عن العربي
اتصل بنا
قصص على الهواء
كأس شقراء لقارة سمراء.. أشرف أبو اليزيد
|
كأس شقراء لقارة سمراء.. أشرف أبو اليزيد
جنوب إفريقيا هي قوسان بينهما أضداد: فهي مدن الموسرين وهي أيضا قرى المعسرين. بها قاطنو القصور، وفيها نزلاء القبور. شوارعها تزدحم بوجوهٍ سوداء وطرقها تفيض بشراتٍ بيضاء. قلبُها ناطحاتُ جبال وسحاب وهوامش مدنها أعشاشٌ من صفيح وتراب. خريطتها كولاج مزيجُه غابات عذراء ومكعبات أسمنتية. صورتها في الأذهان أدغال لحيوانات مقيمة نادرة، ومحميات لطيور مهاجرة. هي تاريخ يجدد الأمل في المقاومة، وهي كتابٌ من ذكريات لحروب تحرير مؤلمة. تقع في «ذيل» القارة السمراء، إفريقيا، لكنها تستضيف كأس «قمة» العالم في كرة القدم. إنه التناقض الذي يظهر الأشياء، يأتيها حدث عالمي فتتجمل، وتدعو زائرها للتأمل. في منتصف مايو 2004 كانت طائرة نيلسون مانديلا تهبط في مطار العاصمة السويسرية زيورخ. الزعيم الإفريقي الكبير جاء على رأس وفدٍ جنوب إفريقي في منافسة شملت بلاده والمملكة المغربية ومصر لاختيار مستضيف بطولة كأس العالم 2010. هناك حكى نيلسون مانديلا للمُحكِّمين الأربعة والعشرين؛ أعضاء اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» (الاتحاد الدولي لكرة القدم)، كيف كان سماع التعليق على أحداث كرة القدم في المذياع هو الملاذ الممتع الوحيد له في زنزانته بجزيرة روبن، وسجون أخرى، خلال مرحلة الفصل العنصري. وحين اتخذت اللجنة قرارها باختيار جنوب إفريقيا لتكون أول بلد في القارة السمراء تستضيف الفرق المتنافسة على الكأس الذهبية الشقراء في 2010، قال الزعيم الأسمر مانديلا: «الآن أشعر أني صبي في الخامسة عشرة»، ساعتها كان مانديلا في الخامسة والثمانين من العمر. «فيفا» نفسها شاركت بإنهاء فصول الفصل العنصري المأساوية، فكُرة القدم هي التي أشعلت الفتيل الأخير الذي دمر نعش الأبارتهيد، بعد أن قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم ـ قبل 28 عامًا من ذلك اليوم ـ إقصاء جنوب إفريقيا إثر انتفاضة سويوتو في 1976. في زيورخ لم يكن مانديلا وحده، بل كان معه القس ديزموند توتو الذي كان آنذاك في الثانية والسبعين من عمره, والذي قال مازحًا إنه وعد كل أعضاء اللجنة بشراء تذاكر سفر لهم جميعهم على الدرجة الأولى نحو الجنة، أما ثالثهما فكان إمبيكي، الذي أصبح لاحقا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا. في أدغال كأس العالم الخريطة التي تنشر مع هذه السطور تُظهر أدغال جنوب إفريقيا، وهي أحراش موازية أو مجاورة أو متاخمة للمناطق التي تحتضن استادات كأس العالم. هل تُلهم حيوانات السفاري والمَحميَّات لاعبي العالم بأن يكونوا أسرع من الفهود، وأخبث من الثعالب، وأشرس من الذئاب، وأدهى من الحيات، وأصبر من الفيلة، وأقوى من الليوث، وأشقى من القردة، وأهدأ من البطاريق، وأكثر تهذيبًا من النعام؟ هكذا تُحرز الأهداف والكأس، وبهذا يأمنون خطر البطاقات الملونة. البداية مع استاد المدينة الرياضية بجوهانسبرج، حيث تُفتتح وتختتم مباريات كأس العالم، وبالإضافة للمبارة رقم 1 والمباراة رقم 64 (راجع جدول أرقام المباريات) تقام به المباريات أرقام 9، و20، و29، و39، و52، و58. لسنا بعيدين عن أدغال الحياة البشرية والكائنات الأخرى، فهناك متحف تفاعلي للسلالة البشرية يضم أندر الجماجم وبالذات جمجمة «مسز بليس» التي يبلغ عمرها أكثر من مليوني سنة! في استاد كيب تاون هناك متسع لسبعين ألف مشجع يمكن أن يملأوا مدرجات المباريات التي تحمل الأرقام 2، و11، و23، و30، و44، و56، و61. الاستاد قريب من صحراء الرمال البيضاء التي تعد جنة المصورين وهي تبعد 40 كيلومتراً إلى الشمال من المدينة، وفيها تقام حفلات تصوير لعروض الأزياء العالمية لتظهر التباين بين رمال ثلجية وألوان ساخنة. لكن حياة الأدغال الاستثنائية يمكن العثور عليها بعيدًا عن استاد كيب تاون حيث تعيش الأسود البيضاء النادرة في سانبونا (ثلاث ساعات بالسيارة)! في نورث ويست يقع استاد روستنبرج