البحث عن هوية.. د. أحمد أبوزيد

البحث عن هوية.. د. أحمد أبوزيد
        

          العبارة الشائعة في الخطاب الثقافي المعاصر عن أن العالم أصبح قرية كبيرة، تشير إلى أننا نعيش الآن في «عالم منكمش» - إن صح التعبير - ليس بفعل أي تغيرات مناخية أو ظواهر كونية وإنما نتيجة للتقدم الهائل والرائع في تكنولويا الاتصال بمختلف أشكالها وخصائصها النوعية ابتداء من وسائل النقل الحديثة والسريعة التي يسّرت الحراك السكاني والاحتكاك الفيزيقي بين البشر وتبادل السلع والخدمات، وحتى وسائل الإعلام المتنوعة والكمبيوتر والإنترنت، التي سهّلت الحراك الفكري والاحتكاك الثقافي والاجتماعي وتبادل المعلومات والأفكار، وحققت بذلك، وبأعلى درجات الوضوح والفاعلية معنى وأبعاد وأهداف العولمة Globalisation ووصول تأثيراتها ونتائجها إلى أصغر الوحدات الاجتماعية، بل وإلى جميع الأفراد في كل أنحاء كوكب الأرض Globe.

          فقد أفلحت تيارات العولمة في فرض نفسها على كل مظاهر الحياة اليومية، بشكل أو بآخر، وتغيير الكثير من أنماط السلوك والقيم والأخلاقيات المتوارثة وفرض أفكار وقيم جديدة مستوردة من المجتمعات والثقافات المهيمنة وخلقت بذلك شكلا جديدا من الاستعمار الفكري الذي يتخفى تحت شعار التقدم وتحقيق التقارب بين الشعوب والثقافات. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه علينا هنا هو : هل قضى ذلك «الانكماش» وتلك التغييرات الجذرية التي طالت كل شيء على الهويات الفردية والاجتماعية والثقافية؟ وأعتقد أن الإجابة ستكون «نعم». فلقد أدت كثافة الاتصالات وتبادل التـأثيرات الاجتماعية والثقافية إلى تقليص واختزال مفهومي الزمان والمكان وكان لذلك آثار واضحة في التغيرات التي طرأت على شخصية الفرد ونظرته إلى نفسه وإلى الآخرين وإعادة تشكيل العلاقات الإنسانية على أسس ومبادئ جديدة تكشف وتعبر عن تراجع الفوارق المميزة للأفراد والجماعات وشحوب مقومات الهويات الخاصة، وأصبح الإنسان المعاصر يواجه الآن، وعلى جميع المستويات وشتى المجالات، مشكلة البحث عن هوية في عالم تختلط فيه النظم والقيم واللغات والثقافات وتتعرض فيه الخصائص والمقومات المتمايزة لعوامل ومؤثرات تحاول أن تحل التشابه والتماثل والتجانس محل الاختلاف والتباين والتغاير الذي عهدته الإنسانية خلال تاريخها الطويل ، وهو مايستتبع نشوب صراعات صريحة أو مستترة بين قوى التغيير التي تحملها تيارات العولمة وقوى المحافظة على كل ماهو تقليدي ومألوف.

          إن أبسط مظاهر هذه التعقيدات والصراعات وشحوب الهويات هي التي تنشأ عن الهجرات البشرية الواسعة التي تعتبر أحد متطلبات ونتائج العولمة، وما يرتبط بتلك التحركات والهجرات من تغييرات في التركيب السكاني والبناء الاجتماعي والثقافي في المجتمعات التي تتعرض لتلك الهجرات الواسعة. فالأغلب هو أن يحمل هؤلاء المهاجرون أو النازحون معهم التقاليد وأساليب الحياة وأنماط القيم السائدة في مواطن إقامتهم الأصلية، وكثيرا ماتتعارض هذه الأساليب والأنماط السلوكية والأخلاقية مع ماهو سائد في المجتمعات الجديدة بحيث يصعب تقبّلها والتكيف معها تماما، وإن كان يتحتم عليهم مسايرتها حتى تستقيم حياتهم اليومية، وذلك في الوقت الذي تعمل وسائل الإعلام والاتصال الحديثة والمتطورة على الإبقاء على العلاقات التقليدية بين هؤلاء المهاجرين ومجتمعاتهم وأوطانهم الأصلية، مما أدى إلى قيام نوع من الازدواجية في مشاعر الانتماء والتوزع العاطفي بين مجتمع الأصل ومجتمع الإقامة الجديدة وإلى اضطراب الشخصية التي أصبح من الصعب فهمها والتعامل معها ومعرفة اتجاهاتها ومطالبها ونظرتها إلى الأمور وتقييمها للأشياء في ضوء الأوضاع الجديدة وحدها أو بالرجوع إلى ثقافة المجتمع الأصلي وحدها.، وإنما يتطلب الأمر العودة إلى الثقافتين والمجتمعين معا، بل وقد يتطلبان الرجوع إلى مجتمعات وثقافات أخرى عاش فيها هؤلاء المهاجرون من قبل وتأثروا بأساليب العيش فيها مما زاد من تعقد شخصياتهم وارتباك علاقاتهم بالآخرين.

أسلوبان متعارضان

          وهنا يجد هؤلاء المهاجرون أنفسهم أمام أسلوبين متعارضين للحياة. فهناك من ناحية الممارسات اليومية والعلاقات الاجتماعية الواقعية التي تقوم بالفعل بين الأفراد في المجتمع الجديد أو المجتمع «المضيف» - حسب التعبير الذي يحب بعض الكتاب في الخارج استخدامه، للتدليل على الرفض المبدئي الصريح لفكرة قبول واستيعاب الوافدين. وهو، على أية حال، أسلوب حياة يحاول التوافق والتلاؤم مع القواعد السلوكية والقيم المتعارف عليها في ذلك المجتمع الجديد، أي أنه أسلوب أو طريقة للوجود فحسب Way Of Being ولذا فهو يتعارض مع ما يمكن أن نطلق عليه أسلوب الانتماء Way Of Belonging الذي يشير إلى الروابط بالمجتمع الأم عن طريق التمسك بقيمه حتى وإن لم يلتزم بها في كل تصرفاته اليومية وكذلك - وربما كان هذا هو الأهم والأكثر دلالة عن طريق الذاكرة والحنين بل والخيال في بعض الأحيان. ولكن الأغلب أن هذه الازدواجية الناشئة عن الانتقال الواسع المدى لاتستمر إلا مع الجيل الأول الذي مر بالتجربة وحمل معه ذكريات الماضي، ثم لا تلبث أن تختفي تدريجيا في الجيل أو الأجيال التالية، ولذا يطلق عليها بعض المفكرين تعبير «ظاهرة الجيل الواحد» أو «الظاهرة وحيدة الجيل» لأنها تضعف حتى تزول في الأجيال التالية، التي لاتعرف شيئا كثيرا عن ثقافة وأساليب الحياة ونمط التفكير ومنظومة القيم في المجتمع الذي خرجت منه تلك الهجرات. ومن هنا كنا نجد من الناس من يعيشون بطريقة دائمة أي (يوجدون) في غير موطنهم الأصلي وقد يحملون تبعا لذلك أكثر من جنسية أو هوية (واقعية) ولكنهم يرتبطون عاطفيا بذلك الموطن الأصلي. وبذلك يحملون في وقت واحد هوية الإقامة أو (الوجود)، وهوية الانتماء على أساس العواطف والنزعات والميول السيكولوجية التي تظل موجهة في الأغلب نحو الوطن الأم. فالشخص في هذه الحالة يكون موزعا بين هويتين متعارضتين يصعب التوفيق بينهما. وعلى أية حال فإن التغيرات التي تحدث في الهوية الأساسية إنما تتم ببطء شديد حتى وإن لم يتعمد الفرد أو المجتمع مقاومة التغير اعتزازا بالمقومات الأصلية التي صاغت شخصيته وتميز كيانه الواضح المستقل.

