الفضاء على شاشات الكمبيوتر.. إبراهيم فرغلي

 الفضاء على شاشات الكمبيوتر.. إبراهيم فرغلي
        

          قبل نحو عام تقريبا، تناولت هذه الزاوية عددا من المواقع غير الاعتيادية على شبكة الإنترنت التي أثبتت مدى الفجوة الواسعة بين محتويات الشبكة من المواقع والمدونات على المستوى العربي مقارنة بالمحتوى المكتوب باللغات اللاتينية وخصوصا الإنجليزية، وكان من بين ما تناولناه هنا مقتطف من مدونة أول سائحة إلى الفضاء الخارجي وهي الأمريكية الإيرانية أنوشه أنساري، التي كتبت يوميات رحلتها إلى الفضاء الخارجي قبل عدة أعوام.

          هذه المدونة هي واحدة فقط من بين عدد كبير جدا من المواقع الأجنبية المهتمة بالفضاء الخارجي، سواء برصد أهم وأحدث اكتشافات علماء الفضاء من خلال رحلات المركبات الفضائية العلمية القريبة من الكواكب الأخرى، أو من خلال رصد المحطات الأرضية للكثير من الظواهر الفضائية، أو من خلال المدونات المهتمة بفنون الخيال العلمي باعتبارها أحد الروافد المهمة التي ألهمت العلماء لاكتشاف العديد من الحقائق العلمية التي حركها الخيال الفني والقصصي. وبينها اليوم ما يعرف باسم محاولات اختراع أول مصعد فضائي، وله العديد من المواقع المهتمة بفكرته ليس في الولايات المتحدة فقط بل وفي أوربا واليابان وغيرهما.

          هذا النوع من المواقع في الحقيقة يعد بعيدا تماما عن المحتوى العربي، فعلوم الفضاء بعيدة بشكل كبير عن اهتمامات العرب، والاهتمام الوحيد الموجود، كما تشير بعض المنتديات هو الاهتمام بإعجاز القرآن في إثبات بعض الظواهر الطبيعية.

          هذه المواقع تقدم نوعا مختلفا تماما عن الكثير من المواقع الإلكترونية الأخرى لأنها تفتح الباب على أفق آخر مختلف ومدهش وفريد من نوعه، فبالإضافة للجانب المعلوماتي عن الكواكب والنجوم والمجرات واحتمالات الحياة في تلك المجرات ووجود كائنات أخرى تعيش فيها، والأجرام السماوية وقوانين الجاذبية والثقوب السوداء ومعنى الزمن وغيرها من الأفكار المتعلقة بموضوع الفضاء الخارجي، وهي جميعا موضوعات مشوقة، لكن تجاورها آفاق أخرى تتعلق مثلا بالأفكار الخيالية التي تبدو عجائبية مثل فكرة ابتكار مصعد فضائي الذي يعتبر نوعا من الأحلام لكنه موضوع دراسة واهتمام كبير في الغرب الآن.

          كما أن الموضوع له أبعاد أخرى سياسية وبينها فكرة حقوق السيطرة على الفضاء، فلا شك أن الدول التي تنفق بليارات الدولارات لأجل البحث وتوفير المعدات والبشر لارتياد الفضاء تتصور أن لها حقوقا كبيرة في حالة الوصول إلى أية بقعة في الفضاء، وما يستتبعه ذلك من افتراضات احتمالية السيطرة على كواكب أخرى إذا افترضت إمكان إيجاد بقعة أخرى في الفضاء قابلة للحياة البشرية.

          إضافة إلى إمكانات إيجاد بدائل للطاقة اللازمة لدفع الصواريخ والمركبات الفضائية خارج حدود الجاذبية في الفضاء الخارجي لأبعد مدى ممكن، وحل المشكلات التي تواجه تلك المركبات خلال رحلاتها الطويلة في الفضاء الخارجي، وتدريب الكوادر التي يمكنها احتمال الظروف غير الطبيعية التي تقتضيها الحياة في تلك المركبات، وغير ذلك من تفاصيل.

          ثم هناك جوانب إنسانية شديدة الدقة تتعلق بحياة البشر من رواد الفضاء، وأفكارهم حول مهماتهم وظروف حياتهم، وهو ما يمكن أن نراه بشكل أكثر إنسانية من خلال تجربة الإيرانية أنوشه أنساري التي كتبت يومياتها في الفضاء ووصفتها وصفا بديعا وقدمت تجربة دونتها في مدونة خاصة عنوانها هو

Http://Spaceblog.Xprize.org

          وفيما يلي بعض المواقع التي يمكن التعرف منها على الكثير عما يحدث في الفضاء الخارجي، وفي مجال الأبحاث الخاصة بالفضاء.

أن تشاهد العالم يدور أمامك!

          أعتقد بشكل شخصي أن مدونة أنوشه أنساري، حول تجربتها في كتابة يومياتها في الفضاء تعد واحدة من أكثر المدونات إمتاعا وثراء وعمقا، ليس فقط لأنها تقدم تجربة مختلفة وثرية حول مشاهدة الأرض من الفضاء، أو لكونها رحلة استثنائية لأول امرأة قررت أن تقوم برحلة سياحية للفضاء، لكن أيضا للطابع الإنساني العميق لهذه المدونات من خلال خبرة المدونة ووصفها الإنساني لمشاعرها وهي تراقب تلك الكرة الزرقاء الجميلة وهي تدور من بعيد، فتبدو مجرد لوحة من الجمال الخالص بلا حروب ولا فقر ولا مجاعات ولاكوارث، ولا قتل أو دمار.

          ففي يوميات أنساري حين تقدم وصفا تفصيليا لهذه المشاهد للفضاء الخارجي، تذكرنا ملاحظاتها بأن فكرة العولمة تقتضي اليوم أكثر من أي وقت مضى النظر لمشكلات كوكبنا من هذا المنظور الكلي لعالم واحد يبدو فاتنا من البعد، كأن جماله الخالص يتحقق في وحدته هذه بعيدا عن الأفكار الجزئية وما ينبثق عنها من تجزيئات تقوم على الحدود الجغرافية القومية ثم العقيدية والمذهبية، والعرقية، ثم الطائفية والعشائرية والقبائلية إلخ.

          كأنها تقدم رسالة بالغة الأهمية تشير إلى أن مفاتيح الدمار البشري تحفزها هذه الاختلافات المصطنعة التي صنعتها البشرية على مدى تاريخها تحت دعاوى عديدة وغذتها بقوة التقاليد والأعراق وأحاطتها بهالات القداسة وصنعت أسلحة الدمار الشامل لحمايتها كتهديد مستمر لأي فكرة تنزع لتوحيد الكائنات البشرية التي تعيش في عالم واحد.

          أقرأ المدونة وأتأمل حياتنا بكل صغائرها ومصاعبها وأزماتها، وأتأمل حياتي، وأتذكر الكثير من الصغائر التي يمر بها الفرد منا، بل وأمر بها، واضطر بسببها لممارسة رد فعل غبي أو ضيق الأفق، وأتأمل مدى ضيق الأفق البشري في الالتصاق بذاته وما يولده هذه الالتصاق بالذات من تكبير لأفكار بالغة الضيق والصغر. وأفيض امتنانا لأنوشه التي تقدم درسا بليغا في كشف الزيف الذي نحياه جميعا باسم مسميات وتقاليد وأعراف ومنظومات اجتماعية تخترقنا في العمق ولا تمنحنا الفرصة لنفكر فيها ونتدبرها.

إعدادات أساسية

          في يوميات أنساري تبدأ من بداية اقتناعها بالفكرة وقرارها بالسفر في رحلة سياحية للفضاء الخارجي، بكل ما يحيط بهذا القرار من ظروف، مع توافر الإمكانات التي مكنتها من اتخاذ هذا القرار، لكن الأهم هو تأكدها من قدرتها البدنية والنفسية لاجتياز هذه المغامرة، ثم تمر على تفاصيل الإعداد البدني التي مرت بها لكي تتأهل لمواجهة الظروف غير الاعتيادية التي سوف تمر بها من تغير في ظروف الضغط الجوي والسفر بسرعات كبيرة جدا، وصولا إلى منطقة انعدام الجاذبية وتأثير هذه التغيرات على أجهزة الجسم وكيفية التعامل معها، والطريقة التي ستعيش بها خلال تلك الفترة في كبسولة خاصة للجلوس والنوم والطريقة التي ستتناول بها طعامها وغيرها.

          كما تقدم تفاصيل كثيرة عن يوم الإطلاق والإثارة التي كانت تشعر بها، والإعدادات التي مرت بها مع الفريق المكون منها مع شخصين آخرين، قبل الدخول لمركبة الفضاء واتخاذ الأماكن المخصصة لهم، ووصف حركة الصاروخ والانطلاق وصولا لمرحلة انعدام الجاذبية ووصف ذلك الشعور المدهش بالخفة التي تجعل أي فرد يتعرض لها ترتسم على وجهه ابتسامة طفولية تلقائية مبهورا من فكرة الخفة، والسباحة داخل المركبة بدلا من الطريقة التقليدية التي اعتاد عليها كوسيلة للحركة وهي المشي، وهو ما يمنح الإنسان فكرة باهرة عن إمكانات أخرى كثيرة للحياة بغير الطريقة الوحيدة التي عرفها ونشأ عليها.

          تتعرض للإعياء الشديد الذي مرت به أيضا نتيجة لهذه الاختلافات في الظروف عما يعتاده الجسم رغم كل التجهيزات التي استغرقت أسابيع، وكيفية مواجهتها.

          وهناك الكثير من المشاهد الحساسة التي تقدمها أنوشه أنساري بوصفها للنجوم والفضاء، لحركة الأرض التي تبدو من المركبة وكأنها تتحرك عكس الاتجاه الذي تتحرك فيه المركبة، وهذا ما يصوره وعي الفرد، بينما الحقيقة أن المركبة تدور حول الأرض في اتجاه حركتها نفسه، بينما يحدث ذلك بسرعة تفوق سرعة دوران الأرض 20 مرة وهو ما يسبب الانطباع بأن الارض تدور في الاتجاه العكسي!

كائن عالمي

          كما تشرع في البكاء عندما تلوح لها الأرض لأول مرة من بعيد ككرة زرقاء جميلة، بلا كوارث ولا دمار أو قتل، وينتابها شعور غريب بأنها كائن إنساني عالمي ينتمي لتلك الكتلة الزرقاء بلا قومية خاصة أو عقيدة مميزة.

          كما تصف، في يومية من اليوميات، الكون في الليل، حيث تتناثر ملايين النجوم من حولها فتبدو ككويرات ذهبية تفترش مساحة شاسعة من المخمل الأسود، أو كيف ترى العواصف فوق الأرض كأطياف قزحية تطفو فوق الكرة الزرقاء.

          كما أنها خلال ساعات من التحديق في الكون خارج المركبة الفضائية تصف تعاقب الضوء والظلام حسب مسار المركبة وحسب حركة الارض أمام الشمس أو خلفها. كما تصف بدقة مراحل العودة للأرض، تغير مواعيد النوم، الإعدادات، الأكل بحساب، لأن رحلة العودة تقتضي البقاء في كبسولتها بلا حركة لمدة ثماني ساعات، المشاعر المضطربة، الدخول إلى الغلاف الجوي والإحساس بالحرارة، ثم بدأ الإحساس بالضغط الذي تمثله بإحساسها بأن فيلاً يرقد على صدرها، وان أكتافها كأنها دقت بعنف حيث ترقد، وكيف أنها كانت تدعو لاهثة أن تتمكن من الاحتمال قبل أن تموت، وصولا لمرحلة تخف فيها سرعة المركبة حتى يتماثل الجميع لنوع من الشعور الاعتيادي مرة أخرى.

          بإمكانكم متابعة هذه اليوميات المستفيضة عبر الموقع الإلكتروني، ومع الأسف لم تترجم سوى للفارسية حتى الآن، لكنها موجودة بالإنجليزية لمن يرغب، على هذا الموقع:

http://spaceblog.xprize.org

المصعد الفضائي

          تبدو فكرة المصعد الفضائي واحدة من أفكار الكارتون والرسوم المتحركة، المستلهمة من قصص الخيال العلمي، لكنها على أرض الواقع تحظى باهتمام بحثي كبير، من خلال اهتمام العلماء المتخصصين في الفضاء، ووكالات الفضاء، ليس في الولايات المتحدة فقط، بل وفي بعض الدول الأخرى المهتمة بالفضاء وعلومه وبينها اليابان، وهو ما ترصده مواقع متخصصة في الموضوع لكنها متوافرة فقط باللغة اليابانية.

          ومن بين العديد من المواقع المهتمة بهذا الموضوع أنشأ تيد سيمون، وهو مهندس كمبيوتر متقاعد، موقعا بعنوان المصعد الفضائي أو The Space Elevator، يهتم بتجميع أي مادة منشورة حول الموضوع في أي مجلة علمية أو مقابلة صحفية أو تلفزيونية، ليبثها في هذا الموقع الإلكتروني وعنوانه:

www.spaceelevatorblog.com

          يعرض الموقع بين ما يعرض تقريرا عن فيلم تلفزيوني من الصور المتحركة أنتجته اليابان حول المصعد الفضائي، متاح بترجمة للإنجليزية، ومقابلة تلفزيونية مع أحد علماء الفضاء الذين يتناولون أشكاليات ابتكار مصعد فضائي، فيما يتعلق بالمراحل المتعددة للفضاء (داخل الغلاف الجوي، وخارجه).