الذي يسع 42 ألف مشجع، وتقام به المباريات 5، 12، 24، 33، 50، وجبال المنطقة التي تحتضن الاستاد في نورث ويست أقدم 100 مرة من جبال إيفرست، واسمها ميجاليسبرج، فعمرها يوازي نصف عمر الكرة الأرضية، والطريق إليها يمر ببقايا قرى تعود للعصر الحديدي، كما أن هناك قلعتين بناهما البريطانيون ليمنعوا وصول أعدائهم من البوير في الحرب التي دارت بين عامي 1899 و1902، وهذه المنطقة تشجع الزوار على إقامة مخيمات على سفوح الجبال. لكن المدهش هو مكان يشبه حفرة عملاقة أسطورية قطرها 17خ كيلومترا نشأت بسبب انفجار بقوة ألف ميجا طن بعد اصطدام نيزك بتلك الأرض. لكن الأثر الطيب أن هناك 70 نوعًأ من الفراشات تقطن ذلك المنتزه النيزكي، وغير بعيد عن جنة الفراشات محمية طبيعية تأوي 230 نوعًا من الطيور هي أبرز الأسراب المهاجرة حول العالم. وكأن الطبيعة صورة من ألوان التشجيع المختلفة التي ستمتليء بها المدرجات. أما استاد بلوم فونتان، الذي يسع لحضور 48 ألف مشجع، ويقع في الولاية الحرة (Free State) فتقام به المباريات المشار إليها بالأرقام 10، 19، 27، 34، 48، و51. في متنزهات بلوم فونتان تمرح الذئاب، وتلهو الأسود وتتقافز الفهود، ربما لتلهم لاعبي كأس العالم بالخبث والقوة والسرعة. في بورت إليزابيث يستضيف استاد المدينة الذي يحمل اسم نيلسون مانديلا، وبه مقاعد لثمانية وأربعين ألف شخص، يمكن أن يتابعوا به المباريات 4، و13، و21، و31، و37، و49، و57، و63. في أيام الفصل العنصري الذي ولى كان السود لا يستطيعون الاقتراب من شواطيء بورت إليزابيث، لكن بعد خمسة عشر عامًا من غروب شمس الاستعمار تمرح الأجيال الشابة الجديدة على رمال بورت سان جونز، مثلما ينعمون بالتزلج فوق مياه المحيط. 46 ألف مشجع هي سعة استاد بولوكواني في مقاطعة ليمبوبو، ونصيب متنزه كروجر الوطني هو الأفيال بشكل خاص، ولكن في منتزه مابون جوبوي هناك موقع يصنف ضمن التراث العالمي وهو بقايا مدينة اندثرت في القرن الثالث عشر. السعة نفسها (46 ألفاً) متاحة أيضا في استاد نيلسبروت الذي يستضيف المباريات 15، و28، و40، و46. يقولون لك إن التهمك الجوع في متنزه كروجر الوطني فتعال إلى مخيم جوالاجوالا الترفيهي لتطهو طعامك المفضل على النيران. ثالث أكثر ألأماكن انخفاضا في العالم هو هنا، ويمكن أن ترى في الطبيعة السفارية الزرافات بقاماتها الممشوقة كلاعب يريد أن يصطاد كرة برأسه في سقف الشباك. استاد مدينة ديربان هو أحد ملعبين يتسعان لسبعين ألف شخص ويستضيف المباريات 7، و16، و25، و35، و45، و53، و62. هناك محمية في كاركلوف قرب المدينة بها غابات السكان الأصليين جنوب إفريقيا، يمكن زيارتهم، والمرور بين ألأشجار التي تتقافز فوقها القردة. في ديربان أعلى درجات الحرارة، تصوروا لن تزيد عن 23 درجة مئوية، وفي معظم المباريات ستكون عشرين فقط، لكنها قد تهبط في بلوم فونتان إلى درجتين تحت الصفر! ومدينة ديربان هي عاصمة قبائل الزولو، يقطنها ثلاثة ملايين نسمة، وتضم أكبر جالية هندية في العالم، ومن المباريات التي تحتضنها مباراة في الدور قبل النهائي للبطولة. شيد استاد المدينة العملاق من الإسمنت والفولاذ ليسع 69 ألف متفرج، وقد سمي باسم موزيس مابيدا وهو ناشط راحل عاش بالمدينة مناهضاً للتمييز العنصري، وتصميمه المتميز يعود إلى قوس طوله 350 متراً وارتفاعه إلى 106 أمتار يبدأ بساقين اثنتين تتحولان إلى ساق واحدة تدريجياً في رمز لوحدة جنوب إفريقيا. وتتدلى الأسياخ الفولاذية من القوس لتمسك بسقف الاستاد المصنوع من الفايبر، والذي يغطي مدرجات الاستاد وجزءاً من أرض الملعب، فيما يشبه السرادق الضخم، والزائرون للاستاد يمكنهم أن يروا المدينة إذا تسلقوا القوس العملاق على الأقدام أو كما يتسلق الرياضيون بالحبال الجبال، وتستمد مقاعد المدرجات ألوانها من المحيط والرمال، لذا تشع باللونين الأزرق والبرتقالي. هذا الاستاد جزء من برنامج التنمية في ديربان، امتد العمل به أكثر من ثلاث سنوات في مشروع بلغت تكاليفه 1. 3 مليار راند (403 ملايين دولار)! وبجانب الاستاد الجديد، شيد مطار حديث وصلت تكلفته سبعة مليارات راند، استعداداً لكأس العالم. استعدت جنوب إفريقيا ببنية تحتية، جديدة أو مرممة، ومطارات، وطرق، ولكن يخشى مسئولو قطاع السياحة على مستقبل البلاد السياحي، لأنهم يتوقعون مبالغة مسئولي الفنادق وشركات الطيران والمطاعم المحلية في رفع الأسعار بصورة مستفزة لاستغلال نصف مليون زائر محتملين خلال شهر المونديال، حيث يعتقد هؤلاء أن كأس العالم بمنزلة بقرة حلوب لن تزور المرعى نفسه مرتين! تذاكر مُحرَّمة .. وشاشات مجسمة عرفنا عن الكرة، وألقينا نظرة خاطفة على الاستادات، وراجعنا تاريخ التمائم وحان وقت الدخول إلى الملاعب؛ إنه زمن التذاكر، فما الجديد؟ في وزارة الداخلية بالعاصمة بريتوريا يقول المتحدث الرسمي باسم شرطة جنوب إفريقيا «فيش نايدو» إن تزوير تذاكر كأس العالم 2010 مستحيل! ففي كل تذكرة سبع خصائص أمنية تمنع تزييفها أو نسخها ولن يستطيع أحد شراء تذكرة من السوق السوداء، فالتذاكر المبيعة لا يمكن أن يعاد بيعها، فهي تباع في المنافذ مقابل الاسم وباستخدام الهوية الشخصية، ولا يستطيع شقيق الشاري - مثلا - أن يحضر مباراة بتذكرة أخيه. كما أن التذاكر المبيعة لمشجعي جنوب إفريقيا هي أرخص من تلك التي يشتريها الأجانب بنسبة كبيرة، تشجيعًا للحضور المحلي للمباريات. شراء التذكرة في جنوب إفريقيا يمر بسبع خطوات: الأولى تبدأ في البنك المعتمد حيث يذهب المشجع لسحب نموذج رسمي لطلب شراء تذكرة لمباريات كأس العالم من أحد فروع البنك المنتشرة بالبلاد، ثم يملأ النموذج محددا اختياراته، ويعطي الطلب للموظف المختص لتفعيل الإجراءات، ثم يدفع المبلغ المحدد (يبدأ بحوالي 22 دولارًا لمباريات المجموعات)، والخطوة الخامسة يعطيه الموظف بطاقة فيزا الرسمية التي تحمل علامة الفهد، والخطوة السادسة تصل رسالة sms إلتى المشتري على الهاتف النقال المحدد في الطلب تحمل إحدى الإشارات (ناجح، ناجح جزئيا، لم تتم عملية الشراء بنجاح)، من ينجح يتسلم ـ في الخطوة السابعة ـ التذكرة من المنفذ المحدد، بداية من أبريل الماضي، ومن لا ينجح يذهب لاسترداد نقوده! أيضا اجتاحت العالم حمى الفوز بجوائز مشاهدة مباريات كأس العالم، شركات طيران وبنوك، وكالات سفر وسيارات، متاجر وبقالات، الكل يُعلن عن امتلاكه لتذاكر مجانية تسمح للفائزين بحضور المباريات. تساءلت وأنا أرى هذه الإعلانات، هل يعرف المعلنون أسماء الفائزين سلفا ليسجلوا أسماءهم حسب اللوائح؟ من لم يشتر التذاكر لأنه لم يذهب إلى جنوب إفريقيا، ولم يفز بها في العروض الترويجية، ومن ذهب إلى هناك ولم يستطع حضور المباريات في الاستاد، عليه ألا يحزن، فستُدخله الـ«فيفا» - ولأول مرة في مباريات كأس العالم - إلى الاستاد عبر تقنية جديدة، حيث إن هناك 25 مباراة يتم تصويرها وتسويقها عبر العالم بتقنية الأبعاد الثلاثة المجسمة، ويمكن للمشجعين الاستمتاع بهذه المباريات في المراكز المعتمدة مثل ميدان الطرف الأغر في العاصمة الإنجليزية. وهنا ستلعب الرياضة مرة أخرى دورها في الترويج للتقنيات الجديدة، والتي يتوقع أن تبيع الشركة المنتجة 14 مليون جهاز تليفزيون ثلاثي الأبعاد بحلول العام 2013! مراكز مشاهدة المباريات أمام الشاشات الضخمة سيجدها المشجعون بعشرة أماكن في البلد المضيف، الجراند باراد في كيب تاون (سعة 25 ألفاً)، ومتنزه سانت جورج في بورت إليزابث (30 ألفا)، مركز مانجوانج في بلوم فونتان (20 ألفا)، مدرسة يبرجفلام العليا بنيلسبيرت (30 ألفا)، مركز مدينة بولوكوان (20 ألفا)، مدرس فيلدز كوليج (25 ألفا)، وهناك مكانان في جوهانسبرج بين استاد إلكاه ومتنزه إنيست فري (سعتهما معًا 60 ألفا)، وقد يكون هناك في بريتوريا مركز، ولكن من المؤكد أن هناك على شاطيء ديربان مركز آخر. حول العالم هناك مراكز في سيدني وروما وريو دي جانيرو وباريس ومكسيكو سيتي، ولندن - كما أسلفتُ - ولكن أكبر المراكز على الإطلاق ستحتضنه برلين في شتراسه 17 يونيو، حيث يمكن لسبعمائة ألف