السَّروْ

السَّروْ
        

شعر

أُحبُّ السَّرْوَ
لكني حزينٌ حيثُ لا أقوى
على لغةِ التسلُّقِ فيهِ
ليسَ كما أمرُّ على الجبالِ
بسرعةٍ
وأنامُ فوقَ غمامةٍ إنْ
قاربتْ شرفاتِنَا عند الصباحِ
ولفَّحتْ قلبي عُذوبَتُهَا
كما أهوى الصعودَ إلى الهضابِ
لأقطفَ النسماتِ
وهي تغربلُ الأشجارَ من أدرانِهَا
أحبُّ السروَ
هذا الامتدادُ السارحُ الممشوقُ
هذي الخضرةُ المياسةُ الأسمالِ
هذي النقطةُ الخضراءُ
في هذا المدى المترنِّحِ
الرَّيانِ
حين يخالطُ المتوحَّدُ الأزرقْ
رُغاءَ الأخضرِ المياسِ
حين تمدُّ شمسُ الأفقِ راحَتَها
لِترسمَ فوقَ ثوبِ السروِ
لوحتَها الصباحيهْ
وهذا السروُ خزانُ الغبارِ
وحارسُ الحقلِ الجميلِ
وفارسُ الشجراتِ أجمعَها
أحبُّ السروَ، أول ما
تصافحهُ الفصولُ
وأول قطرةٍ من مهرجانِ الغيمِ
تغسلهُ
وأول ضوِ شمسٍ يستريحُ
على ذؤابتهِ
بريدُ الطقسِ للأشجارِ
مأوى الريحِ والإعصارِ
بضعُ أصابع تمتدُ
للأفُقِ البعيدِ
وإنما لا يُطعِمُ الزُّرَّاعَ
لا يُهدى بأعيادِ القرى
قَلَمُ الغمامِ السروُ
محبرةُ الربيعِ، عصا السما
قيثارهُ الشمسِ المسائيهْ
يضمُّ العشبَ
وهو ينوسُ في سيقانهِ
الممتدةِ العضلاتِ
في كل الجهاتْ
أحبُّ السروَ
حيثُ يعيشُ أخضرَ شامخاً
لا ينحني
يطوي السنينَ، ويعبرُ الأجيالَ
لا يعنيهِ ما يجري
على الأرضِ الرمادِيَّهْ

 

 

 

حسن جعفر نورالدين