في الولايات
المتحدة وحدها توفي حوالي نصف مليون إنسان بالموت القلبي المفاجئ في عام واحد،
وكثير من هؤلاء الضحايا لم يكن لديهم أية شكوى سابقة من أمراض بالقلب أو بالأوعية
الدموية للعضلة القلبية. ومثال ذلك ما حدث في العام الماضي للاعب كرة السلة
الأمريكي الشهير "ريجي لويس" إذ سقط - بسبب هذا الداء - بينما كان يهم برمية على
السلة، وتوفي على الفور تاركا الأوساط الرياضية والطبية في ذهول.
وفي قسم الأبحاث
الطبية بجامعة "هارفارد" كرس بعض العلماء واهتمامهم لهذا الأمر، وأنجزوا اختبارا
جديدا غايته أن يساعد على تحديد الأشخاص المعرضين لنوبات قاتلة بسبب اضطراب القلب.
وتقنية هذا الاختيار تعتمد على الكمبيوتر للكشف عن التغيرات الدقيقة في ضربات
القلب، هذه التغيرات التي كانت عين الطبيب المجردة عاجزة عن اكتشافها في بيانات
رسم القلب الكهربائي المعتاد نظرا لفرط دقتها.
إن تقنية هذا
الاختبار الجديد، كما يصفها "ديفيد روزنباوم" أحد العلماء المشاركين في إنجازه،
تشبه "وضع رسم القلب التقليدي المعتاد تحت عدسة ميكروسكوب إلكتروني". فروزنباوم
وزملاؤه استخدموا جهازا لتحليل الترددات يقيس التغيرات بين كل موجة وما يليها من
موجات رسم القلب الكهربائي، حيث من المعروف أن التغيرات الكهربية في نشاط القلب
تعتبر مؤشرا مهما على القابلية للإصابة باضطرابات في النبض تهدد الحياة.
في الدراسة
المنهجية الأولى للعلاقة بين التغيرات واضطرابات النبض، تم قياس التغيرات لدى 83
مريضا في مستشفى ماساشوسيتس العام ممن صنفوا "إيجابيين من حيث التغيرات" (بمعنى أن
مستوى التغيرات لديهم يتجاوز المعدل المألوف)، وقد حدث أن 84% منهم تعرضوا
لاضطرابات النبض الخطرة في العشرين شهرا التالية، ومات خمسة من بين هؤلاء المرضى.
وعلى العكس من ذلك، فإن 94% ممن صنفوا "سلبيين للتغيرات" لم تحدث لهم أية شكوى من
إيقاع النبض في الشهور العشرين التالية.
بعد هذه النتائج،
فإن جهات البحث تعد لطرح وتسويق جهاز لقياس التغيرات المشار إليها آنفا مما يعني
توافر أداة لقياس حالات عدم انتظام النبض الخطرة، دون اختراق لأنسجة الجسم السليمة-
كما كان يحدث مع الأجهزة القديمة بهذا الخصوص.
ومن البديهي أن
هذا الفحص، مادام يكشف الخطر الذي لا أعراض تنذر به، فإنه يغدو ضروريا لكل الناس،
مرضى وأصحاء.
علاج دائم للشيب
يعتزم طبيب
الأمراض الجلدية جم بارال، من مانهاتن، أن يعلن عن اكتشاف تركيبة دوائية تعيد للشعر
الأبيض سواده المفقود. والتركيبة الدوائية التي ستكون في شكل دهان، لن تكون مؤقتة
التأثير كصبغات الشعر التي لا يعدو امتصاص الشعر لها مجرد امتصاص جزئي، فدواء
الدكتور بارال سيعمل على إعادة تنشيط الخلايا المنتجة لصبغة الشعر
الطبيعية.
وقد بدأ اكتشاف
الطبيب بارال لتأثير هذا الدهان في الشيب مصادفة، ففي عام 1991 وبينما كان يجرب
تأثير دهان معالج للتجاعيد يحتوي على "لكتات الأمونيوم" في جبهته، لاحظ اندباغ
الجلد. وبعد عدة أسابيع تحول الشعر الأبيض عند فودية إلى اللون البني.
