توتر الوعي بالآخر

توتر الوعي بالآخر

ارتبط الأدب القومي بالحضور الأدبي الذي يتقوم بالخصوصية عند محمد حسين هيكل وأقرانه, وارتبطت الخصوصية بنظرية التعبير التي تحددت في إطار من النظر الليبرالي إلى الفرد المبدع, حيث الحضور الاستثنائي للأفراد ذوي النفوس القوية التي تمثل عصرا خاصا أو بيئة خاصة, فتبدع الأدب القومي الذي ينطق عصره وبيئته بواسطة العبقرية الفردية التي تكشف عن العام من وراء الخاص, والجمعي في الفردي, والإنساني عبر المحلي. وأهم ما يميز هذه العبقرية هو تحررها من التقليد, وتركيزها على عبقرية المكان الذي تنتسب إليه, وتفرد الزمان الذي تتحرك فيه, فهي عبقرية الإبداع الذي ينبع من العيان المباشر والتجربة الحية للحاضر الذي يتحرك صوب المستقبل, في وجدان الفرد الذي يضيف إلى جمال الطبيعة جمال الرؤية, والمحاجة دالة في عصرها وعلى عصرها في الوقت نفسه, لكنها ناطقة بما انطوت عليه من استعارة لإطار مرجعي للقيمة الأدبية التي يحددها الآخر الليبرالي في نهاية الأمر, ويفرضها على الوعي الذي يحاول التمرد على أحد أو جهة.

وطبيعي أن يدعو هيكل منطلقا من الإطار الليبرالي الذي تمثله نظرية التعبير, إلى دراسة الأدب القومي على نحو ما يدرس في (الأمم المتحضرة) أمثال إنجلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة, وأن يقتحم هذا الأدب تاريخه الخاص (بروح الثورة التي اقتحم بها الأدب الغربي تراث اليونان وروما وتراث الكنيسة من بعدهما), وأن يجدد المصريون المحدثون به مصر القديمة (كما جدد الغربيون اليونان والرومان), وذلك في دلالة تعني, ضمن ما تعني أن الهدف من الأدب القومي هو (أن نُقر في مصر حضارة قوية كالحضارة التي أقرها الغربيون في أوربا). والمجرى العام للدلالة في مثل هذه العبارات يسير في خط المشابهة التي تدنى بأطرافها إلى حال من الاتحاد, وتغري بإيقاع التطابق على الأطراف الثقافية التي هي, في آخر الأمر, متباينة من منظور المصالح السياسية أو الاقتصادية. فكيف يمكن التوفيق بين إمكان وقوع التطابق والتباين على علاقة واحدة بين طرفين? هل يحل الإشكال أن نوقع التطابق على وجه من العلاقة والتباين الذي يصل حد التضاد على أخرى? أو نتحدث, مثلا, عن (الآخر) المرغوب ثقافيا والمكروه سياسيا, أو ننتقل من هذه الصيغة التأويلية إلى صيغة ثانية, فنتحدث عن حضارة عالمية جديدة, واعدة, يقودها الآخر المتقدم الذي لابد من السير في دربه, إذا أردنا المكانة اللائقة والموقع المتكافىء بين الأقران, ومن ثم المساواة بالآخر والخلاص من قبضته? ولكن كيف نسير في درب الآخر, والآخر جمع وليس مفردا بحال? وكيف نختار بين الآخرين في مراتب التقدم? ألا يعني السير في درب أي منهم الاتباع الذي هو الوجه الآخر من التبعية? وماذا عن الخصوصية أو عبقرية المكان الذي يتعامد عليه التاريخ الممتد بوصفه عنصرا تكوينيا مائزا للهوية المستقلة? وماذا عن الدور النهضوي الذي يقوم به الأدب القومي في تأكيد وعي الأنا بحضورها الخاص في التاريخ, وإمكان صعودها في الوجود ومن ثم تحرير وعيها من رواسب الاتباع أو التبعية?

