عالم مايكل كرايتون.. عصر الرواية التقنية يقتحم السينما

عالم مايكل كرايتون.. عصر الرواية التقنية يقتحم السينما
        

         إذا كانت شعبية الكثير من أدباء اليوم تقاس بمدى نجاح أفلامهم على المستوى التجاري فإن الكاتب الأمريكي مايكل كرايتون لابد أن يعتلي القمة منفردا، ويأتي بعده بمراحل عديدة سائر الأدباء المعروفين الذين تتحول رواياتهم إلى أفلام ناجحة، ومنهم ستيفن كنج، وجون جريشام، وجيمس كلافيل، ولين دايتون، وماري هيجنز كلارك وآخرون.

         لو ذكرنا أسماء بعض روايات كرايتون التي تحولت إلى أفلام لأدركنا للوهلة الأولى كيف هو كاتب مقروء في لغات عديدة، بما فيها العربية، وأنه يكتب نصوصا أدبية، وعيناه مركزتان على الصورة السينمائية، لذا فالقارئ يصنع الصورة في مخيلته بسهولة، وعندما يشاهد الأفلام المأخوذة عنها يكتشف إلى أي حد كان خياله خصباً.

         من هذه الأفلام (حديقة الديناصورات)، و(العالم المفقود)، (كونجو)، (المحارب رقم 13)، (الشمس المشرقة)، (الإعصار)، (عالم الغرب)، (غيبوبة)، (خلية الأندروميدا) و(الرجل النهائي).. وغيرها.

          وليس هناك عالم محدد يمكن أن نحصر فيه أدب كرايتون، فالرواية الوحيدة المكتوبة في العالم عن الرحالة العربي أحمد بن فضلان وقيامه بالرحيل إلى بلاد الفايكنج بشمال أوربا قبل اثني عشر قرنا هي من تأليف كرايتون تحت عنوان (أكلة الموتى)، وهي التي أنتجها سينمائيا عام 1999 وكتب لها السيناريو بعنوان (المحارب رقم 13)، كما أنه تحدث عن ظواهر الطبيعة الخارقة في روايات (لونجو)، و(الإعصار)، وفي روايات عديدة قام باستحضار ظواهر الماضي، متسائلا: (لماذا لا تعيش مخلوقات التاريخ المندثرة في عصرنا، مثلما أعاد الديناصورات إلى الحياة في روايات (حديقة الديناصورات)، و(العالم المفقود).

          ورغم كل ذلك فإن كرايتون يعد من أشهر روائيي الخيال العلمي المعاصر، فهو من أقدم خبراء الكمبيوتر المعاصرين وهو مؤلف للعديد من الكتب العلمية الاستشرافية للكمبيوتر، بالإضافة إلى روايات عن كيفية توغل الكمبيوتر في العالم المعاصر، خاصة الجريمة مثل روايته (الشمس المشرقة).

          وعندما نذكر اسم أي رواية لكلايتون في هذا المقال، فلابد أن نتأكد أنها قد تحولت، تلقائيا، إلى فيلم سينمائي، وأنه قام بنفسه بكتابة سيناريوهات بعض هذه الأفلام.

          ومايكل مولود في مدينة شيكاجو عام 1942، درس في (هارفارد) وتخرج في كلية الطب بها، قبل أن يعمل باحثاً في معهد (سولك) بكاليفورنيا، وقد مارس الطب لسنوات عديدة، ثم توجه إلى الأدب وهو في سن صغيرة، فنشر روايته الأولى وهو في الرابعة والعشرين من العمر.. وهي الرواية التي حلم أن يخرجها بنفسه للسينما، وفعل ذلك عام 1976 في (سرقة القطار الكبرى)، وهو فيلم يدور حول ثلاثة من اللصوص (رجلان وامرأة) يخططان بذكاء شديد لسرقة أموال أحد القطارات في بداية القرن العشرين.