كان تفسير الطبيب
بارال للظاهرة يتلخص في قوله: "يبدو أن ذلك الدهان حفر الخلايا التي كانت تنتج
الصباغ الداكن على استعادة ذاكرتها من جديد، ومن ثم راحت تعاود نشاطها"، إن مثابرة
هذا الطبيب على متابعة وتطوير اكتشاف، غير المتوقع، وصلت به أخيرا إلى حد عقد
اتفاقيات لوضع دوائه موضع التجريب الإكلينيكي على الشر ولننتظر، فربما يقضي هذا
الاكتشاف - المصادفة - على الشيب ... إلى الأبد!
بيئة
فرس النهر بدلا من الفيل
بعد أن ارتفعت
صيحات تجريم تجارة العاج المتخذ من أنياب الأفيال في العام 1989، وضربت السلطات
المحلية والعالمية على أيدي الصيادين والمهربين حتى لم يعد في مقدور أي صياد أن
يردي فيلا بطلقة في كثير من مواطن الأفيال، وكذلك أحبطت عمليات المصادرة وحرق العاج
المهرب التجار عن الاستمرار في عمليات تهريب أنياب الأفيال، فإن مافيا العاج لم
تعدم الحيلة، واستدار الصيادون والمهربون إلى أفراس النهر في إفريقيا ليقتلوها
وينتزعوا أسنانها كمصدر بديل للعاج.
وأفراس النهر
الضخمة البائسة تشكل صيدا سهلا أمام بنادق الصيادين وهي بطيئة وتوجد في تجمعات تكاد
تكون ساكنة وهي ترقد مستمتعة في وحل المستنقعات الإفريقية، ومن ثم يسهل صيدها ثم
اقتلاع أسنانها، ويعلق على ذلك أحد أفراد مافيا العاج قائلا بمزاح بارد: "إنها مجرد
عملية خلع أسنان".
ولقد قفزت كمية
العاج المأخوذ من أسنان أفراس النهر بواسطة نحاتي هونج كونج وحدها إلى 3886 سنا
عام 1992 بعد أن كانت 224 سنا عام 1988، ومعظم المشغولات تذهب إلى الولايات
المتحدة. وتجارة عاج أفراس النهر تمر بنفس الطريق التي كان يعبرها عاج الأفيال،
فمن بين أيدي الصيادين في إفريقيا (خاصة الكونغو وبوروندي وتنزانيا) عبر الخطوط
الوسيطة للتجار في أوربا (فرنسا، بلجيكا، وأسبانيا) وأخيرا إلى النحاتين في هونج
كونج واليابان. وعاج أفراس النهر أكثر هشاشة وأقل إقبالا عليه من عاج الأفيال، لهذا
يبلغ ثمن الكيلو منه 70 دولارا مقارنة مع عاج الفيل الذي يبلغ ثمن الكيلو منه حوالي
500 دولار. وبالطبع فإن تجار الحلي والمنحوتات لا يخبرون الزبائن بحقيقة ما يباع
لهم.
وأمام حقيقة أن
الأفيال تتزايد بوفرة وأفراس النهر تنقرض يقترح المعنيون بالأمر في بعض الدول
الإفريقية (زيمبابوي ويوتسوانا وجنوب إفريقيا) أن تمنح تجارة عاج الأفيال بعض
التساهل ويحكم منع تجارة عاج أفراس النهر. لكن هناك من يرى أن صيد الأفيال للحصول
على أنيابها لم يتوقف، فهناك سوق سرية لذلك، برغم المنع وبرغم تكدس أنياب الأفيال
المعروضة في هذه السوق.
وثمة وجهة نظر
أخرى مختلفة تماما عن كل ما سبق، فالقرويون الأفارقة الفقراء يشتكون من أفراس النهر
التي تقلب كثيرا من مراكبهم التي تصادفها في الأنهار وتغدو عند هياجها قاتلة لعشرات
من الناس كل عام، كما أن القرويين يتخذون من دهنا ومرارتها عقاقير تقليدية
ويصيدونها للتغذي بلحمها. ومن ثم فإنهم يقتلونها للحاجة وللدفاع عن النفس ولا
يفهمون حديث المنع أو الإباحة. لكن هناك حلولا مبتكرة كمنع صيد أفراس النهر الصغيرة
أو استخدام 35% من مدخول الحدائق الوطنية للتنمية الاجتماعية لدى السكان المحليين.
عودة إلى بيوت القش
المواد التقليدية
المستخدمة في البناء تتراجع لتأخذ مكانها مواد جديدة، كما أن هناك مراد قديمة جدا
تعود للظهور وإذا كان الاتجاه إلى تنحية حديد التسليح لتأخذ مكانه مادة جديدة من
الألياف الزجاجية ذات المعالجة الخاصة التي تجعلها أقوى من الحديد وأيسر تشكيلا،
تستهدف تنفيذ الأشكال المبتكرة بسهولة إضافة لمقاومة الهزات الأرضية والصدمات بما
في هذه الألياف من مرونة نسبية وقدرة على المقاومة، فإن عودة الطين والقش إلى
الظهور مجددا كمواد للبناء في بعض الدول المتقدمة تكنولوجيا، يمثل مفاجأة تقتضي
التفسير. ففي الولايات المتحدة قامت شركة Out on Bale بتنفيذ بتوت تبنى من القش، حيث تقوم بالات القش بمقام
آجرات ضخمة تتراص صاعدة لتكوين الجدران، ثم تغطي هذه الجدران بعناية بالأسمنت أو
الجص، وسرعان ما تحول شمس الأجزاء الجنوبية الغربية الحادة من الولايات المتحدة هذه
الجدران إلى أبنية مقاومة للماء Waterproof أما داخل هذه البيوت فإنه يظل باردا إذ تحول ثخانة
الجدران البالغة عرض قدم دون تسرب الحرارة إلى الداخل. ويتوقع منتجو هذه البيوت أن
يزيد الإقبال عليها ويروجون لها قائلين بضحك: "إنها أيضا منيعة ضد هجمات
الذئاب".
تكنولوجيا
مصابيح الأشعة فوق البنفسجية تكشف الليل
أكثر
ثبت أن المصابيح
الأمامية للسيارات عندما تعتمد تقنية الأشعة فوق البنفسجية تستطيع أن تقلل من حوادث
الطرق كثيرا عن طريق تحسين الرؤية الليلية لدى السائقين. ولقد طورت هذه المصابيح
الشركة السويدية Writes Alan Jonbez هذه
المصابيح تساعد سائقي السيارات خاصة على رؤية دافعات عربات الأطفال وراكبي الدراجات
الذين يرتدون ملابس "الجينز" الباهتة أو الملابس الأخرى خفيفة الألوان وحتى مبعدة
150 مترا بعد أن كانت لا ترى في ضوء المصابيح العادية على مسافة 50 - 70
مترا.
كما طورت
شركة Ultra Lux نوعا من الصباغ يمكن
استخدامه لرسم علامات الطرق وبعض الملابس ليسهل رؤيتها أثناء الليل.
كمبيوتر
المترجم الآلي... أمل عربي على الطريق
نقلت الأخبار نبأ
يبشر بطرح الإصدار الأول من برنامج المترجم العربي مع بدايات هذا العام، محتويا
قاموسا عاما إضافة إلى قاموس اختصاص في أعمال التجارة والمحاسبة والمصارف
والمراسلات. بينما تنتظر على الطريق قواميس اختصاص أخرى في الطب والعوم
والتكنولوجيا وغيرها.
وعملية الترجمة
الآلية، تبعا لهذا البرنامج، تتم كالتالي:
تقوم ماسحة
ضوئية Scanner مع برنامج قارئ ضوئي
OCR بقراءة النص الإنجليزي ونقلة إلى ذاكرة
الكمبيوتر، ثم يجري تصحيح النص إملائيا ليكون جاهزا للترجمة، ويشغل برنامج "المترجم
العربي" بنقر (الماوس) مرتين على أيقونة البرنامج من سطح المكتب في بيئة "ويندوز"
العربية، ثم يفتح ملف النص الإنجليزي لترجمته فوريا، وبعد ذلك تكون الترجمة العربية
جاهزة للعرض عبر برنامج معالج نصوص أو ناشر مكتبي يعمل ضمن بيئة "ويندوز". كما يمكن
للبرنامج أن يقوم بترجمة أي نص إنجليزي يتم إدخاله إلى الكمبيوتر مباشرة عبر لوحة
المفاتيح.
مما سبق يتبين أن
المطلوب لإنجاز ترجمة آلية، عربية، بالكمبيوتر، يمكن أن يكون متاحا للكثيرين من
مقتني أجهزة الكمبيوتر الشخصي العرب. فمع المساحة الضوئية، والطابعة وبرنامج
الترجمة والبرامج المساعدة، لا يتطلب الأمر أكثر من كمبيوتر نظام I.B.M
أو ما يتوافق معه، بمعالج 486، وسرعة 33 ميجاهيرتز
كحد أدنى، و8 ميجابايت من الذاكرة RAM وقرص
صلب سعته 100 ميجابايت على الأقل.
ولو صح توقع
شركة ATA المنتجة لهذا البرنامج الرائد من
حيث قدرته على ترجمة ألف كلمة في الدقيقة الواحدة، وقبول أي نص إنجليزي بأي من
معالجات النصوص، وتحقيق ترجمة دقيقة بنسبة 80% كبداية. لو صح ذلك كله، فإن نافذة
كبرى تكون قد انفتحت ليمتد منها بصر الإنسان العربي إلى ثقافة العالم الواسع الذي
تسوده اللغة الإنجليزية. ليس فقط في تواصل عمليات الترجمة الفورية المطبوعة،
ومتابعة أحدث إصدارات الثقافة العالمية في حينها، بل أيضا ستكون للإنجاز فوائد في
مجال اللغويات الكمبيوترية تهم العاملين في حقل تعليم اللغات.
لقد بُدئ
بالتفكير في استخدام الكمبيوتر في الترجمة الآلية عام 1949 في الولايات المتحدة،
باقتراح من "وارين ويفر" نائب رئيس مؤسسة "روكفلر" آنذاك. وتبنت الاقتراح جامعات
أمريكية عديدة، وبالتوازي كانت هناك محاولات مماثلة في أوربا والاتحاد السوفييتي
السابق. وكان السعي بطيئا في هذا الاتجاه نظرا لعدم بروز أهميته الفائقة. لكن مع
تزايد الاحتياجات العلمية وثورة المعلومات والتطورات المذهلة في تقنيات الكمبيوتر
وبرامج اللغويات الكمبيوترية، أخذ مسعى الترجمة الآلية يتسارع منذ عام 1980 وحتى
الآن. ومن ثم يكون إنجاز ترجمة آلية عربية تحققا لأمل ثقافي كبير.
فن
متحف بلا لوحات ولا مقتنيات
إنه متحف بلا
أسوار ولا حراس ولا أجهزة إنذار، فليس فيه لوحة أو قطعة فنية واحدة. ولو جمعت القطع
الأثرية والفنية ومخطوطات العصور الوسطى ولوحات الانطباعين والأعمال الفنية التي
اشتراها ذلك المتحف لتكونت منها مجموعة ضخمة يندر وجودها في كثير من المتاحف
الكبرى.
فهذا المتحف
القائم في وسط برلين والذي يسمي: "المؤسسة الثقافية التابعة للولايات" لا يضم بين
جنباته إلا كثيرا من الملصقات والكتالوجات التي تتحدث عن القطع الفنية التي اشترتها
المؤسسة ووزعتها على العديد من متاحف الولايات الألمانية أو التي تخطط لشرائها أو
استعادتها. فاسترجاع الأعمال الفنية المسروقة، واقتناء ومتابعة ما تعرضه مزادات
الفن العالمية، والحديث بلغة الملايين التي تبذل من أجل ذلك، هذه هي الأمور التي
تشغل بال هذه المؤسسة الثقافية الفريدة، التي تعمل بصمت، دون إثارة وإن بنجاح باهر
تشهد عليه أعمالها المعروضة في كثير من المتاحف الألمانية. من بين إنجازات هذه
المؤسسة هناك الكثير مما لفت النظر: لوحتا "حديقة العصافير" و"النباتات الليلية"
للرسام "بول كليه" وقد عادت إلى ميونيخ. ومخطوطة كافكا لرواية "القضية" التي تخضع
الآن في الأرشيف الأدبي الألماني في ماربورغ لتحليل لغوي دقيق. وخزانة مكتبة على
طراز الروكوكو افتقدها متحف ولاية ماينتسي حتى عادة إليه بعد شرائها من مزاد علني
في نيويورك. ولوحة الفنان أوسكار كوكوشا "بحيرة جنيف" التي انتزعها النازيون من
متحف لاينبرغ عام 1937 بزعم عدم التقدير وتسربت غلى أسواق الفن المشبوهة حتى ظهرت
في سوق اللوحات الفنية في سويسرا واشترها المؤسسة لتعود إلى مكانها
السابق.
وحتى تقوم
المؤسسة بدورها الاستثنائي هذا، فإنها تتحرك بسرعة ودون بيروقراطية وفي صمت عندما
يصلها خبر وجود قطعة فنية مهمة معروضة للبيع. فعندما عرضت مخطوطات كافكا للبيع
بالمزاد اتخذت المؤسسة قرار الشراء وجهزت الأموال المطلوبة في خلال ثلاثة أيام. كما
أنها استطاعت - عبر تحريات واسعة - وبمكافأة قدرها مليون دولار، أن تستعيد كنز
"كفيد لنبورج" الذي اختفى بعد الحرب العالمية الثانية واعتبر آنذاك "أكبر سرقة فنية
في هذا القرن". وتبين أن الضابط الأمريكي "جو ميدور" كان هو من أخذ نفائس هذا الكنز
المكون من قطع مرصعة بالجواهر النفيسة ولا تقدر بثمن وتعود إلى الملك السكسوني
هاينرش الأول وأودعها في صندوق الأمانات لدى مصرف أمريكي في تكساس حتى وافته المنية
وانكشف أمر الكنز.
لقد استطاعت هذه
المؤسسة الثقافية الألمانية الفريدة استرداد 110 أعمال فنية مهمة في خلال أعوام
قليلة، وبجهود بادرت إلى تقديمها، في تضافر، الولايات الألمانية الستة عشر التي
مازالت تضع تحت تصرفها 15 مليون مارك كل عام لاستعادة أعمال "تشكل جزءا من هويتها
الحضارية" كما يقول الدكتور كلاوس موؤيس أمين عام المؤسسة.
رياضة
رهبان القرون الوسطى هل لعبوا كرة
القدم؟
عثر أخيرا في دير
جلبرتين في يورك على هيكل عظمي لأحد رهبان العصور الوسطى، قد يكون "بول جاسكوين"
عصره، كان يعاني من إضافة في الركبة لحقت به أثناء ممارسته للعبة كرة
القدم.
أما وجه الفرادة
في هذا الاكتشاف، كما يقول كريستوفر كنوسل ويول بود من جامعة برادفورد، فهو وجود
رقائق نحاسية تسند ركبة الراهب المصابة. ومن المرجح أن الكاهن قد تلقى العلاج على
يد متخصص في تقويم العظام - مثله في ذلك مثل كبار اللاعبين اليوم.
وكان العالمان قد
اشتركا مع عالم ثالث هو رتشارد كمب من هيئة الآثار في وضع تصور لتطور الحالة الصحية
للراهب. وجاء في هذا التصور، الذي نشر في العدد الأخير من مجلة
(Pathologist's Report) أن الهيكل العظمي
للراهب يبين أنه أصيب بالتواء حاد في الركبة - وهي إضافة تشبه إلى حد كبير إضافة
اللاعب الإنجليزي الشهير بول جاسكوين في نهاية كأس إنجلترا في عام 1991.
لكن بفضل رقائق
النحاس التي ثبتها على الأرجح طبيب شديد المهارة، تمكن الراهب من الشفاء من إصابته.
وربما ساعدت رقائق النحاس على تجنب تفاقم الحالة، وربما أنقذته من بتر
ساقه.
ويقول كنوسل إنه
ليس متأكدا من سبب الإصابة، لكنه أوضح أن رهبان جلبرتين كانوا مولعين بلعبة كرة
القدم.
لكن وضع كتفي
الراهب يبين أنه كان يستخدم عكازا في سيرة. وهكذا، وبرغم أن رقائق النحاس أنقذت ساق
الراهب، إلا أن الإصابة قد وضعت على الأرجح نهاية لمستقبلة الكروي، وأزاحته إلى
مقاعد المتفرجين.
والاكتشاف، على
طرافته الكروية، إنما يشير إلى مفارقة مدهشة، ومؤلمة، فبينما كان هؤلاء الرهبان
يسومون الناس العذاب بتشددهم في التحريم والتجريم - عبر محاكم التفتيش ومحارق
العقاب - كانوا في حياتهم الخاصة والداخلية يلهون ويلعبون. إلى أي مدى؟ سؤال قد
تجيب عنه كشوف أخرى.