متفرج مشاهدة المباريات في القارة السمراء. مشجعون بلا حدود لو أن هناك مسابقة لأكثر الألوان بهجة وأشد أدوات التشجيع غرابة في عالم كرة القدم لاختيرت ألوان مشجعي القارة السمراء: الخامات التي تصنع بها، الإشارات التي ترمي إليها، التنوع الذي تنفرد به، كل هذا يجعل من استاد كرة القدم في كأس العالم 2010 كرنفالا حيا. الواقع أن هذا الثراء اللوني هو أسلوب حياة، لذلك نجده يأخذ شكلا أكثر تركيزًا في مباريات الكرة التي تشعلها الأعلام والقمصان، مثلما تؤججها الصفارات والهتافات - يكفي مثالا استحضار الرقصات الإفريقية التي تعد شكلا من أشكال التعبير الذي ترسخ جذوره الثقافية في الدين والعادات والتقاليد والشعائر الشعبية. هذا (الرقص) ينتقل بدوره، لا إلى المدرجات وحدها، بل إلى الشارع السياسي أيضا. فلو شاهدنا تجمعًا لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي - الحزب الذي قاد البلاد للتحرر ونجا بها من عزلة الفصل العنصري، وسجل حكمه الديمقراطي في البلاد لأكثر من 15 عامًا - لو شاهدنا احتفالاته لاعتقدنا - لوهلة أولى - أن مناصريه هم مشجعو كرة قدم. قال شاب مشجع يحمل علمًا: (أنا أدين للحزب الذي حرر بلادي، لذلك أقف منذ الصباح أنتظر سماع محاضرة لأحد زعماء الحزب عن المواطنة والحقوق المدينة). إذا غادرت جوبرج (هكذا ينطقون هناك جوهانسبرج) إلى إحدى ضواحيها العشوائية التي لا يصلها الماء، لا بد أن تبحث عن أحد أشهر المشجعين في العالم، إنه ألفريد، الذي يبلغ هذا العام 58 سنة. بدأ المشجع الشهير مسيرته بوضع مجسم سكين فوق رأسه وبطارية ملصقة على قبعة صفراء، كان ذلك قبل أكثر من 30 سنة في العام 1979، لكنه اليوم يعيش على ابتكاراته التي لا تقف عند حد، ويأخذ أوامره أيضا من الرعاة الكثيرين الذين يتنافسون على وضع منتجاتهم فوق رأسه، ولم لا وهناك ستة مليارات سيشاهدون رأس ألفريد الفريدة؟! هذا العام، وبالمناسبة غير المتكررة، ستكون هناك 32 قبعة مختلفة، قبعة لكل فريق من الفرق المشاركة، (اسم القبعة باللغة المحلية ماكاراباس) وستكلف نحو 20 دولارًا للقبعة الواحدة. لا تكتمل الماكاراباس من دون الفوفوزيلا، وهي قرن من البلاستيك طوله 15 سنتيمترا. الضوضاء التي تصدرها الفوفوزيلا قد تشوش على اللاعبين والاتصال بين الحكم ورافعي الرايتين، بل إن اللاعب الإسباني شافي ألونسو اشتكى منها، والمدرب الهولندي بيرت فان مارفيك قال إن أبحاثا أجراها أثبتت خطورة الفوفوزيلا، واستشهد بمنع إليس بارك لها في بطولة الرجبي سنة 2004، ولكن رئيس الـ«فيفا» سيب بلاتر دافع عن زجاجة الفوفوزيلا وقال إنه لا يستطيع أن يحرمها لأنها جزء من الثقافة الإفريقية، وإنه لن يخضع لمحاولات أوربة الكأس في إفريقيا. ويقول المختصون إن الفوفوزيلا مشتقة من قرن الكودو وهي تتكامل بالتالي مع ثقافة الزولو، فيما يرجع البعض دخول الزجاجة إلى مباريات كأس العالم في الولايات المتحدة حين اضطر بائع جملة إلى تطهير مخازنه من مئات الآلاف من الزجاجات الفارغة، فألقى بها إلى المشجعين. بعد مغادرة الحي الذي يقطن به ألفريد ستتأكد أن الأحياء الفقيرة تُعد دائمًا مناجم فنانين، فغير بعيدٍ عن عشش الصفيح العشوائية يمكن مشاهدة إعلانات رسمها فنانون بدائيون تمثل زعماء جنوب إفريقيا. غير فتى الفوفوزيلا، هناك مشجع هو الأشهر في إفريقيا كلها، وبالرغم من أنه ولد في بنين إحدى الدول غير المشاركة في النهائيات هذا العام، فإنه بدأ رحلته في جنوب إفريقيا ليلهم الشباب - على حد قوله - من أجل وطن واحد يضم الثقافات الإفريقية الثرية. جرجيوري دا سيلفا (مواليد 1979) هو رمز لذلك الثراء الثقافي، فهو عملٌ فني متحرك، يزين رأسه بتكوين قد يتجاوز 25 كيلوجرامًا من البيض وخلافه. الفنان جريجوري دارس التصميم بالكمبيوتر أراد أن يقدم مثالا حيا على الابتكار، وأصبح معلمًا سياحياً في ملاعب الكرة وخارجها. لانزال مع إفريقيا، وثقافاتها الثرية التي تلهم فنانا آخر من اليونان ليبتدع فنا جديدًا يقدم فيه صور بعض لاعبيها بالموزاييك. إنه