بين التشبث والاستقلال

أسئلة كثيرة تفضي إلى المشكلة الجذرية التي تنطوي عليها المفارقة المشدودة بين نقيضين, يجمعهما التضاد في الموقف نفسه بين مبدأ الرغبة في التحرر الثقافي بمفهوم الأدب القومي ومبدأ الواقع الذي ينطوي على استعارة المفهوم بإطاره المرجعي في القيمة. وهو تضاد ينطوي على مجاورة التشبه بالآخر والاستقلال عنه, ومعنى الحضور به وفي موازاته ومواجهته في آن, والسؤال الذي يطرح نفسه إزاء هذا النوع من المفارقة التي يسعى فيها مبدأ الرغبة إلى فرض حضوره هو: هل يمكن أن نعد صياغة مفهوم الأدب القومي على نحو ما صيغ به عند هيكل وأشباهه, بمثابة استعارة لأدوات منهجية لا تفضي إلى الاتباع, ويمكن أن تنقضه عند أول بادرة لظهوره? أم أننا إزاء استعارة لنسق من القيم تتحرك به الأدوات المنهجية نفسها, فلا تفارق معنى الاتباع الكامن في قراره فعل الاستعارة? لو كانت الأولى. فإن المنهج يكون قادرا على الانقلاب والعمل في اتجاه مناقض لاتجاه الأصل المستعار منه بالكيفية التي تحول بها (الجدل) إلى نقيض غايته الهيجلية عند كارل ماركس على سبيل المثال, أو التي يمكن أن يتحول بها مفهوم (الوعي النقدي) إلى أداة عقلية محايدة تضع حتى نفسها موضع السؤال, ولو كانت الثانية كان المنهج قشرة خارجية لدعوى التحرر التي تنطوي على نقيضها, فتكتسب مقلوب صفات غريمها, ولا تعارضه إلا بما يفلح في استحضاره فتكون النتيجة ممارسة تستبدل بالتبعية الاتباع.

الواقع أن موقف هيكل يبدأ من الأولى, في محاولته مقاومة هيمنة المركز الذي انطوى عليه الآخر, فاجتهد قدر ما وسعت طاقة وعيه النقدي ألا يقع في الثانية التي لم تكف عن محاولات الظهور المراوغ بين ثنايا الموقف بسبب مخايلة التباس الآخر الذي لا يكف عن التهديد والغواية معا. هكذا استعار الإطار القيمي للآخر الليبرالي في منطلقاته الأساسية ليضع الآخر نفسه موضع المساءلة في علاقته بإطاره القيمي الذي ينبني على مبادىء الحرية والعدالة والمساواة والتقدم. كما استعار منه الأداة المنهجية التي أراد بها أن يتحرر من الاتباع للأصل الأدبي الأوربي الذي خايله بالغواية, ولذلك كان مفهوم الأدب القومي مفهوما مناقضا للآخر على مستوى الرغبة في التحرر السياسي منه, وشبيها به على مستوى واقع الصياغة الفكرية للعناصر المكونة للقيمة.

هيكل والحضارة الأوربية

وتلك مفارقة لا يمكن فهمها إلا بالعودة إلى جذورها في التوتر الذي تشكلت به ملامح اللقاء الأول بين هيكل والحضارة الأوربية في فضائها الخاص, بوصفه نموذجا دالا على أبناء جيله, بعيدا عن وطنه الذي أصبح حضورا يستعاد في الذاكرة, بواسطة فعل المقارنة الذي لم تخل من تجلياته الظاهرة والخفية كل لحظة من لحظات اللقاء الدالة, وتسجل مذكرات هيكل الشاب في باريس, المكتوبة ابتداء من اليوم السابع من يوليو 1909 إلى يوم الثامن عشر من يونيو 1912, هذا التوتر الدال في أبعاده المختلفة وسياقاته المتباينة, بما يكشف عن علاقة تضاد عاطفي يفرض نفسه على كل استجابة, مراوحا بين الإعجاب الذي يغري بالاتباع, والاسترابة التي تقوم على الخوف من التبعية.

