عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

شوقي ومستقبل الشعر

ثمانون عاما مرت على وفاة أمير الشعر العربي أحمد شوقي، وخلالها مرت على الشعر العربي ذاته تطورات وتغيرات، لكن أي نوع أدبي لا يمكن له أن يمضي قدما في مسيرة حداثته دون استيعاب تراثه وجذوره، ومن هنا تحتفي العربي في هذا العدد بهذه المناسبة، بفضل أقلام وقريحة عدد من كبار المتخصصين والكتاب الذين يعيدون تأمل شعره ونثره معا، بما يمنح الفرصة لاستعادة سيرة شاعر مختلف، ويضيء جوانب من أدبه، ويعطي، أيضا، للأجيال الجديدة من القراء فكرة عن شاعر كبير من شعراء العالم العربي.

وفي استعادة هذه السيرة الأدبية التي تذكرنا جميعا بمجد اللغة العربية، يتوقف رئيس التحرير أمام ظاهرة عكسية تفقد فيها لغة الأسلاف مجدها التليد حين تتسيد المناهج التعليمية في العالم العربي اللغات الأجنبية، خصوصا في منطقة الخليج العربي كنتاج طبيعي لمنطقة اعتمدت على استقبال العمالة الوافدة بشكل تخلى عن التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى، وهو موضوع حديث الشهر في هذا العدد.

ولأن الأقطار العربية ترتبط معا بتاريخ مشترك يقود حتما إلى المستقبل، فكل أزمة تمر على قطر منه تؤثر في الأخرى، فإن العربي في هذا العدد تقوم بإضاءة عدد من القضايا المشتركة ومنها ظاهرة صعود الإسلام السياسي واستئناف عصر الإصلاح الديني، وأزمة الإعلام العربي في ضوء متابعته لقضايا الحراك السياسي والاجتماعي التي تمور بها المنطقة، ودراسة واقع الحضور المسيحي العربي فيها على ضوء هذه المتغيرات.

وبين هموم الشرق العربي وأزماته، وبين واقع الثقافات المختلفة الأخرى تقدم العربي ، كعادتها، فصلا جديدا من فصول الرحلة، حيث ترتحل إلى كوريا تتأمل فصلا من كنوزها الفنية، وتلقي الضوء على تاريخ مجلة شعر الأمريكية العريقة، لتؤكد أن الراهن الحديث يقدم إجابة عن أسئلة كانت قد طرحت في حقب الأزمات، كأنها تقول للقارئ العربي إن ازمات اليوم الراهنة لا بد أن تقود إلى مستقبل أفضل.

وبين رحلتي الماضي والحاضر تقدم العربي رحلات أخرى لقوافل العلم والفن والأدب التي ندعوك للارتحال إليها في متن هذا العدد أيها القارئ الكريم.

 

 

المحرر