تشاريس تسيفيز المصمم ولد ودرس في العاصمة اليونانية، وأسس في أثينا استوديو بتصميم خاص به، استقطب شركات عالمية وكانت زيارته وعمله بجنوب إفريقيا مدة سنة ملهما له ليبدأ ذلك المنحى الجديد في توظيف الموتيفات القبلية الإفريقية لرسم وجوه لاعبي المنتخبات الإفريقية (وأعلام آخرين خارج القارة السمراء). استلهم تسيفيز أقمشة كينتي في غرب إفريقيا بباليتتها الساخنة وألوانها الداكنة، يقول إنه ابتكر هذه التقنية احتفالا بقرار الـ«فيفا» اختيار إفريقيا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم. وهو يرى أن البلد المضيف من أجمل بلدان العالم، بثقافاته الغنية وأهله المضيافين، وقد وافق الفنان على الاستعانة برسومه في أغراض غير تجارية. المتنافسون الأفارقة الممثلون بالبلد المضيف (جنوب إفريقيا)، والجزائر (البلد العربي الوحيد المشارك)، وغانا (التي حمل لاعبوها كأس العالم الأخيرة للشباب في مصر)، والكاميرون (بفهدها الأسمر صامويل إيتو)، وكوت دي فوار (بفيلها الأبنوسي ديدييه دروجبا) مدعوون لاحتفال مزدوج، الأول تحقق باستضافة الكأس في القارة السمراء، والثاني بأمل الفوز بتلك الكأس الشقراء، أو على الأقل الوصول إلى المربع الذهبي. ربما تكون الإحصاءات ضدهم، ونتائج الإقصاءات ليست معهم، ولكن دائمًا هناك مرة أولى لكل شيء. فهل يؤمنون بذلك، لاعبين ومدربين وجماهير؟! مجموعات الموت .. المبكر دائمًا ما نصف في كل بطولة رياضية مجموعة ما بأنها مجموعة الموت، ويعني بها النقاد المجموعة التي تصلح كل مباراة فيها أن تكون نهائيا مبكرا، كما يمكن لكل فريق بها أن يكون مرشحا لنيل البطولة. باستخدام ترتيب الـ«فيفا» للفرق المشاركة، فإن أقل النقاط للفرق الأربعة مجتمعة يعني أن مجموعات الموت، حسب الترتيب تبدأ بإسبانيا وسويسرا وهوندوراس وشيلي، تليها ألمانيا وأستراليا وصربيا وغانا، لكن الخبراء ـ بعد حذف أضعف الفرق والمتأخرة في الترتيب ـ أعادوا النظر فوجدوا أن مجموعة الموت هي التي تضم البرازيل وساحل العاج والبرتغال، تليها مجموعة إسبانيا، أبطال النسخة الأخيرة من كأس الأمم الأوربية، هم من أبرز المرشحين هذا العام. اللاعبون .. قادمون بين صناعة اللعب، وإحراز الأهداف، وحراسة المرمى، يدور تكتيك المباريات، والفائز في مبارياته السبع المتتالية سيحرز كأس العالم! فما هي الأسماء المحركة للفرق الاثنين والثلاثين المشكلة لمنتخبات كأس العالم لكرة القدم 2010؟ زافي هو أمل إسبانيا (مع كتيبته الفائزة ببطولة أوربا 2008)، لاعب برشلونة، (8 أهداف في 82 مباراة). هل يحمل اللقب؟ أغلى لاعب في العالم، كريستيانو رونالدو (22 هدفا في 67 مباراة) سيكون له دور مع منتخب البرتغال إذا أراد أن يفاجيء العالم كما فاجأ أوربا قبل سنوات. منافسه واين روني قد يقابل زميله السابق رونالدو إذا تأهلت إنجلترا والبرتغال إلى ربع النهائي. يقترب مايكل بالاك من نادي المائة الدولي (97 مباراة أحرز بها 42 هدفا)، وهو أمل منتخب ألمانيا في العودة لمنصة التتويج. الغاني مايكل إيسيان كان وراء صعود فريقه للدرو الثاني في كأس العالم الماضية، فهل يتجاوز ذلك هذا العام؟ في سجله 8 أهداف خلال 45 مباراة دولية، وهو يلعب في تشيلسي الإنجليزي. دبابة تشيلسي وفيل كوت دي فوار، ديدييه دروجبا (41 هدفا، 61 مباراة دولية)، هو أمل الأفارقة في كأس يتيمة لأول مرة منذ انطلاقتها قبل 80 سنة. جون أوبي ميكيل، من تشيلسي أيضا، صانع اللعب النيجيري (هدفان في 24 مباراة)، يحمل على عاتقه أمل بلاده وهو لا يزال في سن الثانية والعشرين. الكرة بأقدام صامويل إيتو الكاميروني (42 هدفا في 87 مباراة دولية)، وكاكا صاحب 26 هدفا خلال 73 مباراة بألوان البرازيل، والذي انتقل للعب في ريال مدريد مقابل 56 مليون جنيه استرليني، وليونيل ميسي في الأرجنتين، وله 13 هدفا دوليا في 41 مباراة وفي الجزائر رفيق صايفي، الذي أحرز 18 هدفا دوليا، وخزانته بها 55 مباراة دولية، ونجم أستراليا مارك بريسيانو الذي أحرز 11 هدفا في 52 مباراة