وداع ولقاء

وداع ولقاء

شعر

أبا هاني أأنت مضيت عنها؟

فكيف القول بعدك، والبيان؟

وما الأيام بعدك والليالي

زماناً أو حياة بل مكان

مكان صامت لا لون فيه

فلا شمس ولا قمر مـكـان

مكان ما به أحد أنيس

ولا شيء له خطر وشان

مكان ما به حلم جميل

ولا فعل جليل بل مكان

مكان ما به فكر وفن

ولا شعر وموسيقى مـكـان

مكان به حب ونجوى

ولا لقيا ولا هجر مـكـان

مكان ليس فيه غد جديد

ولا ماض قديم بل مكان

مكان ما به خوف وشك

وايمان، ولا مجد مـكـان

مكان ما به مال وجاه

ولا فقر، ولا ذل مـكـان

لقد كنت الحياة هدى وبرا

وأنت العقل فيها، واللسان

وأنت الرمز للقيم الغوالي

فإن مست فأنت المستعان

إذا ذكروا العروبة، كنت جيشا

له في كل معركة طعان

وإن ذكروا الثقافة، أنت فيها

عطاء مبدع، أو مهرجان

فكم كنت المداد، لذي يراع

وكم رأيا، له أنت الضمان

 

***

 

بنيت الجيل بعد الجيل، حسما

فما منوا، لدى الجلي، ومانوا

وهم بنوا الكويت، وحرروها

وهم تاريخها، وهمو الكيان

وهم قدراتها: فكرا وعلما

ومسئولية، وهمو الأمان

لقد حملوا الرسالة، في إباء

وطاقات، فما وهنوا، وهانوا

عطاء، يا أبا هاني شموخ

وفاء، يا أبا هاني، حنان

 

****

 

رفاق الدرب، قد رحلوا، وكادوا

فأيان اللقاء، متى الزمان؟

فما معنى الوجود، بلا حياة

لها فكر واون وافتنان؟

رفاق الدرب قد رحلوا وكادوا

فأيان اللقاء، متى الزمان؟

 

محيي الدين صابر