هل يستنسخ البشر؟

هل يستنسخ البشر؟

لعل أكبر وأخطر أسئلة موضوع الاستنساخ هو ما يتعلق بالنوع الإنساني

إذا سمعنا قبل أن ينتهي القرن بإنتاج نسخ " فوتوكوبي" إنسانية فيجب إلا نصدم، فالعلم لا يعرف المستحيل. المستحيل هو في عقولنا فقط، بسبب بسيط لأن الكثير من المستحيلات هي صورة ذهنية لا أكثر، فإلانسان يسبح في اللحظة الواحدة بين الممكن والصعب والمستحيل، ولكن المشكلة أنه لا يعرف الفروق الواضحة بين هذه الحدود الثلاثة.

ولكن قبل ذلك ما هي أبعاد الزلزال العلمي الجديد الذي انفجر في الأرض الاسكتلندية بأكثر من عشرة ريختر اجتماعي؟ نريد أن نعرف بالضبط ما الذي حدث بعيدا عن التهويل، وحمى الأساطير، وروح المبالغات، كما عرض في العديد من المجلات بهذه العبارات :

" أعظم من القنبلة النووية، وأفظع من اكتشاف كوبرنيكوس، وأهم اكتشاف في القرن العشرين" ! بدأ العلماء يخلقون الإنسان" ! إلى درجة أن مجلة " إيما Imma " الألمانية بشرت بمجتمع النحل الإنساني الانثوي الجديد، حيث لا وجود للذكور، ما دمنا تحكمنا في جنس وعدد إنتاج النسخ الإنسانية ! ومادام الذكور هم المفسدين في الأرض المدشنين المبرمجين للحروب في التاريخ ؟ في حمى خرافية تدشنها الصحافة غير المسؤولة، وروح السبق الصحفي بأي ثمن، ولو على حساب الحقيقة.

ما حصل لو اختصر بكلمة لا يخرج عن عمل أي فلاح أمي في الحقل، يأخذ غصناً من شجرة فيزرعه، فتخرج شجرة مثل أمها تسبح الله الخلاق العليم، ولكننا اعتدنا ان نصدم بما لم تعتد عيوننا رؤيته، فنثمل للرؤية، ونترنح أمام الجديد، في غيبوبة نستيقظ منها بعد حين، لنعرف أن الكون يمشي في جدلية فلسفية عجيبة، فمع كل حركة تقدم، نكتشف أن الكون تنفتح زاوية المعرفة فيه أكثر فأكثر، في رحلة سباحة إلى اللانهاية والمطلق.

من المهم أن يشرح الحدث ضمن حده الطبيعي فلا تبخس قيمته، ولا يهول من آثاره، ويتم التعامل معه ضمن إطار الحقيقة العلمية، من أجل تحقيق الاستفادة منه، فيحرص على تقديمه بشكل شهي من الطلاء الأدبي، والدسامة العلمية، والعمق الفلسفي، والنافذة الإيمانية.

ما الذي حدث؟

استطاع العالم الاسكتلندي " إيان ويلموت " (Ian Wilmut ) أن يولّد للعالم نعجة أعطاها اسماً يعني الدمية " دوللي Dolly " ليس عن طريق التلاقح الطبيعي الذي يتم بين الكائنات الجنسية، بل عن الطريق الجسدي، وبذلك استطاع الذكاء الإنساني، أن يفصل بين " الجنس والإنجاب " في مستوى الحيوانات الثديية، التي ننتسب إليها، وهذا يعني بكلمة مختصرة وواضحة أن الطريق إلى إنتاج الإنسان بهذه الطريقة أصبح مفتوحاً ولا يحتاج إلا إلى الوقت، وربما بفضل التساعر العلمي نفاجأ بهذه النسخ الإنسانية تدب على الأرض، كما حدث مع أجنة أنابيب الاختبار التي صعق العالم يومها عندما سمع الخبر.

