عبدالعزير الصرعاوي وعبدالله غلوم الصالح

عبدالعزير الصرعاوي وعبدالله غلوم الصالح

  • بيت الكويت في القاهرة كان أشبه بمدرسة على رأسها أستاذ فاضل هو عبدالعزيز حسين، وكنا نلتقي فيه بالمفكرين والأدباء والكتاب الكبار.
  • بدأنا العمل بالفعل في دائرة الشئون في مكان متواضع، ومنذ البداية خططنا لكيفية تنظيم العمالة الوافدة إلى الكويت وأدخلنا التنظيمات الحديثة.

إذا أجازت لنا العبارة أن نقول إنه علم من أعلام الكويت، خدم هذا الوطن سنوات عديدة لا نستطيع تحديدها، فلقد قطع الأستاذ عبدالعزيز عبدالله الصرعاوي شوطا كبيرا في الحياة الاجتماعية والسياسية لدولة الكويت، وشارك في العديد من مهامها منذ بداية الستينيات، وأقام وطوّر وزارة الشئون الاجتماعية بمساعدة زملائه، أرسى فيها قواعد العمل الاجتماعي والعمالي لينتقل بعدها للعمل بالسلك الدبلوماسي حيث أجاد فيه أيضا، ولا يزال أحد الشخصيات البارزة في المجتمع الكويتي، وعطاؤه مازال ملموسا سواء على المستوى الشعبي من خلال رابطة الاجتماعيين أو على المستوى الرسمي من خلال تكليفه بمهام خاصة في الداخل والخارج، وما زالت مبادراته الخاصة واردة في كل مناسبة. إنه تاريخ حافل وزاخر بالعمل الاجتماعي والسياسي والدبلوماسي. من خلال هذه المواجهة مع هذا العلم الكبير نحاول أن نلقي شيئا من الضوء على حياته وإنجازاته وعطائه المتدفق، هذا الرجل الذي أعطى الكويت الكثير ولايزال. وقد أجرى معه الحوار عبدالله غلوم الصالح الوكيل المساعد بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل بالكويت.

  • تلعب المصادفة دورا مهما في حياة كل إنسان، وليس من شك في أن المصادفة لعبت دورا واضحا في حياتك، نحن نريد أن نقف على بدايات هذه المصادفة، متى بدأت وكيف صارت حتى مشارف حياتك العملية؟.

- لا يستطيع الإنسان إلا أن يربط شخصيته بالرباط العام لمجرى التيار الذي يسير فيه لخدمة مجتمعه، إنك تسألني عن المصادفة في حياتي، وأنا أقول لك: نعم لقد لعبت المصادفة دورا كبيرا في حياتي- وفي حياة الكثيرين- وأتذكر في هذا الخصوص ربما أثناء التحاقي بالدراسة وأنت تعلم أننا قد عاصرنا الكتاتيب والمدارس التي كانت قائمة في أواخر الثلاثينيات وبداية الأربعينيات، وكنت في مدرسة حمادة، وهي مدرسة كانت معروفة، وكنت من آخر جيل لحق بأستاذنا المرحوم أحمد حمادة، والأستاذ يوسف حمادة، وفضيلة الأستاذ عبدالعزيز حمادة أيضا، المهم بعد أن أنهيت دراستي في مدرسة حمادة في العام الدراسي 40- 1941 التحقت بالمدرسة المباركيه حيث التعليم النظامي الحديث، وقابلت المدير الأستاذ أحمد شهاب الدين الذي رازني بنظراته ورأى بعد اختباره لي أن يلحقني بالصف الثالث الابتدائي، وبعد أن أعطاني الكتب والكراسات المقررة لهذا الفصل حانت منه التفاته قبل أن أنصرف، وسألني فيما أذكر عما إذا كنت أعرف طريقي إلى الفصل دون أن يضطر إلى اصطحابي، فقلت له بصورة عفوية بالإنجليزية Yes بدلا من كلمة نعم بالعربية، فتبسم ضاحكا مستدركا وقال لي "ما شاء الله " أنت على ما يبدو تعرف مبادئ اللغة الإنجليزية، وعلى أي حال فقد كسبت سنة دراسية إلى أعلى بمحض المصادفة فتقرر لذلك إلحاقي بالرابع الابتدائي، حسب النظام التعليمي المقرر في تلك الفترة.

وربما اقتضى الأمر هنا أن أشير إلى أن المصادفات تواتي العديد من الناس في مجرى حياتهم وهذا فيما أعتقد واضح وملموس لدى كل إنسان، إلا أن الفرق بين إنسان وآخر يكمن في كيفية الحرص على اقتناص الفرصة المواتية وحسن الاستفادة منها مع التوفيق من الله.