دولية لمنتخب بلاده. ويبقى التنافس التقليدي بين البرازيل والأرجنتين، على زعامة الكرة في جنوب إفريقيا والعالم، مثلما سيكون التنافس بين ليونيل ميسي وريكاردو كاكا، نجمي برشلونة وريال مدريد على التوالي لتجديد الحلم. اللاعب اليوناني تيوفاتيس جيكس (20 هدفا، 45 مباراة، هو أمل بلاده، ولم لا وهو وراء إحراز نصف أهداف فريقه العشرين في التصفيات. الهولندي فاسيلي شنايدر (12 هدفا، 56 مباراة، قد يكون حلم منتخبه في نيل كأس العالم، خاصة مع كتيبة تضم جناحا مثل روبن. ستيفن بينار، نجم جنوب إفريقيا (هدفان في 43 مباراة) سيكون عليه عبء إسعاد جماهير وطنه الذين يتمنون اجتياز مرحلة المجموعات. من سلوفينيا يبرز اسم اللاعب ميليجوفي نوفاكوفيتش (13 هدفا، 36 مباراة)، وهو يشكل مع الحارس سمير هانادوفويتش والكابتن روبرت كورن، عصب الفريق السلوفيني. مشجعو سلوفاكيا يعولون كثيرًا على ميريك هامسيك (8 أهداف، 29 مباراة)، لاعب خط الوسط الحيوي، وهداف نابولي الإيطالي. بخمسة وعشرين هدفا في 55 مباراة دولية يضع واين روني نفسه بين أهم لاعبي انجلترا. وفي فرنسا فإن صانع اللعب فرانك ريبريه هو محور التموين لزملائه (7 أهداف في 41 مباراة دولية). روكي سانتا كروز، الذي أبعدته الإصابة عن اللعب في مانشستر يونايتد لفترة، سيعود مع منتخب بلاده باراجواي (20 هدفا في 64 مباراة) ليسعد نساء وطنه اللائي اخترنه أكثر الرجال جاذبية خلال كأس العالم الماضية. ومن نيوزيلندا سيكون للاعب رايان نلسن (6 أهداف في 38 مباراة) دور في صناعة الألعاب، ومن النادر أن ترى شارة الكابتن مع لاعب يحمل درجة جامعية في العلوم السياسية! عقل الترانزيستور الياباني تشونسوكي ناكامورا (23 هدفا، 91 مباراة)، هو أمل الآسيويين في كأس أولى لكرة القدم. خبرة هونج هونج ـ جو نادرة، فهو من لاعبي كوريا الشمالية الذين يلعبون خارج الديار (روستوف الروسي)، وقد أحرز 11 هدفا في 38 مباراة وقد يحقق مفاجأة مع منتخب بلاده. أما في كوريا الجنوبية فيسعتمدون على نجم مانشستر يونايتد بارك جي صونج (11 هدفا في 84 مباراة)، وهو يسمى بصاحب الرئات الثلاث لمجهوده الوافر. ولا تحبه بلاده بسبب تفوقه الرياضي وحسب، بل بفضل أكاديمية كرة القدم التي يشيدها في مسقط رأسه. سيظل جيانلويجي بوفون حارس المرمى الدولي الإيطالي (100 مباراة دولية) رمزًا لا غنى عنه في معادلة المنتخب الأزوري إذا أراد تكرار إنجاز الدورة الماضية، والتي فاز فيها بوفون أيضا بكأس ليف ياشين لأحسن حارس مرمى. الفنان دييجو فورلان (الأوروجواي، 22 هدفا، 58 مباراة)، سيكون عليه إثبات أنه آلة صنع أهداف وأن يضع - مع زميله سيباستيان أبريو -بلاده على منصة الميداليات. للمرة الأولى كبلد مستقل ستستعين صربيا بلاعبها ديجان ستانكوفيتش (13 هدفا، 85 مباراة)، الأكثر خبرة بين زملائه. وفي هندوراس سيعتمدون على الشاب المعجزة ويلسون بالاسيوس (25 سنة، 68 مباراة دولية، و4 أهداف)، الذي كان وراء تأهل بلاده للمرة الأولى منذ 28 عامًا. المكسيكي الفائز بدوري أبطال أوربا مرتين، رافائيل ماركيز، هو أمل بلاده في هذه الدورة (أحرز 10 أهداف، 87 مباراة). أناقة سويسرية تتجلى في لاعب المنتخب ترانكويليو بارنيتا، الذي اختير ضمن أفضل شباب كأس العالم الماضية، وأحرز في مسيرته الدولية 6 أهداف خلال 45 مباراة. أما لاندون دونوفان أكثر لاعبي العالم المشاركين خبرة بمائة وعشرين مباراة دولية أحرز خلالها 42 هدفا، فعليه تضع الولايات المتحدة مسئولية إشعال المنافسة بمنح الكأس لفريق شمال أمريكي. وفي شيلي سيعتمدون على ماتياس فرنانديز (7 أهداف في 34 مباراة)، وهو أفضل لاعب جنوب أمريكي في 2006 وهداف فريقه كولو كولو (20هدفا في 30 مباراة). وأخيرًا نجم الدانمارك كريستيان لوسن (7 أهداف في 71 مباراة) هو أمل منتخبه، فهو مدافع صلد وصانع لعب عنيد. فوق منصة التتويج بعد استعراض أهم اللاعبين، وقطع التذاكر، ودخول الملاعب، نسأل: لمن تدق الأجراس وتنطلق الألعاب النارية فوق منصة التتويج يوم 11 يوليو القادم؟ الكأس الشقراء رهن ببقاء شباك حارس المرمى الإسباني كاسياس نظيفة، واكتشاف الأرجنتيني ميسي شباك منافسيه بثلاثياته التي يعزف بها في برشلونة ليحقق لسلفه ماردونا حلمه بحصد كأس العالم لاعبًا ومدربًا، وقدرة كريستيانو رونالدو على التهديف الخاطف للبرتغال برازيل أوربا، ورغبة الإنجليزي واين روني في تحقيق الحلم الحقيقي للإنجليز (بهدف صحيح هذه المرة) يكررون به إنجازًا غاب 44 عامًا، هو حلم قريبٌ تحت مظلة مدرب إيطالي يعرف طريق البطولات اسمه فابيو كابيلو (قبل مائة يوم من المباراة الأولى للمنتخب الإنجليزي جاء كابيلو مع معاونيه إلى جنوب إفريقيا لمعاينة المكان الذي سيتدربون فيه، والفندق الذي سينامون به، والشوارع التي سيمرون بها، لا يريدون أن يتركوا شيئًا للصدفة). من قبلنا فإن المرشحين الأربعة هذا العام هم فرق إسبانيا وإنجلترا وهولندا والبرتغال، مع المرشحين التقليديين الفولكلوريين البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا، والمرشح المفاجأة قد يكون فريقا إفريقيا، أو منتخبا آسيويا، ومن يدري فالكرة في الملعب!. زاكومي .. تميمة 2010 لن نبعد كثيرًا عن الأدغال حين نتجول بين جُلِّ تمائم كأس العالم. ففي العام 1966 تم «رسميا» تقديم التميمة الأولى لبطولات كأس العالم لكرة القدم حين استضافتها بريطانيا، وكان ويلي الأسد هو قائد مملكة التمائم التي تلته، ففي المكسيك كان الصبي خوانيتو (1970)، وفي ألمانيا الغربية التوأم تيب وتاب (1974) وفي الأرجنتين كانت التميمة لاعب كرة قدم جواتشيتو (1978)، بأسبانيا كانت ثمرة البرتقال نارنجيتو هي التميمة (1982)، وحين عادت الكأس للمكسيك مرة أخرى اختاروا البيكوي وهو قرن الفلفل الحار (1986، واللاعب تشاو كان تميمة إيطاليا (1990)، أما كأس العالم بالولايات المتحدة فانحازت للكلب سترايكر (1994)، وبفرنسا أذن الديك الصغير فوتي (1998)، بينما اختيرت الطاقة تميمة للكأس التي دارت مبارياتها بين كوريا الجنوبية واليابان (2002)، وفي الكأس الماضية أطل الأسد مرة أخرى في ألمانيا الموحدة باسم جولو السادس (2006)، وليخلفه في كأس هذا العام بجنوب إفريقيا الفهد زاكومي. التميمة ليست علامة ضاحكة، ولكنها سلعة تجارية ستصادفك أنى وليت الوجه، وليس فقط في جنوب إفريقيا بل في العالم كله. التميمة ستؤدي الرقصة الرسمية التي تسمى ديسكي. في جنوب إفريقيا لا يسمون الأشياء عادة بأسمائها، فليست اللعبة التي يستضيفونها football كما أنها ليست soccer ، بل ديسكي، يعني تعال نلعب ديسكي توازي تعال نلعب كرة القدم! وهم يضعون في هذه الرقصة مفردات كرة القدم، الشوط (الرَّكْل)، والصدر، والرأس.. إلخ. إذا كنتَ مشجعا لجنوب إفريقيا فعليك حفظ مفرداتٍ لا غنى عنها، فحين يهز المهاجم الشبكة اصرخ (لادووووما)، وحين يمرر صانع الألعاب كرة جميلة اهتف (مشيكشيكشيك)، وقل (موسى حلاقة ـ razor) حين ترى قذيفة قاضية، وكرر وراء الجمهور (شيبوبو) حين يمرر اللاعب كرة بين ساقي منافسه، وأجمل تعبير ستسمعه حين تصيب كرة مسددة المدافع بالدوار فيلف جسده دون جدوى، والجماهير تنادي «أرني رقم فانلتك؟» وطبعا: «بافانا بافانا».. أو الأولاد الأولاد .. الاسم الحركي للمنتخب الجنوب إفريقي! جابولاني الحادي عشر أثناء الاحتفال بكأس العالم 2010 ستكون الإيقاعات إفريقية في كل شيء. والبداية مع ركلة أولى للجابولاني، وهو اسم للكُرة التي صُممت لتكون الكرة الرسمية للحدث العالمي. جابولاني معناها «لنتحد» بلغة إيسيزولو. وللجابولاني حكاية مع الرقم (11)؛ فالبطولة الكبرى تبدأ هذا الشهر 11 يونيو وتنتهي في 11 يوليو، وعدد أفراد فريق كرة القدم 11 لاعبا، ولغة الإيسيزولو المأخوذ منها اسم الكرة هي واحدة من 11 لغة رسمية معتمدة في البلاد، والألوان على الكرة عددها 11، ربما لتعبر عن 11 قبيلة جنوب إفريقية تظهر تنوع البلد المضيف بألوان علمه القوس قزحية، وهي المرة الحادية عشرة التي تصنع فيها الشركة الرياضية الراعية كرة لمسابقات كأس العالم. قبل السفر إلى جنوب إفريقيا شاهدتُ الجابولاني مرتين؛ الأولى في متجر الشركة الراعية بحي السالمية، حيث أسكنُ في دولة الكويت، وهي تباع بخمسة وثلاثين دينارًا (أكثر من مائة دولار)، والثانية كانت على شاشة التلفزيون حيث قرر نادي بايرن ميونخ أن يتم اللعب بها، ربما ليدرب لاعبي المنتخبات الذين يلعبون به على الكرة العجيبة، التي صممت لتحلق فترة أطول في الهواء، مع زيادة السيطرة عليها فوق عشب المستطيل الأخضر، بفضل المناطق المجوفة فيها، وموعدنا بعد 11 يومًا. جدول مباريات كأس العالم لكرة القدم 2010 مباريات المجموعة (A)
مباريات المجموعة ( B)
مباريات المجموعة (C)
مباريات المجموعة (D)
مباريات المجموعة (E)
مباريات المجموعة (F)
مباريات المجموعة (G)
مباريات المجموعة (H)
مباريات دور الستة عشر فريقا
مباريات ربع النهائي
مباراتا نصف النهائي
مباراة تحديد المركز الثالث
مباراة نهائي كأس العالم
مواعيد المباريات المشار إليها في الجدول بتوقيت جنوب افريقيا «غرينتش + ساعتان» تقع جمهورية جنوب إفريقيا في أقصى جنوب القارة الإفريقية على امتداد 1,219,912 كيلومترا مربعا، تحدها شمالا بلدان ناميبيا وبتسوانا وزيمبابوي وموزمبيق ومن الشرق سوازيلاند، في حين تحيط هي بمملكة الليسوتو الجبلية من كل الجهات. ويفوق عدد سكان جنوب إفريقيا 47 مليون نسمة مقسمة على تسع محافظات. تتميز جنوب إفريقيا بطبيعة خلابة متنوعة تتشكل أساسا من هضاب وتلال وجبال وبحيرات وسواحل تضفي رونقا خاصا على البلد الذي يفخر بمتنزه «كروجر ناشيونال بارك»، بالإضافة إلى أربعة منتزهات أخرى تصنفها منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي. تضم الجمهورية ثلاث عواصم، حيث تعتبر كيب تاون العاصمة التشريعية، بينما تُعد بريتوريا العاصمة الإدارية، فيما تقع العاصمة القضائية في مدينة بلومفونتان. رغم وجود إحدى عشرة لغة معترف بها في البلد، تحتل الإنجليزية وضعا متميزًا في جنوب إفريقيا، إذ تستعمل هذه اللغة في علامات الطريق والفنادق والتجارة والأعمال المصرفية والوثائق الحكومية والرسمية. تحكي الخرائط القديمة لجنوب إفريقيا الكثير عن تاريخ البلاد، في هذه الخريطة التي تعود للعام 1815، نقرأ اسم أورانج فري ستيت. هنا استقر زعيم يوروكا وقبيلة بارولونج في أوائل ثلاثينيات القرن التاسع عشر قبل أن تصبح فري ستيت أواخر القرن التاسع عشر موطناً لزعيم موشوشو وقبيلة باسوتو بينما أصبحت المنطقة ملاذاً آمناً للقبائل الفارة من شاكا زولو. تأسست بلومفونتان على يد المستوطنين الهولنديين والإنجليز في منتصف القرن التاسع عشر. وسميت بلومفونتان - التي تستضيف 6 مباريات في كأس العالم - نسبة إلى الورد الكثير الذي نما حول نافورة في مزرعة يوهانس نيكولاس بريت أحد المستوطنين الهولنديين (فورتريكير) وتعني كلمة بلومفونتين حرفياً «نافورة الورد» في اللغة الهولندية. ملعب مدينة كرة القدم هو معقل اللعبة في جنوب إفريقيا، تم تشييده في منتصف ثمانينيات القرن الماضي واستضاف الملعب مباريات نهائيات كأس الأمم الإفريقية 1996 والتي فاز بها منتخب جنوب إفريقيا. وتقع هذه المنشأة الرياضية على مقربة من مقر اتحاد كرة القدم في جنوب إفريقيا SAFA ومركزه الجديد الذي يستضيف كلا من اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم ومكاتب FIFA. يتميز بهندسته المميزة والفريدة حيث تم تصميم جزئه الخارجي على شكل إناء إفريقي. ويعيش 40 في المئة من سكان «جوبورج» في مدينة سويتو على مقربة من مدينة كرة القدم وهو ما سيجعل الملعب مركز نشاط حيويا في كأس العالم 2010.
|
|
، بعد إطلاق سراحه من سجن فيكتور فيرسيتير)
 سيكون له دور مع منتخب البرتغال إذا أراد أن يفاجيء العالم كما فاجأ أوربا قبل سنوات، خاصة أن برازيل أوربا سيواجهون برازيل أمريكا اللاتينية الحقيقيين بقيادة كاكا، زميله في ريال مدريد (إلى اليمين))
 أهم ملعب في أول نهائيات كأس العالم FIFA تقام في إفريقيا وهنا سيفتتح المونديال بعد 11 يومًا ويختتم في 11 يوليو القادم)