من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طب
الروبوت جراح مخ وأعصاب!

تقوم حاليا شركة بريطانية صغيرة ببناء ما يمكن أن يقال عنه: إنه أول إنسان آلي "روبوت" في العالم يمكنه إجراء عمليات جراحية معقدة في الدماغ البشري.

وقد أنزلت هذه الشركة إلى الأسواق أخيرا أول روبوت طبي عبارة عن منظار مزود بكاميرا ذاتية الحركة تمكن الجراحين من استكشاف العالم الداخلي لأجسام مرضاهم، ويتراوح ثمن هذا الروبوت المستكشف ما بين 15 و25 ألف جنيه استرليني.

وتسعى الشركة المعنية لجعل إنسانها الآلي جراح المخ والأعصاب الإلكتروني هذا، يتمكن من استئصال أورام المخ بعد أن يأخذ منها عينات يقوم بتحليلها ومقارنة نسيجها المريض بأنسجة المخ السليمة.

وللحصول على ذلك الأداء سيقوم جراحو المخ والأعصاب البشريون بتزويد الروبوت بمعلومات وافية مصورة عن تكوين المخ السليم، للمقارنة بالتكوين المريض وسوف يكون للروبوت برنامجه "الذكي" الخاص به، حتى أنه سيقترح على الجراحين البشريين في بعض الحالات أفضل الطرق للدخول في المخ كي يمسكوا بالورم دون إيذاء يذكر للأنسجة السليمة.

هذا ولا تزال بريطانيا تقود العالم- إلى حد ما- في صناعة الإنسان الآلي الطبي، رغم أن التشريع البريطاني يعفي الجراحين البشريين من مسئولية ارتكاب الأخطاء ماداموا لم يهملوا فى أداء عملهم، في حين أن أي خطأ ترتكبه "الآلات" الطبية لا يغتفره هذا القانون، ويظل يلاحق المصممين حتى لو كانوا قد اعتمدوا أفضل الممارسات الهندسية والتكنولوجية المتقدمة لإنجاز "آلاتهم" الطبية.

الكشف عن أحد أسرار الإيدز

بعد عقد من اكتشاف فيروسHIV المسبب لمرض الإيدز على يد الدكتور لوك مونتاني في معهد باستير في باريس، عادت مجموعة من الباحثين في نفس المعهد لتعلن تحقيق انتصار مهم في الحرب المعلنة ضد هذا الفيروس القاتل. فقد أعلن الفريق الذي يترأسه الدكتور هوفانسيان أنه نجح في عزل أنزيم يمثل وجوده شرطا أساسيا لنجاح الفيروس في مهاجمة خلايا جهاز المناعة وتدميرها، وبالتالي فإن التوصل إلى طريقة لكبح هذا الأنزيم المسمى CD4 يمكن أن يمنحنا سلاحا فعالا في حربنا ضد فيروس الإيدز.

والأنزيمات بشكل عام عبارة عن جزيئات بروتينية معقدة تنتجها خلايا تستثيرها تفاعلات كيميائية حيوية معينة. وقد عرف العلماء منذ فترة ليست بالقصيرة أن أنزيما آخر، هو أنزيم CD4، يلعب دور "المستقبل" لفيروس الإيدز ويساعد في عملية اقتحامه للخلايا السليمة في جهاز المناعة. لكن أنزيم CD4 يمكن أن يفعل كل ذلك وحده. وهكذا، دخل العلماء في سائر أنحاء العالم سباقا مع أنفسهم منذ مطلع الثمانينيات لاكتشاف "مستقبل مساعد" آخر على سطح نوع من الخلايا الليمفاوية تسمى خلايا T ( وهي خلايا في جهاز المناعة تعتبر هدفا خاصا لفيروس الإيدز) وخلايا أخرى وقد وصل الدكتور هوفانسيان وفريقه إلى خط نهاية السباق قبل أقرانهم، واكتشفوا لأول مرة الكيفية التي يصيب بها فيروسHIV خلايا T السليمة. فبعد أن يدخل فيروس الإيدز إلى الدم، يلتصق البروتين الجزيئي الموجود على سطحه، كالخطاف بمستقبل CD4 الموجود على سطح خلايا T السليمة. وما أن يلتصق به حتى يبرز هذا البروتين أحد أجزائه، الذي يسمى أنشوطة V-7، لتتصل بمستقبل آخر، هو أنزيم CD26، يوجد أيضا على سطح خلايا T، وأنشوطة V -3عبارة عن خيط من الأحماض الأمينية يختلف تركيبها في الفصائل المختلفة لفيروس الإيدز، وتعمل كمفتاح كيميائي حيوي، يفتح المدخل المغلق للـCD26. وفي هذا المدخل، يذيب الفيروس جدار خلايا T ويدخل الخلية ليهيمن عليها ويدمرها ويبدأ في التكاثر.

