سيدة البيت الأبيض.. هيلاري كلينتون امرأة مختلفة مودي بيطار

سيدة البيت الأبيض.. هيلاري كلينتون امرأة مختلفة

من لا يعرفها يجهلها، لكن هيلاري كلينتون لا تهتم كثيرا بتوضيح نفسها أو تجميل صورتها إلا إذا كان الأمر يتعلق ببيل. وبيل العزيز لا يحب أحدا غير نفسه، يقول بعض عارفيه، وربما استثنيت ابنته تشلسى فقط من هذا الحكم الصارم. ما الأمر إذن؟. شركة في السلطة والمال والنجاح على طريقة الحلم الأمريكي، أم علاقة خاصة بين رجل وامرأة أذكى منه "باعترافه " لن نعرف سرها لأنه لا يعنينا؟

أسئلة كثيرة تدور حول الرئيس وزوجته اللذين اختصرا في اسم واحد، بيلاري، وإذا كان الأمريكيون لم يهتموا بخلفيته العائلية التي لا تمنحه الصورة الراقية التي يطلبونها من السياسيين فإنهم غير قابلين للتنبؤ إذا أحكمت الصحافة الطوق حول فضيحة ما، والدة الرئيس التي توفيت في يناير الماضي أيضا، كانت ممرضة مزواجة تصبغ شعرها بالأحمر والأبيض وتقرأ مطبوعات المراهنات في أثناء العمل، لكن يبدو أنها أحبت ابنها ما يكفي لكي تضحي وتقبل بالمراهنة في نهاية الأسبوع فقط، وكلينتون تعجب من برود الإنجليزيات عندما درس في أكسفورد وألقى المحاضرات عن أهمية الجنس على من أراد الخروج معها، لكن لا يبدو أن هذه الهواية ترتبط بقدرة خاصة بحسب أقوال جنيفر فلاورز التي أجابت عن أسئلة خاصة جدا وكشفت الكثير مما كان يجب أن تتركه لكتابها ما دام هدفها المتاجرة بعلاقة مع أقوى رجل اليوم في أمريكا والعالم.

أقوى الأمريكيات الأوائل

هيلاري، في المقابل، أقوى الأمريكيات الأوائل حتى الآن. رآها الجمهوريون عدوة الشعب الأمريكي الأولى بعد صدام حسين، وصوروها امرأة متعطشة للسلطة ونسوية راديكالية ذات آراء خطيرة هدامة مثلها مثل الشيوعية. قالوا إنها توازي بين الزواج والعبودية، وتشجع الأطفال على مقاضاة أهليهم. وما يتهدد البلاد، هو الانحلال الأخلاقي وأزمة العائلة وليس انهيار الاقتصاد والعجز في الموازنة والبطالة كما يقول الديمقراطيون " العزال ".

"هؤلاء الناس "بيل وهيلاري وربما تشلسي " ليسوا أمريكيين " قال ريتش بوند زعيم الحزب الجمهوري. وخاضت زوجتا الرئيس ونائبه الحرب ضد هيلاري إذ أخذت لبربارة بوش "تركت الكلية لتتفرغ للأسرة" صورة مع أولادها وزوجاتهم وأحفادهم وهم اثنان وعشرون شخصا، وقالت مارلين كويل إنها تخلت عن المحاماة من أجل دان "اللامع الذكاء، تعرفونه " والولدين:  " لا يعتقد الجميع "خمنوا مثل من؟ " أن الأسرة تظلم المرأة إلى درجة لا تنجح معها إلا خارجها".

لكن هذا الخطاب السلفي لم ينجح بل أثار الجدل في بلاد تعمل 75 في المائة من أمهاتهم اللواتي لا يزال أطفالهن يذهبون إلى المدرسة، علما بأن هيلاري تحرص على تماسك عائلتها، تدافع عن زوجها وابنتها كلما تعرضا للهجوم. وفي أي حال، أظهرت الاستطلاعات أن الحملة على هيلاري لم تعد بفائدة، فعادت بربارة ومارلين وسائر الجمهوريين إلى المعسكر يفكرون في خطة أخرى.

