المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

الكويت

نواخذة الكويت وأسوار حلب..
من أنشطة دار الآثار الإسلامية

حفلت دار الآثار الاسلامية في شهر نوفمبر الماضي بالعديد من الانشطة الثقافية كان أبرزها سلسلة محاضرات استهلها الدكتور يعقوب يوسف الحجي، المستشار في مركز البحوث والدراسات الكويتية، بمحاضرة شائقة وبالغة الأهمية، لأنها مست جانبا مهما من الهوية التاريخية للكويت، وعنوانها (في ذكرى النواخذة والبحارة الكويتيين)، ونشير إلى أن د. يعقوب الحجي قد نذر نفسه منذ السبعينيات لدراسة التاريخ البحري والملاحي الكويتي، وألف في ذلك العديد من الكتب، لعل أبرزها كتاب (صناعة السفن الشراعية في الكويت)، الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية سنة 1998، وخلال هذه المحاضرة الشيقة، أخذ د.الحجي مستمعيه في رحلة تاريخية مليئة بالمعلومات وبالمغازي، وغاص بهم في تاريخ الملاحة البحرية الكويتية، مرتادا مثل السندباد، أو ابن بطوطة، مختلف الموانىء والبلدان التي كان البحارة والتجار الكويتيون يرتادونها بشكل منتظم طيلة أكثر من قرنين. وكان المحاضر قد قام بعدة رحلات بحرية على خطى النواخذة والبحارة الكويتيين، قادته إلى الهند وإلى مختلف موانئ جنوب الجزيرة العربية (عمان واليمن) وموانىء افريقيا الشرقية، (كينيا وتنزانيا). وخلال المحاضرة، وعبر الصور والخرائط الـتي استعرضـها، فصل د. الحجي مختلف مراحل رحلته إلى زنجبار وشرق إفريقيا، مرورا بعمان واليمن. ومثل (ابن بطوطة) في زمانه، روى المحاضر مشاهداته، واصفا مختلف الموانىء التي زارها والمدن الساحلية التي أقام فيها، وكون فيها صداقات. وتحدث عن أهلها وعن بعض عاداتهم وتقاليدهم، وذكريات كبار السن من أهل البحر في تلك الموانىء،وعن السفن الكويتية ونواخذتها وبحارتها.

ولاحظ د. الحجي في مستهل محاضرته أنه يبدو أن كثيرا من المقيمين في الكويت ـ عربا وأجانب لا يعرفون ـ عن التاريخ الكويتي إلا أقل القليل، ولا يتساءلون عن تطور الكويت، وكيف عاش شعبها طيلة ثلاثة قرون بلا نفط. وقال إن الكثير منهم يبدو لهم أن الكويت لم تكن سوى صحراء قاحلة، غير مأهولة، وفجأة انبثق النفط فانبثقت معه الكويت دولة وشعبا، لكن الواقع التاريخي يعاكس هذا الاعتقاد الشائع، فالكويت وشعبها أقدم بكثير من النفط. إذن كيف كان الكويتيـون يعيشون وما مصادر عيشـهم، بكـل بسـاطة أجاب د. الحجي: لقد كان الكويتيون شعبا تجاريا بحريا صغير العدد، تميز بالجرأة والريادة وسعة الحيلة. وتجلى ذلك في قيام صناعة بحرية محلية استطاعت الوفاء باحتياجات أهل الكويت من سفن الشحن والنقل البعيدة المدى (من طراز البغلة والبوم وغير ذلك، وسفن وقوارب الصيد والغوص بحثا عن اللؤلؤ. وبهذا شكل الكويتيون أسطولا تجاريا بلغ قوامه في أوج نشاطه أكثر من 250 سفينة مختلفة الأحجام والأنواع. وأقام الكويتيون علاقات تجارية مع موانىء غرب الهند وجنوب الجزيرة العربية وشرق إفريقيا.

رحلة شرق إفريقيا

وتحدث د. يعقوب الحجي عن ذكرياته عن كويت بداية الخمسينيات، عندما كان في مقتبل العمر، يلعب مع أقرانه على الواجهة البحرية للكويت، حيث كان منظر السفن الشراعية، في غدوها ورواحها، أمر اعتياديا، وكيف لم يكن يعتقد أن تلك السفن سوف تختفي ذات يوم من المنظر العام للكويت. وقال كذلك، إن تاريخ الكويت البحري قبل النفط لم يكن يدرس في المدارس الكويتية، وكان التلاميذ يعرفون عن الثورتين الفرنسية والأمريكية أكثر بكثير عن تاريخ الكويت. وقال إنه وبداية من النصف الثاني من السبعينيات، وبعد إنهائه دراسته في أمريكا، نذر نفسه لدراسة تاريخ الكويت ولاسيما البحري منه، وكذلك الثقافة الكويتية، ولتنفيذ ذلك، اتصل بـ (علي عبدالرسول)، أحد أكبر صناع السفن الكويتية، وراح يدرس مختلف مراحل تصنيع أنواع السفن الشراعية، وهو ما أسفر عن تأليف كتابه السابق الذكر، وكتب العديد من المقالات، وألف عدة أعمال أخرى قبل ذلك، عن الموضوع، ويواصل الآن أبحاثه ودراساته في هذا المجال، كما تعرف القبطان علي النجدي، وقرأ عن رحلته الإفريقية على متن سفينته الشراعية (من طراز الدهو dhow) سنة 1939، في كتاب (أبناء سندباد) الذي ألفه القبطان آلن فيلييه Alain Villier. وفي 1983، انضم إلى مجموعة من الشباب والبحارة الكويتيين الذين نظموا على متن (الغزير) وهو (بوم ـ دهو) بحري بعيد المدى، من الهند إلى الكويت.

أسوار وأبواب حلب

أما المحاضرة الثانية لشهر نوفمبر، فدار محورها حول (أسوار وأبواب مدينة حلب)، وقدمها الدكتور عبدالهادي نصري، مدير الثقافة في حلب. وفيها أخذ مستمعيه في رحلة جذابة في حنايا تاريخ مدينة حلب العريق الذي يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد استعرض المحاضر بواسطة أكثر من 85 صورة أو شريحة ضوئية (slides)، مختلف الأطوار التي مر بها تاريخ القسم الشمالي من سوريا، والحضارات التي تعاقبت هناك، ومنها الحضارة النطوقية، وقال إن المكتشفات الأثرية، تجعل حلب معاصرة لمملكة (إيبلا) التي عثر فيها على مكتبة قوامها أكثر من 20 ألف رقيم فخاري، بعضها مكتوب بالأكدية، وبعضها بالخط الإبلائي الذي قد يكون هو أساس الكتابة الأبجدية. وكان د. نصري قد حضر الحفريات التي جرت في موقع إيبلا، وقام بتصوير تلك المكتبة التي تعد تراثا ثقافيا إنسانيا، لا يقدر بثمن. وقد دخلت حلب الألف الثانية عاصمة لمملكة عمورية (مملكة عربية قديمة) وكان اسمها (يحماض)، وامتد نفوذها على معظم بلاد الشام، وفرضت نفوذها على مملكة (ماري) وأقامت تحالفا مع حمورابي ملك بابل.

وتحدث د. نصري عن العلاقات التي كانت سائدة يومها مع بلاد الرافدين شرقا، والصراع مع الحيثيين شمالا، وكذلك الفراعنة جنوبا. وقدم بالصور مختلف البقايا الأثرية التي عثر عليها في حلب أو في منطقتها الممتدة، وكيف أن أول أشكال الكتابة الأبجدية قد ظهرت هناك. كما قدم صورا عن أشكال أخرى مما سماه كتابة ما قبل الكتابة، وكذلك أنماط التحصينات الدفاعية، وهندستها، والتطورات التي طرأت عليها بتعاقب الامبراطوريات المختلفة من السومريين والبابليين والأكديين والأشوريين، والحيثيين والفراعنة، والفينيقيين، والإغريق والفرس والرومان والبيزنطيين.

وبعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام، تحول مركز الثقل إليها في العصر الأموي، وكانت حلب القلعة المتقدمة لمواجهة الإمبراطورية البيزنطية، وواحدة من مراكز انطلاق الحملات ضدها.

التراجم الأندلسية.. وجماليات الخط العربي

أما المحاضرة الثالثة لشهر نوفمبر، فكان موضوعها: (التراجم الأندلسية)، وألقاها الأستاذ محمد بن شريفة، عضو أكاديمية المملكة المغربية، يوم 21 نوفمبر، وفيها تعرض بالتعريف للكثير من علماء وفلاسفة الأندلس، وتأثيرهم البالغ ليس فقط في تطور الثقافة والفكر العربيين، بل وكذلك تأثيرهم في انطلاقة النهضة الأوربية، ومن بين هؤلاء الفيلسوف ابن رشد. وتحدث الأستاذ بن شريفة عن مختلف الحواضر الأندلسية التي كان لها باع طويل في مجال الفكر والأدب والفلسفة والعلوم، وكذلك الفنون الأخرى المصاحبة لها، والتي شكلت حضارة الأندلس التي هي جزء لا يتجزأ من مجمل الحضارة العربية الإسلامية، إذ كان الفلاسفة ورجال الفكر والأدباء يتأثرون بإبداعات المشرق، ويؤثرون هم كذلك في تلك الإبداعات الفكرية والفلسفية والدينية، وفي مدارس الفن وطراز العمارة وما إلى ذلك. كما تطرق المحاضر إلى العوامل الداخلية والخارجية التي أدت إلى سقوط الأندلس، وذلك بعد ثمانية قرون من الوجود العربي فيها، وهو الوجود الذي كان إحدى قواعد انطلاق النهضة الأوربية.

وفي الأخير، وفي يوم 22 نوفمبر، جاء دور الأستاذ سالم عفيفي حسين، المتخصص في الخط العربي، ليمتع مستمعيه ببعض الإضاءات حول واحدة من مآثر وابداعات الحضارة العربية الإسلامية، ألا وهو الخط العربي، وكانت محاضرته بعنوان (الكتابة الخطية العربية).

عيسى صيودة

تكريم الفائزين بجوائز الكويت
لعام 1999

كرمت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عدداً من الباحثين والعلماء الكويتيين والعرب الفائزين بجائزة الكويت لعام 1999 وجائزة معرض الكتاب العربي الرابع والعشرين،إضافة إلى جائزة الإنتاج العلمي وجائزة المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية.

وفي احتفال أقيم بهذه المناسبة وناب فيه وزير التربية ووزير التعليم العالي في الكويت الدكتور يوسف الإبراهيم عن أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حيث ألقى كلمة نيابة عن سموه أكد فيها (أن الكويت أولت اهتماماً كبيراً للعلم وأفسحت للعلماء مكاناً كريماً ومنزلة رفيعة في كل ملتقياتها ومنتدياتها).

فيما أكد المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور علي الشملان في كلمته أن التحولات الجذرية التي أخذت تنمو في العالم وضعتنا اليوم أمام حاجة ملحة إلى مزيد من التلاحم بين الحكومات العربية ومؤسسات المجتمع المدني وقطاعات الخدمات والإنتاج والمؤسسات العلمية لضمان تنمية معلوماتية واقتصادية واجتماعية مستديمة، داعياً إلى ترتيب الأولويات والتوازن بين الحاجات والامكانات وان تكون لدينا الرعاية الجادة للموهوبين باتجاه تكوين قاعدة علمية مجتمعية، وأن تشكل طلائع البحث العلمي في مجتمعاتنا كتائب متتابعة يهتدي لاحقها بسابقها ويرعاها العلماء والمتخصصون في الجامعات ومراكز البحوث العلمية من خلال خطة توضع بعناية وتنفذ بدقة وإحكام.

وخلال الحفل تم توزيع الجوائز على الفائزين وشملت المجالات التالية:

أولاً: جائزة الكويت لعام 1999:

ـ في مجال العلوم التطبيقية ـ (التغيرات المناخية) وفاز بها: الأستاذ الدكتور الفاتح علي بابكر الطاهر (سوداني الجنسية) أستاذ دائم في كلية الهندسة المدنية معهد ماساشوستس، الولايات المتحدة الامريكية.

ـ في مجال الفنون والآداب (التراجم الأدبية) وفاز بها الأستاذ الدكتور محمد محمد بن شريفة (مغربي الجنسية) أستاذ كرسي الأدب الأندلسي بجامعة محمد الخامس بالمملكة المغربية.

ـ في مجال التراث العلمي العربي والإسلامي (الخط العربي) وفاز بها السيد فوزي سالم عفيفي (مصري الجنسية) عضو مجلس ادارة الخط العربي بالقاهرة.

ثانياً: جائزة معرض الكتاب العربي الرابع والعشرين لعام 1999

أولاً:في مجال أفضل كتاب مترجم إلى اللغة العربية في العلوم

اسم الكتاب الفائز: (رؤية هابل ـ علم الفلك بالتليسكوب الفضائي هابل) المؤلف: كارولين كولنز بيترسون وجون سي. براندت

المترجم الفائز: الأستاذ الدكتور مصطفى إبراهيم فهمي (مصري الجنسية)

ثانياً:في مجال أفضل كتاب مترجم إلى اللغة العربية في الفنون والآداب والإنسانيات):

اسم الكتاب الفائز: آخر 100 يوم للاتحاد السوفييتي).

المؤلف: بوريس بانكين

المترجم الفائز: الدكتور محمد روحي البعلبكي (لبناني الجنسية)

ثالثاً: الإنتاج العلمي لعام 1999:

ـ في مجال العلوم الطبيعية والرياضية وفاز بالجائزة الدكتور محمد عبدالرحيم الصرعاوي رئيس مجلس الإدارة ـ المدير العام ـ الهيئة العامة للبيئة ـ الكويت

ـ في مجال العلوم الهندسية وفاز بها الدكتور حسين علي الخياط أستاذ مساعد ـ كلية الهندسة والبترول ـ جامعة الكويت

ـ في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية فاز بالجائزة الدكتور محمد عبدالمحسن المقاطع من قسم القانون العام ـ كلية الحقوق ـ جامعة الكويت

ـ في مجال العلوم الادارية والاقتصادية فاز بالجائزة الدكتور عبدالكريم عبدالعزيز الصفار قسم الطرق الكمية ونظم المعلومات ـ كلية العلوم الإدارية ـ بجامعة الكويت

ـ في مجال العلوم الحياتية:

فاز بالجائزة: الدكتور مرزوق يوسف الغنيم قسم العلوم ـ كلية التـربية الأساسية ـ الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ـ الكويت

ـ في مجال العلوم الطبية:

فازت بالجائزة الدكتورة معصومة علي مقصيد استشاري أمراض النساء والولادة ـ أستاذ مساعد ـ كلية الطب ـ جامعة الكويت.