          كما يعرض تقريرا لاجتماع مشترك بين إحدى اللجان البحثية من وكالة ناسا للفضاء وبين المسئولين عن إنتاج إحدى المسابقات الإلكترونية التي تستلهم فكرة مصد الفضاء.

          ويضع نص مسابقة أنشئت في شهر مارس 2010 الماضي لأفضل تصميم لمصعد فضائي، والتي أنشأتها المؤسسة الدولية لبحوث مصاعد الفضاء، تتعلق بتقديم أفضل بحث حول تصميم يتلافى جميع المعوقات المتوقعة في الفضاء، وبحث المواد المناسبة للتصميم.

          ولمن يرغب أن يشاهد تصورا دقيقا للفكرة بإمكانه مشاهدة فيلم مصور، لمعرض فنان أمريكي هو فرانك تشيس،Franck Chase، يقدم فيه تصويرا باستخدام الجرافيك لتصميمات مختلفة عن المصعد الفضائي.

          هذا الموقع يقدم درسا بليغا في يقين الفرد صاحب التفكير العلمي بأن كل ما هو موجود في خيالنا البشري قابل للتحقق على الأرض، تماما كما كان يقين الإنسان بقدرته على التحليق في الفضاء والذي كان مجرد حلم خيالي يصلح فقط للحكايات الخرافية، لكنه اليوم أصبح واقعا، تماما كما هو يقين البشر اليوم، بل هو موضوع للتنافس في من يمكن أن ينفذه أولا، والذي تتوقع بعض البرامج الوثائقية التي تبثها قناة ديسكوفلاي، أن يكون أحد إنجازات البشرية بحلول العام 2050.

العالم الجديد

          هناك العديد من الدوريات العلمية المتخصصة في العلوم، وبينها مجلة New Scientist، التي تصدر باللغة الإنجليزية، وهي تخصص موقعا على الإنترنت لمدونة تختص فقط بتجميع المواد العلمية المتعلقة بعلوم الفضاء وأحدث الاختبارات التي تقوم بها وكالات الفضاء في بحوث الفضاء، وأهم الأحداث العلمية ذات الصلة.

          تتنوع المادة المشوقة التي يقدمها هذا الموقع

ww.newscientist.com/blog/space

          ما بين الاكتشافات العلمية المحضة كما هو شأن التحليلات الخاصة بجهاز «سيرن» الجديد في سويسرا الذي يشهد أول محاولة لتوليد طاقة تماثل الانفجار الهائل الذي عرف باسم الانفجار الكبير، والذي يعتقد العلماء أنه تسبب في تكون الكون، مرورا بأحدث الرحلات المكوكية الاستكشافية للمريخ، أو حول الإجراءات الاحتياطية التي تتخذها وكالة ناسا بوضع حدود للمدى الزمني لعمل فرق رواد الفضاء الذين يعملون على متن المركبات المكوكية التي تقوم بأعمال استكشافية في الفضاء لضمان المحافظة على اللياقة البدنية والنفسية والصحية الواجب أن يتمتع بها رائد الفضاء. ومن جهة أخرى الكشف عن خطط ناسا في إحلال مركبات فضائية جديدة محل المركبات التي تتعرض للتقادم أو تفقد الشروط القياسية المناسبة لاستمرار قدراتها على الدوران حول الأرض في الفضاء الخارجي، والميزانية الباهظة التي تتكلفها مثل هذه الخطط، ما يقدم لنا رصدا مهما للأهمية الكبيرة التي توليها الدول المتقدمة للبحث العلمي بكل ألوانه.

          كما يوجد على الموقع ذاته عدد من التقارير الإخبارية والتحليلية حول البرنامج الانتخابي للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وما تضمنه من رؤى حول مستقبل البحث العلمي في الولايات المتحدة والدعم الذي خططه لهذا المجال كواحد من الوعود الانتخابية التي كان لها أثر في حصوله على الشعبية اللازمة لوصوله للبيت الأبيض.

