عمق العلاقة بين "العربى" وقرائها

منذ أن أعدنا إصدار "العربي" بعد تحرير الكويت وضعنا قائمة بأسماء وعناوين مكاتب في الخارج، واحد منها في مدينة واشنطن، وصلت إليه رسالة من فنزويلا من قارئ عربي هناك، تعيب على "العربي" أنها لم تصل إليه بانتظام. لقد أسعدتنا تلك الرسالة بمقدار ما أصابتنا بالحسرة، فقد ظن القارئ أن "العربي" استمرت في الصدور إبان فترة الاحتلال العراقي للكويت ولم تصله. لقد أكدت الرسالة عمق العلاقة بين "العربي" وقرائها في أنحاء العالم، وأكدت رسالتنا الثقافية التي حملناها ومازلنا نحملها بكل إصرار كي تصل شعلة الثقافة العربية الخالية من الغرض، إلا الخدمة العامة، إلى كل مستحقيها من القراء. واليوم في هذا العدد نقدم لك منظومة من الموضوعات الثقافية المتكاملة يكتبها لك كبار الكتاب العرب من كل بقاع الوطن العربي، ولن يوقفنا عن رسالتنا ما يحاول البعض أن يشيعه، ف "العربي"، والكويت التي ترعى "العربي"، كانت وستظل عربية مسلمة تحمل تقاليد العرب وتسامح الإسلام في قلبها وقلب شعبها - رغم المحنة والألم - ولن يستطيع أحد أن يحجب الشمس بمنخال، كما يقول المثل العربي، فهذا هو صنيعنا أمس واليوم، ونأمل أن يستمر دائما عربيا إسلاميا متدفقا معطاء، همه هم العرب، وهدفه خدمتهم وتقديم خلاصة الفكر الراقي لهم دون منة.

ويكتب لك في هذا العدد، وشهر رمضان الفضيل على الأبواب نخبة من الكتاب العرب في مختلف المجالات والقضايا التي تهم القارئ العربي فيقدم فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي مفتي الديار المصرية مقالا عن "حديث القرآن عن صنفين من الناس" يوضح فيه تصوير القرآن المعجز لصفات كل صنف، كما يقدم المستشار طارق البشري مقالا عن التطور المعوق في نظمنا المعاصرة، كما تفرد المجلة مساحة خاصة لموضوعين بمناسبة شهر الصيام، الأول عن "العلاج بالصوم" بقلم الدكتور محمد المخزنجي، والثاني عن " ألوان من الصوم".

وبمناسبة مرور 500 سنة على حدثين مهمين هما: "خروج العرب من الأندلس و"اكتشاف أمريكا" نقدم للقارئ ملفا خاصا عن هذه المناسبة، فيكتب الدكتور الطاهر أحمد مكي عن "الخروج من الأندلس"، كما يكتب الدكتور محمد المنسي قنديل عن "عرب ما بعد السقوط"، ثم يقدم لك في الملف ذاته مركز أبحاث "العربي" بحثا عن كريستوفر كولمبس، بداية الحلم أم ذروة المأساة؟

وفي مجال الاستطلاعات نقدم لك استطلاعا مصورا عن جامعة دولة الإمارات العربية المتحدة وعن المجمع الثقافي في مدينة أبو ظبي، كما نقدم لك استطلاعا مصورا آخر من داخل الكويت عن أسرى الكويت في إطار الحملة العالمية للعمل من أجل تخليصهم من معاناتهم الطويلة في سجون العراق.

وتحت عنوان "الشرق في عيون غربية" يكتب لك الدكتور ثروت عكاشة عن "التصوير الإستشراقي في العالم الإسلامي خلال القرن التاسع عشر "مقالا مهما مزودا بالصور واللوحات الفنية الرائعة.

وفي مجال العلوم يقدم لك الدكتور محمد رءوف حامد عن "الحس البيولوجي" رؤية مستقبلية جديدة جديرة بالتأمل، كما يكتب لك الدكتور أحمد مدحت إسلام عن السفر إلى الفضاء، والاتصال بالحضارات الأخرى.

وفي مجال الإبداع والدراسات الأدبية، يكتب يوسف الشاروني قصة جديدة تحت عنوان "سرقة أبلة بهية"، كما يكتب فؤاد دوارة عن كتاب "كناسة الدكان" ليحيى حقي، والدكتور جابر عصفور عن الشاعر الكويتي المرحوم أحمد العدواني، والدكتور محمود الربيعي عن المجموعة القصصية "ليالي المسك العتيقة"، كما يقدم فاروق شوشة قصيدته بعنوان "الزمن الغارب"، ومحمد إبراهيم أبو سنة قصيدة بعنوان "إيقاعات الرحيل المباغت"، بالإضافة إلى الأبواب المعروفة التي تحمل لك في كل عدد المعرفة والمتعة.