وجدير بالذكر أن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أنشئت في العام 1976 بمبادرة من صاحب السمو أمير الكويت وبمساهمة من غرفة تجارة وصناعة الكويت بهدف تقديم العون للقائمين على التنمية الفكرية، وتقديم المساعدة والدعم للباحثـين، وتخصيص المنح الدراسية والتدريسية، وكذلك الجوائز التشجيعية والتقديرية للدارسين والباحثين والمؤلفين والمترجمين في مختلف المجالات العلمية.

الكويت ـ خاص

مصر

قضايا الترجمة وإشكالياتها
في مؤتمر بالقاهرة

ثمة أسئلة تطرح نفسها وتحمل أهميتها الخاصة علي أي من المشتغلين في حقل الترجمة: من أي اللغات أترجم؟ ولمن أترجم؟ وفي أي الحقول المعرفية أباشر هذا النشاط الثقافي المهم لربط الثقافة المترجم إليها بالثقافة المترجم منها؟

وانطلاقا من هذا المعنى، علينا أن نؤكد أنه في الوقت الذي أخذت فيه الأجناس الأوربية المختلفة تتأكد عبر أشكال سياسية وقومية ولغوية، وتستحدث نظمها السياسية المختلفة، وتؤكد شخصيتها الثقافية المستقلة والتي تستمد وجودها عبر عناصر متنوعة هي اللغة وتراثها وأساطيرها ومنجزها التاريخي في الفنون والعمارة والشعر. وفي ظل هذه الثوابت التاريخية لعبت حركة الترجمة دورا مهما في أحداث النهضة الأوربية، وأيقظت الترجمة التيارات الفكرية والفنية وامتزجت ثقافات هذه الأمم لتكون عصر النهضة الأوربي، وعليه كانت الترجمة من اللغات اليونانية واللاتينية والعربية هي آليات أساسية لأحداث النهضة الأوربية منذ القرن الرابع عشر وحتى عصر العولمة الراهن.

من هنا كانت الحلقة البحثية المهمة (قضايا الترجمة وإشكالياتها) التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة المصرية بمناسبة صدور الكتاب 250 ضمن سلسلة المشروع القومي للترجمة تعبيرا عن حقيقة موضوعية هي أنه لم يعد بمستطاع أي ثقافة في وقتنا الراهن استكمال عناصر وجودها الحي بمعزل عن الاتصال بالآخر، ومعرفة عناصر حضارته العلمية والأدبية والفكرية.

وبالتالي كانت الكلمة الافتتاحية للدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، واعية لحقيقة دور الترجمة في الربط بين الثقافات، والتعرف على أنساق حضارية تعيننا على تجاوز لحظتنا الراهنة،

ويرى الدكتور عصفور، أن أي نهضة لأمة من الأمم ترتبط أساسا بفعل الترجمة، وأن الثقافة العربية لم تنشىء علاقتها بالترجمة من فراغ ولكن ثمة تاريخا من التفاعل، والاستفادة من الخيال العربي بدأ مع بعثات محمد علي الأولى إلى فرنسا مؤكدا على وجوب امتلاك الوعي بحقيقة: أنه يجب ألا يمثل المشروع القومي للترجمة وطنا بعينه، بل عليه أن يكون هدفا قوميا عربيا تسهم فيه القدرات العربية جميعها، ويستوعب جميع المترجمين من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق.

وفي كلمته الافتتاحية أضاف المفكر التونسي الدكتور حمادي حمود، إضافة مهمة حول معنى الترجمة وجدواها ومن ثم الأسئلة التي تطرحها علينا باعتبار أن أسلافنا أدركوا المعنى من وراء حاجز الألـسنة والأخيلة.

وفي كلمتها عن الباحثين المصريين أشارت الدكتورة فاطمة موسى إلى أن المشروع القومي للترجمة جاء ملبيا لحاجة ملحة منذ توقف الدولة في السبعينيات عن تمويل مشروع الترجمة.

إن هذا المشروع سعى للخروج عن المركزية للترجمة عن الغرب والنظر إلى الترجمات الأخرى من الهند والصين وإيران واليابان وأمريكا اللاتينية.

فيما أعلن وزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني عن تخصيص جائزة قدرها خمسة عشر ألف جنيه تقدم كل عامين عن أفضل عمل مترجم وذلك في إطار تشجيع المشروع القومي للترجمة والذي تشرف عليه وزارة الثقافة المصرية، كما نوه الوزير حسني بأن المشروع القومي للترجمة قد ارتقى بأسباب النجاح من حيث تجاوز الترجمة اللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى الترجمة من لغات أخرى متعددة، وروعي الانحياز إلى الترجمة التي تعلي قيمة العقل والعلم. وامتد الجهد إلى المجالات العلمية والتطبيقية لإيجاد تنوع مطلوب في مختلف مجالات العلوم ولخدمة أكبر عدد من المثقفين والجمهور.

