رواد الثقافة والفكر في الكويت: الشيخ عبدالعزيز الرشيد الرحالة.. ورائد الصحافة الكويتية

رواد الثقافة والفكر في الكويت: الشيخ عبدالعزيز الرشيد الرحالة.. ورائد الصحافة الكويتية

إنها عزيمة رجل لا يعرف المستحيل. كأنه برق ينير الظلام وموج يغسل أدران الشاطئ. وقد أراد بهذه العزيمة أن يغسل أدران مجتمعة من التخلف.

بعد أن أصدر الشيخ عبدالعزيز الرشيد كتابه تاريخ الكويت وهو الكتاب الأول الذي ألف عن تاريخ الكويت عام 1926م. وقد طبع في بغداد المطبعة العصرية. نراه يحاول أن يتجاوز هذا الأثر الطيب في سماء الكويت إلى آفاق أوسع ليكون اسم الكويت على كل لسان. فراودته فكرة إصدار مجلة للكويت. وحول هذا المشروع قال الدكتور يعقوب يوسف الحجي في كتابه (الشيخ عبدالعزيز الرشيد. سيرة حياته). (قال: في كتاب قدمه لسمو الأمير الشيخ أحمد الجابر الصباح.. يلتمس فيه الموافقة على إصدار المجلة: (وبعد: فإن إصدار مجلة للكويتيين في الكويت أمنية كان الوصول إلى قمتها من أسمى ما تتوق إليه النفس، ومن أجل ما تتمناه في هذه الحياة.

غير أن أشباح المثبطات التي مازلت أبصرها في الطريق كادت ترميني في هوة من اليأس، لولا التشجيع الذي آنسته من رجل الكويت عندما عرضت المشروع عليه فإنه قد أخذ بيدي إلى ساحة الأمل ودك كل ما أمامي من عقبات.

ولا بدع فالأستاذ الفاضل الشيخ يوسف بن عيسى القناعي هو مصلح الكويت الذي تنضوي إلى رايته جموع العلم والأدب هناك.

وها قد صحت العزيمة بفضله، وبفضل إخوانه الكويتيين الأوائل على تحقيق الأمنية بإصدار مجلة شهرية سنتها عشرة أشهر، وتعوض القراء عن الشهرين بكتاب نافع مفيد، فعسى أن تجد منهم تنشيطا كما وجدت من ذلك المصلح وإخوانه. وإن الأمل فيهم لعظيم جدا بعد أن عرفوا ما للصحف من أهمية اليوم)

فجاءت الموافقة من عند سمو الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت في ذلك الحين. فاشترط أن يكون الشيخ يوسف بن عيسى مراقبا على هذه المجلة. فوافق الشيخ عبدالعزيز لأن في ذلك كسبا له لشخصية رائدة مثل الشيخ يوسف بن عيسى القناعي. فحصل علي ترخيص رسمي من الشيخ أحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.

وهنا بدأ المشوار الصعب. ألا وهو تحقيق الأمنية بإصدار المجلة.

وعندما خلا إلى نفسه الشيخ عبدالعزيز ليدبر أمره لجمع المبالغ اللازمة لطباعة هذه المجلة، لم يجد في بادئ الأمر ذلك الرافد الذي يستطيع أن يعتمد عليه لتمويل هذا المشروع. فقال الدكتور يعقوب يوسف الحجي في كتابه المذكور صفحة (140) يبدو من مراجعة دفتر حساباته أنه كان قد وفر مبلغا من المال نتيجة لتأجير بعض الدكاكين وبيت كان يملكه كما يظهر أنه باع حوالي (290) سهما له في شركة هندية بواسطة صديقه في بومباي الأديب والتاجر المعروف أحمد خالد المشاري وحصل على مبلغ (400) روبية نتيجة لذلك وهذا ما وفر له المبلغ اللازم لطباعة العدد الأول وهو (124) روبية وذلك أجرة طباعة حوالي (500) نسخة من العدد الأول. وكان قصد الشيخ عبدالعزيز أن يتسلم الاشتراكات في هذه المجلة مسبقاً. وبدأ يتوافر لديه المبلغ اللازم لطباعة الأعداد التالية منها.

مجلة رائدة

من هنا نقول إن الشيخ عبدالعزيز بالرغم من ضآلة المورد، وعدم وضوح الرؤية بنجاح هذه المجلة، وانتشارها، ومردودها المادي، فإنه ضحى بكل مدخراته ليطبع هذه المجلة في مصر.

انتصارا لفكرة نشر العلم والمعرفة، ونشر اسم بلده الحبيب الكويت في جميع أنحاء الأمة العربية، وبعض الأقطار الأخرى التي توجد فيها بعض الجاليات الكويتية والعربية: كالهند، وإندونيسيا، وسنغافورة.

وقد تم له إصدار العدد الأول في مارس عام (1928)، عندما صدر العدد الأول كتب الشيخ عبدالعزيز هذا الكتاب إلى سمو أمير الكويت الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح قال فيه:

(إلى صاحب السمو أمير الكويت المعظم الشيخ أحمد بن جابر آل الصباح من أحق الناس يا مولاي بإهداء المجلة إليه منك يا صاحب السمو الأمير الجليل، ولولاك لما صح لها أن تبرز إلى عالم الوجود اليوم، ومن أولى بتقديم غادتها إلى ساحته منك يا صاحب السعادة، وقد مننت عليها بلفتة أزالت كل غمة في سمائها.

ها هي تتقدم إليك ناطقة بشكرك، ومقدرة لتعطفك. فهل ستتفضل عليها بالقبول؟ ي حسنة في حسناتك يا مولاي إن منحتها رضاك تضم إلى حسناتك العديدة).

وهنا أصبحت مجلة الكويت من أبرز المجلات العربية في ذلك الوقت حيث أخذ بعض كتاب الأمة العربية، وعلمائها يكتبون فيها. إذ كانت منبرا حرا للذود عن الدين الإسلامي، والتقدم ونبذ الجمود، ومسيرة ركب الحضارة العالمية، ومن أبرز الكتاب في ذلك الوقت عبدالقادر المغربي، الأمير شكيب ارسلان ،الشيخ عبدالعزيز الثعالبي، ومحمد علي الطاهر وغيرهم.

وأما التقاريظ لهذه المجلة فقد صدرت في العديد من صحف العراق، ومصر، مثل مجلة الأقلام، ومجلة الزهراء المصرية، وجريدة الشورى، وجمعية الهداية الإسلامية في مصر، ومجلة المنار.

ومن هذه التقاريظ نعرف أن المجلة قد احتلت مكانة كبيرة بين زميلاتها في البلاد العربية، وهذا ما شجع صاحبها الشيخ عبدالعزيز الرشيد على الاستمرار في إصدارها رغم كل المعاناة التي يلاقيها من ضيق ذات اليد بعدم استجابة بعض المشتركين في تسديد اشتراكاتهم. والعمل المرهق الذي تتطلبه المجلة من تحرير ومراسلات. فكان يقوم مقام رئيس التحرير، ومدير التحرير، والمراسل، والموزع أحياناً، والمحاسب. ولكن هذا لم يفت في عضده ما دام قد حقق أمنية غالية على نفسه ألا وهي خدمة وطنه ومواطنيه. وثم نشر اسم بلده الحبيب الكويت في شتى أقطار الأمة العربية علما بأن المجلة كانت تطبع في مصر. ولبعد الشقة، وعدم سهولة المراسلة والمواصلات فقد أصر الشيخ عبدالعزيز على إصدار المجلة مهما كان الثمن.

وأشار الدكتور يعقوب يوسف الحجي في كتابه المذكور صفحة 151 قائلاً:

(أراد سمو الأمير الجليل (أحمد الجابر) أن لا يقتصر على إصدار مجلة الكويت في وطنه وحسب، بل أراد أيضا أن يكون بجانبها جريدة أسبوعية باسم (الصباح) تطبع في نفس المطبعة التي استحدثها سموه، وقد أصدر أمره بذلك وعهد بإدارة تحريرها إلى صاحب مجلة الكويت الشيخ عبدالعزيز الرشيد).