وبعد انتظامي بالمدرسة المباركية اجتزت الصفين الخامس والسادس الابتدائيين في الفصلين الدراسيين 41 و 1942، وفي العام الدراسي 1943 انتقلت إلى الصف الأول الثانوي، وفي هذا العام قرر مجلس المعارف الكويتي إرسال بعثة مكونة من سبعة عشر طالبا، لم أكن من بينهم في البداية إلا أن القدر تدخل هنا حيث اعتذر أحدهم وأبدى عدم رغبته في الابتعاث خارج الكويت، وهو الأخ المرحوم أحمد ملا عثمان عبداللطيف العثمان، فوقع الاختيار حينئذ عليّ لأحل مع البعثة بدلا منه، وكانت هذه من المصادفات الحسنة في حياتي شاركت فيها إخواني ممن واتاهم الحظ في السفر إلى مصر للدراسة، والانتهال من مائها العذب، وعلمها الغزير، ولقد استقبلتنا بالحب والترحاب، وقالت لنا بلسان الحال (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين )، ودخلناها وداخلت نفوسنا البهجة والزهو بعد رحلة طويلة شاقة ركبنا فيها السيارات من الكويت إلى البصرة، وبالقطار إلى بغداد، ثم بالسيارات ثانية عن طريق "الجفور" كما يسميها العرب المحليون، ثم المفرق فالزرقا فعمان فالقدس، ومن محطة اللد بالقدس ركبنا القطار إلى العريش فالقنطرة ثم إلى محطة مصر.

  • أعرف أنكم كنتم أول بعثة مدنية خرجت من الكويت للدراسة في القاهرة، ترى.. ماذا كانت أنشطتكم، والتيارات السياسية التي كنتم تعملون في إطارها؟.

- أولا أنا سعيد جدا بأن أسمع هذا السؤال، وهذا شيء منطقي، إن تغير الظروف يصاحبها حتما تغير في الإمكانات والطاقات والاهتمامات، وأنا قبل كل شيء أريد أن أسجل أمرين مهمين، لأقف عندهما حتى أعطى انطباعاتي وأحاسيسي تجاههما.

الأمر الأول: أننا عشنا في بيت الكويت، وقد كان أشبه بمدرسة بكل المقاييس، وكان على رأس هذا البيت أستاذ فاضل ما زلنا نكن له كل الحب والاحترام والتقدير هو الأستاذ عبدالعزيز حسين- أطال الله عمره- فلا شك أن هذا الرجل أعطى من وقته وأحاسيسه الكثير، وأعطى حنانا متدفقا لزملائه وأبنائه الطلاب، وكان رائدا في هذا الخصوص، وأذكر أن بيت الكويت كان مدرسة وكنا نلتقي بالمفكرين الكبار في مصر، وفي مناسبات عدة ومتنوعة يحضرون إلينا بدعوة من مدير البيت الأستاذ عبدالعزيز حسين لإلقاء المحاضرات أو للتحاور معنا في شتى القضايا الفكرية والاجتماعية، وأذكر وأنا في بيت الكويت أني رأيت وشاهدت رجالا كبارا تركوا بصماتهم على الحياة الفكرية والاجتماعية ليس في مصر فقط بل في أنحاء الوطن العربي، منهم الدكتور بل الدكاترة زكي مبارك، والدكتور أحمد أمين الفيلسوف العربي مؤلف كتابي "فجر الإسلام " و"ضحى الإسلام " وصاحب مجلة "الثقافة" وغيرها، وأيضا الأستاذ محمد فريد أبو حديد، وهو من التربويين المعروفين، ومن الأدباء والمفكرين، كما كنا نلتقي كذلك بفضيلة الشيخ عبداللطيف دراز، وهو من مشايخ الأزهر المستنيرين، والأستاذ المرحوم الشيخ أحمد الشرباصي وغيرهم. على أي حال كان بيت الكويت أشبه بمدرسة، ما كنا منغلقين بل كنا منفتحين على التيارات الفكرية والاجتماعية التي كانت تمور بها مصر خلال هذه الفترة.

الأمر الثاني الذي أريد أن أقف عنده، هو مجلة "البعثة"، فلا شك أن مجلة "البعثة" كانت عبارة عن مدرسة أخرى، وكانت سجلا رائعا للبدايات الأولى لتطلعات وآمال طلاب البعثة بما كانت تزخر به نفوس ومكنونات تلك البراعم الصغيرة، وكانت أشبه بفترة إعداد جيد ومبكر وتربية مسبقة للتعود على الكتابة ومعالجة الموضوعات الفكرية والاجتماعية والسياسية والقضايا العامة، ولذلك نجد في كتابات طلاب البعثة آنذاك انعكاسات أثر الدروس التي كان يتلقاها الطالب في مدرجات الجامعة وقاعات الدروس، وكانت بكل تأكيد ثرية ودسمة ومليئة بالحوافز الدافعة للعمل والتصورات والأحلام.