تجارب متعددة

          نحن إذن أمام ظاهرة إبداعية ذات طعم خاص، فالكاتب هو أيضاً مخرج سينمائي، وعالم وكاتب سيناريو، ولا يفصل ذاته عن أي من هذه الأنشطة المهنية، والإبداعية، وهو منذ بداياته لم يتخل عن أي من اهتماماته، وسوف نرى أنه أشرك معه في كتابة (غيبوبة) كاتباً آخر هو روبين كوك، لكنه استأثر بإخراجها للسينما وحده.

          نشر كرايتون روايته (خلية أندروميدا) عام 1969، وكانت تجربته السينمائية الأولى كمخرج، وفيها يتصور أن بعض رواد الفضاء العائدين إلى الأرض من رحلة بعيدة، قد يحملون معهم جراثيم فضائية تسبب الأمراض لأهل الأرض، ويتخيل مدينة أمريكية صغيرة تحدث فيها وفاة جماعية عقب انتشار الفيروس مما يدفع السلطات إلى اغلاق المنطقة وفي أحد المعامل البعيدة، يغوص العلماء في أبحاثهم من أجل اكتشاف سر المرض الغريب، ويتوصلون إلى وجود خلايا شبه سرطانية جاءت مع رائد الفضاء من الكون الخارجي، وهي السبب المباشر في إحداث هذا المرض.. وعن طريق التجربة العلمية يتمكنون من استئناس الفيروس ويتحول إلى كائن لا ضرر منه.

          ومن الرواية الأولى حاول الكاتب أن يضع لنفسه خطا وسط كل الإبداعات المتشابهة، أو المتفردة، ولأن هناك عشرات المسميات لأنواع أدب الخيال العلمي، وما تحت أقسامه، فإن كرايتون أطلق على إبداعه ما يسمى بالرواية التقنية، حيث إن الإنسان لم يستطع غزو الكون، أو إحراز كل هذا التقدم سوى من خلال قدرته على امتلاك تقنية، ينجح في تطويرها ساعة وراء أخرى، يضيف إليها ويجددها لأن كرايتون رجل يعرف مفردات العلم، ودرسه في الجامعة.

          كما أن كرايتون كان قد فهم جيداً أن السينما هي الفن الأفضل للتعبير عما أسماه بالرواية التقنية، وإذا كان قد ترك روايته الأولى للمخرج روبرت وايز ـ صاحب فيلم (صوت الموسيقى) ـ فإنه وضع عينيه على السينما مباشرة ليكتب لها سيناريو فيلم مأخوذ عن روايته (عالم الغرب) وليقوم بنفسه بالإخراج.

          ومن الواضح أن كرايتون قد لمس وترا لدى القارئ الأمريكي الذي يحن إلى أيام الاتجاه غربا Western، حيث رعاة الأبقار، وهو يتخيل مدينة أقرب إلى مدن الخيال العلمي، أبناؤها من رجال الغرب، ورعاة البقر، يركبون الجياد ويضعون المسدسات في أحزمة تلتف حول بطونهم، ويحمون رءوسهم من الشمس بقبعات ذات شكل مميز، فمدينة (ديلموس) صنعها الإنسان المعاصر من أجل استعادة زمن الغرب، إنها مشروع معماري أكبر كثيرا من (ديزني لاند) وإن اتحدتا معا في الهدف. وهو الترفيه عن الزائرين مقابل ألف دولار في الزيارة الواحدة. لذا فإن الأغنياء وحدهم هم الذين يدخلونها.

          وفي هذه المدينة يمكن للزائر أن يعود إلى أي زمن مضى، فلماذا لا تكون الروبوتات من رعاة الأبقار. ويختار الكاتب اثنين من الزوار يرغبان في دخول قسم عالم الغرب.. فيرتديان ملابس هذا العصر، ويدخلان إلى مدينة بها حوانيت، وبارات، وبيوت خشبية، وأحصنة، وهناك الروبوت (جزلنجر) الذي يضع مسدسا جانبا، يستخدمه عند أي مواجهة لكنه يصاب في أحد المعارك.

