طرائف عربية

طرائف عربية

من كرامات الأولياء
الأجر عند الله

قال اليافعي: كانت لأبي محمد حبيب الفارسي المعروف بالعجمي زوجة سيئة الخلق، فقالت له يوما: إذا لم يفتح الله عليك بشيء فآجر نفسك واعمل في الفاعل، فخرج إلى الجبانة وصلى العشاء، ثم أتى بيته خجلا من توبيخها مشغول القلب من شرها فقالت: أين أجرتك فقاد لها: إن الذي استأجرني كريم استحييت من استعجاله. وظل على هذه الحال أياما حتى صاحت بوجهه: اطلب أجرتك من هذا أو آجر نفسك عند غيره. فوعدها أن يطلب الأجرة وخرج إلى عادته، فلما أمسى الليل عاد إلى منزله خائفا منها، فرأى في بيته دخانا ومائدة منصوبة وزوجته مستبشرة فرحة، فقالت له: قد بعث الذي استأجرك ما يبعث الكرام وقال رسوله لي: قولي لحبيب يجد في العمل، وليعلم أنا لم نؤخر أجرته بخلا ولا عدماً، فليقر عينا وليطب نفساً. ثم أرته أكياسا مملوءة دنانير فبكى حبيب وقال لزوجته: هذه الأجرة من كريم، بيده خزائن السموات والأرض. فلما سمعت ذلك تابت ولم تعد لما كانت عليه.

حديث النفس

قال (الجنيد): كنت واقفا في مسجد الشونيزي أنتظر جنازة أعلي عليها وهناك جمع كثير ينتظرون في الجنازة فرأيت فقيرا عليه أثر النسك يسأل الناس شيئا فقلت في نفسي: لو عمل هذا عملا يصون به نفسه كان أجمل، فلما انصرفت إلى منزلي وكان لي أوراد من الليل، فلم أقدر عل شيء منها، فسهرت، فغلبتني عيناي فنمت، فرأيت ذلك الفقير على خوان ممدود وقالوا لي: كل لحمه فإنك قد اغتبته، فكشف لي الحال وقلت إني ما اغتبته وإني قلت شيئا في نفسي، فقالوا: هذه غيبته، اذهب فاستحل منه، فلما أصبحت قصدت ذلك الموضع مرارا حتى رأيته يلتقط من النهر أوراقا من البقل الذي يسقط، فلمست عليه فرد السلام وقال لي: يا أبا القاسم تعود؟ فقلت: لا أعود، فقال: غفر الله لنا ولك.

بركة الدرهم

قال أبوعمرو: دخلت على (أبي القاسم الجنيد) شيخ الصوفية على الإطلاق وأمامهم بالاتفاق، وكنت أريد أن أخرج إلى الحج فأعطاني درهما صحيحاً، فشددته على مئزري، فلم أدخل منزلا إلا وجدت رفقاء، ولم أحتج إلى الدرهم، فلما حججت ورجعت إلى بغداد دخلت على (الجنيد)، فمد يده وقال: هات، فناولته الدرهم فقال: كيف كان الختم؟ فقلت: كان الختم نافذا.

كرامة "العدوية"

"رابعة العدوية" القيسية، البصرية، أشهر النساء العارفات بالله تعالى، مرت يوما بشيبان الراعي فقالت له: إني أريد الحج، فأخرج لها من جيبه ذهبا لتنفقه فمدت يدها إلى الهواء فامتلأت ذهبا وقالت له: أنت تأخذ من الجيب وأنا آخذ من الغيب. فمضى معها على التوكل. قال "المناوي": من كراماتها: أن لصاً دخل حجرتها وهي نائمة، فحمل الثياب وطلب الباب فلم يجده، فوضعها فوجده، فحملها فخفي عليه، فأعاد ذلك مرارا كثيرة، فهتف به هاتف: دع الثياب فإنَّا نحفظها ولا ندعها لك وإن كانت نائمة. قال البوني: وهذا لتحقيق التمكين بقوله تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه الآية.

لا يغفل الله عن الظالمين

قال (الحجاج) لسعيد بن جبير: اختر أي قتلة تريد أن أقتلك بها، قال: اختر لنفسك فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلت مثلها في الآخرة، فقال: تريد أن أعفو عنك؟ قال: إن كان فمن الله وأما أنت فلا، فأمر الحجاج بالنطع فبسط فقال: اقتلوه، فقال سعيد وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين قال: حولوه لغير القبلة قال: أينما تولوا فثم وجه الله قال: كبوه على وجهه، قال منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى قال: اذبحوه، قال: أما أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة ثم دعا سعيد: اللهم لا تسلطه على أحد بعدي يقتله. فذبح على النطع، وعاش الحجاج بعده أياما قلائل فسلط الله على الحجاج البرودة حتى كان والنار حوله يضع يده على الكانون فيحترق الجلد ولا يحس بالحرارة ووقعت الأكلة في داخله والدود، فبعث إلى الحسن البصري فقال له: أما قلت لك لا تتعرض للعلماء؟ قتلت سعيدا، قال: أما إني ما طلبتك لتدعو لي ولكن ليريحني الله مما أنا فيه، فهلك وكان ينادي بقية حياته: مالي ولسعيد بن جبير

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات