً أن كلفة هذه الأخيرة أكبر وتحتاج إلى وقت أطول هذا عدا أن الـ CD معرض للكسر أو للتلف بعد ثلاث سنوات من عمره أو للفيروسات التي تغزو أجهزة الحواسيب بين الحين والآخر, ويؤكد جلال عبداللطيف الذي يدير قسم التصوير أن أشرطة الميكروفيلم إذا حفظت في ظروف ملائمة يمكنها أن تعمر أكثر من مائة عام, ولكل وثيقة في الدارة نسختان إحداهما للتداول والأخرى للحفظ, وتسعى الدارة للحصول على الوثائق من أصحابها لترممها وتصورها فتحتفظ بالأصل أو بصورة منها وتعيد نسخة منها إلى أصحابها.

          ويعنى المركز إلى جانب ذلك بالمراسلات والمذكرات التي تخص الشخصيات المهمة في تاريخ البلاد وتحفظ أوراق هذه الشخصيات بأسماء أصحابها وأبرز المحفوظات في هذا الإطار أوراق أحمد بن علي الكاظمي وأوراق خير الدين الزركلي ونبيه العظمة.

التوثيق بالكلمة والصورة

          لا يقتصر توثيق الدارة على الكلمة وإنما يتخطاها إلى الاهتمام بالصورة الفوتوغرافية والفيلمية.  بما أن المرحلة التي حكم فيها الملك عبدالعزيز بدأت بتوحيد المملكة ولاقى فيها ما لاقى حتى أنه يحكى أن أثراً لثلاث وأربعين طعنة كانت في جسده قبيل وفاته وأن خططه العسكرية الفطرية لاقت النجاح المحقق وتحول الناس من الخوف الذي كانوا يعيشونه إلى أمان واستقرار ساد البلاد, لهذه الأسباب ولما عرفت به حقبة حكم ذلك الرجل فإن تاريخ حياته صار محط اهتمام للمراكز العلمية عامة وللدارة بشكل خاص, وقد عنيت الدارة ممثلة بقسم التاريخ الشفوي الذي أنشئ سنة 1996 بشخصية الملك عبدالعزيز فجندت باحثين وخبراء يجوسون المملكة طولاً وعرضاً في رحلات ميدانية باحثين عن روايات شفوية مهمة في تاريخ المملكة أو في حياة مؤسسها لدى كبار السن ومن عاصروه أو ممن يلونهم, وإلى جانب ذلك فإن فريق البحث اهتم بالوثائق المكتوبة وبتصوير المعالم التاريخية كالقلاع والحصون ومواقع الوقائع الحربية وأنماط العمران في الماضي.

          عدد من الشبان السعوديين بعضهم أحاط رأسه بسماعات جهاز التسجيل ليفرغ حصيلة ما عاد به الباحثون على الورق, وآخرون يعكفون على أجهزة الكمبيوتر يحملونها ما فرغه زملاؤهم على الورق من أجل سهولة الوصول إلى المعلومة, مكتب هؤلاء الشباب يجاور مكتب أستاذ التاريخ الدكتور عبداللطيف الحميد المستشار في قسم التاريخ الشفوي والذي أخبرنا أن حصيلة المرحلة الأولى من مسح المصادر التاريخية الوطنية التي بدأت في منتصف 1416 هـ كانت أكثر من "400" مقابلة مصورة مع معاصري الملك عبدالعزيز ودارت حول مواضيع مختلفة إدارية وسياسية واجتماعية وعسكرية.

          وعما استمدوه من معلومات من أفراد الأسرة المالكة وهم الذين عايشوا الملك عبدالعزيز يقول الدكتور الحميد : شملت المقابلات بعضهم فيما ينشغل البعض الآخر بأعباء إدارية ملقاة على كواهلهم لم تترك لديهم وقتاً كافياً لذلك.

          ويبين الدكتور الحميد أن مشروع المسح التاريخي مشروع طموح يغطي مناطق المملكة الثلاث عشرة, ونظراً لحداثة المراكز فإنه يتعاون مع مراكز مماثلة داخل المملكة وخارجها كجمعيتي التاريخ الشفوي الأمريكية والبريطانية, ومركز زايد للتراث في مدينة العين.

مجلة الدارة وجائزة الملك.. لمن?

          وسعياً وراء تكاملها ولتقدم للآخرين نشاطاتها تمنح الدارة  الجانب الإعلامي أهمية خاصة فتصدر مجلتي "الدارة" و "التاريخية" وهي بصدد إصدار مجلة "المربع" الإلكترونية على شبكة الإنترنت والمجلات الثلاث فصليات في مقدمتها تأتي الدارة التي تعنى بالبحوث والدراسات العلمية المتعلقة بتراث المملكة وفكرها وتاريخها وثقافتها الوطنية وبتراث الجزيرة العربية والعالم الإسلامي, تشرف على تحريرها هيئة متخصصة تضم نخبة من المفكرين والمتخصصين, وقد حدثنا الأمين العام للدارة الدكتور فهد السماري عن نشاط مجلة الدارة التي يرأس تحريرها فقال: إن أكثر من ربع قرن مضى على صدورها وقد أسهمت في إثراء الساحة الفكرية والعلمية في المملكة والعالم العربي بالدراسات العلمية المحكمة, وتحظى هذه المجلة باهتمام نخبة عريضة من المعنيين بدراسة التاريخ والتراث العربي والإسلامي وكذلك الجامعات ومراكز الأبحاث وتتيح الدارة للباحثين فرصة نشر بحوثهم ودراساتهم المتعلقة بتاريخ المنطقة والعالم العربي والإسلامي.