          إنه أداة، لعبة بين أيدي صناع المدينة، يلهو به الزوار، ولأنه روبوت، فإنه بدلا من نقله إلى المستشفى، فيجب نقله إلى ورشة لإصلاحه، لكن فجأة يحدث خلل، ويصبح من الصعب التحكم في الروبوت.. وبدلا من أن يكون أداة يتحرك بوحدة التحكم الخاصة، فإنه يكتسب بعض الصفات الآدمية، فيكون له موقفه من الحياة، ورأي يجب أن يعبر به، لذا فهو يتمرد ويقاتل من أجل إثبات الذات.

          وتدور في هذه الرواية نفس الفكرة الأزلية حول الصراع بين الإنسان، وبين كائنات أخرى تزاحمه على امتلاك الأرض. فالروبوت يود التخلص من الإنسان، وهو هنا يصبح شريرا لأنه مس خليفة الله في الأرض، لذا لابد من التخلص منه حتى وإن كان الروبوت قد صار أكثر مهارة.

سرق اللصوص جثتي

          وبمتابعة روايات كرايتون التقنية فإننا سنلاحظ قدرته على التنوع، فبعد الفضاء، ومدن الغرب المغلقة بالخيال العلمي ها هو يستفيد من دراسته للطب ويؤلف رواية بالمشاركة مع زميله الطبيب روبن كوك عام 1977. سرعان ما حولها إلى فيلم من إخراجه، وقد نظر إلى موضوع رواية (غيبوبة) إبان صدورها باعتبارها من الخيال العلمي لكن سرعان ما صار التخيل واقعاً مألوفاً في كل بلاد العالم، وليس في الولايات المتحدة فقط.

          نحن في عيادة عصرية، تكتشف فيها إحدى الطبيبات أن أمورا غريبة تدور في أروقتها، فكثيرا ما يدخل مريض معافى، إلا من مرض بسيط، فتفاجأ به قد مات، ويتم ترحيل جثمانه خارج المستشفى. مريض جاء لإجراء عملية جراحية في ساقه، أو مريضة جاءت لاستئصال الزائدة. وتكتشف الطبيبة أن زملاءها الأطباء يستخدمون غاز أول أكسيد الكربون ـ وهو غاز سام قاتل ـ في عمليات التخدير. فتواصل بحثها عن مصير الجثث التي مات أصحابها، وتعرف أن مدير المستشفى يتاجر مع حاشيته في الأعضاء البشرية حيث تنقل الأجزاء السليمة إلى المرضى الأغنياء القادرين على دفع مبالغ ضخمة لاستكمال الحياة.

          وسوف نلاحظ أن الأغنياء في روايات كرايتون هم الذين يمارسون اللهو، وشراء الأعضاء وأنه لا مكان للفقراء في هذا العالم. وقد بدت هذه السمة في أعماله، حتى التي لا تنتمي إلى الخيال العلمي، مثل سرقة القطار الكبرى)، و(الشمس المشرقة) ففي الرواية الأولى ـ التي أخرجها في فيلم قام ببطولته شون كونري عام 1979 ـ هناك ثلاثة من اللصوص الأغنياء، يسعون لسرقة قطار محمل بالأموال، تدور أحداثها في إحدى المؤسسات الاقتصادية الأمريكية التي يديرها ويمتلكها أثرياء يابانيون، وتتم جريمة قتل مصحوبة باغتصاب، ويستفيد أصحابها من قدرة الكمبيوتر على التزوير، فيتم تزوير شكل القاتل، كي يعطي الإيحاء بأن رجلا آخر بريئا هو القاتل.

          وعندما أخرج فيليب كوفمان هذه الرواية استعان أيضاً بشون كونري، ليقوم بدور المحقق الذي عليه الوصول إلى الحقيقة.

          وقد كتب الناقد (فردريك فيتو) حول هذه الرواية ـ مجلة لونوفيل أوبسرفاتور ـ أن كرايتون رجل دللته السماء والناشرون والمكتبات، ويعترف الناقد أنه قرأ الرواية بالمصادفة، وانتهى من صفحاتها (362) في جلسة واحدة. وذلك بالطبع بسبب أسلوبه المتفرد. فهو يكتب كأنه يخرج فيلماً سريع الإيقاع. والكاتب يسقى قارئه جرعة لكراهية اليابانيين، فهو لا يغفر لهم أنهم تفوقوا اقتصاديا في الكثير من التقنيات على الأمريكيين، ولم ينس ـ حسبما يقول الناقد أيضا ـ أنهم دمروا الأسطول الأمريكي في بيرل هاربور، فهم موجودون في كل مكان، يشترون كل شيء، ويفسدون كل شيء. الشرطة، والصحف، والاقتصاد، إنهم يقيمون حرباً حديثة على الولايات المتحدة.

          لذا فكأن كرايتون يحلم بهيروشيما جديدة، ويقول كرايتون إن اليابانيين هم الشعب الأكثر عنصرية فوق الأرض.. ولسنا هنا بصدد معارضة آراء الكاتب، لكن لاشك أن كرايتون الذي وضع اليابانيين في هذا الإطار، كأن له رأي مختلف في العرب، من خلال روايته (آكلة الموتى) .1984 فهو الكاتب العالمي الوحيد الذي اكتشف الرحالة العربي أحمد بن فضلان، الذي تم تعيينه سفيرا في منطقة (الغال)، التي يسكنها سكان الشمال (الفايكنج)، ويكشف الكاتب الفارق الهائل بين رجل عربي متحضر يعشق الرحيل يقيم الصلاة في مواعيدها، ويعرف علوم عصره، وملتزم بعهوده، كما أنه يتعلم فنون القتال. أما سكان المنطقة التي يذهب إليها فهم يعيشون في الكهوف، بالغو الدموية والوحشية لا يعرفون الرحمة.

          وهذه الرواية التي نشرت مترجمة في مصر عام 1985، تحولت إلى فيلم باسم (المحارب الثالث عشر) عام 1999 من بطولة انطونيو باندرياس، وأثارت دهشة الكثيرين، فها هو أول فيلم غربي يعطي للوجه العربي سمعته الإنسانية الواسعة خاصة أن ابن فضلان هو الشخصية الرئيسية في الفيلم.

فضيحة الديناصورات

          وكما سبق الحديث، فإن (مايكل كرايتون)، لم يحبس نفسه في إطار واحد، ولم يكن وفيا للرواية التقنية، كما أسماها، وإن كانت هي التي جلبت له الشهرة فهناك رواية عصرية تحمل عنوان (صراخ) تحولت إلى فيلم من بطولة مايكل دوجلاس، وديمي مور باسم (فضيحة) حول موظف تحاول زميلته في العمل اتهامه بالباطل لأنه تمكن من مقاومة إغرائها، وتسوقه إلى المحكمة، مما يهدده بفقدان وظيفته، وسجنه إلى أن يتمكن محاموه من كشف الحقيقة، وفي حديث للكاتب إلى مجلة (باري ماتش) أكد أنه حاول كشف بشاعة ما جرى للمرأة المعاصرة في بلاده، ففيما قبل كان الرجل يتهم بالتحرش بالمرأة. أما الآن، فهناك الكثير من الرجال يتعرضون للتحرش من طرف نساء شهوانيات.

          كما توقف الكاتب عند نقطة بالغة الأهمية، فالقوة الآن في بلاد العالم المتحضر تكمن لدى المحامين المهرة. ففي إمكانهم أن يستخرجوا الباطل من باطن الحق ويبرئوا المدانين. وأن ما يحدث الآن في بعض المحاكم هو من قبيل العبث والسخرية، والمحامون يلعبون أفضل عندما يحصلون على متاعب أكثر: (قال الفيلسوف توكفيل إن الامريكان مهووسون بالقوانين وهذا أمر لم يتغير حتى الآن).