          السمة المهمة التي يتمتع بها هذا الموقع هو قدرته على الربط بين الواقع اليومي والعلم من جهة، وبين تبسيط العلوم ونزعها من إطارها المجرد لإيجادها في متناول وعي القاريء المهتم بالعلوم.

          هذا المحتوى الافتراضي يقدم جولات مدهشة للفضاء الخارجي وكل ما يتعلق به بشكل شديد التخصص والابتكار معا.

ناسا.. وكالة فضاء بحجم دولة

          تعد وكالة الفضاء الأمريكية ناسا Nasa واحدة من أشهر وأهم وكالات الفضاء العالمية التي تعمل في مجال بحوث واستكشافات الفضاء، والتي تتبع الحكومة الأمريكية، واسمها اختصار National Aeronautics and Space Administration، وترجمتها: الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء والتي أنشئت في العام 1958، في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق آيزنهاور، كوكالة مسئولة عن تخطيط وتنفيذ برامج الفضاء ذات الطابع المدني، لكن تخصصاتها تتفرع إلى مهام مدنية وعلمية وعسكرية واستكشافية.

          وقد جاء القرار الأمريكي بإنشاء هذه الوكالة في إطار التنافس الأمريكي السوفييتي في الخروج للفضاء الذي كان أحد مظاهر مرحلة الحرب الباردة التي خلفت الحرب العالمية الثانية والتي تكللت ببروز كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي السابق كقوتين عظميين في العالم.

          فعقب إطلاق الاتحاد السوفييتي لسبوتنك-1 في 4 أكتوبر من العام 1957، هذا القمر الذي كان أول قمر صناعي مصنوع بيدي الإنسان. اتجهت الولايات المتحدة لتجد نفسها متأخرة في هذا المجال. أفزع الكونجرس الأمريكي وجود خطر يهدد ريادة الولايات المتحدة التقنية حيث إن إطلاق سبوتنك-1 للفضاء سمي لدى الأمريكيين بـ «صدمة سبوتنك». برنامج Mercury الذي ابتدأ في عام 1958م، جعل وكالة ناسا تقترب من التوصل إلى إمكان سفر الإنسان إلى الفضاء بواسطة مهمات مصممة لمعرفة إن كان بمقدور الإنسان أن ينجو ويعيش في الفضاء. تم اختيار ممثلين من الجيش الأمريكي وطُلبوا لتقديم المساعدة لمجموعة مهمات ناسا الفضائية من خلال التنسيق مع أبحاث جيش الولايات المتحدة الموجودة أصلاً والبنية التحتية الدفاعية للولايات المتحدة، والعون التقني الناتج من الطائرات الاختبارية في الخمسينيات. في 5 مايو 1961م أصبح رائد الفضاء Alan B. Shepard Jr أول أمريكي في الفضاء عندما قاد مركبة Freedom 7 لمدة 15 دقيقة من الطيران في الفضاء. أما John Glenn فقد أصبح أول أمريكي يدور حول الأرض في 20 فبراير عام 1962م أثناء رحلة طيران مدتها خمس ساعات على متن مركبة Friendship 7.

          في الوقت الذي أثبت فيه برنامج Mercury أن رحلات البشر إلى الفضاء ممكنة. فإن مشروع Gemini تم إطلاقه لإجراء تجارب ولحل مشكلات متعلقة بمهمة محتملة إلى القمر. أول رحلة لمشروع Gemini حاملة رواد فضاء كانت مهمة بدأت في 23 مارس عام 1965م. وتبع هذه المهمة تسع مهمات أخرى، لتظهر أن رحلات الفضاء البشرية طويلة الأمد من الممكن تنفيذها، وأن من الممكن التقاء مركبتي فضاء وربطهما-وصلهما- معاً، كما جمعت هذه المهمات بيانات طبية حول تأثير انعدام الوزن على صحة الإنسان.

          واليوم تقوم الوكالة بعدد كبير من أنشطة البحث والكشوف على متن عدد من المكوكات والتي يمكن القراءة عنها بشكل تفصيلي على الموقع الإلكتروني للوكالة:

http://www.nasa.gov

 

إبراهيم فرغلي   




 





 





أنوشه أنساري في خلال فترة الإعداد للانطلاق إلى الفضاء





أحد التصميمات المقترحة للمصعد الفضائي





شروق الشمس كما يبدو في الفضاء الخارجي





موقع وكالة ناسا الإلكتروني





وكالة ناسا تقف خلف المشروعات البحثية المهمة في الفضاء