الزمن الغارب

شعر

كنت أقول لنفسي حين تراجعني نفسي:
لست مجرد وجه امرأة
أتأمل فيه جبروت الحسْنِ
وزهْوَه
لست مجرد عٌش ليلي،
أو مأوى
يقذفني نحوك
جوع،
أو برد،
أو شهوة
لسب صحيفة يوم فارغ
أقرؤها
وأنا أرشف قطرة سم في قهوة
لكنك وجهي الغائب
لغتي حين تفوح
ونزفي حين يبوح
وبعثي حين يلوح
فيصبح نشوة!

***

كنت أقول، وأسرف، لا أتورع:
حين يسيل الفجر
ويسكب عسجده فنلاحق خطوه
أسرع نحو بقية ضوء
فرت منك،
وجاءت تهب الكون
فجاءة جلوة
هأنذا أستند إلى متكأٍ منك
ويوم يأتي
أو لا يأتي
يوقف فيه قطار الزمن الموحش
عدوه
كنت أقول لنفسي:
أنت بديل الزمن الغارب
حين تداعى
ثم ترنح في كبوة!

***

هذا الوجه غريب عني
يوشك يطعنني ثانية
أوشك أن أتحسس جرحي
لست غريرًا بعد،
وليس الزمن القادم متسعًا
ليناجزني
وأناجزه
فتطيش حرابي في نبوة
لست غريرًا بعد
وهذا الوجه غريب عني
لكن..

هأنذا متجه نحوه!
هذا زمن الخطائين
وهذا قدر المنفيين
وهذي لغة المصلوبين
لأصغر هفوة!
فلأ تأمل
أين خطاي
وأين سماؤك بعد سماي
وأرحل
عنك
وعني
وعن العمر الماثل في
خطوطا، ألوانًا، وروائح
وتضاريس اختلفت
شقت أخدودا
قذفت حمما،
كسرت قشرتها
فانطفأت روحي
وتداعت
في هوة!
وتجاعيد اندلعت
أتحسسها
وأنا
أقرأ فيك كتاب الكون
فأدرك
جد الزمن
ولهوه!