والآلية الدفاعية التي تلوذ بما يمكن أن يكون لدى الأنا, حتى لو كان على مستوى الطبيعة لا البشر, وفي الماضي لا الحاضر, أو حتى على مستوى قلب التراتب مع الإبقاء على بنية التراتب نفسها, كما حدث في النظر إلى الأدب القومي بوصفه تجسيدا للأنوار الروحية الشرقية التي تضيء (ظلمات العصر المادي الذي غمرتنا حضارة الغرب بآثاره). وهو النظر الذي أقام عليه زكي نجيب محمود كل كتابه عن (الشرق الفنان) بعد ذلك ـ أقول إن هذه الآلية الدفاعية هي اللازمة المنطقية لتوتر الفكر الذي يواجه حالا ملتبسا ينطوي على الغواية والتهديد معا, وهي الآلية الدفاعية التي دفعت هيكل إلى أن يعارض طبيعة الريف الأوربي بطبيعة الريف المصري, من منظور العين التي ترى ما يدفع الذاكرة إلى استحضار شبيه ما تراه أو نقيضه بلا فارق كبير, وهي الآلية نفسها التي بدأت منذ سنوات البعثة إلى فرنسا واستمرت إلى سنوات صعود الدعوة إلى الأدب القومي في العشرينيات, تلك السنوات التي دفعت هيكل إلى أن يقول, مثلا, عن نهر النيل: (أين أنت يا أنهار أوربا وأنهار العالم كله من نيلنا السعيد المبارك الغدوات الميمون الروحات?!, ومع ذلك يقدس سكان روما التبر وسكان باريس السين وسكان برلين الأسبري وسكان لندن التيمس?!). إنها الآلية التي تسقط الطبيعة على الزمن, مستعيدة الماضي البعيد الذي تستبدل بمجده الزاهر هوان حاضر التبعية, في المحاجة المضمرة والمعلنة التي تقول: (إذا كان أجدادنا تسنموا هذه الذروة السامية من ذرى المدنية فلم لا نتسنمها نحن كما تسنموها?).

ولكن هذه الآلية الدفاعية, في كل تجلياتها, لا تمحو الوعي الممسوس بالآخر, بل ترده إلى حاضره مرة أخرى, أكثر توترا وأكثر حدة في التعبير عن التباس العلاقة التي تخايل بمعنى الشبيه المرغوب والنقيض المرهوب, والنتيجة هي الكلمات الدالة التي كتبها هيكل في مذكراته عن المدنية الأوربية, في التاسع عشر من يناير 1911. أي بعد ثمانية عشر شهرا من الإقامة في فضاء الآخر, والتي تنطق توتر الموقف كله حين تقول: (هذه المدنية القوية على ما فيها من فساد وشر تكتسح العالم من أقصاه إلى أقصاه, وتعطي لأصحابها من الغلب على غيرهم ما لا يستطيع معه ذلك الغير إلا أن يندمج فيهم ويأخذ مأخذهم, ورغما عن أملي أن توجد أمة تأخذ من مدنيتهم بأسباب القوة والدفاع عن نفسها وأفرادها, وتذر مجالب الشقاء من مواد الترف المتناهية مع الكثرة, فإني ناصح كل أمة لا تستطيع هذا أن تصبغ المدنية الغربية بصبغتها ثم تأخذها إليها).