ومن هذا الخبر نعرف مدى ما يتمتع به هذا الإنسان من طاقة وقدرة على تحمل الصعاب، وكما ذكرنا أنه هو الشخص الوحيد في مجلة الكويت يقوم بأعباء كل الموظفين كما ذكرنا سابقا. ولكنه مع هذا لم يتردد في قبول هذا التكليف ـ الذي يزيده عبئا على أعبائه ومسئولية على مسئولياته ـ ما دام في ذلك خدمة لوطنه فقبل مسئولية القيام بأعباء الجريدة الأسبوعية (الصباح) ولكنها لسبب غير معلوم لم يكتب لها الصدور فغابت في طي النسيان.

كيف لا يقبل هذا العبء وهو الذي حمل السلاح في حرب الجهراء مع الشيخ سالم المبارك الصباح، دفاعا عن بلده مضحيا بروحه، واضعا نفسه وعلمه تحت تصرف القائد، فجرح في تلك الحرب؟

على طريق الرحيل

وتتوالى تلك المثبطات،وبث العراقيل أمام الشيخ عبدالعزيز الرشيد في الكويت وبالإضافة إلى ذلك كان هناك من يتربص به الدوائر للتخلص منه، ففضل على أثر ذلك أن يترك بلده الحبيب الكويت إلى البحرين، فذهب إليها وأقام مكرما معززا بين أهلها فكان له أطيب الأثر في مجال التعليم، وإلقاء المحاضرات والوعظ، فاحتل بذلك منزلة عالية من رجالاتها وحكامها، وأخذ يواصل نشر مجلته الكويت حتى أنهى عامها الثاني. وشاء القدر أن يلتقي الشيخ عبدالعزيز الرشيد بجلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، الأمر الذي ربط القدر بينهما برباط المحبة والتقدير، فكان رضا الملك عبدالعزيز هو بمثابة فتح آفاق جديدة للشيخ عبدالعزيز فطلب الملك عبدالعزيز من الشيخ عبدالعزيز أن يذهب إلى جاؤه أي إندونيسيا حاليا، للتبشير بالدين الإسلامي الحنيف، وتحبيب الحج للمسلمين هناك فوافق هذا رغبة عارمة عند الشيخ عبدالعزيز، وهو الرجل الرحالة الذي لا تقف العقبات حائلا دون بلوغ أربه، خاصة أننا نعرف أنه وصل إلى القوقاز على ظهور الجمال للمتاجرة بالجلود، وسافر متجولاً في أنحاء الجزيرة العربية ومصر، فذهب إلى البصرة وبغداد وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر ثم عاد إلى الحجاز ليلتقي بالملك عبدالعزيز الذي طلب منه أن يسافر إلى إندونيسيا للتبشير بالدين الإسلامي هناك وترغيب المسلمين منهم بالحج إلى بيت الله.

ولعلنا هنا نقر واقعا بأن فكرة إرسال الشيخ عبدالعزيز الرشيد إلى إندونيسيا والقيام بهذه الرحلة هي فكرة تبناها الشيخ عبدالله السليمان الحمدان وزير مالية الملك عبدالعزيز آل سعود آنذاك.

ولعلنا قبل أن نبدأ الكلام عن الشيخ عبدالعزيز ووصوله إلى إندونيسيا وتنفيذ مشاريعه هناك. نقول إنه عندما كان الشيخ عبدالعزيز الرشيد في الحجاز التقى بالسائح العراقي يونس بحري. وكما ذكرت المصادر أن يونس بحري قد آلمه الخلاف الذي كان ناشبا في إندونيسيا بين الحضارمة الذين كانوا هناك وقد انقسموا إلى قسمين. علويين وإرشاديين. ولقد لمعت برأس السائح العراقي فكرة التوسط للإصلاح بين الفئتين المتناحرتين، وقد لاقت هذه الفكرة احتراما من قبل الشيخ عبدالعزيز الرشيد، وهذا ما جعل الاثنين يرتبطان برباط صـداقة ما عتمت هذه الصداقة أن تولد عنها الاحترام المتبادل. الأمر الذي قاد الشيخ عبدالعزيز ـ بعد أن لمس في السائح العراقي يونس بحري من خبرة صحفية لأنه كان مراسلا لعدد من الجرائد والمجلات المصرية ـ إلى أن يتفق مع السائح العراقي على إصدار مجلة باسميهما في جاوة (إندونيسيا حاليا) يسعيان من خلالها في التقريب بين هذين الحزبين المتنافرين وأخذا يعملان على تحقيق هذا الحلم الجديد حتى تمكنا من إصدار العدد الأول في سبتمبر 1931م ولقد سميت المجلة (مجلة الكويت والعراقي) ولم يكن اسمها الكويت والعراق، لأن التسمية الأخيرة تخالف ما يعتقده الشيخ عبدالعزيز الرشيد باستقلال الكويت وعدم تبعيتها لأية جهة من الجهات، وكذلك لتثبيت اسم الكويت لسببين الأول أنه اسم بلده الحبيب، وثانيا هو تذكير القراء باسم مجلة الكويت التي صدرت أثناء إقامته في الكويت والبحرين. وقد أثبت ذلك في حديثه عن استقلال الكويت في 17 فبراير 1927م بمقال كتبه بعد أن ترددت بعض الأخبار عن احتمال انضمام الكويت إلى العراق أو إلى نجد، فكتب يدحض هذه الشائعات. قال:

(علمت بعد البحث الدقيق أن لا صحة لخبر الضم وأن مسألته لم تطرح على بساط البحث في الكويت وكل ما قيل فلا وميض له من الحقيقة.

أما نحن في الكويت وقد ظللتنا سماء الكويت واغتذينا بلبانها، وربطنا بها رباط الوطنية، فلا نود إلا أن نكون فيها متمتعين بالحرية الحقة والاستقلال الذي لا تشوبه شائبة في هيبته وعظمته وسلطانه، تحت من كان لهم الحق الصراح دون سواهم إذا ما أهابوا بأهلها إلى ما يرفع شأنها ويعلي رءوسهم في هذا المجتمع إلى العلوم التي هي السلاح الوحيد للأمة الضعيفة في هذا العصر، والأدب الغض.

نعم لا تنكر الكويت أن عليها للعراق ونجد حق الدين والجوار ولا تنكر أنها مدينة لهما أيضا بنهضتها العلمية والأدبية، وبحالتها التجارية الاقتصادية، ولكن ليس معنى هذا الاعتراف لميلها إلى الاندماج في هذين المحيطين ولا رغبتها في أن تنسى نفسها وشخصيتها التي كانت بارزة من يوم نشأتها. ولا أن تسلم مقاليد أمورها إلى غيرها أيا كان مادام في القوس منزع).

صدرت مجلة الكويت والعراقي في سبتمبر 1931م وأتمت عامها الأول في يونيو 1932م وقد كانت المجلة منبرا حرا لمسنا في أعدادها المحاولات الجادة لتقريب وجهات النظر بين العلويين والإرشاديين، كما لمسنا الدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف وترغيب الآخرين به وإقامة شعائره من شهادة، وصلاة، وصيام، وزكاة وحج.

