حوَار القُرَّاء
وصلت إلى المجلة، قبل الانتهاء من إعداد هذا العدد الذي تعود به "العربي" إلى قرائها بعد التحرير، مجموعة من الرسائل. وقد اخترنا من بينها رسائل ثلاثاً ننشرها هنا كبداية جديدة لتيار التواصل الحميم والجاد بين "العربي" وقرائها.
الأستاذ/ الدكتور رئيس التحرير
تحية طيبة وبعد،
- تعود إلينا مجلة "العربي"، أكثر المجلات العربية شعبية وانتشاراً، بعد توقف قسري قارب العام نتيجة لأفظع كارثة حلت بالعرب، وهي كارثة الاحتلال العراقي للكويت، وما صاحب ذلك من تداعيات ونتائج خسر العرب معها الثروة والإرادة والاحترام.
تعود مجلة "العربي" من جديد وكانت تصدر قبل الغزو الآثم بانتظام لفترة ناهزت ثلث القرن، قدمت خلالها لقرائها على مستوى العالم العربي أبواباً وألواناً من المعارف المتنوعة في الأدب والفكر والسياسة والعلوم في إخراج جميل مميز وسعر في متناول الجميع. والآن تعود "العربي" لتواصل تقليدها العظيم في خدمة الثقافة العربية الأصيلة، وفي إفساح المجال أمام كل التيارات الفكرية والأدبية الجديدة والجادة سواء في الأقطار العربية أو في العالم ولتتابع دورها النشط في كسر عزلة القارئ العربي عن قضايا عالمية وعما يحدث في عالمنا من متغيرات. فالهدف من كل ثقافة ومعرفة جادة ومحترمة هو أن تحول متلقي هذه المعرفة من متفرج إلى مشارك في حوار ديموقراطي كامل وحقيقي، يقدم كل فرد فيه أفضل ما عنده حتى لا نتخلف عن عالم اليوم والغد.
من قراء "العربي"
القدامى
سعد الزناري - القاهرة
الأستاذ الفاضل/ رئيس التحرير
تحية وبعد،
- أعرب لكم عن سعادتي البالغة بعودة "العربي" الغراء إلى قرائها في كل أرجاء الوطن العربي، وأهنئ شعب الكويت بالتحرير وعودة الوطن. وسننتظر في بداية كل شهر - كما تعودنا دائماً - صدور مجلتنا العزيزة حاملة معها رسالة الفكر والثقافة والأدب إلى أقطار الوطن العربي كله، وستزداد الفرحة بعودة "كتاب العربي" و "العربي " إلى الصدور، ونأمل أن يتم ذلك قريباً بإذن الله، فبرغم حجم التخريب والنهب اللذين لحقا ببيئة الكويت الأساسية وبصرحها الثقافي الكبير، فإن إرادة أبناء الكويت الصلبة وجهد مسئوليها كفيلان بعودة النبض والحياة لكيانها الثقافي والفكري الذي يخدم قضايا العرب وتراثهم وثقافتهم - وختاماً تحية وتهنئة من الأعماق للعربي ولأسرة محرريها.
د. سيد أسامة
مرسي
أسيوط - مصر العربية
الأستاذ الدكتور/ رئيس التحرير
تحية طيبة وبعد،
- بعثت بهذه الرسالة على عنوان "صوت الكويت" التي نشرت في بعض أعدادها الماضية النبأ السار بعودة مجلتنا الحبيبة "العربي" إلى الصدور، لأن عنوان المقر الذي ستصدر منه المجلة غير محدد بعد، وأملي أن تصلكم رسالتي التي أود أن أعبر فيها لكم عن فرحتي الفياضة بعودة "العربي" إلينا بعد انتظار نحمد الله أنه لم يطل، متمنياً أن تداوم المجلة أداء دورها المهم في تعميق ثقافتنا العربية وتوسيع آفاقها، وفي تزويد القارئ العربي بزاد ثقافي رائع افتقده طوال شهور غيابها. مبروك مرة أخرى بالعودة مع تمنياتي بأن يصاحبكم التوفيق في خدمة ثقافتنا العربية.
هاني رياض
خليل
اللاذقية - سوريا
هل تسبح الشمس في الفضاء!
- لست أدري كيف أعبر عن مدى امتناني لمجلة العربي العريقة، وللنخبة الكبيرة من الأساتذة الأفاضل، ومنهم الكاتب رءوف وصفي الذي قدم لنا بعضا من أمتع المقالات العلمية في مجال الفضاء، وأودّ أن أستفسر من الكاتب عن تفاصيل وصول الشمس إلى جسم أسود ميت؟
أسامة محمود عبد
المنعم
الإسكندرية - جمهورية مصر العربية
العَرَبيّ
- أحلنا السؤال إلى الأستاذ رءوف وصفي الذي أجاب: إن قصة حياة أي نجم - مثل الشمس - تتلخص في صراع بين الجاذبية التي تعمل على تقليصه، وبين القوة النووية التي تعمل على تمدده، وعندما يصل النجم إلى نهاية حياته، بعد مرحلة العمالقة الحمر، فإن القوى الحرارية تخسر المعركة في نهاية الأمر مع الجاذبية. أما الطاقة اللازمة للاحتفاظ بالحرارة فقد فقدت في الفضاء، بينما كان النجم متأججاً في فترة شبابه. وفور انتهاء الوقود، فإن قلب النجم يبرد إلى الحد الذي تختفي فيه أهمية الضغط الحراري، وتصبح الغلبة شيئاً فشيئا للجاذبية، فيتقلص النجم حتى تصبح جسيماته متلاصقة تماماً. وهكذا لم يبق هناك مجال لأي تفاعل نووي بعد أن يصبح النجم نعشا أبيض للعناصر الثقيلة التي كونها النجم في مركزه، عندما انتهى رصيد الهيدروجين الذي كان يكوّن معظم مادته منذ اللحظات الأولى لميلاده. ونظراً إلى أن النجم لم يعد قادراً على توليد الطاقة، فإنه يستبدل بالطاقة التي يشعها أخرى، وبعد زمن طويل يمتنع النجم عن الإشعاع من نطاق الموجات المرئية، ويستمر في إطلاق الأشعة الحمراء التي لا نراها بالعين البشرية. وأخيراً يتوقف القزم الأبيض عن الإشعاع ويصبح مجرد جسم أسود ميت.