والجمل التي تتكون من الكلمات ناطقة بما يصوغها من تضاد عاطفي, يجاور بين المعنى الإيجابي لقوة النموذج المحتذى والمعنى السلبي للفساد والشر الملازمين له, ودالة على التوتر بين الغالب والمغلوب في علاقة الغلب, وعلى توتر المغلوب نفسه ما بين الأخذ الذي يفضي إلى الاندماج وعدم الأخذ الذي يفضي إلى وضع أضعف في الغلبة, ويصطدم الأمل الواعد لمبدأ الرغبة في تطلعه إلى أسباب القوة والدفاع عن النفس ومن ثم ترك مجالب الشقاء والترف المهلك, بما يشده إلى قرارة مبدأ الواقع, فيجاور بين معنى الأخذ من هذه المدنية والعجز عن مقاومتها على نحو يفضي إلى الآلية الدفاعية مرة أخرى, ومن ثم النصيحة التي تدعو إلى أن تصبغ كل أمة غير متقدمة المدنية الغربية المتقدمة بصبغتها قبل أن تأخذها إليها.

الغرب بصيغة محلية

ولكن أين تقع هذه الصبغة? وما هي تحديدا? وكيف يتم صبغ المدنية الغربية بالصبغة المحلية أو الوطنية? أتصور أن كتابات هيكل تجيب عن الأسئلة بردنا, أولا, إلى الوسط الطبيعي الذي يتعامد عليه التاريخ الوطني, وتردنا, ثانيا, إلى نوع من التأويل لهذا الوسط من منظور حركة الحاضر الوطني في تطلعه إلى التحرر والاستقلال. وتردنا, ثالثا, وفي سياق لوازم هذا التأويل إلى مفهوم الأدب القومي وممارساته الإبداعية بوصفها الأقدر على إبراز العناصر المحلية ذات الصبغة الوطنية, تلك التي يتم بها تأويل المفاهيم المستعارة عن المدنية الغربية وإعادة إنتاجها من ناحية, ومواجهة إبداعات هذه المدنية بإبداعات محلية مقابلة, تراوح بين الشبيه والنقيض أو الشبيه النقيض, من ناحية ثانية, فلا تفارق في النهاية دائرة الوعي الشقي للتابع الذي يسعى إلى التخلص من التبعية بمعاونة المتبوع الذي يتمرد عليه.

وما قام به هيكل, تحديدا, في إطار هذا التكييف بعد أن اندمج في المدنية الغربية وأخذ مأخذها, أنه نقل عنها مفهوما من مفاهيمها, مستبقيا علاقاته بغيره من المفاهيم الملازمة له, لكنه حاول أن يصبغه بصبغة الوسط الطبيعي الاجتماعي الخاص به, والذي قصد باستعارة المفهوم إلى عونه على التقدم والتحرر من الآخر المستعمر, فأعاد إنتاج المفهوم بما يتناسب, أولا, وتأكيد النزعة التحررية في ثقافته التي تسعى إلى التخلص من وطأة الاتباع لموروث التخلف, واستند إلى المفهوم بعد إعادة إنتاجه في محاولة الكشف عن الوعي الزائف الذي ينطوي عليه معنى الاتباع بوجه عام, مؤكدا, إلى حد ما, ومع بعض الاحتراس بعدا من أبعاد الوعي النقدي للعقل الذي يضع المعتقدات الشائعة, أو المتوارثة موضع المساءلة, والهدف هو تحرير العقل من قيود النقل بواسطة السؤال الذي يخلخل المطلقات, ويؤكد الطابع النسبي لكل معرفة إنسانية, ولم يكن من قبيل المصادفة, والأمر كذلك. أن يكتب في مذكراته (في الرابع من أبريل سنة 1910), مؤكدا أن ليس على البسيطة رأي خال من الخطأ أو خال من الصواب, بل كل يحوي قسما من الحقيقة يظنه صاحبه أشد غلبة عليه حتى تظهر الأيام فساده, والعكس صحيح بالقدر نفسه. أضف إلى ذلك ما كتبه عن فن القصص في العشرينيات, مشيرا إلى ميول العصر العلمية التي تتجلى في الحرص على الطرق التحليلية في البحث, وتدفع إلى التشكك واللاأدرية, وهو ما ينتهي به إلى رفض الفكرة التي تخص العلوم والفلسفة بالتعبير عن الحقائق العارية الكاملة من جميع نواحيها. منكرا إمكان التعبير عن الحقيقة الكاملة, ودليله في ذلك ما يقوم به العلم نفسه من هدم مقرراته الحين بعد الحين, وتغيير منطلقاته في أزمنة متقاربة.