النسخ الإنسانية هذه تتم صناعتها عن طريق أخذ المادة الوراثية بنفس الطريقة التي تمت عند النعجة، وزرع الخلية في رحم امرأة، ليخرج إنسان يشبه بنسخة مطابقة للنسخة الأصلية، والمثير في الإنجاز الجديد أن الجنين المتشكل لن يكون خليطاً من سبيكة وراثية، نصفة من الأم ونصفة من الأب، بل سيكون نسخة صادقة دون أي لطخة تزوير عن النسخة الأصلية التي خرج منها، فالكائن الجديد بهذه الطريقة لن يكون مزيجا من إنسانين، بل نسخة مطابقة تماماً للإنسان الذي اشتق منه، وكأنه بهذه الطريقة نسخة " فوتوكوبي" عنه، باستثناء أن الجنين الجديد مختلف في العمر، بمعنى أن المرأة التي ستلد هذا الإنسان الجديد، إذا كانت في عمر الثلاثين، فإن الطفل الجديد سيبدأ رحلته بمثل شكلها حذو القذة القذة، بما فيها البصمة والابتسامة وغمزة الوجنة وتكشيرة الوجه، ولكن بعمر براءة الطفولة وربيع العمر الجديد، فترى التي أنجبت أمام عينيها مسحورة مدهوشة، كأنها هي التي تبدأ حياتها من جديد، وليست هي، مرددة قول ملكة سبأ " كأنه هو " ؟ فهذه النسخة الجديدة هي هي، وليست هي !! في مفاجأة بيولوجية يضحك المرء منها ويتعجب؟ عندما يرى الإنسان نفسه ليس في المرآة، بل في مرآة الطبيعة، كما في قصة سندباد والجن والأزرق، حينما رأى نفسه يقاتل ليس خصماً واحداً، بل سلسلة لانهائية من نفس الصورة. ولكن النسخ الإنسانية ليست مثل لعب أشعة الليزر والهولوجرام، بحيث يخيل إليك من سحرهم أنها تسعى بل هي نسخ حقيقية واقعية مائة بالمائة، والأعجب هو أن هذه النسخة ليست من نوع النسخة اليتيمة التي لا تتكرر، بل يمكن إيجاد نسخ حسب الطلب بأعداد لا نهائية، بمعى أن جسم كل واحد منا، تحول بهذه الطريقة، إلى ماكينة إنتاج لنسخ " فوتوكوبي بيولوجية " لا نهائية عن شكله المتفرد.

وثورية هذه الطريقة، أي التكاثر العذري الجسدي، أنه يختلف عن التكاثر أو الاستنساخ الجنسي، وقصة الخلق العجيبة تتم عندما تعلن بداية الحياة لخلية ملقحة، وهذه تتم في اجتماع أي مرأة مخصبة مع رجل مخصب، فتتم باقتحام الحيوان المنوي البويضة الناضجة، بعد انصبابه وارتشافه من محقنة الرحم التي يتضاعف امتصاصها مع العملية الجنسية، فيخترق الرحم على عجل زحوف متدفقة من الحيوانات المنوية في ماراثون، من تدفق عشرات الملايين الزاحفة من الحيوانات المنوية، في عرس فريد من نوعه للفوز بالاقتراب من البويضة، والالتحام معها، فإذا وصلت الحيوانات المنوية إلى الثلث الوحشي البعيد من البوق عند المرأة، تستقبل البويضة فرحة مستبشرة الفارس الأول في السباق منهم، فتمنحه نعمة الدخول إليها والالتحام معها، والبدء في عملية الخلق الرهيبة. لاحظ العلماء الذين سبقوا " جيري هول" أن الخلية الملقحة عندما تبدأ بالانقسام وهي في رحلتها عبر البوق إلى الرحم، أنها وتمامأ قبل الانقسام الرابع، أي عندما يصبح عدد الخلايا ثمانية، أنه يمكن أخذ سبع خلايا ودفعها إلى التبريد في سائل النشادر 160 تحت الصفر بحيث تتوقف الحياة ولاتموت برحلة أهل كهف جديدة، لاتمتد إلى ثلاثة قرون بل حتى عشرة آلاف سنة؟ كما يتم اليوم في البنك الخلوي الأمريكي ( Amrican Type Culture Collection ) في روكفيل ضاحية واشنطن، وتترك الخلية الثامنة تتابع حياتها الرحمية فتنتج كائنآ كاملأ لاشبة فيه.

