سنة أولى تحرير محمد المجرن الرومي

نحتفل هذه الأيام بمرور سنة على تحرير بلدنا الحبيب الكويت من براثن الاحتلال العراقي، ونرفع أيدينا إلى السماء مبتهلين وشاكرين لله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا من نعم واستجابة للدعوات الصالحة لشعب الكويت ومن وقف إلى جانبه من الشعوب الحرة.

في هذه المناسبة السعيدة لا ننسى من استشهد على أرض الكويت الطاهرة ومن أريق دمه على ثراها الطيب من أبناء وبنات الكويت والأحرار من الأشقاء والأصدقاء، فللشهداء الرحمة وجنات الخلود إن شاء الله.

والفرحة بالتحرير رغم أهميتها ومكانتها لدينا، تصيح ناقصة ما دام هناك عدد كبير من أبناء الكويت لم يزل معتقلا في السجون العراقية، ويتشوقون لرؤية بلدهم الحبيب بعد أن تحرر، واندحر المعتدى الغاشم.

من بحر الظلام إلى نور الحرية

ولو استعرضت ما حدث بالكويت منذ تحريرها حتى الآن، وبعد مرور سنة من التحرير أجد أن هناك تغييرات كبيرة حدثت خلال تلك الفترة، فبعد أن كانت البلاد تغرق في بحر الظلام نتيجة لتدمير محطات الكهرباء وتعطيل شبكات المياه، نجدها الآن وهي تتلألأ وخاصة الذي يراها من داخل الطائرة من الجو. وخلال تلك الفترة عادت الحياة إلى طبيعتها فبدأ توافد أبناء الكويت الذين اضطرهم العدوان إلى العيش خارج بلادهم في أثناء قضاء إجازاتهم السنوية أو الذين خرجوا من الكويت نتيجة لتعرضهم للبطش والتعذيب والملاحقة من قبل قوات النظام العراقي المحتلة.

لن ننسى الشهداء

فبعد مزاولة الوزارات نشاطها وبعد عودة البنوك والشركات لفتح أبوابها مرة أخرى وعودة الطلبة إلى مدارسهم ومعاهدهم الجامعية، وبعد أن أزيلت معظم آثار الدمار التي خلفها الغزاة، وكان آخر حدث خلال السنة الأولى للتحرير هو إطفاء آبار البترول التي أشعلها الغزاة، والتي كبدت الكويت خسائر مادية كبيرة، وسببت تلوثا كبير للبيئة ولكن بعون الله وتكاتف أبناء شعب الكويت عادت الأمور إلى طبيعتها وعادت الحياة مرة أخرى إلى وطننا الحبيب الكويت، ورغم ذلك فإنه ما زالت هناك آثار للعدوان العراقي على أرض وشعب الكويت لا يمكن نسيانها بسهولة، ألا وهي أعداد الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن بلدهم وشعبهم، فهؤلاء سيخلدهم التاريخ وتكتب أسماؤهم بأحرف من نور ولن ينساهم شعب الكويت.

كما أن هناك بعض المباني ما زالت شاهدة على العدوان الذي قامت به دولة على شقيقتها وجارتها المسلمة، وذلك سيظل وصمة عار على جبين الأمة العربية والإسلامية.

درس يجب أن نتذكره

وبعد مرور سنة على التحرير فإني آمل أن يكون ما حدث درسًا كبير لأبناء الكويت عليهم أن يتذكروه دائمًا وأن يتمسكوا بوحدتهم الوطنية وتعاونهم الذي بدا واضحًا في أثناء الاحتلال سواء من كان داخل الكويت أو خارجها.

كما أن علينا أن نعمل معا على الدفاع عن تراب الوطن الغالي، وأن نكون يقظين على أمن بلدنا وألا ندع أي جهة تتدخل في شئوننا الداخلية، وتحاول زعزعة الأمن والاستقرار. وألا نسمح بظهور الطابور الخامس، وأن نحافظ على المكتسبات وعلى رأسها الدستور الذي ينظم حياتنا السياسية، وما الإعلان عن إجراء الانتخابات النيابية في أكتوبر 92 إلا خير دليل على ذلك. وعلينا أن ننهج منهجًا جديدًا في حياتنا العامة والسياسية يعتمد التغييرات التي حدثت بالعالم ويعي أننا نتأثر بما يحدث في العالم المعاصر. كما أن علينا أن نحافظ على مكانة الكويت بين دول العالم ونزيد من أواصر المحبة والتعاون ونساهم في السلام العالمي.

السعي من أجل الوحدة

كما علينا أن نتقارب أكثر مع أشقائنا في دول الخليج الذين كان لهم دور مؤثر وفعال في مساندتنا لنصل إلى الوحدة المنشودة، الوحدة القائمة على الأسس السليمة.

وكذلك زيادة التعاون مع الأشقاء من الذين وقفوا إلى جانبنا في المحنة كمصر وسوريا ولبنان والصومال وجيبوتي والمغرب والشرفاء من أبناء العالمين العربي والإسلامي.

وكل سنة والكويت المحررة بخير ورخاء بإذن الله.