نسبية المعرفة

هذا النوع من الإيمان بنسبية المعرفة الذي لم يخل من صفات وضعية, في ذهن هيكل أو كتاباته هو الذي قاده إلى رفض حدية النظرة التي انتهت باتباع القديم العربي واتباع الجديد الأوربي على السواء. وهي التي دفعت به إلى أن يستبدل بهذه الحدية نوعا من التوسط الذي يسعى إلى أن يصالح ما بين النقائض, أو يجمع ما هو قابل للجمع فيها, بواسطة أداة عقلية توقع الائتلاف بين المختلفات, وذلك في بحثه عن مواز منهجي للخصوصية التي جمعت بها الطبيعة المصرية ما بين النهر والصحراء, ووصلت بها عبقرية المكان ما بين تواريخ شتى لأمم متباينة والتوسط هو الاسم الذي يمكن أن نطلقه على الأدوات المنهجية التي حاول بها هيكل الإفادة من (الآخر) دون الوقوع في الاتباع له, وذلك ضمن تفرقته بين تقليد الغرب واستخدام طرائقه في البحث. وإذا كان التقليد هو الوجه الثاني من التبعية, في الدائرة المتجاوبة لمعنى الاتباع, فإن طرائق البحث هي التصورات المنهجية التي تنبني على حياد عقلي يحرر من الاتباع, وذلك هو ما دفع بهيكل إلى أن يستهل محاولاته الإبداعية في الأدب القومي, ضمن ثورة الأدب, بتوجيه الخطاب إلى القارىء الذي لابد أن يقتنع بما اقتنع به هو من أن تغير طرائق البحث تبعا لما حدث في أوربا واتباعا لديكارت ومن جاء بعده من الكتاب والفلاسفة, ليس معناه إهدار تراثنا بوصفنا مصريين وشرقيين ومسلمين, والانتقال إلى تقليد الغرب في أدبه القومي كتقليدنا إياه في لباسه وطعامه, فكما أن استخدام طرائق مبتكرة جديدة في الزراعة لا يعني أن أترك الأرض المملوكة لي لأذهب أجيرا عند الذي ابتكر هذه الطرق الحديثة, ولكن معناه أن أقف على هذه الطرائق وأعمل على مقتضاها فيما هو مملوك لي. كذلك يجب أن نستعين بطرائق الغرب في بحث تاريخنا وإقامة أدبنا, وفي ابتكار علم يتصل بنا, حتى تكون لنا شخصيتنا ولا نصبح عيالا على غيرنا, ننال من فتاته وننال أضعاف ذلك من زرايته واحتقاره.

وهذا كلام يسعى صاحبه إلى أن ينفي تبعية الاتباع, مؤكدا أهمية التمييز بين حضارة أوربا الليبرالية وروح العلم الحديث, موضحا أن التمسك بروح هذا العلم أو أدواته المنهجية لا يعني التكديس على (أكفان حضارة الشرق) من (صفائح الغرب المستعارة) ما يزيد من جمودها وتكلسها, وفي هذا السعي الذي يقصد إلى تحرير الهوية الوطنية من الاتباع والتبعية, وتأكيد حضورها الخلاق في علاقتها بماضيها, وفي علاقتها بأي طرف مهيمن من أطراف الحاضر, تكمن أهمية مفهوم الأدب القومي وإشكاليته في كتابات هيكل, وربما في كتاباتنا إلى الآن.

 

جابر عصفور