الشاعر والحياة فاضل خلف
شعر
في غمره السبعين يستوضح |
|
عن الحياة الشاعر الحائر |
ما سرها وهو بها يسرح |
|
قد حار فيها طرفه الساهر |
ما كنهها.. ماذا الذي يسفح |
|
في ضفتيها الفلك الدائر |
هل هي دار البؤس أو مسرح |
|
لكل شاد أيها الشاعر |
في غمز السبعين تمضي به |
|
سفينة الدهر بعصف الرياح |
يمشي الهوينا وهو في سربه |
|
مقيد الخطو كسير الجناح |
يحمل هم العمر في قلبه |
|
بلا دواء ناجع أو سلاح |
عصاه نعم العون في دربه |
|
بها تحدى السير بين البطاح |
طفولة يهفو اليها ولا |
|
يذكر منها غير أصدائها |
غابت كبرق خلب في الفلا |
|
أو غيمة مرت بأنوائها |
أين مضى الطفل بدنيا الملا |
|
كيف تلاشى بين ضوضائها |
أسئلة حيرى توالت على |
|
أفكاره الحيرى بغلوائها |
أين الفتى الزاهي بشرخ الشباب |
|
كيف اختفى بين فجاج الزمن |
كيف اختفى مثل بحار السراب |
|
كيف توارى الزمن المفتتن |
هل ظن يوماً أن ذاك الشهاب |
|
يخبو سريعا في طباق الدجن |
وهل درى أن جمال الإهاب |
|
سيطفىء الدهر سناه الحسن |
في غمرة السبعين لا يرعوي |
|
عن غيه في حب هذي الحياة |
واعجباً منه ألا يرتوي |
|
من كأسها حتى يذوق الممات |
وهو الذي بنارها يكتوي |
|
في كل يوم من جميع الجهات |
وكل من في فلكها يستوي |
|
المالكون الأرض مثل العفاة |
يا أيها الحائر في عمره |
|
في غمرة السبعين تشكو العفاء |
تبحث عن رسمك في فجره |
|
وفجر صار رهن الفناء |
رونقه اللألاء في سحره |
|
أصبح مهدور السنا والسناء |
فاقبل بما جاءك من أمره |
|
فوحده منفرد بالبقاء |