المرشح الإنجيلي بات ربرتسون قال إن هيلاري من النساء اللاتي يهجرن أزواجهن ويقتلن أطفالهن ويمارسن السحر ويدمرن الرأسمالية. الكلام سهل، ويكفي أن تتفوه هيلاري بعبارة تعبر حقا عن رأيها من دون أن تدرس أثرها الانتخابي لكي تعطي أعداءها سلاحا ضدها، "كان يمكن أن أبقي في البيت وأعد البسكويت " قالت مرة كما تقول أي امرأة عاملة تتأفف من الأعباء المنزلية أو حتى تحتقرها."نسوية نحيفة تريد أن تكون شريكة في الحكم أيضا "رد الجمهوريون فرحين بهذه الذريعة الجديدة لإدانتها. لجأ الديمقراطيون إلى الاستطلاعات فأظهرت أن زوجة مرشحهم تبدو قاسية وحادة. وافقت هذه على الانقلاب على نفسها وصارت تتحدث في المقابلات عن مباهج الأمومة وتحدياتها، كما أنها أعطت مجلة "فاميلي سركل "  وصفة تعرفها للبسكويت بالشوكولا.

الدولة بدلا من الزهور

هيلاري رودهام كلينتون امرأة مختلفة وقدوة لأمريكيات كثيرات. ناجحة بفضل جهدها الشخصي، فصيحة، مستقلة و.. طائشة ما يكفي لتقول إنها إذا انتخب زوجها ستغير عمل السيدة الأولى لتنهمك في أمور الدولة بدلا من تنسيق الأزهار "كما فعلت ليدي بيرد جونسون " أو كتابة مذكرات كلبتها "كما فعلت بربارة بوش التي رصدت ريم الكتاب لمشاريع خيرية"،  ولا يشك أحد في أن هذه المحامية المشهورة لا تستطيع الجلوس قرب زوجها أو خلفه والنظر إليه بعبادة ووله كما فعلت نانسي ريجان التي شكا الأمريكيون من تدخلها في توظيف وطرد كبار العاملين في البيت الأبيض وتلقين الرئيس ما يجب قوله للصحفيين. هيلاري تمثل الحلم النسائي للنساء وربات البيوت معا لنجاحها في التوفيق بين المهنة والزواج والأمومة. لكن هذه " الأمريكية الجديدة" لم تنل المديح الذي تستحقه طوال عام كامل بل بدت خطرا قوميا واجتماعيا لأن الناس يعجزون عن تقبل التغيير الكبير في شخصية المرأة دفعة واحدة، وإن كانوا أمريكيين. مهارتها واعتماد زوجها عليها كمستشارة جعلا كثيرين يقولون إنها هي من كان يجب أن يترشح للرئاسة. قالت مرة "إذا انتخبتم بيل تحصلون علي أيضا" لكن النكتة- ظاهرا- لم ترق للناخبين وأثارت خوفهم من أن يعني ذلك أنها ستشترك في الحكومة. وسارعت مؤسسات الاستطلاع تسأل الأمريكيين رأيهم فرفض ثلثاهم تسلمها منصبا رئيسيا. لكن إذا كان على زوجة الرئيس، تساءل البعض،  أن تعرض طوال الحملة الانتخابية قربه لماذا لا يحق لها إذن أن تقول رأيها فيما يحدث؟.

الأمور لا تجري في الواقع بهذه الطريقة. كل زوجات الرؤساء عبرن عن رأيهن في القضايا العامة لكنهن كن حصيفات وتظاهرن بالعكس. هيلاري لا تعرف التمثيل لكنها تتعلمه، كما يبدو، وتتمسك بحياتها الخاصة قدر المستطاع كي لا يوقعها انفتاحها العقلي في مشاكل هي وزوجها في غنى عنها.

ريح الستينيات غيرتها

كانت تريد أن تصبح رائدة فضاء لكن حسر نظرها منعها من المحاولة. كانت أمها امرأة طموحا حثتها على الاستفادة من الفرص المتاحة لها في أمريكا ما بعد الحرب: "لم أرغب لها بالجلوس في مقعد خلفي ". وحققت الابنة الرغبة، فها هي اليوم الأمريكية الأولى التي تنال من الأضواء أكثر مما ترغب. كانت تؤيد السياسي الذي يفضله والدها عندما ذهبت إلى كلية ولزلي الشهيرة للبنات لكن ريح الستينيات غيرت وجهتها فاشتركت هناك في تنظيم أول تظاهرة للكلية ضد حرب فيتنام. تخرجت بشرف وألقت كلمة باسم حكومة الطالبات التي كانت عضوا فيها، ونشرت مجلة "تايم " بعض ما جاء فيها: "علينا، أنت وأنا، أن نكون حرتين لا في إنقاذ العالم بواسطة حرب صليبية مجيدة ولكن في استخدام كل مهاراتنا في فن تحقيق الممكن ". في جامعة يال كانت مثالية وناشطة سياسية مخلصة وجدية، وذهبت إلى تكساس للمساهمة في حملة المرشح الديمقراطي جورج ماكجفرن. لكنها عملت أيضا لمصلحة المرشح الجمهوري نلسون روكفلر وتساءلت ما إذا كان ممكنا أن يكون المرء "محافظاً عقلاً وليبرالياً قلباً".

في 1975 عملت في لجنة مجلس النواب التي سعت إلى إدانة ريتشارد نيكسون بعد فضيحة "ووتر جيت " التي تجسس فيها الجمهوريون على مقر الديمقراطييين. وردّ لها نيكسون المعروف عندما أدلى بدلوه في حملة الجمهوريين عليها.

تساءل كثيرون عن مدى يساريتها، وردت هي إن محاولة الناس تصنيفها تسفيها. تقول إنها مواطنة تهتم بالفضيلة والمسئولية الشخصية والهدف الأسمى، ويرى عارفوها أنها مزيج من القيم القديمة والمثالية والروح العملية. لكن مثاليتها ليست ساذجة كمثالية جيمي كارتر التي تحولت عقدة عند الديمقراطيين وجعلتهم يتجنبون الحديث عن الأخلاق منذ انتهاء ولايته. تنتقد هيلاري ضياع المعاني وتحول الناس إلى مخلوقات لا أخلاقية تتخذ القرارات التي قد تعني الكثيرين: "علينا أن نخدم أحدنا الآخر وأن نميز أنفسنا بالفعالية في المجتمع والاهتمام بالغير، وعلى الدولة أن تكافئ أصحاب الفضائل وحاملي المسئوليات. يجب أن تنتهي حقبة الأنا (الثمانينيات) لتبدأ حقبة النحن ". ذكرت في مقابلة أن الثمانينيات حملت الرخاء لكثيرين هي منهم لكن موت أبيها جعلها ترى أن الصداقة والوجود مع من نحبهم أهم من المال. تعتبر نفسها محافظة مع أنها تشكل مع مساعديها نقطة الوصل بين الإدارة والفعاليات غير التقليدية وأولها الحركات النسائية. ماذا كان بيل حاكم الولاية المحافظ سابقا يبدو معتدلا فإنها تبدو ليبرالية بالمقارنة معه، وكثيرا ما يكلفها قول ما يريد تجنبه. ويرى موظفون في البيت الأبيض أن دورها يلخص بإدخال الحس السليم على العمل، لكن كلما حدث خطأ ينبري من يتحدث عن "تدخلها في السياسة". قيل إنها أصرت على تعيين امرأة في منصب المدعي العام لأنها لم تستطع توليه بنفسها، وقابلت المرشحات بنفسها لكن أول مرشحتين ما لبثتا أن استبعدتا لأنهما وظفتا في منزليهما مهاجرتين غير شرعيتين. قال البعض إنه لا يمكن مقارنتها بروزالين كارتر التي كانت تحضر جلسات الحكومة، أو اليانور روزفلت التي نابت عن زوجها المقعد في القيام بالجولات والزيارات وسميت " الرئيس البديل "، أو السيدة وودرو ولسون كما كانت تحب أن تسمى، التي كانت مساعدة غير رسمية له. فبعدما أصيب بنوبة في الدماغ شرعت تطلع على كل الوثائق التي توجه إليه، وتحدد من يستطيع مقابلته أو لا من الرسميين. وهيلاري أبعد ما يكون عن نانسي ريجان التي استعانت بالمنجمين لتحديد اليوم الأفضل لقمة رونالد ريجان- ميخائيل جورباتشوف في أيسلندا، وخافت على حياة زوجها خصوصا بعد اعتداء جون هنكلي المعجب بالممثلة جودي فوستر عليه، لأن الرؤساء الأمريكيين الذين انتخبوا في عام ينتهي بصفر ماتوا اغتيالا. وهيلاري معجبة باليانور روزفلت وتعتبرها " مرشدتها الروحية " وهي تستحضرها بفكرها وتسألها النصيحة كلما واجهت موقفا صعبا.

جاذبية خاصة

محدثة لطيفة جذابة ومرحة، تسأل زائرها عن حال أطفاله وتضحك من مفارقات حياتها كسيدة أولى. تجيب بطلاقة عن كل ما يتعلق بالسياسة والفلسفة والقيم، لكنها تبقى فطنة وتتجنب كل الأسئلة الخاصة بالمشاعر والحياة الخاصة. كانت تخاف العيش في البيت الأبيض وبعدما انتقلت إليه أحست بأنها مقيدة، لكنه دفعها مع زوجها إلى القراءة عن تاريخه وسكانه، وكلاهما قارئ نهم. اتهمت بالافتقار إلى حس المرح، لكنها تؤكد أنها تحب أن تضحك وإن كانت تعجز عن الضحك عند الطلب. بعد انتخاب زوجها التقت أصدقاء لها من الثانوية فتذكرت الشباب الذين خرجت معهم وقلدت حركاتهم في جلسة مرحة. تمزج في حديثها مع السياسيين البحث الجدي بالقصص المضحكة، وأكثر رواياتها إثارة للضحك واحدة عن رجل كلفها بدعوى أصيب بنوبة عصبية عندما وجد فأرة في علبة طعام جاهز.

يبدو أنها لا تزال تحتفظ برواسب من أصلها الإنجليزي، فهي لا تستطيع أن تفتح قلبها لجمهور من ملايين الناس، ويقول أصدقاؤها إن حاجتها إلى محبة الآخرين ليست كبيرة. صبورة دءوبة كالنملة وتعمل طويلا قبل أن تتوقع ظهور النتائج. يقول موظف كبير في البيت الأبيض إنها تخيف الناس حولها وتتحكم بهم من دون أن تقول كلمة واحدة. تتذكر الإساءة وتحاسب عليها عكس زوجها. أهل أركنسو يقولون مازحين إن عليك مخاصمة بيل كلينتون إذا أردت شيئا منه لأنه يبذل جهده ليجذبك إلى صفه، أما هي فتتمسك برأيها بلطف، وتتذكر ولا تغفر.

تعرفت على بيل في جامعة يال وتزوجا في 1975. ما كانت اليوم تحمل اسمه لو لم تأخذ هي المبادرة في اللقاء الأول. قال: "عرفت منذ رأيتها أنني سأحبها إذا تعرفت عليها. كنت أستجمع شجاعتي لأتحدث إليها عندما رمت كتابا في آخر قاعة المكتبة الطويلة واتجهت نحوي وقالت: اسمع، إذا بقيت تحدق بي وأنا أحدق بك فعلينا على الأقل أن يعرف أحدنا اسم  الآخر". تخلت عن مستقبل مهني وربما سياسي لامع في واشنطن أو نيويورك لتتزوجه وتساعده علي نيل منصب المدعي العام ثم حاكم أركنسو عندما كان في الثانية والثلاثين. ساعدته في كتابة الخطب وجعلته ينام في وقت محدد، لكنه كان يتظاهر بالنوم أحيانا ثم يرتدي لباس الرياضة متظاهرا بأنه يريد الركض ويقصد إحدى صديقاته. كانت ذات شخصية مستقلة واحتفظت باسم عائلتها لكنها دعمته بكل قوتها عندما فشل في التجديد لنفسه حاكما لأركنسو واعتمدت اسمه لترضي ناخبي الجنوب المحافظ. وتابعت في الوقت نفسه اهتمامها بعملها إذ كانت شريكة في مؤسسة كبيرة للمحاماة وأصبحت مرجعا في ميدان حقوق الأطفال والأسرة وواحدة من أهم مائة محام في أمريكا، إلا أنها بقيت مجهولة على الصعيد العام خارج أركنسو.

لا حدود للأنا بينها وبين زوجها. كل منهما يفرح بنجاح الآخر كما يبدو ويضحي من أجله مادامت فرصة النجاح أكبر. فكرت في 1990 في ترشيح نفسها لمنصب حاكم أركنسو وكان سيتنحى لها، قال، لو رأى أنها ستنجح. وعندما كشفت جنيفر فلاورز علاقته بها وقفت هيلاري إلى جانبه وكان عليها أن تتحمل امتهان كرامتها واستقلالها بالإجابة عن أسئلة تخصها وحدها. ظهرت معه في برنامج "خمسون دقيقة" الذي شاهده الملايين لأنه كان يسبق " السوبر بول " رياضة الأمريكيين المفضلة. كان أداء كلينتون رائعا ونفى ارتباطه بعلاقة مع أحد، لكنه أقر بارتكابه أخطاء وتسببه بآلام في زواجه، وهو تعبير آخر للخيانة. مع ذلك احتفظت هيلاري برباطة جأشها وقالت إن على الزوجة أن تقف إلى جانب رجلها، تماما كما كانت جدتها ستقول على الأرجح.

تغطية للخيانات

لا يمكن القول إن مدحه المستمر لها تغطية لخياناته واعتذار مبطن أو رشوة. يقول إنها أذكى منه وأكثر تنظيما وضبطا للأمور، وهي كانت فعلا مستشارته الأولى عندما كان حاكما وربما اليوم أيضا. مكتبها قريب من مكتبه في الجناح الغربي للبيت الأبيض في حين عملت زوجات الرؤساء السابقين في الجناح الشرقي البعيد من مكتب الرئيس. مهنتها تساعدها في جمع المعلومات واتخاذ القرارات، ويذكر بعض العارفين لها أنها أفضل من زوجها في المجال الاستراتيجي، لكنه مفكر أفضل منها على المدى الطويل، لذا يشكلان معاً ثنائيا قويا. تجمعهما صداقة واحترام لقدرات الآخر، وعندما كان حاكما لأركنسو رأست لجنة إصلاح النظام التربوي وأدخلت اللغات الأجنبية إليه. وكلفها مهمة الإصلاح الصحي عندما صار رئيساً فتوقع كثيرون أن تفشل كغيرها وأن يؤثر عملها مع زوجها على علاقتهما الشخصية، لكن المشروع مر دون ضجة. يقول أصدقاؤها إنها نزيهة وشجاعة ومتمسكة بما تؤمن به عكسه. ويعترف هو بفضلها كلما حانت فرصة ويتحدث عن إخلاصها في العمل وتفانيها في مساعدته.

عندما يستقبلان الأصدقاء تجلس قربه وتصغي إليه وهي تمسح كتفيه. وردت على الأنباء المتجددة عن علاقاته السابقة بتقبيله ومسح ظهره عندما غادر البيت الأبيض للمشاركة في تشييع أمه. حركة تشبه مداعبة الأمهات لأطفالهن لتهدئتهم وبث الطمأنينة في نفوسهم. تحرص على الذهاب إلى مدرسة تشلسي عندما تلعب كرة القدم. وتترك مكتبها لتراها عند عودتها بعد الظهر وتراجع فروضها أحيانا. وككل أم أزعجتها خسارة ابنتها صديقاتها عندما ذهبت إلى واشنطن وسجلت في مدرسة هناك. تقول عنها صديقة إنها أكثر الأمهات اللواتي تعرفهن تقليدية لتمسكها بنظام صارم للسهر والخروج من ابنتها. صعقت عندما سخر برنامج تلفزيوني من شعر تشلسي وجسر التقويم على أسنانها ومنعت الموظفين من الإجابة عن أي سؤال يتعلق بها. قالت إنه "من المحزن أن ليس لدى الناس ما يفعلونه غير التصرف بنذالة مع الأطفال ". ومن الروايات التي سرت عن علاقة الأم بابنتها أن ممرضة المدرسة أخبرت تشلسي يوما أنها تحتاج إلى إذن من أهلها قبل أن تعطيها الأسبيرين فقالت الفتاة: "أمي مشغولة كثيرا. اتصلي بأبي ".

ففي تموز الماضي رافقت هيلاري زوجها في زيارة رسمية إلى اليابان. هناك سألته طالبة في جامعة وسيدا عن رأي الأمريكيين بعمل السيدة هيلاري كلينتون ورأيه هو بها كشريك سياسي. نظر كلينتون إلى أعلى وتحرك في كرسيه قبل أن يؤكد إيمانه بالمساواة بين الجنسين ويضيف: "كلانا محام ومعظم من يعرفوننا يعتقدون أنها المحامي الحقيقي ". أما هيلاري فبدا وجهها جامدا كعادتها في المواقف المزعجة. لو كانت طموحا سياسيا لما قبلت بمهمة الإصلاح الصحي التي تعتبر مقبرة السياسيين، قال أصدقاؤها. ربما كانت ترى حقا أن نجاحه نجاحها، وأن تبقي في الظل مادام الجميع يعرفون تأثيرها، ومادام هناك من يقول إنه هو ظلها.

 

مودي بيطار 

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية  
اعلانات




سيدة البيت الأبيض - هيلاري كلينتون امرأة مختلفة





الرئيس بيل كلينتون وهيلاري وابنتهما يحيون المؤيدين في الانتخابات الأخيرة





هيلاري تتبنى مشروع الرعاية الصحية