  • كانت دراستك هي القانون، فأنت خريج كلية الحقوق، لكنك تقول إن العمل الاجتماعي استقطب كل اهتماماتك، فجعل حياتك العملية موجهة فيما بعد كلية إلى العمل الاجتماعي. وهذا لا يعني أنك ابتعدت عن تخصصك، لكن زاوجت بين هذا التخصص وبين اهتماماتك الخاصة بالعمل الاجتماعي، حتى أنك عندما كنت دبلوماسيا كنت تنحو منحى اجتماعيا أكثر منه منحى سياسيا؟.

- صحيح أنني خريج قانون، لكن القانون في أسسه وفي أهدافه ومنطلقاته لا شك أنه استقراء من واقع لجماعة، استقراء الأفكار والتنظيمات والقوانين والقواعد من واقع المجتمع، ويقال إن القانون هو ضمير الجماعة، إذن الاهتمام بالفكر الاجتماعي بالقضايا الاجتماعية يشكل جزءا مهما للقانون، لكن - كما ذكرت فإن الجانب الاجتماعي عندي قد طغى على الجانب القانوني، وإن كان عملي لا يخلو من الاهتمام بالتشريع القانوني، فنحن مثلا في وزارة الشئون الاجتماعية والعمل كان الاهتمام في البدايات الأولى بتقنين الحركة العمالية، تقنين الحركة التعاونية، تقنين حركة الشباب والأندية ورعاية الأسرة، ورعاية الفئة الضعيفة في المجتمع بجانب المساعدات التي تقدم للأفراد والأسر المحتاجة، لكن يغلب الطابع الاجتماعي على العمل القانوني، وأنا سعيد بهذا، لأن هذا هو منهجي وتلك طبيعتي، وهذا ما سرت عليه وما زلت أسير عليه حتى الآن.

بدايات وزارة الشئون

  • يحضرني الآن ما أشار إليه الأستاذ حمد عيسى الرجيب، في مقابلة صحفية معه من أن وزارة الشئون عندما كانت دائرة الشئون في عام 1954 على ما أظن في بدايتها، كانت عبارة عن "دكان "، شاركتم أنتم الثلاثة، الأستاذ حمد والأستاذ عبدالعزيز محمود وأنت، شاركتم في الإعداد ووضعتم الأسس الأولى في وزارة هي أم الوزارات، فهل من شيء حول هذا الموضوع؟.

- في الحقيقة أن ما أشار إليه أستاذنا الفاضل حمد عيسى الرجيب حقيقة، ونحن بالفعل نذرنا أنفسنا للعمل، وكانت بداياتنا أشبه بثلاثة دكاكين، وكانت ملكا للمرحوم "محمد سليمان العتيبي "، سكنا هذه الدكاكين وبدأنا العمل بالفعل، ومنذ البداية كان التخطيط لكيفية تنظيم العمالة الوافدة إلى الكويت، وكانت الكويت في ذلك الوقت منطقة جذب للعمالة، وكنا مقبلين، نتيجة لوفرة المال والثراء، على تنظيم بلدنا من جديد وإدخال تنظيمات حديثة، وبالفعل كما أشار الأستاذ الرجيب فإن وزارة الشئون هي أم الوزارات بمعنى أن كل من ليس له مسئول نحن مسئولون عنه. فعلى سبيل المثال أنا أذكر- وهذا الكلام مسجل في كتاب "التشريعات الاجتماعية" والذي كان ثمرة لتلك الجهود التي بذلناها- أن أول شيء فعلناه أن أنشأنا التدريب للموظفين أثناء الخدمة، وقسمناه إلى متوسط وطويل الأجل، وخططنا لهذا التدريب. أيضا كانت هناك البعثات الدراسية، وكنت أنا أول مبعوث أسافر للخارج مثلما أشرت سابقا، فقد سافرت إلى مصر وإنجلترا وسويسرا. ومثل آخر: الإحصاء، أول من فكر في استخدامه وزارة الشئون الاجتماعية، ونحن أول من نظم الدراسة لإزالة محو الأمية، وأول من فكر في موضوع الرقابة على الأفلام السينمائية وأول من فكر في الإسكان ودور الرعاية، والسياحة أيضا كانت تابعة لنا، لكن حينما ظهرت وزارة الإعلام تم سحبها- وهذا حق- من وزارة الشئون. أيضا المسارح عادت لوزارة الإعلام، محو الأمية ذهب لوزارة التربية، التدريب ذهب إلى ديوان الموظفين، وهكذا.. نحن بالفعل نعتز بجهدنا، والرئيس الذي كنا نستمد منه العون والدفع هو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وكان في ذلك الوقت رئيس دائرة الشئون، وفي الوقت نفسه عضو اللجنة التنظيمية العليا، كنا ننطلق انطلاقات قوية وجديدة بتأييده ودعمه لنا وحسن تفهمه لعملنا ونشاطاتنا.