ومنذ أكثر من عام وفريق الدكتور هوفانسيان يحاول إثبات أن أنزيم الـCD26 هو "المستقبل" لأنشو طة V-3. وباستخدام مركبات تكبح نشاط. أنزيم الـCD26، أجروا العديد من التجارب على الفئران، وعلى خلايا بشرية في المعمل، لقياس مستوى اختراق الفيروس للخلية. ويقول الدكتور هوفانسيان:

"من الواضح أن هذه المركبات المضادة للـCD26 تمنع نشاطه الأنزيمي من على سطح الخلايا وتحول دون اختراق الفيروس لها، بينما تمنع الأجسام المضادة الـ V-3 من التفاعل مع الـCD26 . ولم يتمكن الفيروس من غزو الخلية عندما كان أنزيم الـ 4CD موجودا وحده على سطح الخلية.

ويتمثل الهدف التالي للفريق في إنتاج مركبات مشابهة لها نفس التأثير على المصابين بفيروس الإيدز، لكن تتبدى هنا عقبات كبيرة. فالباحثون لا يعرفون الأدوار الأخرى التي يلعبها أنزيم الـCD26 بالنسبة للخلايا السليمة، وهم لا يريدون سوى منع نشاطه الأنزيمي في خلايا T. وبالنسبة للآخرين، قد يفسر أنزيم الـCD26 سلوك فيروس الإيدز في الدم، لكنه لا يفسر كيفية انتقال الفيروس عبر الأغشية المخاطية عند الاتصال الجنسي، وهو الطريق الأكثر شيوعا للإصابة بالعدوى. وهكذا، يبقى حل لغز الإيدز مراوغا، لكن العلماء يدركون أن أفضل بحث هو الذي يطرح أفضل التساؤلات.

سياحة
اليابانيون يعيدون بناء العالم

في مقدور اليابانيين الآن أن يطوفوا بالعالم دون أن يتجشموا عناء السفر للخارج، بكل ما يعنيه ذلك من خوض حوارات عقيمة مع ضباط الجوازات والهجرة والمطارات البعيدة، والاضطرار للوي الألسنة حتى ينطقوا باللغات الأجنبية، وتخبئة المحافظ تحت الملابس خشية السرقة، كل هذا العناء لم يعد مطلوبا خاصة لمن لا يقدر عليه جسديا أو ماديا، فقد أحضر اليابانيون العالم إلى بلادهم: باريس، و فينيسيا، ونيويورك، والأهرام، وبرج إيفل، وتاج محل، والميدان الأحمر، كل هذه المدن والمعالم يستطيع الياباني أن يراها في بلاده، وهي أيضا آمنة ونظيفة، بل لعلها أنظف منها في أماكنها الأصلية، وإن كانت صغيرة بعض الشيء. بداية هذه الظاهرة كانت إنشاء مدينة ديزني لاند طوكيو التي حققت نجاحا هائلا بمجرد افتتاحها عام 1983، قبل ديزني لاند الفرنسية بتسعة أعوام، لكنها كانت أمريكية جدا بالنسبة لأذواق اليابانيين، رغم أنها أخذت من الروح الياباني فرط النظافة والدقة، فاليابانيون يقولون "كيري" بمعنى "الجميل"، لكنها تعني "النظيف" أيضا، ومن ثم طعمت ديزني لاند بالكثير من الذوق الياباني من مرشدين مدربين على آداب الحديث باليابانية، ولطف الانحناء والابتسام، وصارت ديزني لاند طوكيو صيغة يابانية مغرية للسياحة بدون سفر، مما شجع على تكرارها.