حنين إلى الوطن

بعد أن أنهت المجلة عامها الأول أحس الشيخ عبدالعزيز بثقل وطأة الفراق عليه، لأنه ترك زوجته وأطفاله في الكويت. فغادر إندونيسيا إلى الكويت ومكث بها فترة قصيرة توجه بعدها إلى البحرين ومنها إلى المملكة العربية السعودية لمقابلة الملك عبدالعزيز ومقابلة نجله أمير الحجاز، في ذلك الوقت صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز وبعد أن أنهى مهمته في السعودية قفل راجعا إلى جاوه فوصل بتافيا في 22 يناير 1933م. فلم يشأ أن يستكين، ويخلد للهدوء وهو ذلك الرجل الذي لا يكل ولا يمل في ميادين الكفاح. فعاوده الحنين لإصدار مجلة خاصة بعد توقف مجلته الكويت والعراقي بعد ذهاب السائح العراقي إلى مسقط رأسه فأصدر الشيخ عبدالعزيز مجلته الجديدة (التوحيد) التي صدر منها العدد الأول في مارس 1933م وكافح وناضل كما كافح في مجلته الكويت، والكويت والعراقي. وكان كفاحه واضحا ومواقفه معروفة، انتصارا للدين الحنيف، ودفاعا عن الحق. ولقد استمرت هذه المجلة حتى 15 ديسمبر 1933م حيث صدر منها أحد عشر عدداً.

ولقد قال الشيخ عبدالعزيز معلنا انتهاء سنة مجلة التوحيد:

(بهذا العدد تنتهي سنة (التوحيد) الأولى وستقف عن الصدور مؤقتا، ربما أعدناها مرة أخرى بأوسع مما كانت عليه أو أصدرنا مكانها مجلة الكويت التي أصدرناها في الكويت سابقا، وعلى كل حال فـ (التوحيد) تشكر قراءها وتودعهم إلى أجل غير معلوم.. إلى اللقاء، إلى اللقاء، أيها القراء الكرام).

لعل القارئ يلاحظ أننا لم نحاول الإسهاب في ذكر قام به الشيخ عبدالعزيز من نشاطات أخرى، ولم نحاول أن ندخل في تفاصيل متشعبة خاصة أن موضوعنا عن الصحافة ورائدها الأول الشيخ عبدالعزيز الرشيد الذي يعتبر بحق رائد الصحافة الخليجية رحمه الله رحمة واسعة، ولعلنا نلاحظ أن فكرة الصحافة أصبحت متشربة في دمه لا يكاد ينتهي من مجلة، أو تسد في وجهه الطرق لاستمرارها. إلا وأخذ يفكر في إصدار مجلة أخرى وذلك لإيمانه المطلق بأن الصحافة هي الطريق القويم للإصلاح وبث الثقافة وتنوير المجتمع وحثه على الابتعاد عن الأخطاء، والغوص في مهاوي الخلاف والتفرقة، لذلك نراه عندما بثت في طريقه العقبات الكأداء في بلده الحبيب الكويت آثر أن يتركه إلى البحرين ولكنه لم يترك تواصله مع بلده عن طريق استمرار صدور مجلته الكويت وإنهاء عامها الثاني. وعندما أراد الله لهذه المجلة التوقف ذهب إلى إندونيسيا كما بينا، ولكنه لم يترك الفكرة فأصدر مجلة الكويت والعراقي فأنهت عامها الأول.

محاولة للاغتيال

غادر الشيخ عبدالعزيز إندونيسيا إلى الكويت ثم عاد إليها. ولكنه لم يجد الجو ملائما لاستمرار مجلة الكويت والعراقي، فأخذ يفكر بإصدار مجلة أخرى ليتمم رسالته الأساسية ألا وهي نشر الدين الحنيف، والتوسط بين الحزبين المتنافرين المتناحرين ويبصرهما بعواقب الأمور إلى أن ضاقت به وبنصائحه صدور الموتورين والحاقدين حتى ترصدوا له عند بيته ليلاً فشجت جبهته بآلة حادة وسقط مغشيا عليه حتى أسعفته زوجته وبعض أصدقائه ونقلوه إلى المستشفى وعولج هناك وشفي ولكنه لم يستكن بل واصل عمله الصحفي، وعمله الديني ومحاضراته، وتدريسه لطلابه، وكان هذا هو ديدنه لا يهدأ ولا يستكين، ولا يداري، ولا تأخذه في الحق لومة لائم. كان هذا هو خطه المستقيم طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته وأنزل عليه شآبيب رحمته، إنه سميع مجيب.

 

يعقوب عبدالعزيز الرشيد

 
 




الشيخ عبدالعزيز الرشيد





غلاف الكتاب