مدينة النحاس

مدينة النحاس

شعر

ركائب الوفود عند باب هذه المدينة
مدينة الأحلام والبروج والتمائم
وقفص الحمائم السجينة
مدينة السلام!!
الحاجب المطيع: عبدك الوضيع:
ثلة من السواد عند باب حصنك المنيع
تنتظر الإشارة
تحمل في رحالها نفائس الكنوز والغنائم
وتحمل البشارة
لحضرة الجناب سيدي المؤيد الهمام!
***
ـ الراية البيضاء والدعاء من رعية كرام
ـ البحر يا أمير باسط اليدين راصد والليل لا ينام
تطارد الرياح نجمنا, والنجم غاب لا يرى!
والجوع, والجراح والحصار كل عام
ـ مولاي: عامل الخراج, والغلال.. والجنود..!
والروم والتتار والقرامط العجاف قاطعو الطريق..
لوافح الهجير حولنا تبرعم الحريق
ـ الخبز شح, والبيوت تنشر السواد, والدموع!
وامرأة يجف في العراء ثديها وبعلها يغيب, لا يعود
الخبز شح في موائد الظلام, والجنود!
سياطهم تلوك أو تصيد في الفضاء كل ذي جناح
تصيد في عيوننا النهار, تفزع الصغار
فهب لنا رقابنا
وللحواصل الصغار عشها, وهب لها الجناح
لكي تطير تفرش السماء بردة
وتعرش الضياء للعباد قبة
ونحمل السلام من مدينة السلام
***
وماجت الدروب, والضجيج, والطبول
دبادب ترنح الزحام: سيدي الهمام قادم..
وزاغت الأبصار والقلوب!
وبالهتاف ضجت الحناجر الصامتة:
الخلود والتأييد والسداد!
لقاهر العباد!
وطار كالشرار همسه فسرحت قوافل الضياع
وراحت الدروب تشرب الرعاف من حواصل الجياع
ورنحت سنابك الخريف رأس كل (مارق)
حسا الهواء كالطيور مرة فويله وما جنى!
وعلقت جماجم (البغاة), نودي الغداة:
ذاك ما جناه من توضأت جفونه بصحوة النهار
***
يا إبرا تخيط من ضفائر النساء مئزرا
طنافس الحرير من ذوائب الشموع, والدموع
وشهرزاد كل ليلة تمد من ضلوعها قناطرا
تعلق السماء في رموشها لتمطر السماء ذات يوم
صبية تضج شهوة الربيع في ردائها
ويرجف القميص فوق صدرها
تصوم كي يبارك الإله سعيها
ويطلع النهار ذات يوم
يا جزر الرياح جنحي سفائن النهار
ورددي النشيد في تنهدات موجة حائرة
تحرقت ضلوعها وشفها الحنين
ويا رفيق مارد تسللت خطاه ذات ليلة بغمرة الزحام
فأنبتت جدارها, وراح كل من يمر ينهش الجدار
مدينة السلام إذ تعب ما تصبه قلالها العتيقة
تعلق السماء في رموشها لتمطر السماء ذات يوم
وتهتف الحمائم السجينة: الحصاد!
بعد ليلنا الطويل يفرح الحصاد يا عرائس النجوم
سنحتسي الضياء مثلكن من كمائم الغيوم

 

أحمد محمد المعتوق