بعدها بنيت القرية الهولندية المسماة "هديس شن بوش" أي "بيت الغابة" الذي يطلق على المقر الملكي في لاهاي، وافتتحت هذه القرية في مارس عام 1992، وتضم نسخا من عشرات المباني الهولندية القديمة مشيدة بالمواد نفسها التي استخدمت في بناء الأصل وبدرجة مذهلة من الدقة، ورغم أن القرية مخصصة لسياحة اليوم الواحد، إلا أنه توجد بها فيللات على شواطئ البحيرات وفندق يضم 329 غرفة- وهو نسخة من فندق هولندي عريق- للزوار الذين يريدون الاستغراق في الوهم الجميل وقضاء يوم هولندي في قلب طوكيو.

على نفس المنوال، أقيمت قرية ألمانية في جزيرة هوكايو الشمالية وتحمل اسم "جلكس - كانيجريتش" أي مملكة السعادة، وتبعتها قرية كندية في الجزيرة نفسها، ثم قرية على طراز الغرب الأمريكي في مقاطعة توشيجي، وقرية إسبانية في هيروشيما، أما في ناحية "توبو وورلك" التي تقع إلى الشمال من طوكيو على بعد ساعتين بالقطار فقد أقيمت قرية تضم نماذج مصغرة بنسبة 25:1 لأشهر معالم الدنيا بدءا من الهرم الأكبر وحتى مركز التجارة العالمي في نيويورك مرورا بالبارثيون وساعة بج بن.

ولقد وصل عدد هذه المزارات إلى 45 مزارا تتوزع على أنحاء مختلفة من اليابان، وتجتذب سنويا حوالي عشرين مليون زائر، ولعل هذا يبرر ضخامة الإنفاق على مثل هذه المزارات التي تكلف أحدها (وهو "بيت الغابة") 1.1 مليار جنيه استرليني في المرحلة الأولى، بينما المرحلة الثانية تتضمن مشروعا لبناء قرية تكفي لاستضافة عشرة آلاف شخص وينتظر افتتاحها عام 1998.

بيئية
ري الصحراء... من الهواء

الصحراء معضلة الأرض، ومعضلة الصحراء الماء. فهذه البحار المترامية من الرمال، التي تغطي مساحتها 20% من مساحة الأرض غير المغطاة بالجليد إضافة للأراضي الأخرى التي تتصحر جميعها ينقصها الماء. وليس غاية الماء هنا إحالة الصحراء إلى حدائق وحقول، ولكن الغاية هي منع مزيد من الأرض من الانزلاق إلى مصير التصحر، بإقامة واحات بشرية هنا وهناك في بحر الرمال الشاسع، وبما يسمح لمزيد من البشر بالحصول على غذائهم من هذه الأرض الضائعة.

لقد استولى هذا الأمر على تفكير المهندس الدنماركي "ستوارت كلينز" الحاصل على الدكتوراة من جامعة كمبريدج. وكان يدرك مدى ارتفاع تكاليف الحصول على مياه للزراعة في الصحراء عن طريق المضخات، لسحب المياه الجوفية من تحت الأرض، أو لجرها عبر الأنابيب من تجمعات الماء البعيدة. لهذا وجه تفكيره نحو الكائنات الصحراوية التي تواصل الحياة بنجاح رغم جفاف الصحراء، واستنتج أنها لابد تحصل على الماء بطريقة ما. وكانت ملهمته مجرد خنفساء تعيش في الصحراء الناميبية واسمها "الخنفساء جامعة الضباب".

ففي مناطق الصحراء الساحلية ينتقل بخار الماء المتصاعد على سطح المحيط الأطلنطي ويعبق به الجو فوق الرمال، وعندما يهبط الليل وتنخفض درجة الحرارة، يتكاثف بخار الماء مكونا الندى. في هذه الأثناء تقوم الخنفساء المذكورة بالوقوف على رأسها، وبأرجلها الخلفية تأخذ في ركل الضباب بسرعة فيتكاثف وينزلق على جسمها ويتجمع تحت رأسها لتشرب منه، ثم تقوم بعد أن ترتوي بدفن نفسها في الرمل المبتل قبل سطوع النهار حتى لا تتعرض للموت بالجفاف إذ تبلغ درجة الحرارة في هذه الصحراء القاسية 90 درجة مئوية في بعض أيام الصيف.