          ولكن إذا كان الحراك الفيزيقي للبشر عبر الحدود الإقليمية يمثل أبسط وأقدم صورة للعولمة ويترتب عليه كل هذا الانقسام في هوية الفرد والمجتمع، فإن الحراك الفكري الذي يتم الآن عن طريق وسائل الإعلام الحديثة وأساليب الاتصال الرقمي تقوم بهذه المهمة ذاتها ولكن على نطاق أوسع وبكفاءة أعلى بكثير من النقلة المكانية، وإن لم يترتب على ذلك أي صراع أو عداء أو صدام فيزيقي على مايحدث في حالة الحراك السكاني والهجرات البشرية. فالحراك يتم هنا عن طريق وسائل الاتصال الحديثة دون أن يضطر الإنسان للانتقال بجسمه أو أن يبرح مكانه، فهو حراك غير مجسد تلعب فيه التكنولوجيات الإلكترونية والرقمية الدور الأساسي في تحقيق عولمة طليقة أو متحررة من القيود والحواجز المادية، ومن كل القواعد والقوانين التي قد تفرضها الحكومات على حرية الانتقال والنزوح والإقامة. فالاحتكاك عن طريق التكنولوجيات الرقمية اتصال فكري مجرد، يتم عن بعد وبين أطراف يجهلون كل شيء عن بعضهم بعضا، ولكن آثاره على الهوية أبعد وأعمق بكثير وأشد خطورة على الرغم من أنه يحدث بطريقة ناعمة تكاد تكون غير محسوسة قلما تدعو إلى العداء والمقاومة العلنية الصريحة.

الاحتكاك التكنولوجي والهوية

          وقد تغلغلت هذه التكنولوجيات الرقمية الجديدة في حياة البشر بطريقة غير مسبوقة، بحيث تتجاوز تأثيراتها كل التأثيرات التي فرضتها تكنولوجيات الإعلام والاتصال القديمة من طباعة وإذاعة وتلفزيون وغيرها ولكنها حوّلت البشر في الوقت ذاته إلى كائنات سلبية إلى حد كبير تكاد تقنع باستقبال واستيعاب وتمثُل كل ما تبثه تلك التكنـولوجيات وتستسلم لها وتخضع تماما لتأثيراتها في تغيير أنماط التفكير والسلوك والعادات والتقاليد وتكاد تفرض أنماطا ثابتة وموحّدة على شعوب العالم كافة وهو مايثير المخاوف لدى الكثيرين عن احتمالات ضياع شخصياتهم وهوياتهم الاجتماعية والثقافية. ويبدو أن هذا هو ما سيكون عليه الحال بشكل أوسع بالنسبة للأجيال القادمة التي تنشأ منذ البداية في العصر الرقمي. فحياة الأطفال الآن يتولى الكمبيوتر والإنترنت تشكيلها بطريقة مستترة ولكنها فعالة ومؤثرة إلى أبعد الحدود.

          ولكن على الرغم من اتساع مجالات المعرفة وتنوعها فإن التفكير يظل حبيس أو سجين تلك الشاشة الصغيرة المحدودة المساحة التي تفتح له كل آفاق العالم الواسعة المتنوعة. وهذه مفارقة لاتخلو من طرافة، إذ بينما يجد الإنسان نفسه مشدودا لتلك المساحة الصغيرة ومقيدا إلى المكان والزمان المحدودين بحدود تلك المساحة ومرتبطا بالفضاء المعلوماتي الافتراضي بعيدا عن السياق العالمي الواسع الواقعي إذا بنفس تلك المساحة الصغيرة المحدودة تنقل إليه صورة من ذلك العالم الواقعي من ناحية وتفرض من الناحية الأخرى تغييرات جذرية إيجابية وسلبية على شخصيته وتفقده جانبا كبيرا من هويته الأصلية التي يجاهد للمحافظة عليها. فهو إذن يستمرئ الارتكان إلى تلك المساحة ويرتبط بها أشد الارتباط في الوقت الذي تتولى هي هدم جانب كبير من ملامح شخصيته ومقومات كيانه ووجوده الأصيل.