وعبر أربعة أيام في الفترة من (28 إلى 31 أكتوبر الماضي) ناقش المؤتمر الكثير من القضايا التي تهتم بالترجمة، وشارك الباحثون والمترجمون الضيوف والمصريون في طرح قضايا شديدة الأهمية على الصعيدين القومي والعالمي منها: قضايا الترجمة، وترجمة الشعر، ومشاكل الترجمة ـ والترجمة والمحو، والترجمة والأيديولوجيا، والترجمة إبداع أم انصياع، والترجمة والتداخل الثقافي، ومصاعب مهنة الترجمة، والترجمة والهيمنة الرمزية بين تنظيرات المراكز والهوامش، والترجمة نقل أم ابداع ?نموذج النقل اليوناني القديم، وإليوت والترجمة، وترجمة القرآن وإشكالياتها، والثقافة العربية وسياسات الترجمة، وغيرها وغيرها، بجانب حلقات نقاشية حول: الترجمة من اللغات الشرقية، وحلقة حول صورة الأدب العربي من خلال الترجمة من خلال شهادات لبعض الكتاب الذين تمت ترجمة أعمالهم إلى لغات مختلفة.

وفي الورقة التي قدمها المستشرق الألماني هارتموت فيندرتس - أحد المترجمين للأدب العربي الحديث إلى اللغة الألمانية،المعنونة (أي مستقبل لذاكرة المتوسط) بأن الترجمة هي عمل فردي، أي هي علاقة بين المترجم ونص يراه جديرا بالترجمة إلى لغة أخرى، ويرى أن وضع الأدب العربي في السوق الأوربية لايزال صعبا، وأشار إلى أن المشروع الذي أنشأته المؤسسة الأوربية في امستردام عام 1994 باسم (ذاكرة المتوسط) قد قام وعبر منظومة من المترجمين بترجمة أربعين كتابا إبداعيا تتناول السير الذاتية للكتاب ومن خلال اللغة الألمانية يتم ترجمة نفس هذه الأعمال إلى لغات أخرى .

وفي ورقته المهمة (الثقافة العربية وسياسات الترجمة) قدم الناقد الفلسطيني فيصل دراج رؤيته عبر أفكار تتلخص في:أن الترجمة هي حوار مع آخر وانفتاح على ثقافة مغايرة، وبالتالي فهي تفرض على الثقافة المترجم إليها أن تحاور ذاتها ذلك لأن الإنسان لا يكتشف لغته إلا وهو يتعلم لغة أخرى وبالتالي فإن الترجمة اكتشاف مزدوج لثقافة أخرى غير معروفة واكتشاف الذات لنفسها على ضوء جديد.

وترى المستعربة الايطالية إيزابيلا كاميرا دافليتو أن ترجمة الأدب العربي إلى الايطالية تمر بمرحلة نشاط لم تعرفه إيطاليا في السابق حيث يترجم الآن الكثير من الروايات والقصص، وتعترف إيزابيلا بأن الاهتمام بالأدب العربي الحديث في الغرب مازال ضئيلاً نسبياً، وترجع ذلك إلى مواقف المستشرقين الأوائل من الأدب العربي وإلى تجاهلهم وجود أدب عربي معاصر، وبالتالي إحجامهم عن نقله إلى اللغات الأوربية، وإلى موقفهم غير الموضوعي والمعادي إلى اللغة العربية.

وحاول المفكر التونسي د. عبدالسلام المسدي الاجابة على اسئلة طرحها : هل نستدعي (المتلقي) إلى نص نترجمه له أم نترجم النص إلى قارئ نستدعيه؟ هل معيار أحكامنا لملكتنا اللغوية أن نترجم إليها الألسنة الأخرى أم نترجمها هي إلى الأسئلة الأخرى؟

ويكشف صالح علماني في ورقته عن مصاعب مهنة الترجمة عن ان الترجمة عمل ممكن، مع أن هناك كثيرين يضعون هذه الإمكانية موضع الشك، ومحدودية الترجمة هي رهن بالمترجمين، والترجمة في كل أحوالها لن تكون أكثـر من بديل مسكن للأصل .

وانها شكل جديد لمضمون العمل الأصلي، إنها شكل العمل في لغته الجديدة، ولابد لهذا الشكل الجديد من أن يحافظ على المضمون ويتطابق مع الأصل.

وحدد صالح علماني المصاعب التي تواجه المترجمين.

