بشرة سوداء وأقنعة بيضاء: (فانون).. صراع ضد سرطان الاستعمار والجسد
بشرة سوداء وأقنعة بيضاء: (فانون).. صراع ضد سرطان الاستعمار والجسد
حظيت حركة تحرير الجزائر بالتآزر والتعاطف والتأييد من عدد كبير من المفكرين ضد فرنسا، فالحرية لاوطن لها والعالم كله وطن الأحرار. كانت حركات التحرير الوطني في كل أنحاء العالم ـ وبخاصة في العالم الثالث ـ تثير خيال المفكرين والمثقفين الذين يعشقون الحرية بحكم تكوينهم العقلي ويعملون على إرساء قواعد الحرية ومبادئها باعتبارها حقا مشروعا وطبيعيا من حقوق الإنسان الأساسية والدفاع عنها بالفكر والعمل لدرجة المشاركة ـ في كثير من الأحيان ـ حتى خارج أوطانهم في صفوف المحاربين والمجاهدين ضد قوى الاستبداد والاستعمار التي تفرض على الشعوب والجماعات المستضعفة الذل والخضوع والقهر والاضطهاد. وفي أمريكا ذاتها كانت حركة تحرير الزنوج والمطالبة بحقوقهم المدنية تجد تأييد الكثيرين من البيض، رغم جماعات الإرهاب المتمثلة بشكل صارخ في تنظيم (كو ـ كلوكس ـ كلان) بكل ما كان أعضاؤه يرتكبون من فظائع وحالات القتل والإحراق ضد السكان السود. كذلك وجدت حركات التحرير من الاستعمار في إفريقيا السوداء مؤازرة الكثيرين من المفكرين والمثقفين الغربيين الذين أبدوا كثيرا من التعاطف والتجاوب مع المطالب المشروعة للشعوب الإفريقية الخاضعة للاستعمار الغربي، بكل مظالمه وقسوته واستغلاله للموارد الطبيعية في تلك المستعمرات واستعلائه على السكان الأصليين. وبالمثل حظيت حركة تحرير الجزائر في الوطن العربي بالتآزر والتعاطف والتأييد من عدد كبير من المفكرين الفرنسيين الأحرار، ضد فرنسا التي كانت تستعمر الجزائر، والأساس في ذلك كله هو أن الحرية لاوطن لها وأن العالم كله وطن الأحرار. ومن الطبيعي أن تتعاطف الشعوب المستضعفة مع بعضها البعض دون اعتبار لفوارق اللغة والدين واللون والعرق، فقد مرت كلها بنفس التجربة، وعانت شعوبها جميعها من قيود التفرقة العنصرية، وعرفت مشاعر الذل، وقاست من مواقف الاستعلاء الغربي التي تجعل السكان الأصليين مواطنين من الدرجة الثانية في أوطانهم. وقد أدى تشابه الظروف والأوضاع إلى تقارب هذه الشعوب المستضعفة أو حتى المستعبدة وقيام مشاعر روابط عاطفية وذهنية مشتركة بين أبنائها جميعاً، تكاد تصل إلى حد التوحد في النظرة والرغبة في الدفاع عن الحقوق المغتصبة. هذا التعاطف الوجداني والعقلاني معا، والقائم على حقائق الحياة الواقعية، وعلى المعاناة الشخصية الناجمة عن التجربة الذاتية، هو الذي دفع ـ على سبيل المثال ـ الطبيب المثقف والمفكر السياسي الثائر فرانتز فانون ـ وهو الزنجي المارتنيكي الأصل ـ إلى الانحياز إلى ثورة التحرير الجزائرية، والانخراط في سلك المجاهدين الجزائريين، والمشاركة مع جيش تحرير الجزائر في الحرب ضد فرنسا التي كانت تستعمر في الوقت ذاته المارتنيك في منطقة الكاريبي. ومشاركة هذا الإنسان الزنجي المثقف في الجهاد في سبيل الحرية والاستقلال في بلاد تبعد عن وطنه الأصلي بآلاف الأميال هي درس مهم يجب أن نستوعبه في المرحلة الحالية من مراحل الصراع العربي ـ وليس الفلسطيني فقط ـ ضد الاستعمار الإسرائيلي وإجراءات القمع والاضطهاد والغطرسة التي يكابد منها الفلسطينيون أصحاب الأرض على أيدى الإسرائيليين المستعمرين، بمساعدة من أمريكا وتعاطف العالم الغربي بوجه عام الذي أقام جانبا كبيرا من حضارته وتقدمه وازدهاره على الاستعمار واضطهاد الآخرين، وإن كان يتخفى الآن وراء بعض النداءات الزائفة، التي يتنكر لها حين تتعارض مع مصالحه. تحولات في العالم وحياة فانون القصيرة ملحمة مليئة بالعمل والمخاطرة والمآسي والدروس. فالفترة التي انقضت بين مولده في مارس 1925 ووفاته بالسرطان في ديسمبر 1961 كانت حافلة بالأحداث السياسية على مختلف المستويات وفي جميع الأصعدة. فقد شهد العالم خلال هذه الفترة الحرب العالمية الثانية، واندحار دول المحور، وازدهار الماركسية، مثلما شاهد بداية حركات التحرير الوطني والثورات المسلحة في كثير من أنحاء العالم، وثورة الشعوب المستضعفة على الاستعمار الغربي، وتآزر هذه الشعوب وتعاطفها مع بعضها البعض، وبدايات حصول عدد منها على الاستقلال نتيجة للكفاح الطويل المرير، كما حدث في المستعمرات البريطانية في إفريقيا. كذلك شهد العالم خلال الفترة ذاتها سقوط كثير من العروش، وتغير عدد من النظم السياسية والحكومات (الوطنية) التي كانت تفرض السيطرة والسلطان على شعوبها وتحرمها حقوقها السياسية والاجتماعية، ثم قيام نظم جديدة للحكم (الوطني) كانت تتطلع إلى المستقبل بأمل وتبشر بالعمل على الارتقاء بالوطن وتوطيد الحكم الديمقراطي، ثم تكشفت الأمور بعد ذلك عن زيف هذه الدعاوى وتحول الحكومات (الوطنية) إلى ديكتاتوريات (وطنية) أيضا، إن صح التعبير. ظهور الزنوجة كذلك كانت هي الفترة التي تفتحت فيها بشكل غير مسبوق عيون الشعوب (السوداء) وآذانهم على طبيعة التفرقة العنصرية وأبعادها الخطيرة، وأن دعاوى (مواطنة) هذه الشعوب في الدول المستعمرة لها هي مجرد سراب خادع ووهم كبير، انكشف زيفه نتيجة للظروف المتغيرة، وأدى انكشاف المستور إلى ظهور مفهوم (الزنوجة) والدعوة إلى العودة إلى الأصول الزنجية الإفريقية والاعتزاز بها في مواجهة التعسف الغربي واستعلاء الإنسان (الأبيض). كما أدى إلى قيام بعض النزعات الداعية إلى الالتجاء إلى الكفاح المسلح، وهي نزعات تختلف اختلافا كبيرا عما كانت تؤمن به فلسفة الزنوجة ذات الطابع الثقافي الغالب، والذي يميل إلى المهادنة والتفاهم مع رفض دعاوى الاستعلاء في الوقت نفسه. وكان فرانتز فانون وعدد كبير من المثقفين الذين خضعت أوطانهم للاستعمار الفرنسي يؤمنون بأن الوسيلة الوحيدة لمحاربة ذلك الاستعمار الشرس، والوقوف ضد الاضطهاد الاستعماري والإذلال الثقافي المفروض على العالم الثالث، هي العنف