التاريخ يكرر نفسه

  • ظلت مسئولياتك ودورك الريادي في العمل الحكومي على ضوء مواقفك في وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، بل تجاوزت ذلك خصوصا أنك قمت بمهمتين على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة، كان ذلك عندما طالب قاسم عام 1961 بضم الكويت، والذي جاء متزامنا مع قبول الكويت عضوا في منظمة العمل الدولية، وبعد عودتك من المنظمة كنت سكرتير الوفد الذي سافر في جولة ضمن الفرق الأخرى التي سافرت، وكرر التاريخ نفسه في عام 1990 عندما شاركت أيضا في جولة ضمن اللجان التي شاركت فيها والتي سافرت إلى جميع أنحاء العالم؟.

- الأكثر من هذا ما زلت أذكر أننا كنا في عام 1961 ونحن نقدم طلبنا للانتساب لمنظمة العمل الدولية- تابعة للأمم المتحدة- تقدمنا في ذلك الوقت ولم تكن الكويت قد حصلت على استقلالها بعد، وفي هذه الحالة يصبح العضو خاضعا لامتحان أمام لجنة ثلاثية، لأن منظمة العمل الدولية تنفرد عن باقي الوكالات الأخرى المتخصصة التابعة لهيئة الأمم المتحدة بأن تمثيلها ثلاثي- وهذا أكسبها طابعا خاصا- وهي: الحكومة، أصحاب الأعمال، العمال. وحين لا تكون دولتك منضمة لهيئة الأمم فلا تقبل بصورة تلقائية إذ لا بد أن تخضع لامتحان، بينما لو كانت دولتك عضوا حينئذ يكون الانضمام تلقائيا، ونحن تقدمنا إليها قبل الاستقلال، فكان لابد أن نخضع لامتحان كما وضّحت، وأذكر من كان معي ويمثل أصحاب الأعمال خالد الخرافي، ومثّل العمال صديقنا المرحوم صبري سمعان وأنا والمرحوم محمد زيد الحربش، وكان هناك مستشارون وأعضاء آخرون معنا، بعد أن أنهينا الامتحان واستعددنا للانضمام لمنظمة العمل الدولية وتقيدنا بقوانينها وما يصدر عنها من قرارات وتوصيات، وفيما أذكر أنه تم تحديد الموعد، وكان بعيدا بعض الشيء، وفي تلك الفترة بدأنا نحضر الخطب التي سنلقيها، وحتى نكون جاهزين للعضوية في المنظمة، فجأة ودون أن نعرف السبب جاءتنا مذكرة من المنظمة تذكرنا بتقديم الموعد المقرر لقبول الكويت عضوا بالمنظمة، رئيس الوفد العراقي كان أول من بادر وبارك وأيد وأثنى على الطلب، ثم تتابعت التأييدات من مصر وتونس والمغرب ومن سائر البلدان العربية والأجنبية، وتم القبول وحصلنا على التهنئة، وفي وقت مبكر من اليوم الثاني جاءني المستشار القانوني لدى المنظمة مستر وولف وناداني وكنا في قاعة الاجتماع واختلى بي في الكواليس وراء المنصة الرئيسية، حيث قال لي: هل سمعت الأخبار؟ فقلت له عن ماذا؟ فقال لي: لقد طالب عبدالكريم قاسم بالكويت، وعلى أية حال لقد تمت الإجراءات على ما انتهينا عليه بالأمس، فكانت مصادفة عجيبة، حتى أنني أذكر أن الأستاذ الدكتور عبدالوهاب العشماوي رئيس وفد جامعة الدول العربية كان كلما التقى بنا قال: أهلا بالوفد المحظوظ. المهم أن هذه الحادثة كفتنا عن الدخول في نقاش ونزاع ومشادة بين الوفدين الكويتي والعراقي كعضو في المنظمة الدولية، والكثير من رؤساء الدول جددوا التهنئة لوفد الكويت.

