وتريات

وتريات
        

لا شيء غير العتمة

شعر: مي حواس / مصر

لا شيء غيرُ العتمة
تَنْبض بي
أخرُجُ مراتٍ ومرات مني
إليكَ
لعلي أعودُ إليها يوماً
أجدُ فراغاً حولي
بدلاً عنك وجوهٌ فيك
أجدك بدونك فيهم
تستشرف نفسك  تاريخاً
وتَفْنى في مكانِك الكَوْني آلامك
عطراً ضوئياً
لدربٍ شائكٍ 

فراغٌ يبعدني عني
عن غرفاتي
عن لمساتي للبابِ العتيقِ
فراغ يشدني عن غربتي
لغربةٍ عن الغربةِ
يبعدني عن لهفتي الى كتابٍ قديم
عن نظرة حب لخشبِ البيانو
وموسيقى عتيقةٌ تذكرني بمكاني الأول
وبجذوري السحيقة
غربة تقصيني عن قبلاتي
لِمِسْك رحيم مغتربٌ بعيدٌ
عن موطنه العلي
ورحلته الطويلة نزولا
تري كيف العودة ؟
لا يكون المِسْكُ إلا بلوعة روح 
غربة تقصيك هناك
غربة تقصيني إليَّ
فراغات أخرى تبعدني إليك
في بعدِك
قلقٌ غائي
وغيابٌ مستحضر
بي وجودك بعدُ
بدوني وجودك قرب
لا يكون الفراغُ فراغا إلا بيننا
إلا بكَ وبي
لا وجودَ لنا إلا بوجوده فينا
دواماتٌ تدورُ بي وأخرى بك
وأراني  في خضم دواماتِ الحروف
وفي دوامات عالمٍ مواز
تدور وتتوقف بسبب ما
أجهله ويعلمني
أتذكر ومضة لحوارنا
ما العدمُ الا سواهُ
ما نحن إلا مرآة
لا يكون الكأسُ إلا بالارتواءِ
أتمرغُ في الفراغِ الأبيض حولي
قدماي لا تلمسُ شيئا
بل تحملني أرضٌ شفافة
ليست أرضاً إلا  بالسماء
وأرنو إلى المدى
لا أدريه
ولكنك تراه ويراني

تحليق

شعر: رضوان السائحي

-  المغرب
ترفرف الفراشة البرية
تترك هواءً خفيفا..
ونادراً
ملقى على سطح الزجاج
المدعوك بأحمر شفاه امرأة
تشتاق كثيرا وكل صباح
إلى رجل يدعك أحلام ليلها
ويجعل أنوثتها برية
أكثر معنى
وأكثر ثقلا من الحب

الجندي الأبله
شعر: منتصر منصور
فلسطين
أيّها الجنديُ الأبله
هلّا ترجلّتَ من
برجِ الهواء؟!
حيث الهُنا قصفتَ
والأشلاء..
أطفالاً يرسمونَ برمادِ
البارودِ علامةَ تعجبٍ
وحفنةَ دواء
نرشّها على بقعِ الدماء
كَردى الليلِ
في عمق الدأماء
أيّها الجنديُ الأبله
بمَ تفكرُ حين تضغطُ
على الزناد؟!
رضيعٌ أنا لم أتقنِ
المشيَ بعد
أويزعجك صوتُ
ضحكي في الغد
أحقاً أنّك أبله؟!
تمارسُ طقوسَ النسيان
إثرَ عودتِك..
إلى البيت والأولاد
وإن سألك أصغرُهم
خذني معكَ إلى
تلك البلاد
-هناك بلد الشيطان
يفضلون الموت
تحت الكثبان
- يبتسم الطفل
سأصبحُ طيّاراً..!
لأقصِف بلادَهم بالنار
لا يسمعُ ابنُ غزةَ الإجابة
يظنُ أن الغارةَ انتهت
يهرولُ إلى الحانة
ليجد جثةَ البائعِ على
بابه قد تفحمَّت

 

 

اعلانات