عزيزي العربي

عزيزي العربي

عبدة الشيطان

..رئيس التحرير

خبت الضجة الإعلامية التي تفجرت فجأة عن جماعة (عبدة الشيطان), بعد إفراج النيابة العامة في مصر عن آخر دفعة من المتهمين في هذه القضية, التي جعلت الناس تعيش أياما (لاترى ولا تسمع ولا تتكلم) إلا عن هذه الجماعة وطقوسها الغريبة.

إن هذه القضية حتى وإن كانت محدودة العدد من الشباب الصغير السن, والمحدود الفكر والهدف والتي خرجت من وسط أكبر العواصم العربية وأكثرها ازدحاما, يجب أن تظل دروسها باقية, منعا لظهور جماعات مماثلة في المستقبل.

وإذا كنا لا نتفق مع من طالبوا بإقامة الحد على هؤلاء الفتية, فإن ذلك لا ينبع من إهمال متعمد لجانب العقيدة, بل لضرورة التماس العذر لهؤلاء الشباب الذين فشل المجتمع في اجتذابهم ولو من بعيد كما فشلت المؤسسات في كبح الجماح الفكري لهم, وترويضه بالفكر الصحيح والمنهج السوي, في واحدة من (جوقات) العصر الشديد الصخب.

لقد جاء العلاج الأخير لهذه المشكلة بطريقة التسكين, ولكن ما يجب الدعوة إليه هو مطالبة المؤسسات الفاعلة والأقلام الإصلاحية القيام بإعطاء جرعات متتالية من الإيمان لهؤلاء الحائرين على الدرب.

محمد عبدالفتاح المتولي
دكرنس ـ مصر

ونقول

بغض النظر عما صاحب هذه القضية من انفعال وهو أمر ناتج عن حجم الذهول الذي شكل مفاجأة صاعقة لمعتقدات البشر وتحديا جامحا لعاداتهم وتقاليدهم الراسخة. فإن معالجة الأمر يجب أن ينطلق بشكل جديد, يمكن من خلاله سد الفراغ الفكري الهائل الذي يعانيه هؤلاء الشباب والذي يجعلهم عرضة للانجذاب نحو الأفكار الشديدة الخواء, والبعيدة تماما عما يجب أن يتسلح به هؤلاء من علم وثقافة ومعرفة لمواجهة التحدي الحضاري الذي يفرضه إيقاع عصر شديد التسارع ومتخم بكل إنجازات العلم.

ولذلك فإن منع ظهور جماعات شيطانية جديدة, يجب أن يبدأ من الآن, بتضافر الجميع من رجالات الفكر والدين والسياسة, لتوجيه الشباب نحو ما يجعل منهم أعضاء نافعين لمجتمعاتهم, وعناصر تضيف جديدا إلى إنجازات السابقين, لا مجرد نماذج تستهويها قشور لامعة وزائفة, لا تدرك من الحضارة إلا نفاياتها.

المحرر

توضيح

وردنا من الدكتور مدحت مريد صادق التوضيح التالي:

(قرأت في الصفحة السابعة من العدد (459) فبراير 1997, تعليق الأخ القارىء نجم بحصاص على المعادلة التي وردت بمقالي الذي نشر في العدد (456) نوفمبر 1996 تحت عنوان (أنفاس معدودة للجميع), وأود أن أشير إلى أن قراءة المعادلة تستقيم باعتبار الكمية (-87, 0) أساً لـ (ع), وبما أن ذلك الأس سالب فإن المقدار (ع) ـ 87, 0 يقل كلما ازدادت (ع) وفي الطباعة لم يظهر الأس (- 87. 0) أعلى مستوى السطر كما ينبغي, فبدا للقارىء وكأنه مطروح من (ع). فإذا أخذنا ذلك في الاعتبار ـ أي أن (ع) مرفوعة إلى أس يساوي (- 87. 0) وليس المقدار -87. 0 مطروحا من (ع) كما ظهر في الطباعة ـ فإن حساب عمر الحيوان الذي يدق قلبه 600 مرة في الدقيقة (وهو المثال الذي أشار إليه القارىء) يتم طبقا لتلك المعادلة هكذا:

عدد سنوات الحياة = 950 ×(ع) - 87. 0

أي عدد سنوات الحياة = 950 × 600 - 87. 0

= 950 × 0038. 0

= 3.6 سنة.

وإني إذ أشكر القارىء الكريم على رأيه في المقال, أحييه أيضا لدقته في القراءة.

الاعتدال والوسطية

..رئيس التحرير

في عدد العربي (457) ديسمبر 1996 ربط الدكتور محمد الرميحي بين أزمة المثقف العربي وبين إهداء صدام حسين مسدسا للمفكر الراحل أحمد بهاء الدين, وذلك في حديثه الشهري في وداع الأستاذ أحمد بهاء الدين (الاعتدال والوسطية). والذي يعكس بوضوح مدى تلك الأزمة التي يعاني منها المثقف العربي والتي تتمثل في رقابة السلطة على كل ما يكتب حتى أصبحت تلك الرقابة جزءا من ضمير الكاتب نفسه وهذا بالطبع لا يمثل كبتا لحرية الكاتب فحسب ولكنه يحرم المجتمع من ثروة فكرية هائلة لا يستطيع الكاتب التعبير عنها خوفا من القمع, ولا يفوتني في هذا المجال الإشارة إلى أن أسلوب القمع هذا ليس مقتصرا على المجتمعات العربية فحسب ولكنه واضح الأثر في المجتمعات الغربية التي تتشدق بالديمقراطية ولعل أوضح مثال على ذلك ما تعرض له المفكر الفرنسي روجيه جارودي من هجوم عنيف عندما كتب يكشف عن زيف المعتقدات اليهودية, وفي مقابل ذلك تحمي بريطانيا الكاتب سلمان رشدي على الرغم من هجومه العنيف على الإسلام, في إشارة واضحة إلى أن هذه المجتمعات تتخلى عن الديمقراطية المزعومة عندما تتعارض مع مصالحها.

إسماعيل عبدالحميد نافع
فاقوس ـ مصر

تاريخ على جناح طائر

.. رئيس التحرير

تميز مقال الدكتور شاكر مصطفى تحت عنوان (التاريخ على جناح طائر) والمنشور في العدد (458) يناير 1997 بالدقة والصياغة الأدبية الجذابة لمعلومات تاريخية مهمة في تاريخنا القديم والحديث. فقد استطاع الكاتب أن يحقق للعنوان دلالة حقيقية من خلال الطواف على المفاصل الزمنية ـ السياسية والمنعطفات الكبرى لمسيرة الأحداث التاريخية العربية والشيء الأهم من ذلك ربطه بين الأحداث وانعكاساتها على الحياة الاقتصادية والثقافية والأمنية للسكان في مختلف الأقاليم وهو بربطه هذا وظف التاريخ في رؤية موضوعية للحقائق المستورة التي ترتبط به وهذه الرابطة سمة مفيدة جدا للباحث التاريخي.

ولكنه في نهاية المقال وعندما وصل إلى الشاطىء المعاصر لوضعنا الحضاري تراءت الصورة قاتمة غاضبة ساخرة وهذه الصورة ـ ونحن متفقون مع الدكتور شاكر مصطفى ـ لا يستطيع إنكارها أحد ولذلك أريد أن أعقب على هذا الرأي مع احترامي الفائق لكل الآراء:

إن الدرس المستفاد من تاريخنا ـ نحن العرب ـ هو أن فترات الازدهار في جميع المجالات تتقاطع تماما مع فترات الوحدة والمركزية والتكامل وحشد كل الإمكانات في سبيل هدف عام, وعلى ذلك تكون هناك وحدة للهدف واتفاق على وسائل تحقيق ذلك الهدف وفق سياسة مركزية, ولكي نجلو ظلام الحاضر ونحسن وضع الصورة الموجعة لتاريخنا المعاصر يجب أن نعمل ما بوسعنا على إعادة سلوك نفس الطريق السابق أعني طريق الاتحاد والتكامل للهدف وطرائق تحقيقه من خلال التنسيق بين أمصار العروبة والإسلام لردع المعتدين والطامعين, وبذلك ـ فقط ـ يعود للأمة العربية ألقها الذي خبا وللإسلام نوره المبين وللعرب الذين ارتقوا بالإسلام للدرجات العلى دورهم الحضاري الرائد على مستوى الإنسانية.