الانتاج المعرفي

تمحورت دراسة الناقد المصري والذي يعمل بجامعة لندن للدراسات الإفريقية الدكتور صبري حافظ (الترجمة والهيمنة الرمزية بين تنظيرات المركز والهامش) حول أفكار أساسية استنبطها من خلال معايشة طويلة في الغرب فهو يرى أنه لا يمكن مقارنة الإنتاج المعرفي الناجم عن التفكير النظري في قضايا الترجمة وإشكالياتها في الغرب كمياً أو كيفياً بما يدور في هذا المجال في المشرق العربي، أو حتى في بقية بلدان ما كان يدعى بالعالم الثالث.

ومن البحوث المهمة التي أثارت الكثير من الأسئلة، ذلك البـحث الذي تقـدمت به د. سناء عبداللطيف صبري بعنوان (الترجمة عن اللغة العبرية واجب قومي ورسالة سامية) على اعتبار أنه من وجهة نظر الباحثة أن العزوف عن الترجمة من اللغة العبرية باعتبارها لغة المستعمر الغاصب، وثقافة العدو يعد ضرباً من الإغفال وإهمال أهم أبعاد الصراع الفكري والثقافي الذي لا يقل أهمية عن الصراع العسكري ، وقد تمت حلقات نقاشية حول الترجمة من اللغات الشرقية، وحول (المشروع القومي للترجمة) و (صورة الأدب العربي من خلال الترجمة) ، وفي هذا المجال يشار الـى عن النشاط الثقافي الحيوي الذي يقدمه المجلس الأعلى للثقافة المصري.

فمشروع مثل المشروع القومي للترجمة قدم لنا عبر خمس سنوات ، العديد من المترجمات من لغات عديدة لابد أن يكون هما قوميا، تحتضنه الأجهزة الثقافية في كل البلاد العربية، وعبر مؤسساتها المسئولة عن تكوين الوعي الثقافي العربي، وإسهامها في خلق المعرفة الحقيقية لدى الباحثين الشبّان من الدارسين في الجامعات العربية حتى تكون الانطلاقة حقيقية، تنبع من المعارف الحقيقية، وتنتهي إلى تأكيد قيم الحق والخير والجمال في واقعنا الذي يعاني الكثير من مشكلات التحديث والعلم وتجاوز ثبات الماضي المستحكم.

أنور الياسين

لندن

موجة كتابات
الطبخ تجتاح بريطانيا

المرء لا يربط عادة عالم كتاب الطبخ وطهاة التلفزيون بالمناسبات الحامية والنزاعات المريرة. لكن هذا ما يحدث في بريطانيا في الشهور الأخيرة. كانت البداية في سبتمبر الماضي، عندما أطلقت ديليا سميث، (ملكة) كتابات الطبخ وبرامج الطهي التلفزيونية، هجوماً عنيفاً على اثنين من الطهاة التلفزيونيين الذكور.

وكانت ديليا سميث قد نشرت أول كتاب طبخ لها في العام 1969 وباعت كتبها 5،11 مليون نسخة. وتشير التقديرات إلى أنها قد جمعت ثروة تتجاوز أربعة وعشرين مليون جنيه إسترليني من كتبها وبرامجها التلفزيونية.

وأعلنت ديليا سميث أنها (تكره) برامج الطبخ التلفزيونية التي يقدمها الشيف جاري رودس، الذي يقدم نسخة محدثة من وصفات الطبخ الإنجليزية الكلاسيكية والذي اشتهر على نحو خاص بتسريحة شعره الشائك المنتصب. أما الشيف الملتحي أنتوني وورال تومسون، فقد قالت عنه ديليا سميث: (إنه أسوأ حتى من جاري رودس، فهو مروع، مجرد إنسان بغيض). وقالت عن (الطعام والشراب). وهو البرنامج الذي يقدمه الشيف وورال تومسون لتلفزيون الـBBC (هيئة الإذاعة البريطانية): (إنه البرنامج الأكثر إثارة للقرف في التلفزيون. ولن أستوعب أبداً طوال عمري كيف تتسامح هيئة الإذاعة البريطانية أو الرأي العام مع برنامج مثل هذا).

وقد اندهش الرأي العام للعنف الذي انتقدت به سميث الرجلين. ففي برنامج الطهي الذي تقدمه على التلفزيون، كانت سميث تبدو دائماً شديدة الهدوء والرصانة، مثل ناظرة مدرسة، وهي ترشد جمهورها البريطاني من خلال برنامجها (كيف تطهو) إلى مهارات الطهي الأساسية مثل كيف تسلق بيضة، وكيف تحمّص الخبز، وبدا الأمر وكأن خبيرة الطهي ذات التسعة والخمسين عاماً عازمة على تغيير صورتها أمام جمهورها إلى أخرى أكثر هجومية وانتقاداً.

وربما كانت ديليا سميث تحاول فقط الانتقام لملاحظات جارحة وجهها الرجلان لها في الماضي، ففي إحدى المناسبات وصف وورال تومسون سميث بأنها (فولفو الطهي - يمكن الاعتماد عليها لكنها بليدة). ووصف جاري رودس برنامجها (كيف تطبخ) الذي تعلم فيه كيفية سلق البيض، بأنه (مهين ومشين).