السر قبل الانقسام الرابع

والسر عند هذا الانقسام الرابع بالذات، أن الخلايا نبدأ بعدها في التخصص، ففصلها عند هذه المرحلة الحاسمة يجعلنا ننتج بدلآمن كائن واحد ثمانية كائنات، دفعة واحدة أو بالتقسيط، و "جيري هول " كان له الأسبقية في جرأته- على عادة الأمريكين- أن يسبق غيره عندما أعلن اختراق الحرم " التابو" الإنساني فقام بالاستنساخ الإنساني فيه، ولكن مشروعه ئم إيقافه ليس تقنيأ بل لإعتبارات قانونية وأخلاقية، والجدير بالذكر أن الاستنساخ الجنسي من هذا النوع تم تصنيع الحيوانات فيه من العجول والخرفان والأرانت والضفادع بنجاح كامل، مشروع الاستنساخ على الضفادع بعيد العهد وقد نجح فيه العلماء بالشكلين سواء الجسدي أو الجنسي، وكانت التوقعات أنه سيمر وقت طويل قبل النجاح في المشروع الإنساني، ولذا لأن ا لإنجاز الجديد الذي دشنه الاسكتلندي "إيان ويلموت " كان متوقعآ ومنتظرآ تحصيل حاصل.

إن رحلة التقدم العلمي قديمة، والثورة البيولوجية الحديثة تمتد ربما إلى عام 1543 م، عندما تم اختراق "تابو" تشريح الجسد الإنساني على يد فيساليوس، على النحو الذي سماه المؤرخ الأمريكي " ويل ديورانت Will Durant " عام العجائب.

يعتبر عام 1543م عام الانقلاب الكوني وسنة العجائب، ففي هذا العام تم اختراق ثلاثة فضاءات معرفية جديدة على صورة انقلابية، وتم تجاوز " التابو " معه بكل إشكالياته. في هذا العام تم زلزلة فكرة النظام الكوني، وفيه تم اختراق الجسم البشري فوقع تحت مشارط المشرحين ومباضع الجراحين، وتم رسم خارطة العالم من جديد في جغرافية مستحدثة، وبذلك رسمت الكرة الأرضية، وشرح جسم الإنسان، والكوسمولوجيا الكونية، على نحو مختلف، ونشأة مستأنفة، وخلق جديد.

في هذا العام انهار النظام الكوني وولد علم الكوسمولوجيا، وفيه انقلب التصور عن تركيب البدن الإنساني وتشريحه، وولدت علوم البيولوجيا الحديثة ومعها الطب، وحقيقة تركيب جسدنا الآلة المعجزة، في أول أختراق معرفي بيولوجي، ومعه كل الثورة العقلية الجديدة، الذي يشق الطريق الآن إلى أحدث إنجازاته الثلاثية، في جراحة الجينات في الأرحام (Gen - Surgery ) والاستنساخ (Cloning ) والجراحة عن بعد (Tele - Surgery ) فعندما عرف ما في الأرحام بمال فيها التركيب الجيني، دفع النهم العلمي وعشق المعرفة الإنسان، للتدخل في أخطر عملية على التبديل الإنساني، بالتلاعب في شيفرة وخارطة هندسته.

وبانهيار تفسير أساسيات الكون، انهار مركز الإنسان، وتفسيرات البشر، وتأويلات العلماء ومع موت العالم القديم، ولد العالم الجديد الذي ننتسب ولا ننتسب إليه، في جدلية متناقضة عجيبة غريبة، لأنه عالم لم نشترك في صناعته.

أما الزبد فيذهب جفاء

العلم يستعد الآن إذن لفقرته الأخيرة، في إنتاج الإنسان الجديد من خلال الاستنساخ الجسدي لا الجنسي، فالتقدم الإنساني لا يعرف التوقف، وبين الحين والآخر يفاجئنا بهزات تشبه الزلزال، درجاته من مستوى عقلاني واجتماعي، فإذا كان الدش ينصب اليوم فوق ظهر كل سطح، فلن تكون مشاهد التقبيل هي محرض شراء هذه الأجهزة في النهاية، كما حصل مع أول تدشين للفيديو، حيث هرع الناس لرؤية اللحم الأبيض البض، كما يفعلون اليوم في مناطق العطش الجنسي، فكانت أفلام الجنس في ألمانيا هي الرائجة، حتى زهقت منها النفوس وملت وشبعت إلى درجة القرف والغثيان، فتراجع الاستهلاك من 70 % إلى أقل من 20 % في فترة قصيرة كما جاء في إحصائيات مجلة الشبيجل الألمانية، تحت فعالية القانون القرآني، أن " الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض " فبعد أن دشنت الطبيعة قبل نصف مليار سنة الجنس طريقة للتكاثر، تمكن الذكاء الإنساني من إلغاء الجنس كوسيلة وحيدة للتكاثر، فيمكن الآن إنتاج كائنات دون اتصال جنسي، عن طريق التكاثر بطريقة عذرية، بواسطة الخلاية الجسدية وليس الجنسية، ومع بداية استنساخ الكائن الثديي الأول " النعجة دوللي Dolly " انهار سد بكاملة، فتم فتح الطريق لتقدم علمي جديد، ولم يبق أمام القفزة الأخيرة لإنتاج نسخ إنسانية وبأعداد حسب الطلب سوى رمية حجر.

الأخلاقيون يحرمون، والناقدون يشككون، هل يمكن فرملة التقنية الجديدة ودفعها باتجاه قناة مدروسة بدقة؟ والرئيس الأمريكي كلينتون يهرع فيستدعي المجلس " الأخلاقي الحيوي " المكون من 18 عضواً لإعادة النظر في القوانين، كون أمريكا كانت أكثر دول الأرض تشجيعاً دون تحفظ على المراهنة البيولوجية الجديدة، باعتبار أن كنز المستقبل وأسراره، وكذلك أرباحه في الأرض البيولوجية الجديدة، هي في خزانة مستودع الجينات، وضمن كلماته في السر المكنون في اللوح المحفوظ في الكرموسومات ولغة الجينات فمنها سيقهر السرطان ويتم طرد الإيدز وتستنبت الأدوية الجديدة، فالعصر القادم هو عصر الجينات، بما هو أثمن من بحار البترول، ومستودعات الماس، وكنوز الذهب والفضة!

أعظم من الخيال

القفزة الجديدة التي تم اختراقها في معهد روزالين في منطقة أدنبرة في اسكتلندا بإنتاج النعجة " دوللي Dolly " دون أب واحد ولكن من ثلاث أمهات، مادة وراثية من الأم الأولى دون خلية، وخلية منزوعة المادة الوراثية من الأم الثانية، وزرع التشكيل الجديد في رحم نعجة ثالثة، يحرك الكثير من التساؤلات العلمية، إلى أين تمضي الرحلة؟ ماذ سيحمل الغد من مفاجآت ؟ وكأن المستحيل هو في عقولنا فقط، فالعلم لايعرف المستحيل، ولكن قصة "دوللي " تقرب إلى عقولنا المغزى الفلسفي العميق خلف ولادة المسيح دون أب باستنساخه من أم واحدة، وكذلك فكرة البعث من عظم عجب الذنب، وولادة سارة بعد أن أصبحت عجوزاً عقيماً، فأمكن للطب الحديث أن يمنح امرأة عمرها 62 سنة، إمكان أن تتمتع بحمل طبيعي، تستقبل الولادة في صرة تصك وجهها وتقول: عجوز عقيم. العلم يفكر الآن بالحفاظ على العبقرية الإنسانية، ليس فقط من خلال المحافظة علي التراث الفكري وماكتبه أولئك المتميزون، ولكن بالمحافظة عليهم هم بالذات في كامل تركيبهم البيولوجي، فمكتبات المستقبل ليست فقط ورقاً، بل كائنات بيولوجية كاملة، فأي شخصية عظيمة يمكن استنباتها من جديد، بما يشبه البعث البيولوجي. يكفي الآن خلية واحدة من مومياء رمسيس، أو جمجمة ديكارت، أوعظام أينشتاين، أو أي عظيم تحتفظ الطبيعة برفاته، أن تعاد منه عملية الاستنساخ، ليخرج لنا كائن بيولوجي كامل. نسخة بيولوجية كاملة غير ناقصة غير مزورة من الكائن المطلوب، تحت دهشة لاتصدق وهو يتنفسه من مرقده مذهولآ من هذا البعث غير المتوقع. ومع هذا الانتشار الجديد سوف يحصل أفضل بكثير مما تخيله جوليان هكسلي عام 1923 م، وتوقع حدوثه بعد 600 سنة، سيفتح الطريق إلى فصل الجنس عن الإنجاب، فتتخلص المرأة من كل أنواع موانع الحمل وإشكالياته، وترتاح من حلم غير مريح يخض في أحشائها 270 يوما، ويتم الحصول على ذرية مرغوبة بشدة، منتقاة بعناية مفحوصة ومراقبة بدقة، بفحص الخلية الملقحة لمعرفة كامل تركيب المادة الوراثية، ثم الدخول من خلال جراحة الجينات، لإزالة الأمراض