بَيْلَسان

بَيْلَسان
        

          كانت منعّمة بيضاء كالزهر الذي تحمل اسمه، وقد فتنها شعره العائد إلى أيام الشباب..

يا بَيْلَسانْ..
وجدَ الزمانْ
في بحرِ عينيكِ الأَمانْ
فطوى كتابَ الريبِ والتزَمَ الهدانةَ واستكانْ
قد جئْتُ مضطربَ الكِيانْ
في السِرِّ أغْتَرِفُ الحَنانْ
من صدرِك الشوَّاقِ يُنذِرُ بالصُدودِ لكي يُدانْ
هِيَ لَذَّةُ العِشْقِ المريرةُ حيث يَرتَبِكُ اللِسانْ
والصمتُ يَفْرَقُ من صدى وقعِ الهُنَيْهَةِ في الأَوانْ

***

أنا شاعرٌ من عهدِ «كانْ»!
متمرِّدٌ يا بَيْلَسانْ..
فالبُعدُ يَقتُلني جَوىً، والقُربُ يَمْسَخُني جَبانْ
ما بين وُدِّكِ والجفاءِ خَبِرْتُ مَعْصِيَةَ الهَوانْ
يَهْنيكِ مَبْسِمُكَ المُرَصَّعُ باللَّياحِ مِنَ الجُمانْ
وقَوامُكِ المشَّاقُ يَنْعَمُ باللَّدانَةِ في اتِّزانْ..
وسَديدُ رأْيٍ حاضِرٍ سَبَقَ الإشَارَةَ بالبَنانْ
وفَصيحُ قَوْلٍ ما تَلَعْثَمَ بالبَلاغَةِ والبَيانْ
ورَخيمُ صوتٍ من أَغاريدِ البَلابِلِ في الجِنانْ
فتألّقي فوقَ العَنانْ
يا بَيْلَسانُ..
غَمَراتُ حُسنِكِ يا حَصانْ
سَجَدَتْ لها الغيدُ الحِسانْ
فأَقَمْنَ عندَكِ مَهْرَجانْ
وسَأَلْنَ أَفْروديتَ أَنْ تُهْدي إليكِ الصَوْلَجانْ!

***

يا خَمرةً قد صَبَّها الرحمنُ في أَغلى دِنانْ!
شمسٌ يُشَفِّعُ نُورَها الشَّفافَ لَوْنُ الأُرجُوانْ
إنّي وقَفْتُ لكِ الحياةَ وما وهى مِنّي الجَنانْ
فَتَربَّعي في أَضْلُعي وارْخَيْ لِصَوْلَتِكِ العِنانْ
سَأظَلُّ أَطْمَعُ بالوِصالِ ولو يئستُ منَ الرِهانْ
أَحْبو إلى أَرْكانِ عَرشِكِ هازئاً بالعُنْفوانْ
أَنتِ السَرارةُ في دمي، وهَواكِ رَبّي المستعانْ!

***

يَا بَيْلَسانْ..
ما هَمَّني رَيْبُ الزَّمانْ
رُدِّي سُجوفَ الغَيْهَبانْ
عَنْ ناظِري.. فالموتُ هانْ
إِنْ لَمْ أَجِدْ وأَنا المُدانْ
في بحرِ عَيْنَيكِ الأَمانْ.

 

 

رفيق المعلوف