هذه الطريقة العبقرية البسيطة التي تحصل بها خنفساء الضباب على الماء من الجو، أوحت إلى المهندس الدكتور "ستوارت كلينز" بابتكار جهاز يحاكي ما تفعله الخنفساء، فكانت أداة جمع الماء من الهواء فرشاة دوّارة قطرها نصف متر وبها آلاف الشعرات من الألياف الزجاجية التي تقدر مساحتها السطحية بمئات الأمتار المربعة التي يتكاثف عليها الماء. ويقدر الماء الذي يمكن أن تجمعه شعرات الفرشاة بـ5- 10 لترات من الماء في اليوم الواحد تبعاً لحالة الجو. هذا أثناء الليل، أما في النهار فإن الفرشاة يتم رفعها لتدخل في اسطوانة مدهونة باللون الأسود مما يرفع درجة الحرارة داخلها إلى 100 درجة مئوية تحول ما تجمّع من الماء داخلها إلى بخار يدخل في تجاويف الأرجل المعدنية البيضاء حاملة الجهاز، ولأن درجة حرارتها منخفضة فإن البخار يتكاثف ويهبط فيها لينضم إلى ما تم جمعه من ماء أثناء الليل وتشبعت به الرمال تحت الجهاز.

إن هذه الوسيلة واعدة بتحويل 20 كيلو مترا مربعاً من الصحراء إلى واحة باستخدام 2000 جهاز ولمدة عشر سنوات، وهذه الواحة بدورها تعمل على خفض درجة الحرارة ومن ثم استقطاب الأمطار لتتكاثف خضرة الواحة أكثر فأكثر. وليس الهدف هو تحويل الصحراء إلى وديان خضراء، فالصحراء بيئة لها دورها في النظام البيئي، لكن الهدف هو خلق واحات من الأمل يحتمي بظلها وثمرها بعض البشر الذين دفعهم قدرهم إلى هجير الصحراء.

فنون تشكيلية
بعد خمسين عاما يعود لورنس

شهدت صالة عرض مجموعة فيليبس في واشنطن أخيرا حدثا فنيا فريدا تمثل في عرض كل اللوحات الستين لـ "مجموعة الهجرة" التي أبدعها الرسام الأمريكي جاكوب لورنس، وهو حدث بالغ الأهمية لكل المهتمين بالثقافة الأمريكية السوداء وبتاريخ الرسم الأمريكي.

وقد مرت خمسون عاما منذ أن رسم لورنس هذه اللوحات الصغيرة، التي لا تتجاوز أبعاد الواحدة منها 30 سم*45 سم، في استوديو ملحق بمكتبة عامة في هارلم بنيويورك، وتتوزع المجموعة على نصفين، النصف الأول في مجموعة فيليبس، والنصف الثاني يدخل ضمن مقتنيات متحف الفن الحديث في نيويورك، وهي المرة الأولى التي يقتنى فيها هذا المتحف العريق أعمال فنان أسود، ويعود هذا في المقام الأول إلى أن "مجموعة الهجرة" تعبر عن امتزاج فريد بين خبرات السود والرسم التاريخي واللغة الفنية الحديثة، وتتناول لقطات تصور هجرة السود من الجنوب الزراعي إلى الشمال الصناعي في مطلع هذا القرن هربا من قوانين الفصل العنصري وإرهاب عصابات الكوكلوكس كلان، وتناول لورنس موضوعاته بلغة أبعد ما تكون عن التحريض، ورغم أن المجموعة مليئة بصور العنف والحزن- السجون، القرى المهجورة، تجمعات الفقراء في المدن، معسكرات العمل، الإعدامات- إلا أن كل صوره اتسمت بالانضباط والحدة والرهافة، ففي لوحة "الإعدام" أغفل رسم الجثة المتدلية والحشد الصاخب: صور فقط أرضا جرداء، وغصن شجرة، ومشنقة فارغة، وكتلة متكورة لامرأة حزينة.