          أما شهرة ومكانة كرايتون الخارقة في عالم الرواية التقنية فقد جاءت عقب نشره رواية (حديقة الديناصورات) عام 1992، والتي سرعان ما حولها (ستيفن سبيلبرج) إلى فيلم حقق أعلى الإيرادات في عام عرضه 1993. ونحن هنا أمام رواية ضخمة، تجمع بين الغموض والمغامرة والحديقة الجوراسية أقامها العالم جون هاموند في منخفض بعيد في كوستاريكا استطاع أن يستفيد من تفوقه في الهندسة الوراثية، وبعد عثوره على خلية حية من ديناصور قديم، داخل كتلة صخرية عاشت ملايين السنوات أمكنه تخليق ديناصور.

          وأكد أن هناك أنواعا متعددة من الديناصورات متباينة الأحجام لكنها في منظوره شريرة، قاتلة ويمكنها مهاجمة الإنسان.

          ويحدث هذا بالفعل في المدينة العلمية التي يصورها الكاتب بمنزلة يوتوبيا.. لكن البشر هم الذين يحولون هذه المدينة النموذجية إلى بقعة للصراع بين الديناصورات، وبين البشر، فتهاجم الحيوانات التي جاءت من خفايا التاريخ الأزلي البشر، وفي النهاية يتم تدمير الحديقة الجوراسية بعد هروب جميع البشر من العلماء وأسرهم الذين كانوا يقيمون فيها.

          وعقب نجاح الرواية، والفيلم كتب كرايتون الجزء الثاني من الرواية تحت اسم (العالم المفقود) عام 1995. حيث استعاد بطل روايته السابقة إيان مالكولم، عالم الرياضيات، كي يذهب به إلى جزيرة أخرى ظهرت بها ديناصورات أخرى، تهاجم العلماء، كي تتقاتل فيما بينها.وقد بدأ كرايتون روايته من خلال جملة أنهى بها روايته السابقة  (لم ترع حكومة كوستاريكا إنسانية إيان مالكولم (فيردد العالم في بداية) العالم المفقود): (لم أكن سوى رجل ميتً بشكل ما).

          وهنا تحاول عالمة شابة تدعي (إيلي سلاتر (24 سنة) الحصول على ديناصور من الجزيرة بأي ثمن. ومن هنا تأتي المواجهة الدامية بين الطرفين، والتي تنتهي من جديد بانتصار الديناصور وهروب الإنسان بجلده فالطبيعة أقوى.

          وكما سبقت الإشارة، فالأغنياء هم سادة هذا العالم، وهم القادرون على صنع قوانين وممارسة ألعابهم الخطرة. فما حدث في (حديقة الديناصورات) ليس سوى لعبة شديدة الخطورة بين الأثرياء والديناصورات.

          وفي الصراعات الأزلية بين البشر وكائنات أخرى فإن كرايتون يقف ضد الإنسان، مهما بلغ توحش الكائنات وقد اتضح ذلك في رواية (الهروب) أو (هارب من المستقبل) التي ينتصر فيها الروبوت الطيب على الإنسان، والروبوت هنا شجاع، نبيل، أما البشر، فانهم يحبون المال ويبدون بالغي الضعف أمامه.

          وفي كتابه (رحلات) المنشور عام 1988، فإنه تعلم من سفرياته العديدة الكثير من القواعد منها ألا يخبر من أمامه عن اسمه بسهولة، وأن يستمع أكثر مما يتكلم عندما يلتقي بالغرباء، وان يكتفي بالهمهمة. وأن يكتفي بترديد عبارات من طراز (ربما).. (لست متأكدا)، وأن يعلم جسمه الاسترخاء خاصة أثناء القراءة، وأن يتبنى موقفاً، عليه أن يدافع عنه، كما أن عليه أن يجعل مكاناً ما فارغا في رأسه يركن إليه من وقت لآخر بعيدا عن كل المساحات التي ملأتها التجربة من حوله.

 

 

محمود قاسم   

 
  




مايكل كرايتون





حديقة الديناصورات





شون كونري





ستيفن سييلبرج





المحارب رقم 13