ومع تراجع الموجات التي أثارتها ملاحظات سميث، هز عالم الطبخ نزاع جديد، أثاره هذه المرة كتاب جديد بقلم نايجلا لوسون عنوانه (كيف تصبحين ربة بيت?)، وهو كتاب عن الخبز، وتشرح فيه لوسون كيفية صنع كل أنواع الأطعمة المخبوزة، مثل الكعكات، وكعك الفاكهة، والفطائر، والترتة والخبز والبيتزا.

وقد أثار الكتاب، وعلى الأخص عنوانه، عاصفة بين بعض الصحفيات اللاتي اتهمن لوسون بأنها تريد إرسال النساء ثانية إلى المطبخ وإلى الأيام التي كن فيها عبدات فعلياً في مطابخهن، يمضين الساعات في خبز الكعك لأسرهن. واشتكت أخريات من أنه يجب ألا تشجع النساء على خبز الكعك وأصناف منتجات الأفران المليئة بالزبد والسكر والدقيق، وهي أصناف تسبب البدانة ومليئة بالسعرات الحرارية.

وبدا كتاب لوسون لنقادها وكأنه عودة لتلك الأيام التي لم تكن النساء يعملن فيها، وكان لديهن الكثير من الوقت لينفقنه في المطبخ، أو موضوع لنساء يتمتعن بالثراء، قادرات على تحمّل أجر مَن يساعدهن في المنزل. بل وأصبح كتاب لوسون جزءاً من الحوار حول مسألة ما إذا كان يتعين على النساء الخروج إلى العمل أم البقاء في البيت للعناية بالأطفال. والواقع، ولكي نكون منصفين مع لوسون، أنها ترمي في كتابها إلى أن تجعل عملية الخبز أمراً سهلاً وتشجع الطاهية على أن تختصر الوقت بقدر الإمكان.

وكان كتاب (كيف تكونين ربة بيت؟) هو ثاني كتب الطهي التي وضعتها لوسون. وكان كتابها الأول (كيف نأكل؟) قد حقق نجاحاً هائلاً في المبيعات. وعند طباعة كتابها (كيف تكونين ربة بيت؟)، كانت نايجلا لوسون تظهر في برنامج أسبوعي على القناة الرابعة في التلفزيون يحمل عنوان (لقيمات نايجلا)، اعتمدت فكرته على كتابها الأول، وقد اجتذب برنامجها التلفزيوني كثيراً من الاهتمام. ولوسون امرأة جميلة ذات شعر أسود طويل وقسمات كلاسيكية، وفي برنامجها، تأخذ المشاهدين إلى مطبخها جيد التجهيز في بيتها الكبير في غربي لندن، وتظهر فيه وهي تطبخ مع أولادها، وتذهب للتسوّق، وتقيم حفلات عشاء لأصدقائها في بيتها.

ويوضح كم الاهتمام الهائل بين الرأي العام البريطاني بالنزاعات الدائرة حول كتاب الطهي ومقدمي برامج الطهي التلفزيونية أن هؤلاء قد أصبحوا في مصاف كبار نجوم المجتمع مثلهم مثل الممثلين، وعارضات الأزياء، ولاعبي كرة القدم ونجوم الغناء.

ومع حصد برامج ديليا سميث التلفزيونية لأموال طائلة، تحولت كتب وبرامج الطهي التلفزيونية إلى تجارة رائجة. وتحتل كتب الطهي قمة الكتب الأكثر مبيعاً، رغم أن سعر الكتاب الواحد منها لا يقل عادة عن 25 جنيهاً إسترلينياً للنسخة المجلدة. وتتسع الأرفف المخصصة لكتب الطهي في المكتبات باستمرار من أجل أن تستوعب الكتب الجديدة.

وتعود جذور الازدهار الحديث للطهي في بريطانيا إلى السنوات الكئيبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، عندما جاءت الكاتبة إليزابيث دافيد بدفقة من الدفء والحيوية مع كتبها حول أطعمة حوض البحر المتوسط، وفرنسا وإىطاليا، ومن خلال قراءة كتبها كان المرء يتعلم الكثير عن ثقافة البلدان التي كتبت عنها. وكانت جين جريجسون أيضاً من أعظم كتّاب الطهي آنذاك.