الخلقية من عيب وراثي كما في مرض الكولسترول العائلي القاتل، أو هبل المنغولية، أو فقدان الذاكرة عند مرضى الزهايمر، وتعديل إلاستعداد لإصابة ما مثل احتشاء القلب، فينتج إنسان يتمتع بالخلق السوي. وهذه ليست شركاً بالله ولا خللآ في الطبيعة، بل هي وظيفة وكيل عام خوله الله إياها بموجب عهدا الخلافة، منذ أن برمج دفعه إلى الوجود، وعندما كان الفيلسوف إقبال يناجي الله ويبث شكراه أن الكون لايعجبه، كان الجواب يا إقبالا اهدمه وابن أفضل منه! سيتم التحكم في الجنس وعدد الذكور والإناث، وسيتم التخلص من جينات الإجرام والحقد والإحباط وداء باركنسون والجنون. سيتم الإمساك بعنق السرطان، مادام يحوي معه سر الديمومة والاستمرارية في الحياة، ثم الوصول إلى سر تجدد الخلايا، فالنعجة دوللي حصل لخليتها المبرمجة في عمر ما، نوع من الانقلاب الرجعي إلى بداية رحلة الحياة، مثل ربط الساعة وتوقيتها، عندما يعاد كل شيء إلى الصفر، ليبدأ من نقطة الصفر، فيمكن بهذه الطريقة الاقتراب من سر امتداد عمر نوح إلى ألف سنة إلا خمسين عاما، فلاشك أن هناك سرا بيولوجيا خلفه. وسيتم زراعة أعضاء جديدة حسب الطلب، من كبد خارت عز. يمته، وكلية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وقلب مرتخ يعلعل، وفشل بنكرياس أغرق الجسم بطوفان سكري، أوالمحافظة على سلا لات راقية رشيقة للحصان، العربي من نوع "رئيفة" التي بيعت بحوالي مليون ريال فـي السعودية، من خلال استنساخ أعداد بما تشتهيه قلوب محبي السباق، أو تعويض خسارة حبيب لزوجة وطفل، وأم وأب وصديق غال، على الأقل لشكل اندثر وغاب وزحف إلى جدران الذاكرة. ومع الدشوش الفاغرة أفواهها النهمة يوميا تترقب خبر السماء، تقلب وجهها باتجاه الأقمار الشاردة في الملكوت الهاوي، سيتم تغيير العقل الإنساني وآليات تفكيره، ويعم العلم، ويتوقف عهد الكذب السياسي، وتنتشر روح الديمقراطية، وسيتم اقتراب البشر من بعضهم البعض أكثر وفهمهم بعضهم بعضا بصورة أفضل، وتلغى العبودية الخفية بعد أن ألغيت أسواق بيع البشر ولحومهم، وهذا مفهوم عجيب، فلاحاجة إلى فتوحات عسكرية، فمن عنده فكر أفضل سيسيطر على العالم. وليس من يملك تكنولوجيا متقدمة، فالعالم اليوم مسحورا، ويحتاج إلى المعوذات الثلاث لإبطال سحر ملك الجان.

لا حدود للبحث العلمي ولايمكن محاصرته فطبيعته تقدمية، ولاخوف من التفكير. لأن أعظم مافي الإنسان جهاز التفكير، ولا هرطقة للمتخلف في الرأي، ولاقتل أو تصفية للآخر الذي نكمل أنفسنا بوجوده، فأصبحت قضية التقدم العلمي ليست في إلغاء الآخر بل إيجاده، فهذه أفكار مفصلية. في التأسيس العقلإني، والسلام الاجتماعي وإمكان العيش المشترك، وشرط الانطلاق الحضاري.

 

 

خالص جلبي

 
  




هل يأتي الغد بماكينة لنسخ البشر





بعضهم يحلم بعشرين نسخة من مارلين





لوسي أول طفلة أنابيب