          وبقول آخر فإن الإنسان يحصر نفسه أمام الشاشة بدلا من أن ينطلق لكسب المعرفة عن طريق تجارب الحياة، وبذلك أصبحت هويته مهددة بفعل التكنولوجيا التي أبدعها الإنسان نفسه، فإذا بها تؤدي إلى اغترابه عن العالم الذي يعيش فيه. وفي الحياة الواقعية مايعزز هذه النظرة. ففي اليابان على سبيل المثال توجد فئة من الناس يطلق عليهم اسم هيكيكومو Hikikomo ويقدر عددهم بأكثر من مليون نسمة انقطعوا تماما عن الاتصال بالحياة الخارجية والتعامل معها، وارتبطوا كلية بشاشة الكمبيوتر التي تشكل عقولهم وتفكيرهم وتفرض القيود عليهم وتؤدي إلى ضمور خلايا أمخاخهم - على ما تقول سوزان جرينفيلد Susan Greenfield في كتابها «البحث عن هوية في القرن الحادي والعشرين : The Quest For «Identity In The 21st Century».

وهم الصدق

          ومنذ سنوات قليلة تكلم عالم الاجتماع الفرنسي ان بودريار عما يسميه «وهم الصدق» وضرب مثلا لذلك بشخص يحبس نفسه في حجرته وقد أغلق الأبواب والنوافذ، وجلس يركز بصره وكل حواسه وانتباهه على مايبثه التليفزيون من صور وإعلانات، فيؤلف في ذهنه صورة عن العالم الخارجي مما يراه على الشاشة، بحيث تحل هذه الصورة محل العالم الحقيقي، أو حقيقة العالم التي كان يمكن له أن يدركها عن طريق الخروج من تلك العزلة التي فرضها على نفسه، وعن طريق الاحتكاك بالآخرين. وهذه هي خطورة إدمان الاعتماد على وسائل الاتصال والمعرفة الرقمية الحديثة، التي توفر قدرا هائلا من المعلومات وتؤدي في الوقت ذاته إلى حدوث انفصام في الشخصية وشحوب الهوية.

          وتميز سوزان جرينفيلد وهي أستاذة بجامعة أكسفورد - في كتابها بين ثلاثة أنواع أو أنماط من الهوية، يتعلق أولها بالأشخاص الذين يعتقدون أنهم «مهمون» بالنسبة للآخرين، وهم يتصفون بالقدرة على التفكير والعمل. يقابلهم على الجانب الآخر الذين يدركون أنهم «لاشيء» بالنسبة للحياة، ولذا فهم يتصفون بالسلبية واللامبالاة وعدم الاهتمام بشيء، كما أنه ليس لديهم القدرة ولا الرغبة في التفكير والعمل، بينما يرى أصحاب النمط الثالث من الهوية أنهم لايختلفون في شيء عن غيرهم من أفراد المجتمع، فهم أشبه بأي شخص آخر وأن قدراتهم وإمكاناتهم تنحصر في العمل دون التفكير والتأمل وأن عقولهم جامدة ومصبوبة في قوالب صلبة ومحكمة بحيث تمنعها من الانطلاق.

