حين تفر العصافير.. "نصوص صغيرة" إبراهيم البجلاتي

حين تفر العصافير.. "نصوص صغيرة"

شعر

فرار

ترمي العصافير الصغيرة صوتها
للورد،
وتطير خائفة،
ويكون بُعد.
ويكون ما رسم الفتى من قبعات للشجر
ومن خريف يستعد لرقصة
بين البيوت
ويكون أن يمشي وحيدا،
يهب الشوارع شهوة
أو ذاكرة.

همس

صفصاف يدخل شباكي،
ويطلُ عليّ
(مساءُ الليل)
ليل تركض فيه الخيل
ترقص فيه الجنيات
طعم القبل المشتبهات
لون الشاي،
صوت "نجاة "
ماذا ينقص هذا الليل؟

سيرينادا

في القلب خبأ وردة،
وأقام حفلا في الهواء على دمه
ولدٌ نحيلٌ - من هنا -
كفاه في بنطاله
"مرت عليه صبية من أهله
رمت بسهم - مثلما قال الكتاب - وفارقت "
مرت عليه أهلّة:
كفاه في بنطاله
في القلب يحمل وردة
ويقيم حفلا في الهواء على دمه
ولدٌ
نحيلٌ
من هنا

نزوع

عند التقاء الميتين بأغنية
ضاءت أصابع لينة
(نصف عارية تسير،
ومجهده.
من حافة "البحر الصغير"
إلى الشتاء).
تجمع الوقت الذي ألقته أمواج المساء
بين أفواه الصخور تمشط الجدران،
تشطر القمر العصيّ،
وتختفي

شجن

(كسرُ الزجاج بقلبه)
قال النديم لثالث: وأشار لي،
- وهناك من يمشي عليه؟
- وهناك من يمشي عليه.
طارت عصافير المدى من راحتيه،
حطت على سطح البناية،
رفرفت،
وحط آخرها علي.

مسافة

وما دخلتُ،
وما خرجتُ،
وما رحلتُ،
وما أقمتُ،
وما أمرتُ،
وما أطعتُ سوى دمي
وما قطعت سوى خطاي
إلى خواء الأمكنة.

 

إبراهيم البجلاتي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات