بريدك محتقن بالرسائل

 بريدك محتقن بالرسائل
        

 بريدُكَ مُحتقِنٌ بالرسائلِ
منْ أولِ النبضِ حتى أقاصي الوريدْ
تجلَّدْ أمام الحقيقةِ
وافصدْ عُروقَ البريدْ
ونقب دماءَ المكاتيب
منْ همسةِ الوعدِ فوقَ شِفاهِ الحُروفِ
إلى صَرخاتِ الوعيدْ
تُرى هل وراءَ اللحونِ القديمةِ
ثمةَ لحنٌ جديدْ؟
بريدُكَ.. لا وردةً فيه تطلقُ روحكَ منْ قيدِ أسرارها..
لا شموعَ تُعاقرُ فيك السهادَ على كأسِ أضوائها..
لا حمامة تنثرُ في مُقلتيكَ الحنينَ الرماديَّ
قادمةً منْ بُروجِ الصبابةِ في ذكرياتِ هواكَ البعيدْ
تُرى هل بوسعِ اليراعةِ
سوقُ الرغائبِ نحوكَ مثل القرابينِ عيداً فعيدْ؟!
تُرى هل بوسعِ اليراعةِ
أنْ تذرعَ الشمسَ ـ شمسَ الحياةِ ـ شهيداً شهيدْ؟!
تجلدْ أمام الحقيقة
إنَّ بريدكَ مُحتقنٌ بالجليدْ
ستبقى هناكَ تُسائلُ سفْحَ انتظاركَ
عَنْ موعدِ النِّهرِ ساعة ينصَبُّ ثَرثرةً في الصعيدْ
سَتبقى هُناك على ضِفةِ الشوقِ
مُبتئساً كالربيعِ الوحيدْ
تُصاهرُ منْفاكَ، ثُم تلملمُ تحت خيام الخيالِ
سُلالةَ حُلمٍ شريدْ
بلادكَ.. لا شيء إلا المدادُ
يُعيركَ خارطةً من دمائكَ عبر امتداد القصيدْ
وَوَحْدَكَ تدخل بالحزنِ وكر السعادةِ
بينَ انهيارِ الجراحِ وبين انتصابِ النشيدْ
تُطلُّ على قمرِ الوقتِ من كوةٍ شقها الحُلمُ
في خرسانةِ هذا الزمانِ العنيدْ
مُشعاً كما عهِدتكَ الكواكبُ
منذُ استهلَّ على مقلتيكَ الشعاعُ الوليدْ
حذاريَ أن تجبنَ (النارُ) في شَفتيكَ
وأن ينسخَ الصمَّتُ (هل من مَزِيد)
حَذاريَ أن تنحني للدُّجى..
رُبَّما تولدُ الشمسُ من قَبْرها
في جباه العبيد

 

جاسم الصحيح