          وتخضع هذه الأنماط الثلاثة للهوية لتأثير التكنولوجيات الرقمية التي تتدخل بطرق مختلفة ودرجات متفاوتة في تشكيلها. فعقل الطفل الصغير بعد الولادة يكون مجرد جهاز استقبال سلبي يتلقى كل الأحاسيس والمؤثرات ثم يبدأ تدريجيا في تنظيمها وتكوين ارتباطات بينها، مما يجعله في آخر الأمر يصل إلى المفاهيم والتصورات والأفكار التي تكوّن شخصيته الخاصة التي يتعامل بها مع الناس، وتحدد له سلوكه ونظرته إلى العالم وموقعه من الوجود كله. لكن المستجدات والمتغيرات التكنولوجية تتدخل بشكل واضح في تغيير الأوضاع التقليدية مما يؤدي إلى ظهور الاختلافات في تكوين الشخصية وتراجع معالم الهوية الثابتة المستقرة التي يفتقدها الكثيرون في العالم المعاصر.

          إن البحث عن هوية جديدة في هذا العالم المتغير يفرض على الإنسان الاشتباك في صراعات عنيفة مع ألأفكار والسلوكيات والقيم الجديدة، التي يصطدم بها سواء في المجتمع الجديد الذي قد يهاجر إليه أو المعلومات المتدفقة التي تنهال عليه من وسائل الإعلام والاتصال الرقمي، وكلها تفرض عليه ارتياد عوالم غريبة ومجهولة لديه ويضطر معها إلى أن يتلمس طريقه وسط عالم مليء بالمتناقضات.

          وليس من شك في أن الميزة الأساسية التي ينفرد بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية هي القدرة على التكيف مع الأوضاع المتغيرة حتى لاتحدث فجوة في حياته وتعامله مع الواقع الجديد. فالعقل الإنساني سريع الإدراك لما يحدث من تغيرات وتقلبات يتعين مواجهتها والتأقلم معها بالسرعة المطلوبة. وربما كان أهم تغير في سلوك الإنسان نتيجة لاستخدام أساليب الاتصال والمعرفة الرقمية هي سرعة الفعل ورد الفعل والتجاوب مع هذه الوسائل. وعلى الرغم من أهمية هذا التفاعل فإن له كما ذكرنا - تأثيراته السلبية على الذاكرة والخيال واحتمال أن يفقد الإنسان السياق والمحتوى نظرا لاختلاط الواقع الحقيقي بما يراه أو يقرأه على الشاشة.

          وأيا ما يكون الأمر، فسواء أكان الاتصال بين الشعوب والثقافات والبشر يتم عن طريق الاحتكاك المباشر، الناجم عن الحراك الفيزيقي للسكان، أم عن طريق الاحتكاك الفكري من خلال وسائل الإعلام والتكنولوجيات الرقمية فالمحصلة النهائية هي حدوث تغييرات جذرية في الهويات ليس بمعنى ضياع واختفاء الهويات الأصلية تماما، فهذا أمر يصعب إن لم يكن من المستحيل حدوثه وإنما بمعنى ظهور هويات أخرى مهجّنة هي مزيج من عناصر أساسية وعناصر جديدة طارئة. فالإنسان المعاصر إنسان مهجّن إلى حد كبير وله هوية شاحبة أو باهتة وغير مستقرة، وهذا يصدق على أنماط الهوية الثلاثة، التي تحدثت عنها سوزان جرينفيلد وإن يكن بدرجات متفاوتة. وأداة التهجين هي وسائل الانتقال والاتصال الفيزيقي والفكري على السواء. والإنسان المعاصر يشعر بفداحة الأزمة التي يحياها ويحاول ان يجد لنفسه طريقا نحو هوية متميزة وثابتة ومستقرة، ولكن يبدو أن اتجاهات العولمة تمنع من ذلك.

          ولعل التعبير الشائع الذي يتردد بكثرة في الخطاب الثقافي العربي عن التراث والمعاصرة يكشف عن حيرة الإنسان العربي في البحث عن هوية واضحة ومستقرة، بقدر مايكشف عن عملية التهجين التي تعتبر سمة العصر إلى حد كبير.

 

 

أحمد أبوزيد