والثورة المسلحة. ويعبر فانون في كتابه الأساسي (بشرة سوداء وأقنعة بيضاء) عن رأيه حول التفرقة العنصرية على أساس اللون حيث يقول:(ليس هناك عالم أبيض، وليست هناك أخلاق بيضاء، كما أنه لا يوجد ذكاء أبيض. ففي كل مكان في العالم يوجد بشر يبحثون ويفكرون. إنني لست مسجونا أسيرا للتاريخ، ولذا فلن أفتش فيه أو أنقب بحثا عن مصيري وقدري.. فلقد جئت خلال العالم الذي أسافر فيه وأتولى فيه طيلة الوقت عملية خلق نفسي وتجديدها). أسطورة المواطنة وقد ولد فرانتز فانون في السادس من مارس عام 1925 في عائلة من الطبقة الوسطى في مستعمرة المارتنيك الفرنسية، وتلقى تعليمه المتأثر بالمناهج الفرنسية في مدارسها، وكان يزامله في المدرسة الشاعر المارتنيكي الشهير إيميه سيزير صاحب فكرة (الزنوجة). وفي عام 1943 تسلل خلسة من المارتنيك إلى الدومينيك وسافر إلى فرنسا بعد أن كان قد اختلس من والده (بطاقات) توزيع الملابس التي كانت تصرفها السلطات الفرنسية لرعاياها هناك للحصول بواسطتها على ما يحتاجون إليه من ملابس، وتكفلت النقود التي حصل عليها من بيع هذه البطاقات في السوق السوداء بتغطية تكاليف سفره إلى فرنسا، حيث انضم إلى قوات الحلفاء التي كانت تحارب ألمانيا في شمال إفريقيا ثم في أوربا وخلال ذلك أدرك أبعاد العنصرية التي كان يمارسها المستوطنون الفرنسيون (البيض) في الجزائر. فقد كان حين التحق بجيش فرنسا الحرة واقعا تحت تأثير الدعاية الفرنسية التي كانت تزعم أن المستعمرات جزء من الوطن الفرنسي الكبير، وأنها هي (فرنسا ما وراء البحار) وهو الأمر الذي ينطبق على الجزائر. ولكن تجربته أثناء الحرب وضعت أمام عينيه عمق الهوة بين البيض والسود، وبين الإنسان الغربي الأبيض الذي يمثل التسلط والكبرياء والاستعلاء وإنسان المستعمرات الأسود الذي يمثل الخضوع والمذلة، كما كشفت هذه التجربة لذهنه المتفتح عن أن دعوى المواطنة بالنسبة لزنوج المستعمرات هي مجرد أسطورة لا وجود لها في الواقع، وأن (الاندماج) في المجتمع الفرنسي بالنسبة لأبناء المستعمرات هو مجرد وهم ينبغي التخلص منه. سيكولوجية الاستعمار وقد تعمقت هذه الأفكار في ذهنه أثناء حياته في فرنسا بعد الحرب لدراسة الطب والعلاج النفسي في جامعة ليون ورؤيته لمظاهر التفرقة في الحياة اليومية. واستفاد من دراسته للتحليل النفسي إلى جانب الفلسفة الوجودية ـ التي كان يحمل لواءها في ذلك الحين الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ـ مع اطلاعه على الماركسية في التغلغل في أعماق النفس البشرية، وتحليل مشاعر وأفكار الإنسان الخاضع للاستعمار والعبودية، ودراسة ظاهرة (الكولونيالية) وآثارها المدمرة للنفس البشرية، وبذلك بدأ يتحول تدريجيا ـ عن وعي أو عن غير وعي ـ من المفكر الأكاديمي الاشتراكي، إلى الثائر المناضل ضد الظلم والاضطهاد والإذلال، وظهر ذلك في أول أعماله (بشرة سوداء وأقنعة بيضاء) الذي صدر