          وقد حملنا إلى الأمين العام للدارة أسئلة أخرى لم نجد عند غيره جواباً لها , وبأفق واسع ورحابة صدر أجاب عن كل ما لم نستطع الإحاطة به خلال زيارتنا للدارة, فقد سمعنا بجائزة الملك عبدالعزيز ولكنها علام? ولمن تمنح? يقول الدكتور السماري: إنها تمنح لمؤلف أحسن كتاب يتفق وأغراض الدارة وقد نظمت في عامي 1975 و1981 وتعمل الدارة على تنظيمها مجدداً وستؤدي الجائزة بشكلها الجديد دوراً مميزاً من حيث تغطية المجالات التي لا تخدمها الجوائز الأخرى.

          وعن تخصص الدارة بتاريخ المملكة فيما وصل إلى المهتمين والقراء أنها تهتم بالتراث العربي والإسلامي يجيب الدكتور السماري: أسست الدارة لخدمة أهداف وطنية وعربية وإسلامية في مقدمتها حفظ تاريخ السعودية, وجغرافيتها وآدابها وتراثها الفكري والعمراني خاصة والجزيرة العربية وبلاد العرب والإسلام عامة وتتبنى الدارة لتحقيق ذلك استراتيجية متكاملة.

          وكمنارة ثقافية تهم الشريحة المثقفة في الوطن العربي والعالم, فإن من يعرفها ينظر بعين الأمل إلى مستقبلها فماذا أعددتم للمستقبل لكي تستمر الدارة شامخة بعطائها الثقافي المميز, يبدي الدكتور السماري اهتماما بهذا السؤال وكأنه يشغل حيزاً كبيراً من تفكيره ومن عمله فيؤكد أن المستقبل سيكون مشرقاً بإذن الله, فبالاضافة إلى ما قدمته الدارة في الماضي فإنها تستعد للمستقبل ببرامج واستراتيجيات مستندة بذلك إلى تخطيط ودراسة المشروعات واستجلاب آراء المتخصصين العلمية, والدارة تتطلع إلى تعاون الجميع معها في رصد مصادر تاريخ المملكة وما يتعلق به في مختلف أرجاء العالم, كما تتطلع إلى إسهام الجميع معها بالرأي والاقتراح لزيادة مساحة الإنجاز وتحقيق أهدافها, وهي تعمل إلى تنسيق الجهود وتعزيز التعاون مع العديد من الهيئات المعنية بما يخدم أهداف الدارة كجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تعتبر الدارة أحد أعضائها واتحاد المؤرخين العرب والأمانة العامة للمراكز العلمية والمجلس الدولي للوثائق وجمعية التاريخ الشفوي البريطانية ومثيلتها الأمريكية.

          انتهت زيارتنا للدارة ولكن لم نخرج من الباب الزجاجي الكبير وإنما من باب قصر المربع الذي عبرنا إليه على جسر يحاكي الجسر القديم الذي كان يعبره الملك عبدالعزيز من مسكنه "مكان الدارة حالياً" إلى قصر المربع ليدير شئون البلاد, قصر المربع ببنائه الطيني القديم المؤلف من طابقين وعدد كبير من الغرف لايزال محافظاً على جزء كبير من أثاثه, وفي كل ركن من أركانه يتجلى الفن المعماري.

          شقشقة العصافير تملأ رحاب المكان بعدما ألفت النخلة التي تطاول بسعفها الطابق الثاني وكأنها تروي حكاية الأمان والاستقرار اللذين عرفهما  السعوديون في ظل حكم ملكهم عبدالعزيز طيب الله ثراه.

 

 

 

 

دارة الملك عبدالعزيز في الرياض

صاحب الجلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن سعود

سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ويرافقه الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الدارة مع كوكبة من الأمراء في قصر المربع لدى زيارتهم للدارة

حصن المصمك.. وبداية استعادة الرياض إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه أعز وأطول

بئر الماء القديم الذي كان يروي قصور المربع

د. فهد السماري أمين عام الدارة

أرشيف الصور والأفلام شاهد آخر على عظمة الماضي والحاضر

مخطوطات الدارة .. زاد تراثي للحاضر

مجلس الملك عبدالعزيز في قصر المربع

بجانب الدارة.. منتزة رائع ومتنفس للأطفال والعائلات

في مكتبة الدارة العامة والمكتبة الخاصة بالملك عبدالعزيز

المعرض الدائم للصور التاريخية في الدارة.. توثيق لعظمة سياسة الملك عبدالعزيز

من سيارات الملك عبدالعزيز المحفوظة في القاعة التذكارية

مركز الملك عبدالعزيز التاريخي.. صرح تراثي يحكي تاريخ وطن

قصر المربع.. ومنه أدار الملك عبدالعزيز دفة الحكم