وتلك مصادفات عجيبة، الحقيقة أنني كنت في عام 1961 حين طالب قاسم بالكويت، سكرتير الوفد الذي تكوّن برئاسة الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وكان الأعضاء: المرحوم نصف اليوسف، والمرحوم عبدالحميد الصانع، وعبدالعزيز حمد الصقر، وكان من الشباب يوسف إبراهيم الغانم، وعبدالعزيز الصرعاوي، في الحقيقة كنا نذهب إلى الدول ونشرح لها الموقف، وقبل هذا سبقنا سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد مع نصف اليوسف بالسفر إلى السعودية وبعدما عادا ذهبنا إلى مصر ثم إلى جميع الدول العربية الأخرى وشرحنا لهم الموقف، وبينا لهم بما لا يقبل الشك أن هذه دعوة زائفة ولا تستند إلى أي أساس من الواقع، وليس هناك شك في أننا نجحنا في نيل مؤازرة الدول العربية عن بكرة أبيها لنا، برفض هذا الادعاء، وانتهى الأمر كما هو معروف بقبول الكويت عضوا في الجامعة العربية، ثم قبولها عضوا في هيئة الأمم. وانتهت هذه الصفحة، ثم إذا بالزمن يعود بعد ثلاثين عاما، ويجدد حاكم نظام العراق الحالي دعواه الباطلة تجاه الكويت، بعد أن أعطى للعالم بأسره انطباعا بأن الكويت دولة مستقلة لها كيانها. وكان حاكم النظام العراقي الحالي ينظر إلى الكويت نظرة إعجاب وتقدير، وكان في كل خطبه بل في كل المناسبات التي يدعو لها أو التي يحضرها يشيد بمواقف الكويت، ويعطي المثل على استقلالية الكويت، وعلى عدم تقصيرها تجاه أخواتها العربيات وعلى الأخص تجاه العراق، وأعتقد أن هذا شيء معروف ومعلوم، وتوج كل هذا بإعطائه الوسام لصاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، وكان حديثه وهو يعطيه هذا الوسام قصيدة مدح وإطراء، يعبر فيها عن تقديره وإعجابه، وعن إكباره لمواقف دولة الكويت ومساندتها لكل القضايا العربية ويعطي المثل للآخرين بأن يتمثلوا بالكويت، وإذا بالرجل يكشف فيما بعد عن نواياه المريضة حيث ينطوي على نفس مريرة وعلى غدر وخيانة وعلى كذب وادعاء عن كل ما صدر منه، هذا الموقف أذهل العالم بأسره وأذهل الكويت والعرب، ولكن المذهل حقا هو موقف الذين ناصروا هذا الطاغية الذي لم يحسن إلى شعبه وكان يعامله معاملة الأسير لديه، حيث إن الشعب العراقي لا يستطيع أن يتنفس بملء رئتيه، ولا يرفع صوته بأي نقد أو بأي تعبير يخالف ما يعبر هو وحزبه عنه، وإلا يلقى المصير المعروف والمحتوم والتعذيب له ولأسرته.

على أي حال فإنه في كلتا الحالتين سواء عام 1961 أو عام 1991، لاحظت شيئا مؤلما ومؤسفا، وهو أن يكون للحق وجهتا نظر لدى الإنسان الواحد، لكن الحق هو الحق لا يتغير أبدا، من وقف مع الحق في عام 1961 مثل ملك المغرب ومصر وسوريا ولبنان، وهذا هو التعبير الصادق الحقيقي عما تكنه النفس وتأييدها للحق والشرعية مهما اختلفت الظروف، أما من اختلف، وفي الحقيقة أننا نصاب بيأس وألم ومرارة أن تكون هذه مواقف بعض الدول العربية إلى دول لا ترعى الشرعية ولم ترع إلاً ولا ذمة، خصوصا ونحن دول تظلنا جامعة الدول العربية بمواثيقها وقوانينها، وأيضا تظلنا منظمة المؤتمر الإسلامي، وفوق هذا هيئة الأمم المتحدة التي تمثل الشرعية الدولية، وأعتقد أن ما قام به النظام العراقي قد قسم الأمة العربية، وتسبب في تأخيرها.

العمل الوزاري والعمل الدبلوماسي

  • لقد تركت العمل الوزاري سواء في وزارة الشئون أو في وزارات أخرى لتنتقل نقلة كبيرة أخرى بعيدة عن هذا المجال إلى السلك الدبلوماسي، إذن الحياة مختلفة والعمل مختلف تمارسه لأول مرة، وحياة أيضا تمارسها لأول مرة بعيدا عن الوطن، كيف كان شعورك وكيف كانت هذه الحياة العملية الجديدة عليك؟.

