العربية

  العربية
        

عجبَ الدهرُ من صمودي وحزمي
رغم أن الجناةَ أهلي وقومي
هجروني بغير جرمٍ ولكن
هي دعوى جهالةٍ دون علمِ
ما الذي في اللغات ما ليس عندي
وهي مني ومن جذوري وجرمي
من تكونون دونما أسمي وديني
غير عجمٍ على جهالة بهمِ
أنا في غرةِ العروبة نورٌ
وجبينٌ بألفِ كلمٍ وكلمِ
أنتمو شرُّ من تلقَّبَ باسمي
إن أضعتم تشريع فقهي وحكمي
إنكم إن أضعتموني تضيعوا
وتبوأوا على اغترابي بإثمي
لغةُ الحسن والبيان وإني
في ثراءٍ من البلاغة جمِّ
لم تزدني الخطوب إلا كمالاً
وبمر الزمان يزداد عزمي
إنني آيةٌ، أتيتُ لأبقى
وكتابُ الإله حفظي وحتمي
منذ بدء الزمان كان ابتدائي
منذ بدء العلوم قد كان علمي
بي قال الإله للكون: (كُن) فانـ
ـتـ نـظم الكونُ من سماءٍ ونجمِ
كنت للوحي منطقاً في الرسالا
تِ جميعاً هدىً ودعوة سلم
ولسان الرسول بالوحي حتى
أكمل الله دينه دون ثلمِ
ووعاءَ العلوم كنت ومازلـ
ت بياناً بكل حرفٍ ورقمِ
إنني في مرادفاتي وحرفي
مرجعٌ للعلوم أمسي ويومي
أنا في اللوح قد حُفظت وإني
سوف أبقى برغم من قاد ذمي
ليس في هذه الحضارات إلا
جئتُ في بدعها بأعظم قسم
حينما شرَّف الإله مقامي
واجتبي هذه المكارم قومي
أدركوا أنها المعالي فهبوا
لم يخرُّوا كمثل عميٍ وصم
وضعوني على البلاغة تاجاً
دُره من حسان لفظي ونظمي
ذاك أن الإله حين اصطفاني
خصَّني بالهدى وعرَّب إسمي
كيف لو خصَّها الإله لغاهم
وحبي هذه الكرامة خصمي
ستقولون يومها ليت أنا
أو تقولون ليتها هي غُنمي
إنما الحر ليس يُعذر إلا
من قضاءٍ أو من أرومة لؤمِ
إن تولوا فذاك دأب المعالي

غُرمها لا يطيقه غيرُ شهْمِ
أو تهُبوا، فما النفوس العوالي
تتوانى ولا تنامُ بِضَيمِ

 

خالد الشايجي