عبدالرزاق درباس
إدلب ـ سوريا

إضاءة أخرى لقسنطينة

.. رئيس التحرير

سعدت كثيرا بالاستطلاع الذي نشر في عدد 455 أكتوبر 1996 حول مدينة (قسنطينة) والصور الحية التي ازدان بها, والمعالجة الممتازة لكنني تمنيت لو أنه شمل أهم الأحداث التاريخية التي مرت بها منذ العهود التاريخية من وجود أمازيغي واحتلال روماني و وندالي وبيزنطي حتى الفتح الإسلامي, وكذا تصديها الباسل في وجه الاستعمار الفرنسي خاصة خلال معركة قسنطينة الشهيرة سنة 1837, وكذا أحيائها الشعبية التي تعود إلى العهد العثماني بالجزائر (1518 ـ 1830) وقصورها الشامخة كقصر أحمد باي الذي يعد تحفة فنية إسلامية رائعة شبيهة بقصر الحمراء بغرناطة وهو الآن قيد الترميم, إضافة إلى دورها العلمي والحضاري وأعلامها وعظمائها عبر التاريخ.

فوزي مصمودي
بسكرة / الجزائر

القراءة باللمس اكتشاف عربي

..رئيس التحرير

قرأت في العدد (854) يناير 1997 تحقيقا عن مدارس التربية الخاصة بالكويت, جاء فيه, إن مطبعة النور بالكويت تمكنت من طباعة القرآن الكريم بطريقة (برايل) ووضعته على قرص كمبيوتر عام 1995 وهذا حسن جدا, ولكن برايل هذا واسمه لويس الذي توفى سنة 1852م سبقه نفر من العرب لاكتشاف هذه الطريقة بنحو ستة قرون, فقد حكى الصفدي في كتابه (نكت الهميان في أخبار العميان), في ترجمة علي بن أحمد الأموي أنه كانت له خبرة عجيبة بكتبه, إذا مرر يده على الصفحة قال: عدد أسطر هذه الصحيفة كذا وكذا سطرا, وفيها بالقلم الغليظ كذا, وإن اتفق أنها كتبت بخطين أو ثلاثة قال: اختلف الخط من هنا إلى هنا, من غير إخلال بشيء مما يمتحن به. ويعرف أثمان جميع كتبه التي اقتناها بالشراء, وذلك أنه كان إذا اشترى كتابا بشيء معلوم أخذ قطعة ورق خفيفة وفتل منها فتيلة لطيفة, وصفها حرفا أو أكثر من حروف الهجاء لعدد ثمن الكتاب بحساب الجمل, ثم يلصق ذلك على طرف جلد الكتاب من داخل, ويلصق فوقه ورقة بقدره لتأييده, فإذا شذ عن ذهنه كمية ثمن كتاب من كتبه مس الموضع الذي علمه في ذلك الكتاب فيعرف ثمنه. (ص:207)

قال عبدالسلام هارون في كتابه (كناشة النوادر): وأقول: أليست هذه الفكرة في استخدام العلامات البارزة لمن حرم نعمة البصر فكرة عربية صحيحة تذكر للعرب بكل الفخر والاعتزاز? وقد سبق أخونا العربي هذا الأوربي بنحو ستمائة وخمسة وتسعين عاما أي سبعة قرون!

ثم ذكر عبدالسلام هارون قول أبي العلاء المعري في لزومياته:

كأنه منجم الأقوام أعمى

لديه الصحف يقرؤها بلمس

وإذا علمنا أن أبا العلاء توفي في القرن الخامس زادت الأسبقية نحو قرنين من الزمان لصالح العرب.

ومن يدري فلعل أبا العلاء أخذ الفكرة عن عربي متقدم

فمن عجب أن يستصرخنا تاريخنا المجيد بأسبقيتنا في هذا المجال ولانزال غير مصدقين أنّا من السباقين.

دكتور جمال محمود أبوحسان
جامعة الزرقاء الأهلية
عمان ـ الأردن

وتريات
تفاؤل

تضيق علينا جهات الحصارْ
فنملؤها دبكة عامرةْ
نقاوم في بحرها المستعارْ
ونجدل من ريحها طائرةْ
تمر الليالي ويبقى النهار
مطلاً بقامته الناضرةْ
ونكتب يوماً بأن التتارْ
تباكوا على صفقة خاسرةْ
نبايع موتاً جميلاً يدارْ
ونبحر في لجة الآخرة

عيسى الشيخ حسن
القامشلي ـ سوريا

 



 
  




القراءة باللمس اكتشاف عربي