عزيزي القارئ

هَمُّنا المُشترك

ونعود إليك عزيزي القارئ...

نعود إليك أكثر لهفة وأشد شوقاً وأعظم طموحاً..

نعود وقد اختزن كل منا في أعماقه عاماً كاملاً من تجربة لم يعرف تاريخنا العربي الحديث لها مثيلاً.

في أغسطس (آب) 1990 صدر العدد الأخير من مجلتك "العربي" من الكويت، كويت الثقافة وكويت العروبة وكويت الإسلام. وفي سبتمبر "أيلول" 1991 تستأنف "العربي" صدورها مؤقتاً من أرض الكنانة مصر، مصر الثقافة ومصر العروبة ومصر الإسلام، وهذا الانقطاع القسري، وعلى مدى عام كامل، لم يكن وقفاً على مجلتك "العربي" وحدها إنما طال الحياة العربية بأسرها ثقافة وفكراً وسياسة واقتصاداً.

عدوان النظام العراقي على الكويت استهدف أول ما استهدف الثقافة؛ لأن الثقافة هي منارة الشعوب. وكانت قوات صدام حسين تريد الكويت من دون منارات، أرضاً للموت والخراب والظلام، لذلك لم يكن مستغرباً أن تتحول "العربي"، وسواها من المنابر الثقافية والفكرية في الكويت إلى أهداف عسكرية، تُنْهَبُ وتُحْرَقُ وتُدَمَّرُ، ولا يبقى لها أثر.

وانتصرت، عزيزي القارئ، قضية الكويت، انتصرت بك ومعك، وكان قرار إعادة إصدار "العربي" في قائمة الأولويات، لأن دروس المحنة علمتنا أن الاستبداد والإرهاب والغزو واجتياح الشقيق العربي المسالم كلها من ثمار عصور الانحطاط، وعصور الظلام وعصور العقم العربي، وأن الانتصار عليها لا يكون إلا بالمعرفة والثقافة والتنوير.

وها نحن نعود إليك مع مطلع كل شهر، لن نتحدث عن الماضي إلا بمقدار ما يخدم حديثنا المستقبلي، فالمستقبل هو هّمنا المشترك، ومعك، وبمشاركتك، سوف نسعى إلى بناء الغد الأجمل لنا جميعاً، ولعل في آلاف الرسائل والمقالات التي تناولتها وسائل الإعلام - في ذروة الاحتلال الأسود، عن دور الكويت في إغناء الثقافة العربية والإسلامية، والدور الذي لعبته "العربي" بالذات، في مواكبة التيارات الثقافية العربية على اتساعها - ما يعيننا على مواصلة الدرب الطويل معك. وإلى اللقاء دائماً مع مطلع كل شهر.