عام 1952، وكان له تأثير قوي على حركات المطالبة بالحقوق المدنية للزنوج في كل أنحاء العالم، وعلى الحركات المناوئة للاستعمار وإيقاظ الوعي الأسود بزنجيته، والاعتزاز بهذه الزنجية، والالتجاء إلى العنف إذا لزم الأمر. فالاستعمار يفرض على الشعوب الخاضعة لسطوته وجوداً زائفا ومهيمنا ويطالب تلك الشعوب بالمواءمة مع قيمه الشوهاء. وقد استعان فانون بمعلوماته وتخصصه في الطب النفسي لكي يكشف عن أن مشكلة السلالة والعرق واللون ترتبط ارتباطا وثيقا بسلسلة طويلة من الألفاظ والصور النابعة كلها من رمزية الجانب المظلم في النفس البشرية، ويقول في ذلك (ألا يرتبط اللون الأبيض دائما بفكرة العدالة الفرنسية والحق الفرنسي والطهارة الفرنسية؟). معايير البيض في فترة الدراسة بجامعة ليون بدأ فانون يكتب مقالات في السياسة ويؤلف مسرحيات سياسية، وفي عام 1952 صدر كتابه (بشرة سوداء وأقنعة بيضاء) والذي يعبر فيه عن رأيه في الاستعمار والتفرقة العنصرية على ما ذكرنا. وكان العنوان الأصلي للكتاب هو (مقال في القضاء على اغتراب السود) وفيه انعكاس لخبرته الذاتية في ليون كمثقف أسود في مجتمع يؤمن بأفضلية الجنس الأبيض. وكان بحكم تربيته ونشأته وتعليمه والتأثيرات الدعائية التي خضع لها يعتبر نفسه (فرنسيا)، ولذا حين اصطدم بالتفرقة التي يقيمها الفرنسيون بين البيض والسود ـ سكان المستعمرات ـ تغيرت نظرته السيكولوجية عن الثقافة، وذهب إلى أن النزعة العنصرية العرقية تساعد على ظهور تكوينات سيكولوجية ضارة تخفي عن الرجل الأسود خضوعه لمعايير بيضاء، وتدفعه إلى الاغتراب عن الوعي بذاته، وعن إدراك حقيقة واقعه وعن ثقافته الأصلية الأصيلة، وأن الثقافة العنصرية تلحق أشد أنواع الضرر والإيذاء بالصحة النفسية للرجل الأسود، بل وسكان المستعمرات بوجه عام. وكان فانون أثناء مشاركته في الحرب في شمال إفريقيا قد شاهد كيف كان الجنود في وهران يلقون بفضلات الخبز للأطفال العرب الجوعى، وأدرك حينئذ أنه هو نفسه مجرد (فرد أسود في جيش الإنسان الأبيض)، كما شعر بعد تحرير فرنسا أن دماء الجنود السود قد أريقت من أجل الأوربيين الذين كانوا يتباعدون عنهم ويحملون نحوهم كثيرا من المهانة والازدراء. اللغة.. أسوؤها ومن واقع خبرته أيضا ذهب إلى أن الاستعمار من خلال اللغة هو أسوأ أنواع الاستعمار، وأنه أشد ضراوة بكثير جدا من الاستعمار السياسي أو الاقتصادي، لأن له أبعادا أعمق في وعي الإنسان وتكوينه الإدراكي والمعرفي. فالكلام بلغة معينة هو مؤشر إلى قبول الحضارة أو الثقافة التي تعتبر تلك اللغة أداتها ووسيلتها للتوصيل والتواصل، وهو ما يعني في آخر الأمر الاعتراف بأهمية ووزن هذه الثقافة، وتأكيد هذه الأهمية وذلك الوزن. فالكلام بالفرنسية ـ وهو ما كانت فرنسا تفرضه فرضا على أبناء المستعمرات من الأجيال الناشئة ـ فيه اعتراف بالخضوع قهرا واستسلام لسيطرة الشعور والوعي الجماعي للفرنسية، التي