- في الحقيقة قبل أن أعطي رأي ومشاعري وانطباعاتي أقول إنه في هذه النقلة الكبيرة من العمل الوزاري إلى العمل الدبلوماسي، أحب أن أقف هنيهة عند تقلدي منصب وزارة البرق والبريد والهاتف، أحب أن أقف هنا وقفة قصيرة في هذا الخصوص، وزارة الشئون والعمل أحس بأنني تركتها ولم أتركها، لأنني مازلت أمارس نشاطي مع زملائي في نفس المجالات، ونفس الأفكار، ونفس الطموحات والاتجاهات ومحاولة النهوض بمجتمعنا الكويتي، وحين تقلدت منصب وزارة البريد والبرق والهاتف، وكانت مغايرة عن وزارة الشئون الاجتماعية واهتماماتها، فوقفت قليلا عند قبولي لهذه الوزارة فنظرت إليها على اعتبار أنها تمثل الجانب المشرق من القرن العشرين، وذلك من حيث جوانبها المتعددة، والتي مهدت سبل الاتصال والتعارف ما بين الدول، وحاولت أن تقرب المسافات، وتلغي بمعنى آخر البعد الزماني والبعد المكاني، للأحداث والأخبار في مختلف أنحاء المعمورة وقد استهواني العمل في هذا المجال فقبلته، وأعتقد أنني قد وفقت وأصبت بعض النجاح وأن الله هداني لأن أكمل ما بدأه زملائي، فأنا لا أعمل من فراغ ولكن سبقني الذين خططوا لوزارة البريد فجئت انا وأكملت المسيرة، وفي نفس الوقت أحسست بأنني قد عملت شيئا في هذا الخصوص، لقد وفقنا الله ولله الحمد بإنجاز ثلاثة مشاريع مهمة تعتبر من المعالم الرئيسية في الكويت فيما أظن وهي مركز الاتصالات السلكية واللاسلكية في ساحة الصفاة، وأول محطة أرضية في أم العيش، ومعهد التدريب السلكي واللاسلكي في الشويخ، ومثل هذه الإنجازات الحضارية البشرية في مختلف دول العالم لا شك أنها قد وحدت المشاعر فيما بين البشر وزادت في دفع أحاسيس الناس للتفكير الجماعي فيما يخدم جميع الناس في كل مكان وفي نشر وسائل الرقي والتقدم جماعيا في محاولة لتخفيف منغصات الحياة وتذليل العقبات أمام البشرية، حيث إن الفقر والبؤس في مكان يؤثر في الناس في كل مكان، وكذلك التقدم والرفاه يجب أن يعما كل أنحاء المعمورة دون أن يكون ذلك مقصورا على جزء دون جزء آخر، ولعل أول ما نلاحظه الآن من جهود على سبيل المثال لمكافحة التلوث البيئي إنما يمثل مساهمة شتى دول العالم دون استثناء، فكل هذه الأحاسيس والمشاعر أوجدتها وساعدت عليها زيادة تقارب بين البشر والتواصل فيما بينهم وتبادل الأفكار بين مختلف الأفراد والشعوب.

بعد ذلك رأى المسئولون اختياري سفيرا!ا العراق، أذكر في هذا الخصوص الأمير المغفور له الشيخ صباح السالم وأيضا كان سمو الشيخ جابر الأحمد رئيس الوزراء في ذلك الوقت، كنت جالسا معهما، وقالا لي: إنك وفقت في كل عمل أديته، لكن هناك اختبارا وتحديا لك. قلت لهما: وأنا أقبل التحدي ما دام في سبيل وطني. قالا: أن تترك وزارة المواصلات وتعمل سفيرا للكويت. قلت: إنني أرحب، فالعمل الدبلوماسي جميل ويستهويني، ففيه صقل للذهن، إذ إنك تجد نفسك في ظرف على سبيل المثال ما يمكن أن تختزل في ساعة كل ما مر بك من مآس وتحديات مختلفة، وفي ساعة أخرى تحس بأنك قد عملت عملا في صالح مجتمعك وصالح أمتك، وكنت في عملي دائما لا أجزئ في نظرتي بين مصلحة وطني ومصلحة أمتي، وفي الحقيقة ما وجدت تعارضا في ذلك خصوصا أن الكويت بما تتبع بمصداقية فيما تقوله تفعله وتعمله، وأذكر أن أول تقرير كتبته للكويت من هناك هو أنني ذهلت حيث وجدت أن الموظف لا يحاول أن يبتكر أو يفكر لنفسه، هذا أشبه بالمستحيل، حيث إنه يخضع لتعليمات حزبية، هذا بالطبع أكسبني ثقة في بلدي بينما أنا باستطاعتي أن أجد وأجتهد، فإن أصبت فلي أجران، بينما هؤلاء تجد من يشذ منهم عن التعبير، الله وحده هو الذي يعلم مصيره، وجدت شيئا غريبا أن هذا المجتمع مبني على نظام وتنظيم حزبي بحت، وكنت ألمس هذا التوجه، في جميع تصرفاتهم وتوجهاتهم، تجدهم دائما يحاولون- وبخبث - أن يدخلوا عليك أدنى الموظفين، وكنت أثناء وجودي في بغداد- كان في وقت ما قبل الحرب الإيرانية العراقية وبعدها بثلاث سنوات- ألمس أن الكويت محل تقدير ورجاء، لكن في نفس الوقت ما كنا نتبين نواياهم، حيث كانت لديهم قدرة عجيبة في إخفاء هذه النوايا، وهنا أقصد القادة، رئيس النظام ونائبه وبقيتهم.

المهم.. بعد العراق قال لي الشيخ صباح الأحمد الجابر: ما رأيك في المغرب؟ إنني أقدر الشيخ صباح الأحمد وأحيي فيه هذه اللمسة وهذا التقدير ولقد نشانا في وزارة الشئون وكان رئيسنا ولم يكن هناك حاجز بيننا وبينه، وهو من الناس الذين لديهم القدرة على الاستماع للرأي الآخر. قد تختلف معه في الرأي ولكنه لسعة صدره يتقبله، وهذا مما ساعدني كثيرا على قبولي المنصب، وعندما سألني عن رأي في المغرب كان رأي أنه يعد نوعا من الاستجمام والراحة بعد هذا العناء.

