بيروت محمد خالد القطمة

بيروت

شعر

يا رمل بيروت جئنا نفرش الهدبا

ونستعيد عيوناً زيتها نضبا

ترى أتذكر أحباباً لنا رحلوا

مع المغيب فأضحي حزننا سحبا

غرست في الشط ذكراهم لتحرقني

حيث ارتميت يصير الماء بي لهبا

أغمضت عيني لعلي ممسك بيد

كانت حياتي ولم أبلغ بها أربا

أصغيت للموج يبكي فوق أشرعتي

وفوق صدري يغوص العمر مكتئبا

حلفت بالليل يا بيروت يا قدري

لولاك والبحر هذا الشعر ما طربا

يا رمل بيروت أدمى قلبنا عطش

لحبة الرمل تسقي ماءها سغبا

رجعت أصرخ مقهوراً وخاصرتي

بها النزيف دمي في عشقها سكبا

سألت روحي عن الرمان كيف له

مع الزمان يروي ماؤه خشبا

هي الرياح تناديني لتعصف بي

مع السفين حياتي أورقت حطبا

القيت رأسي على صدر يسائلني

حتام تشقى بوجه ممعن هربا

تعبت شوقاً وأنى رحت مرتحلاً

من بعد بيروت أبقى العمر مغتربا

كل العواصم تاهت في مخيلتي

فلست أرجو سوى بيروت لي نسبا

يا ويل قلبي من الأحزان أنهره

تفيض ماء وقلبي بعد ماشربا

أهوى الكويت ولكن عدت ياوطني

إليك أشكو ربيعاً كان لي ذهبا

كيف الطفولة ضاعت في ملاعبها

فليس تترك لاذكرى ولالعبا

كل الحروف كتبنا في مواجعنا

ما مثل حبي وحزني فيك قد كتبا

يا للبحور تذيق الشاربين لظى

وملح بحرك شهد في فمي عذبا

لم ينهب السفر المجنون ذاكرتي

جميل عمري هو النبع الذي نهبا

عشقت ألفاً ولكني رجعت لها

فكل حب سواها كان لي كذبا

 

محمد خالد القطمة

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات