عزيزي القارئ

 عزيزي القارئ

مع إشراقة عام 2001

مع بداية هذا العام، تجتمع كل الأعياد الدينية في أيام متقاربة، فيحتفل المسلمون بعيد الفطر المبارك، ويحتفل المسيحيون بأعياد الميلاد المجيدة أعادهما الله على الجميع بالخير والمحبة. وتستقبل البشرية كلها عاماً جديداً، تدوي أجراسه في منتصف الليل وتعلو فيه الدعوات حتى يسود السلام، ورغم ذلك، فإن السلام مفتقد في أرض السلام، فالعيد يقبل على أرض فلسطين الجريحة، ودماء المسلمين والعرب تنزف بصواريخ وأسلحة الإرهاب الإسرائيلي، فأيّ عيد هذا الذي يأتي مضرجاً بدم الشهداء؟ وهل يحمل لنا هذا الواقع الأليم أي أمل في الخلاص؟ إن ثمن الحرية غال، بل هو فادح أحياناً، فهل كتب على الشعب الفلسطيني وحده أن يحمل عبء خلاصنا جميعاً؟ إن العربي تخصص هديتها هذا العام حول مدينة القدس والمكانة التي تحتلها في القرآن الكريم آملة بذلك أن تقوم بنصيب ولو قليل في رد الأخطار التي تهدد تلك المدينة العزيزة علينا جميعاً، وتذكير المسلمين بمكانتها وبيتها المقدس في تراثنا الإسلامي.

وتفتح العربي أيضاً صفحة جديدة من عمرها الذي بلغ 43 عاما هذا العام، وهي سن تتطلب منها أن تستخدم خبرتها الطويلة في مواجهة التحديات التي تواجهها كمطبوعة على مستوى المضمون والشكل معاً، فعلى مستوى المضمون، تواصل سعيها الدائب من أجل تحرير الفكر العربي من كل أنواع القيود، مؤمنة أن تحرير العقل هو الطريق إلى تحرير النفس، وعلى مستوى الشكل تقتحم العربي للمرة الأولى مجال النشر الإلكتروني ليصير لها موقع ثابت على شبكات الإنترنت يحتوي على عددها الجديد بالإضافة إلى أعداد من سنواتها الماضية، وسوف يجد القارئ العزيز المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع المهم في المقالة الافتتاحية التي كتبها رئيس التحرير حول مستقبل النشر الإلكتروني، وكيف أنه سوف يكون التحدي المهم الذي على كل المطبوعات التقليدية أن تواجهه، والعربي تقبل هذا التحدي لأنه خيارها الوحيد، ولأنها لا تريد أن تكون المجلة الثقافية الأوسع انتشاراً في العالم العربي فقط، بل أن تصل إلى كل قرّاء العربية في كل مكان من أرجاء المعمورة. وتخصص العربي ملفها الرئيس هذا العدد لحدث ثقافي مهم وهو اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية لهذا العام، وهي مناسبة تقف فيها المجلة لتقييم الدور الذي ساهمت به الكويت في تطوير وتأصيل الثقافة العربية منذ أن بدأ مشروعها الثقافي الرائد مع مولد مجلة العربي، ثم تواصل هذا الدور بعد ذلك عبر إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي والعديد من المساهمات الكويتية التي جعلت من تطوير الفكر العربي هدفاً رئيسياً من أهدافها، وسوف تقدم العربي على مدى هذا العام العديد من الدراسات حول التطور الثقافي الذي شهده المجتمع الكويتي بالإضافة إلى الفعاليات التي سوف تقام احتفالاً بهذه المناسبة.

هذه فقط معالم ثلاثة من عدد جديد حافل بالمعالم الفكرية والعلمية، وهي تبدأ صفحات هذا العام واضعة نصب أعينها أنها يجب ألا تعتمد على ماضيها العريق فقط، ولكن أن تواجه كل تحديات المستقبل. وهي قادرة على حمل هذه المسئولية بفضل الدعم الحكومي المتواصل لرسالتها والالتفاف الجماهيري الواسع حولها.

 

المحرر