رابطة الاجتماعيين ودورها

  • هل من الممكن أن تحدثنا بشكل شامل وموجز عن أنشطة رابطة الاجتماعيين والتزاماتها العربية والدولية، وعن هذه المرحلة المهمة في حياتك وهذه النقلة الجديدة أو المزدوجة بين عملك الحكومي الرسمي وعملك الشعبي؟.

- شكرا جزيلا.. في الحقيقة أن الوفاء من الزملاء الذين التقينا جميعا على العمل وعلى الارتقاء بحياة المجتمع كان الدافع وراء كل ما بذلناه وما نبذله في سبيل مجتمعنا في سبيل ارتباط حركته في الداخل بالحركة الاجتماعية والثقافية والرقي والتقدم في سائر البلدان العربية وسائر دول العالم، فنحن جزء من العالم، ولا شك أن كان دافعا أساسيا في بقاء ممارسة العمل منذ أن بدأناه في عام 67.

على أي حال بدأنا مواسمنا الثقافية- عام 1968 وهذا شيء نعتز به- وهي معلم من معالم رابطة الاجتماعيين، حيث كنا نختار موضوعا معينا نجري التفريعات عليه كأساس للمحاضرات والندوات، وأعتقد أنه أيسر على هذا المنوال غير رابطة الاجتماعيين، ونحن على سبيل المثال تحدثنا عن الكويت في عصر التنمية، وفرعناه من النواحي الاجتماعية والسياسية والفكرية والعمالية، وهكذا.. تكلمنا عن ملامح من تطور المجتمع الكويتي في شتى ظروف الحياة، كما تحدثنا عن الخليج في مواجهة التحديات من ناحية عسكرية، سياسية، من ناحية تكوين الجمعيات، تحدثنا عن أزمة الديمقراطية في الوطن العربي، وهذا الجهد ما زلنا نواصله من بداية التكوين وحتى الآن.

إن مواسمنا الثقافية يشارك فيها الذين يعيشون في المجتمع سواء كانوا كويتيين، أو من يشاركهم من المواطنين العرب، فالرابطة أشبه ببوتقة تنصهر فيها كل الجهود، فكل من أتى الكويت بصورة أو بأخرى ساهم في الاحتكاك بالرابطة وأعطى ما لديه من أحاسيس وانطباعات وأفكار.

  • * أبوعبدالله.. ألاحظ من بداية حوارنا أن هناك حالة من الانبهار تتخلل حوارك، ونحن ننتقل من محطة إلى أخرى في حياتك العملية من الدراسة إلى العمل في مؤسسة اجتماعية إلى العمل في السلك السياسي، والعمل على المستوى الشعبي، إن هناك حالة من الانبهار تصاحب باستمرار انطلاقاتك من موقع إلى موقع آخر.
    فهل يمكن في ختام حديثنا أن نسمع منك شيئا في هذا الخصوص؟ لماذا هذه الحالة؟.

- إذا كنت بالفعل قد لاحظت هذه الحالة فأنا سعيد جدا، لأنني بالفعل أشعر بحالات الانبهار خصوصا في البدايات الأولى للتخرج، وأنا على سبيل المثال أبدأ من البداية وفي وقت مبكر نسبيا وهو عام 1943- 1944، حين سافرنا إلى مصر أم الدنيا، لا شك قد صاحبتنا حالة من الانبهار والاندهاش حيث خرجنا من الكويت عن طريق السيارات إلى البصرة، وأحيّي بهذه المناسبة وأذكر بالخير مع الإجلال والتقدير ثلاث شخصيات كويتية عامة كان لها تأثيرها البالغ في نفوسنا بصورة خاصة حيث إننا ونحن نغادر الكويت مبعوثين إلى مصر خرجوا معنا إلى (دروازة الشامية) مودعين لنا، ومتمنين التوفيق والنجاح من عند الله، وقد أشعرونا بذلك بمدى الأهمية والرجاء المعقود على هؤلاء الأبناء، وتلك الشخصيات كانت: المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الصباح، والمرحوم عبدالله زيد الخالد عضو المعارف والمرحوم فضيلة الشيخ عبدالعزيز قاسم حمادة، وقبل المصافحة والوداع توجه إلينا الشيخ عبدالعزيز حمادة بكلمات نصح وإرشاد مازالت ترن في آذاننا، حيث قال: إننا نستودعكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع، ونستشعر جميعا أنكم فلذات أكبادنا، وأنكم إن شاء الله خير سفراء لنا في الأخلاق والسلوك، وتجنب كل ما يسيء إلى بلدكم الكويت والبلد الذي سيستضيفكم للدراسة والتحصيل. وهكذا بقيت الكلمات الطيبة في نفس كل واحد منا يستحضرها دائما، ويعمل بمقتضاها ما أمكن، ونحن لذلك علينا واجب الوفاء أن نذكرهم بكل خير وأن نستمر على أرواحهم من الله شآبيب الرحمة وحسن الجزاء، إنه سميع مجيب.

كانت الحياة في الكويت في ذلك الوقت هادئة ومستقرة وليست فيها كل هذه التغيرات، وأذكر حين وصلنا إلى مصر اندهشنا بالفعل، وجدنا الحركة والزحام وضجيج الحياة بعكس بلدنا الذي كانت فيه الحياة هادئة وبسيطة، لكن في مصر حين أقبلنا عليها ونزلنا محطة مصر ذهلنا بما رأينا، رأينا العمارة بطرازها وطابعها الإسلامي العربي، وما زال هذا الطابع موجودا حتى الآن، وأذكر أن أحد الزملاء الذين التحقوا بالبعثة فيما بعد وهو الصديق عابدين حبيب حين أتى وصاحبته لمشاهدة معالم القاهرة، كان أول شيء أطلعه عليه: محطة مصر. لأن هذا مثل حي، قلت له: انظر يا أخي بنفسك إلى هذا المعمار العربي الإسلامي، لقد صاحبتني هذه الحالة من الانبهار المبكر حين قدومنا إلى مصر، وأؤكد بكل صدق أن هذا الانبهار الكبير الذي أحسسناه وهذا الشعور بالابتهاج الذي غمر نفوسنا حين وضعنا أقدامنا على أرض الكنانة صيف عام 1943، ظل هو هو ولا يزال نفس الشعور الذي صرت أنا شخصيا أشعر به وأحس بنبضه، في نفس حلاوة تلك الأيام واللحظات الهانئة الأولى، كلما حللت بمصر بعد غيبة عنها وعودة إليها، فهذه سعادة غامرة في طيات الحشا والفؤاد يستثيرها الحس، فينتزعها من أغوار النفس في أقل من طرفة عين، وهي في الواقع أشبه بخفقة القلب عند الفرح، ولحظة الوصال بعد الفراق وتلذذ القرب بعد البعاد، مصر بالنسبة لنا وطن، ولكل العرب جميعهم، قضينا فيها أحلى سنوات العمر طوال فترة الدراسة الثانوية والجامعية، على أحسن ما يسر الخاطر وتهوى النفس، لم نر إلا طيبا، ولم نسمع إلا طيبا، ولم نأكل إلا طيبا، عشنا فيها دون أن نحس بغربة أو اغتراب.

أما بالنسبة للنقلة الأخرى التي ما زلت أحس بها أو المثل الثاني فهو حين تهيأت لنا الظروف بالانضمام إلى منظمة العمل الدولية وكان أول لقاء لي على مستوى المجتمع الدولي، فالحقيقة أنني ذهلت بما رأيت، لأن منظمة العمل الدولية كما سبق أن أوضحت كان تمثيلها ثلاثيا- أي ثلاثية التكوين- ولا يوجد هذا التكوين في الوكالات الأخرى المتخصصة، التابعة لهيئة الأمم المتحدة، وكان من مهامها اختزال المراحل الكفاحية العديدة للبشرية والتدخل للتوفيق بين اليد العاملة ورأس المال للعمل على استقرار المجتمع، وأعتقد إلى حد ما أن المنظمة مع غيرها من المنظمات الأخرى ساعدت وساهمت في تكوين الفكر العالمي المعاصر سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وذلك عن طريق إعداد التشريعات الدولية التي تحاول إخضاع البشرية لها بحيث يكون المستوى عالميا وليس محليا. أنا أعتقد أن هذا جزء من محاولات التقدم في القرن العشرين، والتي تستعملها منظمات متخصصة أخرى تابعة للأمم المتحدة كاليونسكو والصحة العالمية والأغذية والزراعة، والمواصلات.

لا شك أن كل هذه خطوات تحاول البشرية أن تقترب بها من بعضها البعض، حتى يمكن أن تفكر بصوت جماعي موحد بما يخدم المعمورة بأسرها، وهذه هي خلاصة التجربة التي وعيتها ولا زلت أحس بطعمها وآثارها في تفكيري وفيما أمارسه من عمل، وما بالك حين تهيأت الظروف لرابطة الاجتماعيين أن تنضم إلى الاتحاد الدولي للأخصائيين الاجتماعيين وهي منظمة غير حكومية N. G. O تسعى لإرساء قواعد العمل الاجتماعي والعدالة الاجتماعية ومعرفة ما اكتسبته من خبرات وآفاق مهمة للمجتمع البشري.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




عبدالعزيز الصرعاوي





عبدالله غلوم الصالح





سمو أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح والشيخ جابر العلي في لقطة مع عبدالعزيز الصرعاوي وابنه عماد في إحدى المناسبات الاجتماعية





الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية يرحب بالسفير عبدالعزيز الصرعاوي في إحدى المناسبات عندما كان سفيرا لبلاده في المغرب





حفلة شاي أقامها الشيخ صباح الأحمد في منزله لصفوة العاملين بمجلة العربي





أغلفة لبعض الكتب





غلاف لجريدة