تنظر إلى اللون الأسود على أنه رمز للشر والخطيئة والرذيلة وتعمل على التوحيد بينهما. ولكي يتخلص السود أو الزنوج من هذه الوصمة ومن ربط سواد البشرة بالشر يلبسون أقنعة بيضاء عن طريق محاكاة البيض في سلوكهم وقيمهم وأخلاقياتهم، ويوهمون أنفسهم بأنهم قد تساووا بذلك مع البيض، وأنهم جميعا مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات في مجتمع يزعم أنه يقوم على مبادىء المساواة، التي ترتفع وتترفع عن الاعتبارات الشخصية والفوارق الفردية والمظاهر الخارجية للأشخاص، وعن طريق ذلك الوهم ـ أو التوهم ـ يتم استيعاب الرجل الأسود للقيم الثقافية المرتبطة بتلك اللغة، وتمثل هذه القيم في الوعي والشعور مما يعني اغتراب ذلك الإنسان الأسود عن ذاته. ويذهب فانون إلى أبعد من ذلك، فيذكر أن (مقولة) الأبيض تعتمد في وجودها وفهمها على ضدها أو نقيضها (الأسود)، إذ لا يمكن وجود أحدهما دون الآخر، وأن هاتين المقولتين ظهرتا متزامنتين مع الاستعمار والغزو الاستعماري. العود للجزائر هذا الإدراك المؤلم لحقيقة العلاقة بين الرجل الأبيض والرجل الأسود، وفداحة المظالم التي تحيق بسكان المستعمرات، دفع ـ مع عوامل أخرى بطبيعة الحال ـ فانون إلى الرحيل عام 1952 عن فرنسا للعمل في الجزائر كممارس في الطب النفسي في مستشفى (البليدة). وفي عام 1953 تزوج (هو نفسه) من فتاة فرنسية، وتم تعيينه رئيسا لقسم الطب النفسي بالمستشفى، ولكنه استقال بعد ثلاث سنوات لكي ينضم إلى حركة تحرير الجزائر التي كانت تناضل ضد الاستعمار الفرنسي، وقد ضمن خطاب استقالته رؤيته للاستعمار وسيكولوجية القهر الاستعماري، وأن الأخلاق الاستعمارية ورسالة الاستعمار تتعارضان من حيث المبدأ مع أخلاقيات ممارسة الطب النفسي، الذي يهدف إلى إعادة ترشيد علاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها. وكان يتجول بين معسكرات المقاومة. ويخفي رجالها في بيته، ويتولى تدريب الفتيات الجزائريات على التمريض وتضميد الجروح. وقد أصيب هو نفسه إصابة بالغة عام 1959 على الحدود بين الجزائر والمغرب. وأشرف على إصدار (المجاهد) التي كانت تصدر في تونس، ثم عينته حكومة الجزائر المؤقتة سفيرا لها في غانا، وهناك وقع فريسة لسرطان الدم الذي قضى عليه في واشنطن حيث ذهب للعلاج وكانت وفاته يوم 12 ديسمبر عام 1961، وهو العام الذي شهد صدور كتابه الأخير المهم عن بؤساء الأرض، والذي اعتمد فيه على تجاربه وخبراته في الجزائر في سنوات حرب التحرير. وجاءت وفاته في وقت كان سارتر ينشر فيه ذلك الكتاب. بعد الاستقلال استقبلت الجزائر وجيش التحرير الوطني الجزائري جثمان فرانتز فانون في احتفال مهيب لكي يدفن في أرضها حسب وصيته. ولكن رغم جهاده وإيمانه بقضية الحرية والدروس التي يمكن أن يستفاد بها من حياته وجهاده وإيمانه يبدو أن اسم فانون بدأ يسقط من الذاكرة العربية.. والنسيان هو مأساة العرب الكبرى.
|