وكانت إليزابيث دافيد وجين جريجسون كاتبتين موهوبتين بقدر ما كانتا طاهيتين ماهرتين. والواقع أن تقليد الكتابة راقية المستوى عن الطعام قد استمر منذ ذلك الوقت. وفي أواخر الستينيات، بدأت كلاوديا رودن، وهي شابة يهودية جاءت أسرتها من القاهرة، في جمع وصفات الطهي من أجل أول كتاب كبير يصدر في بريطانيا عن أطعمة الشرق الأوسط. وفي تلك الأيام، كان البريطانيون شديدي الجهل بالشرق الأوسط .وتبرز شخصيات فريدة بين نجوم الطهي في بريطانيا اليوم. ومن بين أبرز هذه الشخصيات الفريدة التي أصبحت من نجوم الطهي كلاريسا ديكسون ـ رايت وجينيفر باترسون اللتان بدأتا برنامجهما التلفزيوني (امرأتان بدينتان جدا) في منتصف التسعينيات. وهاتان السيدتان البدينتان أبعد ما يكونان عن سن الشباب ـ جينيفر تجاوزت بالفعل السبعين من عمرها ـ غير أنهما كسبتا قلوب المشاهدين البريطانيين بشخصيتيهما غير المألوفتين، ولهجة الطبقة الراقية التي تتحدثان بها، وخفة ظلهما الشديدة ونبع لا ينضب من النوادر والطرف.

وفي برنامجهما التلفزيوني، تقود جينيفر دراجة نارية، وكلاريسا في مقعد الراكب، إلى أماكن في سائر أنحاء بريطانيا، حيث تلتقيان بالسكان المحليين وتعدان الأطعمة. وقد كان برنامجهما ناجحا خارج بريطانيا أيضا، خاصة في اليابان حيث يبدو أنه توافق مع خفة ظل اليابانيين. وكانت السيدتان البدينتان قد بدأتا في عدد من البرامج التلفزيونية وأعدتا عددا من كتب الطهي، لكن جينيفر رحلت عن عالمنا أخيرا بعد إصابتها بمرض السرطان.

وقد انتـمت السـيدتان البدينـتان لـ (الموجة الجديدة) من أساتذة الطهي في بريطانيا، الذين يؤكدون على المتع المجردة لإعداد الطعام وتناوله. ويعد نايجل سلاتر أحد أشهر طهاة الموجة الجديدة بعد أن ألف سلسلة من الكتب ذات الشعبية الطاغية مثل (الطهي الحقيقي)، و(الطعام الحقيقي)، و(الطعام السريع الحقيقي) و(الحلوى الحقيقية)، وقدم برنامجا تلفزيونيا.

وقد حمل آخر كتب سلاتر عنوان (الشهية)، وهو كتاب كبير مزين بصور جميلة، وكما نفهم من العنوان، فإن الكتاب يدور حول خبرة إعداد الطعام وتناوله والاستمتاع بهما. وهو يقترح شراء وطبخ أفضل المكونات شهرا بشهر، ويشجع المرء باستمرار على التجريب بنفسه، وعدم الالتزام حرفيا بوصفات الطهي بل إن يجربوها بطرق مختلفة. وهو يكتب عن الطعام بأسلوب حسي مفعم بالحيوية، بل إن وصفته تجعلك تكاد تتذوق الطعام وتشم رائحته.

أما نجم عالم الطهي الشاب الجديد فهو جيمي أوليفر، الذي لايزال في منتصف العشرينيات رغم أنه أعد كتابين حققا نجاحا باهرا، وهما (الطاهي العاري)، (عودة الطاهي العاري)، ويقدم برنامجين تلفزيونيين ناجحين اعتمدا على أفكار الكتابين. وليس هناك علاقة بين عنواني الكتابين بعري الطاهي، لكنهما يرتبطان بما اعتبره جيمي (تجريد الأطعمة والعودة بها إلى جوهرها المجرد).ويرتدي جيمي أوليفر ملابس بسيطة كالجينز والأطقم الرياضية، وعزف مع فرقة لموسيقى الروك ويتحدث بلهجة الطبقة العاملة مع استخدامه لتعبيرات خاصة اشتهر بها. وهو شاب مرح بسيط يمكن لشبان كثيرين أن يجدوا فيه أنفسهم، ويلهم رجالا كثيرين أن يطبخوا لكي يسعدوا زوجاتهم وأصدقاءهم وأمهاتهم. ومثله مثل نايجل سلاتر ونايجلا لوسون، يحرص أوليفر على إبقاء وصفات الطهي بسيطة، وقد وصف نايجل سلاتر بأنه (عبقري). وقد يكون طعامه سهل الإعداد، لكنه فريد ومبتكر وحديث، ويستخدم فيه الكثير من الأعشاب والخضراوات الطازجة.

سوزانا طربوش

 



 
 




د. عبدالهادي نصري





سالم عفيفي حسين





د. يعقوب الحجي





محمد بن شريفة





شعار المؤتمر





جلسة الافتتاح برئاسة وزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني والامين العام للمجلس الاعلى للثقافة د. جابر عصفور





إحدى الندوات وفيها د. رمسيس عوض، د. عبدالسلام المسدي، د. صلاح فضل، د. طه محمود





غلاف كتاب نايجل سلاتر الشهية





غلاف الكتاب امرأتان بدينتان جدا