إن مجموعة الهجرة تمتلك التأثير البصري للأنشودة الروائية، وتمثل كل لوحة منها مقطعا مستقلا: مقطعا مشدودا، وكثيفا، يلخص الحكاية بأسرها، وفي لوحة تحت عنوان "كانوا فقراء جدا"، تلخيص لحياة فلاحي الجنوب الفقراء إلى أقصى درجة من السكون: رجل وامرأة يحملقان في وعاءين فارغين على لون بنّي عار، وسلة فارغة معلقة بمسمار يذكرك بمشهد الصلب، وقد سمى لورنس أسلوبه هذا بـ "التكعيبية الديناميكية" ورغم أنه يدين بشكل واضع للتكعيبية المتأخرة إلا أن أسلوبه ليس ديناميكيا على الإطلاق، فهو أقرب إلى الأسلوب السكوني للفنان المصري القديم، يصور كائنات جامدة وساكنة حتى لو أدركت بوعيك أنها في حالة حركة، مثل ذلك الحشد المندفع بين عربتي سكة حديد.

ويعطي أسلوبه الصور جاذبية لا تقاوم، تتبدى بوضوح في لوحة "العاملة كانت أيضا بين آخر المجموعات التي غادرت الجنوب" حيث تظهر في اللوحة شخصية واحدة لامرأة تعمل في مغسلة، وتستخدم عصاها الخشبية للتقليب في حوض المغسلة - أزرق وأسود وأصفر وأحمر قرنفلي- وهو تكوين كثيف شديد الإحكام، يفترض الاستمرارية والمقاومة، وهما موضوعان يتكرران كثيرا في تلك المجموعة العظيمة التي أبدعها لورنس.

أدب
جوائز عديدة لكاتبة الأنباء المشحونة

حصلت الروائية الأمريكية آني برولكس الشهر الماضي على الجائزة الوطنية للكتاب في الولايات المتحدة عن روايتها "الأنباء المشحونة"، ويبدو أن هذا العام هو عام السعد لتلك الكاتبة التي ظلت مغمورة وتم تجاهلها لسنوات طويلة، فقد حصلت على جائزة فولكنر الأدبية، وجائزة هيرتلاند الأدبية، وجائزة القصة التى تمنحها جريدة التايمز أنترناشيونال الأيرلندية.

وكانت برولكس قد ولدت في فرمونت منذ 58 عاما، وعاشت تجارب قاسية، فقد تركت الدراسة في سن مبكرة، وعبر رحلة طويلة انتهت الآن إلى العيش مع صديق لها في كوخ ناء في الطرف الشمالي للولاية، حيث يعيشان على الصيد والقنص وقطف الثمار البرية، وتقول: "إن العيش بهذه الطريقة يعلمك اليقظة الشديدة والوعي بكل ما حولك، بدءا من فروع الأشجار وثمار الفطر البري، حتى فخاخ الحيوانات، وهو تدريب ممتاز للعين، فمعظمنا يتخبط هنا وهناك أعمى وأصم".

وقد تولت أيضا تعليم نفسها الكتابة بطريقة لم تعد شائعة اليوم، وتقول: "أعتقد أنك إذا امتلكت الرؤية الصحيحة، فستخرج الشخصيات منها لتحتل مكانها الصحيح، وستجيء القصة من الرؤية". وتفضي القسوة التي يعانيها الإنسان في حياته أيضا إلى القصة، ربما مباشرة وربما على نحو مراوغ.

وتبدأ روايتها "الأنباء المشحونة" بهجوم شرس على بطلها، رجل لزج اسمه كوايل، بوصفه "كلبا يرتدي بدلة رجل من أجل التقاط صورة كوميدية" يمتلك جسما مخروطيا ضخما وزوجة غير مخلصة "رقيقة وندية وساخنة.. "كن مع رحيله إلى نيوفاوند لاند لكي يعمل صحفيا وتلمسه للحياة هناك، تبدأ الرواية في التفتح وتتسامح المؤلفة قليلا مع شخصياتها.

هذه هي الرواية الثانية لآني برولكس بعد روايتها الأولى "البطاقات البريدية" وكانت قد نشرت قبل ذلك مجموعة قصصية بعنوان "أغاني القلب" وتعكف الآن على إتمام رواية من روايات الجريمة تحت عنوان "الأسود والقرمزي".

رياضة
هل تفوز أمريكا بكأس العالم القادمة؟

في السابع عشر من يونيو/ حزيران المقبل، ستعلن صافرة حكم مباراة افتتاح كأس العام الخامسة عشرة، التي ستقام على ملعب سولجرفيلد في شيكاغو، انطلاق أول بطولة كأس عالم تقام خارج قارتي أوربا وأمريكا الجنوبية، وفي الأسابيع الأربعة التالية ستتنافس على البطولة فرق 24 بلدا في 52 مباراة ستقام في شيكاغو، دترويت، أورلاندو، بوسطن، واشنطن، نيويورك، دالاس، سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس. وستقام المباراة النهائية على ملعب روز باول في باسادينا.

وكان قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم- الفيفا- إقامة كأس العالم في الولايات المتحدة قد أثار ردود أفعال تراوحت بين الخوف والسخرية، وتركزت تخوفات المحافظين على روح اللعبة بينما تخوف البعض من العزوف الجماهيري عن متابعة المنافسة، وهما أمران ثبت عدم صحتهما، فاللعبة لن تتغير، والمدرجات لن يكون بها مقعد خال، وسيصل العدد الإجمالي لتذاكر المباريات إلى 3.6 مليون تذكرة، علما بأن كل التذاكر التى طرحت في الأسواق حتى الآن قد بيعت في لحظات.

لكن نقل كأس العالم من موطنه في أوربا وأمريكا الجنوبية كان مغامرة بكل المقاييس، ويظل السؤال هو: ما هي الاعتبارات التي دفعت الفيفا إلى القيام بهذه المغامرة؟ يعود الاعتبار الأول إلى أن الولايات المتحدة هي التي طلبت بنفسها استضافة كأس العالم، بينما يعود الاعتبار الثاني إلى عدم وجود منافسة حقيقية إلا من المغرب والبرازيل، وبالتالي كان التصويت لصالح الولايات المتحدة أمرا سهلا.

وكان رئيسى الفيفا البرازيلي، أنطونيو سامارانش، قد طاف آسيا وإفريقيا عشية انتخابه عام 1974 حيث وعد بتخصيص المزيد من الأماكن لمنتخبات بلدان القارتين في مقابل ضمان أصواتهما، ونجح بالفعل في زيادة عدد الفرق المشاركة من 16 فريقا إلى 24 فريقا، لكن كان عليه أن يدبر تكاليف تغطية هذه الزيادة الكبيرة، فلجأ إلى فكرة الرعاية والتسويق بمساعدة نصير الرياضة العالمية السيد هورست داسلر، صاحب شركة أديداس، وفي المسابقة الأخيرة التي أقيمت في إيطاليا عام 1990، وصل ثمن رعاية الدورة - وهو ما يعني وضع شعار الجهة الراعية إلى جانب الشعار الرسمي للدورة - إلى عشرين مليون دولار.

وإذا علمنا أن شبكة تليفزيون إن. بي. سي ستدفع 456 مليون دولار لنقل الدورة الأولمبية التي ستقام في أتلانتا عام 1996، لأدركنا الأهمية التي يعلقها الفيفا على عملية توسيع شعبية كرة القدم في أمريكا، وبالتالي ضمان النجاح والربح لكأس العالم القادمة.

والواقع أن الظروف مواتية تماما لذلك، فكرة القدم أصبحت الآن هي اللعبة الثانية التي يمارسها الشباب في أمريكا بعد كرة السلة وقبل البيسبول "كرة القدم الأمريكية" وفاز فريق السيدات الأمريكي لكرة القدم بأول كأس عالم للسيدات والتي أقيمت في بكين عام 1991، ووصلت المنتخبات الأمريكية للناشئين إلى كل بطولات كأس العالم للناشئين التي نظمها الفيفا منذ عام 1990، وهو إنجاز لم يتحقق إلا لإيطاليا، ومع وجود خمسة ملايين أمريكي يلعب كل منهم أكثر من 30 مباراة سنويا، ومع زيادة مبيعات أدوات اللعبة بمقدار 15% سنويا، تتوافر إمكانات كبيرة لقيام سوق حقيقية لكرة القدم في الولايات المتحدة.

لكن هل سيعنى هذا ازدهار كرة القدم في أمريكا أم أن المشاهدين سيتحولون إلى البيسبول ثانية بعد نهاية كأس العالم؟. يتوقف هذا على عاملين: العامل الأول هو ضرورة أن تكون مباريات كأس 1994 أفضل من مباريات كأس 1990. والعامل الثاني هو مستوى الفريق الأمريكي نفسه.

وقد أعدت الولايات المتحدة فريقها جيدا، فمدرب الفريق الصربي بورا ميلوتينوفيتش سبق أن حقق نتائج ممتازة عندما درب المكسيك وكوستاريكا قبل ذلك، وفي نفس الوقت حصل اللاعبون الأمريكيون على خبرة كبيرة نتيجة للعبهم في أوربا: فهاركس وويجلر يلعبان في الدوري الإنجليزي، وراموس في الدوري الإسباني، ودولي ووندالا في الدوري الألماني، وعليهم جميعا يتوقف الرهان الكبير فإما النجاح في الوصول إلى الدور ربع النهائي أو نصف النهائي وانتعاش كرة القدم في الولايات المتحدة أو الانتكاسة وعودة الأمريكيين إلى البيسبول ثانية.

سينما
العرض الأول .. في بيتك!

كم يمكن أن تدفع لكي تشاهد أحدث الأفلام، قبل أسبوع من عرضها في دور السينما وأنت مسترخ فى منزلك؟ قد يظن البعض أن سؤالا مثل هذا هو مجرد سؤال أكاديمي رغم أن الحقيقة عكس ذلك تماما.

ففى أعياد الكريسماس هذا العام أصبح بإمكان ملايين الأمريكيين المشتركين بنظام الكابلات في شبكات التلفزيون أن يدفعوا حوالي 30 دولارا لمشاهدة أحدث أفلام استوديوهات "كارلوكو" وهي شركة إنتاج سينمائي ضخمة اشتهرت بإنتاج أفلام النجم العالمي آرنولد شوارزينجر، وبحملة تسويق جيدة، يمكن لفيلم واحد أن يحقق إيرادا يصل إلى خمسين مليون دولار في ليلة واحدة، وسيذهب جزء من هذا المبلغ إلى شبكة التلفزيون الأمريكية العملاقة "تي. سي. آي " التي وقفت وراء هذا المشروع.

ومن المتوقع أن يؤدي نجاح هذه الفكرة إلى ظهور "سينما تحت الطلب"، وتفكر شبكات التلفزيون الأخرى في اتباع نفس الفكرة، لكن أصحاب دور العرض السينمائية يعارضون بالطبع هذا المشروع باعتباره يهدد السينما الأمريكية لأنهم يحققون معظم أرباحهم في الأسابيع الأولى لطرح الفيلم في الأسواق.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




الروبوت هل يغني عن كل هولاء الجراحين؟





تمثيل لكيفية غزو فيروس الإيدز لخلايا الجهاز المناعي





إحدى اليابانيات أمام نوذج القصر برمنجهام





نموذج من الهرم الأكبر وجزء من صحراء الجيزة، ولكن.. في اليابان





محاكاة تكنولوجية لخنفساء الصحراء الناميبية





عاملة المغسلة.. تأثيرات الفن المصري القديم





المهاجرون.. امتزاج الفن الزنجي المعاصر في أمريكا بجذوره الإفريقية





برولكس إنني أومن أنه بالتصوير الجيد لخلفية الحدث سوف تخطو الشخصيات خارجة منه وتمارس حياتها الخاصة





فريق كرة القدم الأمريكي.. هل يكون مفاجأة؟





العرض الأول في التليفزيون هل يهدد صناعة السينما؟